البوم    أمن عدن يلقي القبض على شخص بحوزته عبوات جاهزة للتفجير    الرئيس الزُبيدي يستقبل مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ونائبه    رونالدو يطالب النصر السعودي بضم لاعب جديد    الاشتراكي اليمني يعزى في استشهاد المناضل طلال الوظيفة مؤكداً تأييده المطلق للشعب الفلسطيني في كفاحهم المشروع مميز    انخفاض أسعار الذهب إلى 2354.77 دولار للأوقية    شهداء وجرحى جراء قصف جوي ومدفعي إسرائيلي على شمالي قطاع غزة    "وزير الكهرباء يهرب من عدن تاركاً المدينة في الظلام!"    السفيرة الفرنسية: علينا التعامل مع الملف اليمني بتواضع وحذر لأن الوضع معقد للغاية مميز    جيسوس يحسم مستقبله مع الهلال السعودي    هجوم إسرائيلي كبير على مصر    مباحثات يمنية - روسية لمناقشة المشاريع الروسية في اليمن وإعادة تشغيلها    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    أزمة الكهرباء تتفاقم.. دعوات للعليمي والحكومة بتقديم الاستقالة    الاكاديمية العربية للعلوم الادارية تكرم «كاك بنك» كونه احد الرعاة الرئيسين للملتقى الاول للموارد البشرية والتدريب    صراع الكبار النووي المميت من أوكرانيا لباب المندب (1-3)    رشاد كلفوت العليمي: أزمة أخلاق وكهرباء في عدن    احتجاز عشرات الشاحنات في منفذ مستحدث جنوب غربي اليمن وفرض جبايات خيالية    وكالة أنباء عالمية تلتقط موجة الغضب الشعبي في عدن    ماذا يحدث في عدن؟؟ اندلاع مظاهرات غاضبة وإغلاق شوارع ومداخل ومخارج المدينة.. وأعمدة الدخان تتصاعد في سماء المدينة (صور)    قيادي انتقالي: الشعب الجنوبي يعيش واحدة من أسوأ مراحل تاريخه    فريق مركز الملك سلمان للإغاثة يتفقد سير العمل في بناء 50 وحدة سكنية بمديرية المسيلة    بناء مستشفى عالمي حديث في معاشيق خاص بالشرعية اليمنية    دموع ''صنعاء القديمة''    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    من أراد الخلافة يقيمها في بلده: ألمانيا تهدد بسحب الجنسية من إخوان المسلمين    صحيفة لندنية تكشف عن حيلة حوثية للسطو على أموال المودعين وتصيب البنوك اليمنية في مقتل .. والحوثيون يوافقون على نقل البنوك إلى عدن بشرط واحد    مارب.. الخدمة المدنية تدعو الراغبين في التوظيف للحضور إلى مكتبها .. وهذه الوثائق المطلوبة    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    تشافي: أخطأت في هذا الأمر.. ومصيرنا بأيدينا    تعيين الفريق محمود الصبيحي مستشارا لرئيس مجلس القيادة لشؤون الدفاع والامن    ميلان يكمل عقد رباعي السوبر الإيطالي    صورة حزينة .. شاهد الناجية الوحيدة من بنات الغرباني تودع أخواتها الأربع اللواتي غرقن بأحد السدود في إب    شاهد.. الملاكمة السعودية "هتان السيف" تزور منافستها المصرية ندى فهيم وتهديها باقة ورد    انهيار جنوني متسارع للريال اليمني.. والعملات الأجنبية تكسر كل الحواجز وتصل إلى مستوى قياسي (أسعار الصرف)    هل تعاني من الهم والكرب؟ إليك مفتاح الفرج في صلاةٍ مُهملة بالليل!    رسميًا: تأكد غياب بطل السباحة التونسي أيوب الحفناوي عن أولمبياد باريس 2024 بسبب الإصابة.    باريس يسقط في وداعية مبابي    فساد قضائي حوثي يهدد تعز وصراع مسلح يلوح في الأفق!    رسالة صوتية حزينة لنجل الرئيس الراحل أحمد علي عبدالله صالح وهذا ما ورد فيها    تحرير وشيك وتضحيات جسام: أبطال العمالقة ودرع الوطن يُواصلون زحفهم نحو تحرير اليمن من براثن الحوثيين    للتاريخ.. أسماء الدول التي امتنعت عن التصويت على انضمام فلسطين للأمم المتحدة    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    وزير المياه والبيئة يزور محمية خور عميرة بمحافظة لحج مميز    بدء اعمال مخيّم المشروع الطبي التطوعي لجراحة المفاصل ومضاعفات الكسور بهيئة مستشفى سيئون    المركز الوطني لعلاج الأورام حضرموت الوادي والصحراء يحتفل باليوم العالمي للتمريض ..    وفاة أربع فتيات من أسرة واحدة غرقا في محافظة إب    لو كان معه رجال!    أفضل دعاء يغفر الذنوب ولو كانت كالجبال.. ردده الآن يقضى حوائجك ويرزقك    عاصفة مدريدية تُطيح بغرناطة وتُظهر علو كعب "الملكي".    بالفيديو...باحث : حليب الإبل يوجد به إنسولين ولا يرفع السكر ويغني عن الأطعمة الأخرى لمدة شهرين!    هل استخدام الجوال يُضعف النظر؟.. استشاري سعودي يجيب    قل المهرة والفراغ يدفع السفراء الغربيون للقاءات مع اليمنيين    مثقفون يطالبون سلطتي صنعاء وعدن بتحمل مسؤوليتها تجاه الشاعر الجند    هناك في العرب هشام بن عمرو !    بسمة ربانية تغادرنا    عندما يغدر الملوك    قارورة البيرة اولاً    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بمشاركة الأمين العام :ندوة "الخليج" في صنعاء : اليمن . . أزمات وتحديات (3-3)
نشر في حشد يوم 21 - 02 - 2010


اليمن.. أزمات وتحديات ... (3-3)
أدار الندوة: صادق ناشر / أعدها للنشر: عادل الصلوي

1/1
يعيش اليمن تحديات وأزمات غير مسبوقة، والتي أفرزتها تداعيات اتساع نطاق حرب صعدة في الشمال وتصاعد الاضطرابات في الجنوب واحتدام الصراع مع تنظيم "القاعدة" وانسداد أفق الحوار لتسوية الأزمة السياسية المزمنة بين طرفي المعادلة السياسية في البلاد، كل ذلك أتى على خلفية قاتمة من الأوضاع الاقتصادية الأكثر تأزماً نتيجة تداعيات الأزمة المالية العالمية وتدني إنتاج وأسعار النفط، الأمر الذي أفضى إلى مشهد سياسي وأمني واقتصادي واجتماعي مأزوم وضع اليمن، وفي سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخه الحديث، أمام مخاطر التفكك والتصدع الداخلي، والتحول الوشيك إلى ساحة لتدخلات إقليمية وأجنبية مباشرة.?XML:NAMESPACE PREFIX = O /
"الخليج" حرصت على استشراف ملامح وأبعاد الأزمة القائمة في اليمن من خلال الوقوف على مواقف ورؤى القوى السياسية الفاعلة في الساحة حول طبيعة الوضع الراهن في البلاد والسبل المتاحة لإنقاذ اليمن من أسوأ أزمة خانقة مرت به منذ عقود.
إعادة بناء الدولة على أساس الحقوق والحريات مدخل لحل كل الأزمات
صلاح الصيادي، برأيكم ما الذي أخر الحسم العسكري لحرب صعده؟
المفروض مثل هذا السؤال يوجه إلى وزير الدفاع، لكني سأجتهد في الموضوع بحسب تقديري، أعتقد أن الحرب السادسة هي عبارة عن تراكمات الخمس الحروب الماضية، نحن نعرف ان التساهل والتسامح في هذا الحرب حيث كاد أن يقضي على هذه الحركة عدة مرات وقبل نهايتها توقف الحروب وهو ما أدى إلى أن المتمردين يتكتكون ويتمترسون حتى وصلوا إلى هذا الحد.
وبحسب علمي ومتابعتي فإن السلطة تفاجأت في الحرب الأخيرة بالتكتيكات الجديدة للمتمردين، إضافة إلى كون أسلوب الحرب هذه المرة مع المتمردين تم عبر حرب العصابات، أنت كقوات مسلحة لا تستطيع ان تقضي على المواطنين كلهم في صعدة هم في الأخير مواطنون، كذلك لا تستطيع أن تعرف من هو المتمرد من غير المتمرد، لأنك تتعامل مع مواطنين، وهؤلاء المواطنين يقاتلونك ويهاجمونك صباحا ومساء يهاجمونك.
كذلك هناك من يدعم مادياً ومعنوياً ويتبرع ويعطيهم المدد، وهناك أمور عسكرية يجب أن تراجع بعد انتهاء الحرب، ما يحدث في صعدة هو تمرد ولا تقبل أية دولة مهما كانت ان يحدث تمرد، إذا كانت هناك مطالب حقوقية سنكون معها، لكن مجرد أن ترفع جماعة السلاح ضد الدولة التي تعتبر هي الراعية للجميع لمجرد التمرد فأعتقد سيتحول الأمر إلى تقليد، ويصير من حق كل واحد منا ان يحمل سلاحا ويذهب ليقطع شارع وهنا سنتحول إلى قانون الغاب.
المسألة هل لو استخدمنا ورقة صعدة ضد السلطة لإسقاطها هل سيأتي الحوثيون ليصفقوا لنا؟، أبدا سنواجههم أيضا بحرب أخرى، فيجب أن نفرق بين ما هو مضر على الوطن وبين ما نمارسه كأوراق في تكتيكاتنا ومناكفاتنا مع الأطراف السياسية.
نحن نرى أن على المتمردين ان ينزلوا من الجبال ويلقوا بسلاحهم لتسوية الأزمة الممتدة منذ أشهر، بل ومنذ سنوات، وفي هذه الحالة فإن الحرب ستنتهي خلال دقائق، على المتمردين إلقاء اسلحتهم وليشعروا لمرة واحدة أنهم مع اليمن والمواطنين ومع أهل صعدة.
د. محمد الظاهري: سبق وقلت إن حرب صعده أزمة مفتاحية تكشف لنا الكثير من مواطن ضعف النظام السياسي والدولة اليمنية، يبدو لي انه جرى الحكم من خلال التأزيم، بمعنى أن الساسة في بلادنا هم اقرب إلى صانعي حرب منهم إلى صانعي سياسة.
هذا أحد الأسباب، السبب الثاني في تقديري هو وجود ما يمكن أن نسميه صراعاً في إطار النخبة الحاكمة والعسكرية تحديداً، بمعنى أنه كما يقول ابن خلدون إذا الحاكم أراد ان يجدع بعض أنوف عصبيته، وهناك يبدو لي هدف مضمر وغير معلن، وهو التوريث.
المؤسسة العسكرية نحترم وجودها لكن الواقع أنه تم إضعافها بسبب أن هناك كما قلنا تمهيداً لمشروع التوريث، واعتقد أن ما يحدث في صعدة والمحافظات الجنوبية قد يجعل مشروع التوريث لا يرى النور أيضاً، يمكنني القول إن الحالة السياسة اليمنية حالة غير سوية سياسياً، بمعنى ان الحاكم هو أن لا ينزعج أو يخاف من المعارضة التي تلجأ إلى العنف.
وهنا انوه لإشارة الأخت توكل كرمان عندما طالبت أحزاب اللقاء المشترك أن تخرج عن قواعد اللعبة السياسية، لاحظوا معي لو ننظر إلى المعارضة الموجودة فهناك معارضة مسلحة موجودة في صعدة ومعارضة سلمية ممثلة بالحراك الجنوبي، أخشى أنها بفعل محاولات "تقعيدها" وإلصاق العنف بها أنها تتجه باتجاه العنف.
أخشى أن تفقد المعارضة السلمية الأمل في التغيير عبر الوسائل السلمية فتتحول إلى معارضة عنيفة، وهنا الخطورة لأن القيم الديمقراطية والنموذج الغربي يقول إن أي حزب من الأحزاب إذا حصل على الأغلبية فمن حقه أن يحكم والقوى السياسية التي تحصل على الأقلية من حقها ان تعارض.
في اليمن، هناك حالة غير سوية بعد أن يصل الحزب الحاكم إلى السلطة يمنع الماء والهواء عن كافة القوى السياسية، ويمنع أن تتحول الأقلية إلى أغلبية، والخطورة ان تتحول إلى العنف في هذا الإطار.
بالنسبة للقول إن الحوثيين صنيعة السلطة، نحن قلنا إنه من ضمن الأساليب التي يستخدمها الحاكم هي تقوية الضعيف واضعاف القوي، حيث تم محاولة تقوية التجمع اليمني للإصلاح لإضعاف الحزب الاشتراكي ثم محاولة تقوية السلفيين لإضعاف حزب التجمع اليمني للاصلاح، وتم محاولة تقوية الحوثيين لإضعاف السلفيين وبعض القوي السياسية، هذه حالة غير سوية سياسيا، أنك لا تؤمن بالديمقراطية وتعلن شعارا ديمقراطيا وسلوكك اقرب إلى الديكتاتورية والاستبداد.
الحالة غير السوية في اليمن انك كنخبة حاكمة بدلا من أن تتعامل مع المعارضة السلمية وتتحاور معها عبر البرامج الانتخابية والسياسية ترفض الحوار معها وتريد ان تدفعها دفعا إلى أن تكون في مربع العنف، وبالتالي ترفع شعار الخروج عن الدستور والقانون.
في الواقع لدينا في اليمن كثيرا ما نفاخر به، فلدينا دستور لكن المواد الدستورية محنطة ويستدعيها الحاكم حينما يفرض الواجبات فقط، لدينا دولة جابية، الإشكالية أن المعارضة فقدت الثقة بمواد الدستور والقانون، وأنا أتفق مع الدكتور عيدروس النقيب عندما قال إنه ليست لدينا دولة ديمقراطية، نحن لدينا سمات الدولة الديمقراطية، نحن نفرق بين الدستور والدولة الدستورية في اليمن، لدينا دستور وباب كامل يشير إلى الحقوق والحريات، لكن لا تطبق هذه المواد، لدينا في بلد الحاكم يختزل فيها الدولة بشخصه، والنظام السياسي كذلك لا يوجد فيه تداول سلمي للسلطة.
نحن نحتاج إلى إعادة بناء الدولة اليمنية، وأعتقد أن على المعارضة أن تشكل مع القوى الاجتماعية الأخرى توازناً مجتمعياً خاصة في ظل هذا الغرور والموات السياسي لدى النخبة الحاكمة التي عادة ما تهرب من مشاكلها تارة باتجاه تأزيم الداخل وتارة أخرى في الهروب إلى الخارج.
الحلول
"الخليج": وفي رأيك ما هو الحل لازمة صعدة؟
د. محمد الظاهري: الحل هو التوقف عن هذا التكتيك المدمر الذي يكسو الحالة السياسية اليمنية، الحل بالتوقف عن العبث بمكونات المجتمع اليمني والمكون المذهبي، لابد من الاعتراف بوجود أزمات ابتداء، لأن العقل السياسي اليمني والنخبة الحاكمة تحديدا حين تعترف بوجود أزمات فهي إما تقول مشاكل أو اعتراف بخجل.
لابد من حوار لا يستثني أحداً بما في ذلك الحوثيين والحراك الجنوبي وعلى الحوثيين الذين هم يمنيون التوقف عن التمادي في جرح سمعة المؤسسة العسكرية ليسوا بالضرورة أن يولوا وجوههم للخارج وان لا يكونوا أداة في هذا الإطار لأنهم يصارعون في أفق مسدود.
الحياة السياسية اليمنية تعرف حالة غير سوية إذ أنه ليس من حق أية جماعة أن ترفع السلاح في وجه الدولة أيا كانت متطلباتها ومبرراتها، لكن هناك متطلباً ثابتاً، عندما نقول للحوثيين تعالوا للبرلمان وشاركوا في الانتخابات يقولون إن المؤسسات هذه لا تعبر عن الواقع السياسي، إذن لابد لنا أن نعيد الاعتبار لمواد الدستور والقانون والحياة السياسية وعلى النخبة الحاكمة أن تدرك أنها تدفع بالكثير من اليمنيين باتجاه الارتهان للخارج وان يولوا وجوههم باتجاه الخارج.
نحتاج أن تحل أزمة بناء الدولة وأن يستمد الحاكم السياسي وجوده السياسي ليس عبر تأزيم مكونات المجتمع ولكن عبر ايجاد مؤسسات حديثة ورد الاعتبار لها وان توجد معارضة قوية، وأنا قلت في إحدى الندوات إننا نحتاج من اللقاء المشترك إلى أن يتحول إلى "البقاء المشترك" وأن تتبنى أحزابه مواطن ضعفها كلمعارضة لأنه يبدو أن النخبة الحاكمة قد فهمت مفاتيح شخصية بعض قادة المعارضة واستطاعت أن تجير بعضها.
عبدالعزيز جباري: ما طرحه الدكتور عيدروس النقيب أن النظام هو من يدفع بعض القتلة وقطاع الطريق من اجل تشويه النظام، هو كلام غير صحيح، علي سيف قتل مواطنين أبرياء من محافظة تعز، لكن عندما أرادت السلطة ان تقبض عليه خرجوا ناس ممن يسمى الحراك وحالوا دون اعتقاله، وهتفوا بشعارات "سير سير يا علي سيف للتحرير ونحن لك نصير"، وأصبح قدوة للكثيرين.
ما يحدث الآن أن هناك أخطاء ولا احد ينكرها، وأنا ربما من أكثر الناس داخل المؤتمر ينتقد هذه الأخطاء، لكنها ليست أخطاء الحزب الحاكم فقط، فالآخرون أيضا يخطئون وكلنا معنيون بحل مشاكل البلد، ومثلا المتباكون الآن على هشام باشراحيل "ناشر صحيفة الأيام" "نسوا أن هشام باشراحيل طرد من بلاده من قبل النظام السابق في الجنوب.
الحراك الجنوبي
د. عيدروس النقيب: لدي تعليق ختامي على هذه النقطة، أرجو ان نميز بين عيوب ما قبل التوحيد وعيوب ما بعد التوحيد، وأرجو ألا ندعي أن النظامين في الشطرين كانا يمارسان الأخطاء؛ فمن حقنا أن نمارس الأخطاء، لا، نحن الآن في دولة شراكة ديمقراطية، المفروض أنها تمثل إرادة كل الشعب، فمثلا لا صوت يعلو على صوت الحزب أنا لا اعتبر هذا فضيلة، بل اعتبره تعبيراً عن مرحلة دكتاتورية مثل قول "من تحزب خان" أو "الحزبية تبدأ بالولاء وتنتهي بالعمالة"، هذه مراحل شمولية يجب ان نعترف بها ؛ فكون الحزب الاشتراكي أو الجبهة القومية طردت هشام باشراحيل فهذا لا يعني ان من حق دولة الوحدة أن تعتقله وتدمر منزله.
ما يتعلق بالحراك الجنوبي أنا اعتقد أنها ظاهرة صحية وستظل صحية طالما احتفظت بطابعها السلمي، لكنني لست مع القول إن الحراك رفض اعتقال مرتكبي الجرائم، السلطة نفسها تتعمد عدم محاسبة الذين يرتكبون الجرائم، الشيء الثاني أرجو أن تتذكروا جيدا والزميل عبدالعزيز جباري معنا أن هناك أكثر من مائة قتيل وخمسمائة جريح قتلوا أو جرحوا على أيدي قوات الأمن ولم تعمل السلطة حتى على معالجة المشكلة أو الاعتذار للأهالي، والقتلة تم منحهم ترقيات.
أنا في الحقيقة لا أدعو الأهالي إلى الانتقام من قتلة أبنائهم، لكني لا استطيع أن أقنعهم بأن هذه هي الوحدة، أعتقد ان السلطة تعتمد على القمع في مواجهة فعاليات هي اقرب إلى أن تكون في إطار الدستور والقانون، هناك من يرغب في دفع الحراك إلى مربع العنف وأنه سيكون حينها سهل الانقضاض عليه، لكنهم لن يستطيعوا الانقضاض عليه لأنهم لو كانوا يستطيعون ذلك لدمروا حركة الحوثي التي كانت مكونة من عشرة أو خمسة عشر شخصا.
د. محمد الظاهري: باختصار شديد أود أن أشير إلى حقيقة في التاريخ السياسي اليمني، وهي أن الحزب الاشتراكي حزب وحدوي، وكان لدى الإخوان في الجنوب عندما جاءوا إلى الوحدة مصداقية وحدوية وزهد سياسي، بخاصة لدى الرجل الأول في الدولة علي سالم البيض، الذي قبل أن يكون الرجل الثاني.
وكان أحد زملائي عندما كنت أزور عدن يقول لي ونحن في نفق مدينة التواهي إنه في هذا النفق تم إقرار الوحدة بين العليين، لكن الشعب كله كان وحدوياً.
أنا هنا قد اختلف مع البعض حول طرح الدولة الاتحادية أو الفيدرالية ليس في اليمن كما هو مطروح سيطرة بحكم المركز ليس هناك مركز في الأساس، بل هو حكم فرد، الدولة المركزية ليست شراً، لكن المشكلة هي في حكم الفرد أو القلة، كما أن الفيدرالية ليس شراً في هذا الإطار.
أقول إنه يجب ان نتكاتف جميعا ونرغم النخبة الحاكمة على أن تسعى إلى إعادة الوطن اليمني الواحد؛ فانا مع اللامركزية الفاعلة وبناء الدولة اليمنية الحديثة.
توكل كرمان: نقول حباً في الوطن والوحدة اليمنية إن على العاصمة أن تنتقل بعيداً عن مركز الفعل العصبوي والجهوي، نحن لا نحكم من فرد بل من عائلة تعبث ببلد كامل.
الحل للقضية الجنوبية هي نقل العاصمة من صنعاء إلى عاصمة أخرى بعيدا عن مركز النفوذ القبلي والجهوي، إضافة إلى أنه حفاظا على الوحدة اليمنية، علينا ان نلبي الحد الأدنى من مطالب هؤلاء الذين يطالبون بفك الارتباط، والتي تنسجم مع بناء أية دولة وطنية تتحد مع بعض يجب طرح حل الفيدرالية بين إقليمين من اجل أن يشعر الناس بحريتهم وببناء الدولة التي أصلا توحدوا من اجلها.
تحريك "القاعدة"
"الخليج": التطورات الأخيرة في الساحة اليمنية، هناك من يقول انه صار تحريك للقاعدة وتقعيد للحراك، هل ثمة تزاوج بين الكيانين؟
د. محمد الظاهري: يبدو لي أنه تم إعادة ترتيب الأولويات بسبب أن الحاكم أراد أن يهرب من استحقاقات ما يحدث في الجنوب والشمال فتم محاكاة الخارج لأن العامل الخارجي والأمريكي هاجسه أمني، فتم تضخيم، وبشكل مفتعل، لخطر تنظيم "القاعدة" كي يحتل المرتبة الأولى في محاكاة لقلق الخارج لأنها كما قلنا ثقافة يمنية سائدة.
تقعيد الحراك له هدف متمثل في تشويه سمعة الحراك وسحب التعاطف الخارجي مع هذا الحراك الذي يريد فك الارتباط، اعتقد أن السلطة ارتكبت خطأ قاتلا في أنها ضخمت "القاعدة"، فيما عناصر القاعدة في اليمن موجودين منذ مدة، هم لم ينزلوا من كوكب المريخ، لكن القاعدة دعوتها عالمية.
هناك محاولة للعبث بالورقة الأمنية في هذا الإطار ويبدو لي أن الأمن قريب أكثر مما ينبغي في إطار الورقة القاعدية، هم وقعوا في خطأ قاتل حينما أرادوا الهروب من استحقاقات داخلية فصوروا الوطن اليمني بأنه أصبح ملاذاً للقاعدة واستجلبوا الأجنبي وهنا الخطورة، وهناك إحصائيات تقول إن أكثر من تسعين بالمائة من حجوزات السياح الأجانب الغت بعد الضربات الاستباقية التي حدثت في أبين وشبوة ضد معسكرات التنظيم فيها، وكنت أتمنى من الحكومة اليمنية أن تقوم بضربات استباقية ضد الفاسدين والمستبدين، هذه هي الضربات المطلوبة.
ما أخشاه ان يتم تدويل أزمات اليمن في هذا الإطار، وأنا لدي حساسية مفرطة تجاه التدخل الأجنبي، واعتقد أن هناك محاولة غير بريئة وغير شريفة ان نلصق بالحراك الجنوبي أنها أقرب للقاعدة، ووراء الأكمة ما وراءها.
الحكومة أرادت أن تهرب من مشاكل الحوار مع المعارضة السياسية السلمية ومحاولة السعي لحل مشكلة صعدة ويبدو لي فعلا أننا في هذا الاتجاه محاولة حل مشكلة صعده وأيضا التراجع عن الحوار الصادق والمثمر مع المعارضة السياسية السلمية والتركيز هنا هو في محاولة تشويه الحراك الجنوبي بدلا من السعي لحل أزماته وتضخيم خطر "القاعدة" وإن كانت الحكومة قد أدركت هذا الخطأ القاتل.
"الخليج": أستاذ صلاح برأيك لما يتم تهويل خطر تنظيم "القاعدة"، هل هناك أهداف أخرى ابعد من قضية "القاعدة"؟
صلاح الصيادي: على العكس خطر القاعدة معروف على مستوى العالم والحرب على الإرهاب هي حرب عالمية، وبالتالي اليمن هي جزء من هذا العالم باعتبار العالم أصبح قرية صغيرة.
ما نثق فيه ان أجندة الحرب على الإرهاب في اليمن كانت مطروحة على السلطات اليمنية منذ زمن من قبل الإدارة الأمريكية، لكن تأجل هذا المشروع، واعتقد ان الغرب استغل فرصة دخول الحكومة اليمنية في حرب في الشمال وما يحدث في الجنوب فضغطت على السلطات اليمنية وبدأت في تنفيذ أجندة الحرب على الإرهاب في هذه المرحلة.
وكنت أتمنى ان تذهب السلطة والمعارضة إلى مؤتمر لندن الذي انعقد مؤخراً في بريطانيا بورقة واحدة على اعتبار أن ما سيطرح في مؤتمر لندن هو موضوع يخص كل اليمنيين، وبالتالي الذهاب فرادا أو طرف دون غيره قد تكون له نتائج وخيمة، كان الأفضل ان تذهب السلطة والمعارضة إلى مؤتمر لندن برؤية واحدة مشتركة، فيجب الحذر كل الحذر من المخاطر التي قد لا نعرفها، خاصة وأن هناك دول بدأت هكذا بمؤتمرات ثم خرجت الأمور من اليد نتيجة اختلاف الفرقاء الداخليين، كما أتمنى أن نقوم بحملة للتقريب بين الفرقاء السياسيين تحت عنوان لا أحد أكبر من وطنه.
"الخليج": عبد العزيز جباري، برأيك لماذا اختارت الولايات المتحدة والغرب هذا التوقيت لإثارة موضوع "القاعدة"، هل تعتقد أن قضية فاروق عبدالمطلب كانت مناسبة لإثارة هذه القضية أم ان المسألة كانت مدروسة من قبل؟
عبدالعزيز جباري: قطعا موضوع عبد المطلب ومحاولة تفجير الطائرة الأمريكية كان أحد الأسباب الرئيسية، وعندما نناقش موضوع القاعدة بهذا الشكل ونعتبر أن النظام قادر أن يعالج المشكلة لوحده ؛ فإنني اعتقد أننا نعطي النظام أكثر من حجمه.
لا شك أن خطر "القاعدة" معروف عالميا وعمليات "القاعدة" في اليمن ليست وليدة اليوم أو الأمس، فقد قام أعضاء التنظيم بقتل عدد من الجنود واعتدوا على السفارة الأمريكية، كما اعتدوا على عدد من السياح الكوريين، وهم لديهم مشروع معلن وغير مخفي.
تدويل أزمات اليمن
"الخليج": ألا تخشون من تدويل قضية اليمن بدءاً من انعقاد مؤتمر لندن؟
عبدالعزيز جباري: أعتقد أن سبب مشاكلنا تأتي من أنفسنا، نحن لا نتهم العالم ولا الغرب ولا دول الجوار ولا الدول الإقليمية بالتدخل في شؤوننا، بل نحن من يستدعيهم سلطة ومعارضة.
نحن الآن نطرح ضرورة تدخل دولي وإقليمي من أجل أن تراقب الحوار الذي نجريه، وفي الوقت نفسه نقول إننا ضد التدخل في شؤون اليمن، إذاً نحن من يستدعي الخارج ومن يوفر أرضية خصبة للتدخلات الأجنبية في شؤوننا.
اعتقد انه عندما نادى الغرب بمؤتمر دولي حول اليمن كان ذلك خوفا على مصالحه وليس خوفا على اليمن، لأنه بالتأكيد إذا حصل شيء في اليمن فإن الشر الذي سيمسنا سيمس الكثير من دول الجوار والعالم وعندما نادوا بمؤتمر لندن فلأنهم شعروا أنه ليس من مصلحتهم أن يتركوا اليمن هكذا.
"الخليج": دكتور عيدروس، هل تعتقد ان هناك خوفاً من انهيار الدولة وبالتالي إفساح المجال ل "القاعدة" أن تتمدد أكثر في اليمن؟
د. عيدروس النقيب: أود أن أنوه إلى جزئية تغيب عن بال البعض حتى نحن ننساها أحيانا، وهي العلاقة بين السلطة وليس الدولة وبين "القاعدة" لم تكن دائما خصامية، وهناك مراحل كانت فيها العلاقة ودية بين "القاعدة" والسلطة، لماذا؟، لأنه سيترتب عليها فيما بعد رؤيتنا للمحاربة الجدية من قبل السلطة للإرهاب.
السلطة تعلن الحرب على الإرهاب، لكننا ننسى أن العلاقة ظلت ودية لمراحل كثيرة وربما لاتزال ودية حتى الآن بين السلطة و"القاعدة" أو أفراد منها أو فرعها في اليمن أو المعتقلين والمحبوسين أو الذين جرى الحوار معهم في السجون.
وقد تحدث البعض من أن المعارضة تسعى إلى أن تسقط السلطة لكي تحل محلها، وأنا أتمنى أن لا تسقط السلطة، ولكن ان تتغير، وأنا قلت لوزراء جاءوا إلينا في مجلس النواب إنه ليس هناك مغفل في اليمن جاهز أن يستلم السلطة بعد خرابها، لذلك حتى في سياق التوريث أنا انصح الرئيس ألا يسعى إلى ان يورث ابنه خرابة، قد لا يكون احمد علي في نفس الكفاءة التي لدى أبيه، أي الكفاءة في توظيف المشاكل.
الشيء الثاني، أن سقوط السلطة ولن أقول الدولة لأنه ليست لدينا دولة، السقوط سيكون مريعاً ولن يسر أحدا، و"القاعدة" قد لا يكون اليمن مؤهلا لمحاربتها، لكنها بالتأكيد ليست الصومال، كما أن "القاعدة" لن تكون الوريث للتفتت الذي قد يحدث في اليمن، سيكون الوريث هو التفكك والتشظي وتجزئتها إلى عدة يمنات.
ما يتعلق بمؤتمر لندن فإن اليمن لم تستشر فيه فماذا سنطلب، نحن لسنا طرفا فيه واقصد ب " نحن" اليمن سلطة ومعارضة، حكاما ومحكومين ليسوا طرفا في مؤتمر لندن.
المؤتمر يعقد على مدى ساعتين وحضور رئيس الوزراء كان استشاريا وليس فاعلا أو شريكا، ثانيا إخواننا في الحكم ما أن يخطر على بالهم موضوع مؤتمر دولي حتى يتداعى إلى العقل الباطن موضوع الفلوس.
أتصور أن مؤتمر لندن لن يقدم إعانات مادية بل ربما يتحول إلى منصات مساءلة للحكام، ماذا عملتم بالملايين السابقة، السلطة توظف ورقة الإرهاب لابتزاز الداخل والهروب من الاستحقاقات الدستورية المتمثلة بالوفاق الوطني والحوار الوطني وابتزاز الخارج من خلال صرف الأنظار عن الالتزامات الأخرى التي عليها تجاه المجتمع وحتى تجاه المجتمع الدولي.
موضوع رعاية الديمقراطية وبناء دولة المؤسسات وموضوع حتى محاربة الإرهاب نفسه هناك تهديد من خلال القول إما أن تدعمونا وإما سيتحول اليمن إلى وكر للإرهاب، وبالتالي تحول الإرهاب إلى موضوع استثماري عند الطبقة الحاكمة.
وهنا لا يفوتني، وزميلي عبدالعزيز جباري كان عضواً في اللجنة التي نزلت لتقصي الحقائق في قرية المعجلة التأكيد على أن السلطة من أجل ثمانية أفراد قتلت تسعة من عناصر "القاعدة" وستين بريئا.
"الخليج": هل تعتقد أننا سنصحو ذات يوم على مصطلح "اليمننة"، على نمط "العرقنة" و"الأفغنة"؟
د. محمد الظاهري: دعني بداية أعرج على مؤتمر لندن، مؤتمر لندن هو مؤشر على السعي إلى تدويل القضايا المحلية، ونحن في العلاقات الدولية نقول إننا بعد أحداث ال 11 من سبتمبر وانتهاء الحرب الباردة نعيش مرحلة تدويل القضايا المحلية.
هناك من الدول الكبرى التي تسعى إلى توظيف قضية الإرهاب، أي إدارة الأزمات الدولية عبر تدويل هذه القضايا المحلية، أمريكا والغرب يسعيان إلى تحقيق مصالحهم من خلال التدخل في شؤون الدول الضعيفة والمتخلفة، ومؤتمر لندن مؤشر على الترابط الزماني مع حادثة فاروق عبدالمطلب ومحاولة تفجير طائرة الركاب الأمريكية.
الاستراتيجية الأمريكية والغربية تعتمد مداخل للتعامل مع اليمن من ضمنها المدخل الأمني، والمدخل الاقتصادي، ولاحظ الزيارات المتعددة لمسؤولي ال"اف بي أي" لليمن وقائد القوات المركزية الأمريكية زار اليمن أكثر من مرة.
ويبدو لي أن مؤتمر لندن هو محاولة للتركيز على المدخل الأمني أكثر من الجوانب الأخرى، وهناك مؤشر في غاية الخطورة ففي المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده وزير خارجية اليمن ووزيرة الخارجية الأمريكية قالت وزيرة الخارجية الأمريكية لقد تم تعاون اليمن في مجال مكافحة الإرهاب، ونحن نحتاج إلى ان نرى ثمرات التنمية والإصلاح السياسي والاقتصادي.
توكل كرمان: نحن لسنا سعداء ونحن نتكلم عن البلد وما يحيطها من تحديات، لكن السؤال هو من أوصل اليمن إلى أنها تعاني من كل هذه التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية، لا شك هو طول فترة بقاء هذا النظام، أي ثلاثين عاما من الرقص فوق رؤوس الثعابين وباعتراف الحاكم نفسه.
لم يكن هناك أي بناء لمؤسسات الدولة، المؤسسات القادرة على أن تنهض بهذا البلد الذي كان في يوم من الأيام اسمه "اليمن السعيد"، أما بالنسبة لمؤتمر لندن؛ فهذا المؤتمر جاء من أجل معالجة القضية الجنوبية أولا والإرهاب ثانيا وصعدة ثالثا وأخيرا قضية الإصلاحات السياسية.
"الخليج": لماذا قمت بوضع القضية الجنوبية في المرتبة الأولى؟
توكل كرمان: القضية الجنوبية بسبب التزام بريطانيا تجاه مستعمرتها السابقة في الجنوب، هناك خوف حقيقي وتحديداً لدى المجتمع الدولي ككل من التسليح الذي يجنح إليه أبناء الجنوب، هناك تهديد للأمن الإقليمي وحركة الملاحة البحرية الدولية.
المنظومة الدولية لا تثق حاليا بالنظام الحاكم في اليمن، لذلك اقروا عقد مؤتمر لندن من دون حتى أن يستشيروه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.