يصادف يوم 16 أيار (مايو) ذكرى توقيع اتفاقية سايكس- بيكو الاستعمارية عام (1916) التي مزقت الوطن العربي وجسدت الغدر والخداع الاستعماري من خلال خذلانها للثورة العربية الكبرى التي فجرها الشريف الحسين بن علي، ومعه الاستقلاليون العرب، وذلك بنقض ما عرف باتفاق الحسين- مكماهون الذي لم يكن قد مضى على إبرامه سوى ثلاثة شهور حين التزمت بريطانيا من خلال نائب الملك آرثر مكماهون بتمكين العرب من إقامة دولة عربية مستقلة في سائر أرجاء وطنهم. لقد شكَّلت هذه الاتفاقية السوداء، وما تزال، الأساس للتجزئة العربية ومهدت لوعد بلفور وقيام الكيان الصهيوني في فلسطين، وصادرت القرار العربي المستقل، فتشظى الأمن القومي العربي لصالح قطريات لم تستطع أن تنهض بالبنى الوطنية لأقطارها. لهذا فقد رفع المؤتمر العام الخامس للأحزاب العربية في تشرين ثاني 2009 شعار القرار العربي المستقل سبيلاً للتضامن العربي وقرر إعلان 16 أيار(مايو) من كل عام يوماً شعبياً للقرار العربي المستقل، للتذكير بهذه الجريمة الاستعمارية النكراء، ومطالبة الأنظمة العربية للتخلص من كل الإجراءات التي تعمق التجزئة وفي هذا السياق تنطلق يوم غدٍ السبت 15 أيار(مايو) مسيرة شباب الأحزاب العربية، أملاً في أن تعبر الحدود سيراً على الأقدام وستبدأ من الأردن حيث يتجه نحو خمسين من شباب الأحزاب الأردنية إلى سورية ، لينضم لهم عدد مماثل من شباب السورية والفلسطينية، ثم تعبر الحدود اللبنانية وينضم لها عدد مماثل من شباب الأحزاب اللبنانية والفلسطينية وصولاً إلى مشارف فلسطين شعارها: "وطن عربي بلا حدود" وبهذه المناسبة يشيد المؤتمر العام للأحزاب العربية بالقرار الأردني السوري بإلغاء رسوم الدخول بين البلدين الشقيقين، ويدعو الدول العربية الأخرى إلى الاقتداء بهما، كما يدعو الأقطار العربية جميعها إلى إلغاء تأشيرات الدخول للمواطنين العرب.