تبدأ اليوم في العاصمة الأمريكيةواشنطن قمة الأمن النووي التي يُتوقع أن يشارك فيها زعماء وقادة من 47 دولة وسط تدابير أمنية مشددة ومخاوف من إمكانية وقوع أسلحة نووية بأيدي إرهابيين. ويُعتبر المؤتمر التجمع الأكبر لقادة وزعماء العالم الذي يستضيفه رئيس أمريكي خلال أكثر من ستة عقود. ومن بين المشاركين في القمة الرئيس الصيني هو جينتاو الذي سيعقد لقاء مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما على هامش المؤتمر اليوم. ويعوِّل الرئيس الأمريكي آمالا كبيرة على مشاركة نظيره الصيني في القمة، إذ سيسعى خلال لقائه الثنائي معه إلى التقاط أي إشارات صينية قد تساعده للمارسة الضغوط على كوريا الشمالية وإيران. أهمية خاصة ويكتسي لقاء أوباما مع هو أهمية خاصة، سيَّما وأن بكين قد وافقت مؤخرا على المشاركة بمباحثات مجموعة الست بشأن فرض حزمة جديدة من العقوبات على إيران على خلفية إصرار طهران على المضي قدما بتطوير برنامجها النووي. نعلم أن منظمات مثل القاعدة تحاول الحصول على سلاح نووي وسلاح دمار شامل، ولن يكون لديها أي تردد باستعماله الرئيس الأمريكي باراك أوباما ويُتوقع أن تهيمن قضية برنامجي إيران وكوريا الشمالية النووين على أعمال المؤتمر، لطالما شكَّلت الأولوية القصوى بالنسبة لأجندة الأمن النووي الأمريكي على المدى الأوسع. وبالتالي يرى المراقبون أن واشنطن سوف تضغط باتجاه دفع المشاركين نحو ممارسة المزيد من الضغوط على طهران وبيونجيانج. يُشار إلى أن وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس كان قد دافع عشية القمة عن العقيدة النووية الأميركية التي طرحها الرئيس أوباما، وأكد أن "كل الخيارات مطروحة" أمام بلاده على الصعيد النووي إزاء إيران وكوريا الشمالية. تنديد إيراني من جانبه، ندد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، علي خامنئي، بما أسماه "التهديد النووي المشين" الذي وجهه أوباما ضد طهران. أمَّا المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، رامين مهمانباراست، فقال إن بلاده ستتقدم بشكوى رسمية إلى الأممالمتحدة بشأن "تهديدات" أوباما. كما أكد وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متكي، أن العالم النووي الإيراني شهرام أميري الذي تتهم طهران الاستخبارات الأميركية ب"خطفه" في 2009، موجود حاليا في الولاياتالمتحدة. تخشى سيول من استمرار جارتها الشمالية بتطوير الأسلحة النووية لكن مصادر القمة تقول إن مناقشات المشاركين سوف تتركز أيضا على التهديد الإرهابي واحتمالات وقوع بعض الأسلحة النووية بأيدي إرهابيين. وقالت إن المشاركين في القمة سيسعون إلى التوصل لاتفاق ما بشأن حماية الأسلحة النووية من خطر الوقوع في أيدي إرهابيين. اتفاق شامل إلاَّ أنه من غير المتوقع أن يتم التوصل إلى اتفاق عام أو استراتيجية دولية شاملة بشأن الأسلحة النووية خلال القمة التي تستمر لمدة يومين. وتشير الوقائع والصعوبات المتعلقة بتحقيق الأمن النووي العالمي إلى أن تعهد أوباما بتخليص العالم من الأسلحة النووية لا يزال أمرا يصعب عليه الإيفاء به، على الأقل في المدى المنظور. وكان أوباما قد حذَّر يوم أمس الأحد من مغبة وقوع سلاح نووي في أيدي "منظمة إرهابية كتنظيم القاعدة"، قائلا إن من شأن ذلك أن يشكذِل "التهديد الأكبر لأمن الولاياتالمتحدة". وقال أوباما خلال لقاء مع نظيره الجنوب أفريقي جاكوب زوما، عشية افتتاح القمة: "إن التهديد الأكبر ضد أمن الولاياتالمتحدة، سواء أكان ذلك على المدى القصير أو المتوسط أو الطويل، سيكون إمكانية امتلاك منظمة إرهابية سلاح نووي". أسلحة دمار شامل وأضاف الرئيس الأمريكي قائلا: "نعلم أن منظمات مثل القاعدة تحاول الحصول على سلاح نووي وسلاح دمار شامل، ولن يكون لديها أي تردد باستعماله". ولجيران إيران من العرب حضور أيضا في قمة الأمن النووي بواشنطن وأردف بقوله إن قمة واشنطن "تهدف بشكل أساسي إلى وضع الأسرة الدولية على طريق السيطرة على المعدات النووية خلال مهلة محددة، ووفق برنامج عمل محدد." وقال: "أنا مرتاح جدا لرؤية دول تتبنى هذا الهدف، وتشارك بهذه القمة، ليس فقط للحديث عن دعم في العموميات، ولكن وفق استراتيجيات محددة للتصدي هذه المشكلة الدولية الخطيرة". وختم بقوله: "أنا متفائل جدا حاليا حيال صلابة الالتزام الكبير لقادة العالم حتى الآن بمعالجة هذه المشكلة، كما أنني مقتنع أنه بإمكاننا تحقيق تقدم كبير".