نهائي دوري ابطال افريقيا .. التعادل يحسم لقاء الذهاب بين الاهلي المصري والترجي التونسي    هاري كاين يحقق الحذاء الذهبي    نافاس .. إشبيلية يرفض تجديد عقدي    نهائي نارى: الترجي والأهلي يتعادلان سلباً في مباراة الذهاب - من سيُتوج بطلاً؟    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    توقف الصرافات الآلية بصنعاء يُضاعف معاناة المواطنين في ظل ارتفاع الأسعار وشح السلع    الكشف عن أكثر من 200 مليون دولار يجنيها "الانتقالي الجنوبي" سنويًا من مثلث الجبايات بطرق "غير قانونية"    صحفي: صفقة من خلف الظهر لتمكين الحوثي في اليمن خطيئة كبرى وما حدث اليوم كارثة!    فرع الهجرة والجوازات بالحديدة يعلن عن طباعة الدفعة الجديدة من الجوازات    تعيين شاب "يمني" قائدا للشرطة في مدينة أمريكية    الوية العمالقة توجه رسالة نارية لمقاتلي الحوثي    "لا ميراث تحت حكم الحوثيين": قصة ناشطة تُجسد معاناة اليمنيين تحت سيطرة المليشيا.    دعوات تحريضية للاصطياد في الماء العكر .. تحذيرات للشرعية من تداعيات تفاقم الأوضاع بعدن !    جريمة لا تُغتفر: أب يزهق روح ابنه في إب بوحشية مستخدما الفأس!    وفاة ثلاثة أشخاص من أسرة واحدة في حادث مروري بمحافظة عمران (صور)    تقرير برلماني يكشف تنصل وزارة المالية بصنعاء عن توفير الاعتمادات المالية لطباعة الكتاب المدرسي    القبائل تُرسل رسالة قوية للحوثيين: مقتل قيادي بارز في عملية نوعية بالجوف    لحوثي يجبر أبناء الحديدة على القتال في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل    صحة غزة: ارتفاع حصيلة شهداء الحرب إلى 35 ألفا و386 منذ 7 أكتوبر    وزارة الحج والعمرة السعودية تطلق حملة دولية لتوعية الحجاج    حملة رقابية على المطاعم بمدينة مأرب تضبط 156 مخالفة غذائية وصحية    التفاؤل رغم كآبة الواقع    الاستاذة جوهرة حمود تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقة    انهيار وشيك للبنوك التجارية في صنعاء.. وخبير اقتصادي يحذر: هذا ما سيحدث خلال الأيام القادمة    اسعار الفضة تصل الى أعلى مستوياتها منذ 2013    وفد اليمن يبحث مع الوكالة اليابانية تعزيز الشراكة التنموية والاقتصادية مميز    الإرياني: مليشيا الحوثي استخدمت المواقع الأثرية كمواقع عسكرية ومخازن أسلحة ومعتقلات للسياسيين    الجيش الأمريكي: لا إصابات باستهداف سفينة يونانية بصاروخ حوثي    الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد تصدر توضيحًا بشأن تحليق طائرة في سماء عدن    بمشاركة 110 دول.. أبو ظبي تحتضن غداً النسخة 37 لبطولة العالم للجودو    طائرة مدنية تحلق في اجواء عدن وتثير رعب السكان    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    أمريكا تمدد حالة الطوارئ المتعلقة باليمن للعام الثاني عشر بسبب استمرار اضطراب الأوضاع الداخلية مميز    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    أثناء حفل زفاف.. حريق يلتهم منزل مواطن في إب وسط غياب أي دور للدفاع المدني    منذ أكثر من 40 يوما.. سائقو النقل الثقيل يواصلون اعتصامهم بالحديدة رفضا لممارسات المليشيات    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    حصانة القاضي عبد الوهاب قطران بين الانتهاك والتحليل    نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    الهلال يُحافظ على سجله خالياً من الهزائم بتعادل مثير أمام النصر!    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مذكراتي من حصار صنعاء (7)
نشر في حشد يوم 07 - 02 - 2011


الحلقة السادس والعشرون:
المكان بني الحادث .. أرحب
الزمن عام 1968م
كنت ضمن المجموعة التي ستقوم بحراسة المطار مع القوات المرابطة هناك من طلبة كلية الشرطة ومدفعية ومدرعات .. أفراد المقاومة الذين معي كانوا يرتدون ملابس مختلفة ، قد يتسلل أحد المرتزقة إلى بينهم وعمل كمين ماذا العمل ؟ يجب أن يكونوا بالخلف لحماية قواتنا المتقدمة وتزويدهم بكلمة السر هذا هو العمل .
تحركت بأحد المدرعات شمالاً الساعة الثامنة مساء ، الطريق مفتوحة ، يجب أن يكون النور للمدرعة مطفئ لضمان سرية التقدم ولعدم أصابتنا بأي أذى ، تتحرك المدرعة مسرعة ، كل فرد يده عن الزناد والجندي الذي على الرشاش ثابت يراقب الحركة وإذا بالمسافة تطول .. أين نحن ؟..
الظلام دامس لا نكاد نرى كف اليد يجب العودة والانطلاق مرة ثانية ، كل فرد يجب أن يفتح أذنيه تماماً لأي حركة أو أي شيء ، وإذا بنا قد دخلنا في عمق العدو ، لم نجد إلا إطلاق الرصاص على المدرعة من كل الاتجاهات ، هل هذه الطلقات من قواتنا أم من اتجاه آخر ؟ ما هو العمل ؟ لقد أخطأنا الطريق .. في الاتجاه المرسوم لنا ، يجب أن نقف ونتعرف أين نحن ، قلت : من الذي معه طلقة كاشفة لكي نعرف أين نحن وفي أي مكان يجب ألا نخطئ..
قال جندي : من معه كبريت. أنا يافندم أفندم بس بشرط أعمل نخس سيجارة ..
.. يا أخي مش وقته ..
ومتى وقته ..
ما بله وقته ذل حين ..
نأخذ عود كبريت ونشعله ونختار الطلقة المضيئة ..
هيا يا أفندم .. أخذ نفس أو أطلق الطلقة ..
فين الاتجاه ..
كلنا لا نعرف في أي اتجاه نحن ، ونطلق الطلقة ..
هذه مواقعنا هناك..
نتحرك نحو مواقعنا ..
.. هي يا أفندم أخذ نفس سيجارة .
.. خذ نفس ، بس خلي بالك ..
نصل مواقعنا ونكمل المهمة وننطلق نحو العودة .. كانت كلمة السر هي الطلقة ، وأوقفتنا مجموعة مسلحة كانت من قواتنا ، قال لنا الجندي الذي أوقفنا .
.. كلمة السر .. طلقة + ماسورة ..
عدنا مرة ثانية نحو الموقع ، كان القصف لا يزال يدوي في كل مكان ، وخرجنا من مأزقنا مرة ثانية ولولا كلمة السر لكنا اليوم في عداد المفقودين .
الحلقة السابع والثلاثون
المدفعية غرب مطار الرحبة
هذا اليوم يسجله التاريخ .. الموقع 14 مدفعية بقيادة الملازم أول علي قاسم ناجي الشرعبي الذي لعب دورا في التعامل مع أسلحة العدو التي كانت في الجبل الطويل والجميمة والذي كان المسؤل عليه العميل قاسم منصر وكانت تطلق نيرانها ضد قواتنا المرابطين غرب مطار الرحبة مع طلبة كلية الشرطة الذين كانوا مدافعين على المطار .. كما لاننسى الموقع 13 بقيادة الملازم أول عبد القادر علي مصلح وكان قائد الكتيبة الملازم أول ابوبكر عبد الحق فلقد عملت هذه الكتيبة مع ضباطها وإفرادها وأسلحتها في حماية مطار الرحبة من أي اختراقات وكان من ضباط الكتيبة الملازم علي عثرب و حسين السياني وحمود الحميضة ومحمد عطية وغيرهم من الضابط والجنود المجهولين ومن الأسلحة التي كانت مع الكتيبة مدفع ساحلي عيار 100م ومدفع 85م ومدفع 76م ومدفع 37م ورشاش 14م ورشاش 12م علاوة على الأسلحة الشخصية للإفراد وكان ملحق على الكتيبة فصيلة صاعقة أما طلبة كلية الشرطة فلقد كانوا في الخطوط الأمامية كما كان يوجد في التبة المقابلة دبابتين ت34 بقيادة الملازم يحي الدحيدح .
الحلقة الثامنة والعشرون
المكان حي الإذاعة الموافق 1968م.
قطرات الندى لا زالت عالقة فوق الأشجار وفي أوجهة المنازل بدأت الشمس ترسل خيوطها الدافئة .. أغنيات الصباح على لسان الفلاح تعطي للأرض دمعه تروي بها عرق الأشجار المبشرة بقدوم الربيع ، لكن الشتاء كان أقوى من كل شيء
بدأت إذاعة صنعاء تبث صوتها لتعلن لكل الملأ أن الثورة باقية والجمهورية صامدة وصنعاء بلادي حرة ما بقى أبنائها ، ويخرج العمال ليوم من العمل ، والموظف في وظيفة ، والجندي في موقعه والمرأة في منزلها والطلاب إلى مدارسهم .. كم أنت جميلة يا مدينتي يا رمز التضحية والفداء ..
وترتفع الشمس في كبد السماء .. معلنة ليوم جديد من الحصار ، هنا صنعاء وتعز إذاعة الجمهورية العربية اليمنية ، ويزداد كل فرد فخار واعتزاز ، ليوم جديد من الحصار ..
الأعداء يسمعون هذا الصوت ويزدادوا فزعاً وخوفاً بلا حدود ويرسل المدفع طلقاته إلى الحي الإذاعي لإسكات الصوت الصادر من الإذاعة ..
قالها : لا تخافوا يارجال أصبح الآن على وشك السقوط أعصابه منهارة من صمود الأبطال في كل موقع ..
.. أدخل سجل البرنامج من هنا إلى جنود الثورة في المواقع ، أرفع صوتك .. نحن جنود الثورة
هكذا قال أحد الأخوان المهندسين في إذاعة صنعاء . انه الخ عبد الله هديان كان كلامه هادياً رصيناً ..
ويزيد المدفع ضرباً .. تسكت الإذاعة .. فترة قصيرة يقوم المهندسين بإعادة الخلل عاد الإصلاح وكأنه لم يكن .
خرجت من الحي الإذاعي .. متجهاً نحو مقر الشئون العامة والتوجيه المعنوي ، التقيت بأول فرد منهم وهو الزميل شعبان قال : ما معك اليوم .. قلت لا شيء.. قال : لكن هل معك شيء أنت ، أطلع كلهم موجودين .
قلت : هل سجلتم البرنامج ..
قال : نحن الآن ذاهبون إلى الإذاعة .. كان القصف على الإذاعة مستمرا .. قال: ( والله ما نخاف من أي شيء ، حياتنا الثورة والجمهورية ، المصير واحد ، من أول شرارة … تركت شعبان متجهاً إلى عملي .
كان الوقت الساعة الخامسة مساءً الشمس تودعنا معلنة رحيل يوم من الحصار ..
كان الناس يعطون دماً جديداً ليوم جديد فتحت الراديو ، سمعت الإذاعة وهي ترسل الأغاني العاطفية والأناشيد الوطنية لتقول للعالم أن صنعاء بخير .. المذيع عبد العزيز شائف وعبد القادر الشيباني بدأوا بإرسال برامجهم قلت : غداً سيكون زيارة إلى الإذاعة لمد العون للمهندسين والمذيعين ومنهم محمد الشعبي وعبد الله هذيان وغيرهم الذين لا ننسى مواقفهم .
الحلقة التاسعة والعشرون
مواقف مضحكة
كنت قد أكملت مهمتي في توزيع الخدمات من باب السباح حتى النهرين السائلة ..والحي الإذاعي..
وفي هذا اليوم كان البرد قارصا جداً كانت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل .. بدأت الطلقات النارية بالانطلاق من نقم ، براش نحو الغرب .. توقفت السيارة التي كنت أستقلها عند مدخل السائلة وبالتحديد بين بستان السلطان والطبري . كانت الخدمات قد بدأت في إشعال النيران للتدفئة .. والسيارة أعجبها الجو الدافئ حيث توقف محركها عن الحركة ..
قال أحد الأخوة : لعلها باردة مثلنا يا أفندم.. أو أنها تريد الراحة ..
كانت السيارة من نوع جيب روسي .. حاولنا إصلاح السيارة ودفعها نحو السائلة ودون جدوى .
هتفنا جميعاً ( بترول ) جلسنا نتسلى مع النار التي أشعلتها الخدمة ..
وفي هذه اللحظة مر من أمامنا الأخ / عبد الله بركات وزير الداخلية في حينه قال لي : مال سيارتك
قلت : أصابها خلل .. وقد يكون البترول .. البترول في هذه المرحلة كان صعباً جداً ولا يوجد داخل صنعاء وقودا سواء للاستعمال الضروري مثل الكهرباء للديزل والدوريات لها بترول حسب مهمتها ..
صرف لي عشرون لتر بترول من وزارة الداخلية .. كان صرف البترول سري جداً ، رفع يده معلناً المغادرة ليتفقد بقية الخدمات ، من الأمن الداخلي والأمن المركزي للمواقع الأمامية .
البترول في مكان وأنا في مكان آخر .. ما هو الحل .. سوى المشي على الأقدام لإحضار البترول .
تركت السيارة لدى الخدمات ورحت أجول الشارع لأخذ ما صرف لنا من البترول
في تلك الأيام الموتر سيكل كان ممنوع من السير ليلاً .. في أحد الشوارع المودي إلى وزارة الداخلية وخاصة الشارع الخلفي عند مدخل القصر حالياً ، وكانت المفاجأة
قال لي أحد الأخوة يجب أن تأتي بالسيارة إلى هنا لإعطائك البترول المصروف لك .. يجب العودة إلى الطبري مرة ثانية وأخذ السيارة إلى وزارة الداخلية ( المتحف الحربي حالياً ).. وإذا بنا نقوم بدفع السيارة إلى وزارة الداخلية قال لي أحد الأخوة (( هل ارتكبنا ذنباً )) وكل واحد نجده في الطريق يقوم بدفع السيارة وكنا نسير على بوق السيارة وكأننا في عرس .
قال أحد الأخوان : رياضة حموا أجسامكم من هذا البرد وصلنا إلى الوزارة لكن المستلم كان قد اقفل المستودع ، وكان الموقف المضحك .

الحلقة الثلاثون والعشرون
شارع علي عبد المغني ..
المدفع هذا اليوم يضرب على شارع علي عبد المغني بشكل عشوائي بعد أن تم استعادة عيبان وظفار في 7/ من فبراير وفتح طريق الحديدة هذا اليوم 8 فبراير 68 م .. كان الموقف غامضاً في الجبهة الجنوبية .. حيث كانت قواتنا المرابطة في معبر وتحت النقيل وفي سواد حزيز تقف على أتم الاستعداد ، لفتح الطريق تعز صنعاء
طريق الحديدة شبه مؤمنة . بدأت وصول أول قافلة من المواد الغذائية إلى صنعاء .. هدأت أنفس الناس وتنفسوا الصعداء .. كنت قد عدت من جولة من عصر حيث تم تجهيز أفراد المقاومة الشعبية الذين ينقلون الذخائر والمواد الغذائية إلى القوات المسلحة في منطقة بني مطر
إذا بالمدفع يضرب على شارع علي عبد المغني ضرب عشوائي مكثف وفي كل الاتجاهات..
عاد الناس إلى منازلها .. ولم يتوقعوا الحدث الذي حصل .. كل الناس مالت أنظارها اتجاه القوات التي فتحت طريق الحديدة حيث الناس كانوا في ضيق شديد من شدة ضرب المدفع انه يضرب في كل مكان هذا المدفع يضرب دون هوادة !!.
أخذت سيارتي مع مجموعة من الأخوة اتجاه عصر .. لم نسلم من الضرب الذي حل بنا في شارع علي عبد المغني وباب السباح .
قال أحد الأخوة : أن المدفع يضرب من مناطق بعيدة بعد أن علم أن طريق الحديدة قد تم فتحه ،
سرنا في اتجاه عصر حتى وصلنا قرية الملكة في بني مطر .. اتصلت بالأخ / عبد الرقيب عبد الوهاب الذي كان قائد الحملة ورئيس الأركان لتطهير عيبان والمناطق المتاخمة ، قلت له أن الضرب مستمر على صنعاء من الجهة الجنوبية ، كانت قواتنا المسلحة تقوم بعملية تطهير الطريق المودية إلى الحديدة عن طريق متنه وبني مطر ، تم تجهيز قوة صغيرة لاختراق الجبال والتلال لمتاخمة لعيبان حيث نزلنا نحو ظفار في اتجاه حدة لمعرفة الضرب المستمر .. استمرت القوات الجوية بالضرب على الجهة الجنوبية والقوات القادمة من الحديدة بالتقدم إلى الإمام حتى الساعة الثانية بعد الظهر يوم التاسع من فبراير 68م .. لم يسمع للمدفع أي صدى يذكر ..
حيث كانت القوات القادمة من الحديدة على مشارف ظفار والمناطق المتاخمة والنزول إلى الجبهة الشرقية لتطهير ما تبقى من العناصر وهناك كانت المفاجأة .. بدأت القوافل من السيارات بالظهور من متنة متجهة نحو عصر .. أما المدفع الذي ظل يضرب بصورة عشوائية على صنعاء فلقد كان المدفع في منطقة حدة وتم الاستيلا عليه والقضاء على بعض العناصر التي كانت ترابط في الجبهة الجنوبية الغربية ، وأسر بعض المرتزقة من الأجانب .
وخرجت صنعاء ترفع علم الجمهورية تستقبل أول فوج من السيارات الواصلة إلى صنعاء ، يتقدمهم فوج من الأطقم وسيارات مكبرات الصوت تغني .. نحن فداك يا صنعاء .وأغنية محمد البصير (جمهورية ومن قرح يقرح )

الحلقة واحد وثلاثون
تفتيش داخل صنعاء
أخبار وصلتنا بأن هناك متسللين دخلوا المنطقة الجنوبية وهي ما تعرف الآن بالصافية الجنوبية وأن المتسللين دخلوا عبر حده وبيت بوس لأن المنطقة كانت مفتوحة على مصراعيه وأن حدودنا هو المطار الجنوبي .. وأن ما يحصل من ضرب على صنعاء بالمدفع يحصل من هذه المناطق .. اجتمعت رئاسة المقاومة وأقترح القيام بتفتيش المنازل القابعة في هذه المنطقة .. كان التفتيش ليلاً .. قسمنا المنطقة إلى عدة حارات وأغلقنا جميع المنافذ المؤدية إلى الداخل زودنا خدماتنا بكلمة السر . أعطيناها للأفراد الذين سيقومون بالمهمة .. بدأنا بالتفتيش منزلاً منزل .. حيث بدأ الناس بالخوف لكن أعطينا تعليمات لأفراد المقاومة أن المنازل المعروفة والذين منخرطين في صفوف المقاومة .. يتم التعرف عليهم .. وأيضاً بقية المنازل وتفتيش المنازل المشبوهة .. بدأنا في العملية من مكان إلى مكان لكن استمرت العملية أربع ساعات لم نجد شيئا أعطينا تعليمات للساكنين عدم أوى أي إنسان مهما كان ، وأي اشتباه بأحد يجب التبليغ عنه لأن صنعاء كانت مفتوحة والأماكن كثيرة مع إغلاق المداخل التي تمر بها السيارات .. عدنا إلى مقر المقاومة بعد منتصف الليل كانت صنعاء هامدة إلا من بعض التراشق بالأسلحة الخفيفة .. تم تنظيم الحراسة الليلية وأسند إلينا مهمة أخرى التوجه إلى باب شعوب للقيام بنفس المهمة و لكن كان الوقت متأخرا تلك الليلة .. مهمة شعوب صعبة لأن أماكنها وحاراتها ضيقة فأسندنا تلك المهمة إلى أفراد الأمن العام للقيام بدوريات مرتجلة للتعرف على الحارات وجمع معلومات للداخلين والخارجين من بني حبيش والجبل الطويل وغيرها من الأماكن التي يسهل التسلل منها .. لكن ما حصل لم يدرج في الحسبان فلقد ضرب مصنع الغزل والنسيج ومطار الجراف ومدرسة المظلات .. من مدفع كان قرب من جبل الجميمة بني حشيش مقابل جبل برش وباتت صنعاء تلك الليلة في توتر دائم حتى الصباح ..
الحلقة الثاني والثلاثون
البندقية ألشيكي
سلاحنا جميعاً هو البندقية الشيكي .. المقاومة الشعبية . من عمال وطلاب وحرفيين وموظفين فالبندقية الشيكي هو سلاحنا .. بدأنا بالتدريب عليه ولم يكن صعب فهو يحتاج عدة ساعات فقط لمعرفة كيف يتم استعماله .. وأعطينا تعليمات للأفراد بأن هذه البندقية إذا سقطة على الأرض قد يقرح .. تنبه الأفراد لذلك وأصبحوا يعرفون كيف يتم استعماله .. وبات مشهوراً جداً عند أفراد المقاومة فهو السلاح الوحيد .
من تراه في الشارع حاملا لهذا السلاح تعرف أن هذا من أفراد المقاومة الشعبية لأن القبائل كانوا مسلحين ببندقية الشرفاء والجرمل . وبعض المشايخ بنصف آلي لأن الآلي في تلك الفترة لم يصل إلينا بكميات متوفرة مكان سلاح القادة أو المسئولين فقط آلي أو إذا جاء بكمية قليلة ولا نعرفه
نحن . سلم لكل فرد من أفراد المقاومة سلاح شيكي وعدد من الذخيرة وعدد من القنابل الهجومية ليتسنى لكل فرد أن يستعملها وقت الضرورة .. ومن حوادث الشيكي أن أفرادا كانوا يحرسون شارع علي عبده المغني .. مرت سيارة مسرعة لم تأب للحارس فقام فصوب ببندقيته على عجلات السيارة.. فتوقفت السيارة ونزلوا القبائل ليبحثوا على الرامي ولولا قدرة الله لكانت كارثة.
ظل البندقية ألشيكي يلعب دوراً من أول الحصار إلى آخره وهو السلاح الذي أقترن اسمه باسم المقاومة الشعبية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.