عشرات الآلاف من اليمنيين بمختلف شرائحهم وأطيافهم تجمعوا اليوم في مسيرات حاشدة اكتظ بها ميدان السبعين في قلب العاصمة اليمنية صنعاء والهدف واحد ، التنديد بجريمة اسرائيل بحق اسطول الحرية والمتضامنين مع غزة فيه. وفي تظاهرة استثنائية جمعت في طياتها فرقاء السياسة في البلاد لتؤكد تلك المشاعر ان الهدف واحد حينما يتعلق الامر بمشاعر الامة كلها . المسيرة الحاشدة كانت قد دعت لها الاحزاب اليمنية من بينها دعوة حزب الشعب "حشد" كما دعت اليها منظمات المجتمع المدني والهيئة الشعبية لنصرة الشعب الفلسطيني . الزنداني في كلمته عن علماء اليمن بالمهرجان الذي شاركت فيه جموع من مختلف الفئات والشرائح الإجتماعية في اليمن، وقيادات السلطة المحلية وممثلين عن الطلاب والأحزاب والمنظمات المدنية والمرأة والعديد من المؤسسات والجامعات الحكومية – اعتبر أن معبر رفح لو كان مفتوحا ما وقعت مجزرة الإعتداء على أسطول الحرية ولما حصل حصار غزة، وان مصر إذا مابادرت لفتح معبر رفح فلا حاجة لنا في معاناة جديدة على البحر".فيما طالبا الحكومة اليمنية إلى بذل كل جهودها لتحذير الكيان الصهيوني من المساس بأبناء اليمن المحتجزين لديه وأن يعيدوهم إلى اليمن سالمين غانمين، كما طالب والهيئة الشعبية لنصرة الشعب الفلسطيني بإقامة احتفال لاستقبالهم. وحيا الشيخ الزنداني رئيس جامعة الإيمان أمين عام الجامعة العربية (عمر موسى) على تقديمه مشروعاً قال انه يجمع فيه جهود المسلمين مع جهود العرب في دول الجوار العربي من خلال فتح تمكنه من السماح بالدخول في الجوار العربي مثل تركيا وإيران وباكستان"، حيث وان المشروع قد بدأ يؤتي ثماره اليوم"- وفق قوله. و دعا رئيس الهيئة الشعبية لنصرة الشعب الفلسطيني ( صادق الاحمر) بإعداد سفن حرية قادمة تنطلق إلى غزة، داعيا الشعوب العربية والإسلامية بتجهيز المزيد من سفن الحرية، مؤكدا إن " سفن الحرية سوف تواصل مسيرتها إلى غزة لفتح الحصار الجائر عليها، وأنها ستتواصل و لن تتوقف"، فيما طالب الشيخ عبدالمجيد الزنداني- رئيس جامعة الإيمان- الحكومات العربية إلى النظر والتسريع في اتخاذ خطوات جادة لإقامة اتحاد عربي، مطالباً الحكومة المصرية والشعب المصري وبإلحاح - إلى فتح معبر رفح لفك الحصار عن غزة، وعدم الإستسلام للضغوط الدولية". ونقل الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام ( أحمد عبيد بين دغر) تحيات الرئيس علي عبد الله صالح وقيادة حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، وقيادات التحالف الوطني للجماهير المشاركة في المهرجان الذي أقيم بميدان السبعبن، محييا في كلمته الجماهير المحتشدة، بتحية وصفها بتحية (الغضب والثورة". واصفا بعد ذلك ما تعرض له أسطول الحرية على يد قوات الكوماندوز الإسرائيلية بأنه " جريمة حرب وقرصنة تضاف إلى قائمة جرائم هذا الكيان المزروع في فلب الوطن العربي"، معتبرا أن إسرائيل وباستهدافها أسطول الحرية " كشفت عن وجهها العنصري"، و" ضربت بعرض الحائط كل القيم الإنسان ية والمواثيق الدولية وحقوق الإنسان". وفي حين أكدا بن دغر إستنكار الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع لهذا " العمل الإجرامي البربري"، أعتبر أن ما قامت به إسرائيل من اعتداء على أسطول الحرية يعد " تطاول على العالم كله وجريمة عنصرية نازية"، مطالبا العالم والمجتمع الدولي والهيئات الدولية وفي مقدمتها مجلس الأمن الدولي"بالقيام بواجبها الإنساني للوقوف ضد العدو الإسرائيلي المتغطرس ورفع الحصار عن غزة والإعتراف بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة"، معتبرا تغاضي المجتمع الدولي عما تقوم به إسرائيل من ممارسات واعتداءات وحشية بحق الشعب الفلسطيني شجعها على تنفيذ المزيد من الجرائم، وتبني مواقف واضحة من الجريمة، وعدم السماح بمرورها دون عقاب رادع لإسرائيل. ودعت أحزاب اللقاء المشترك، كافة الأنظمة العربية والإسلامية وكافة القوى الدولية باعادة النظر في سياستها وتراجع مواقفها إزاء القضية الفلسطينية وتحمل مسؤولياتها والإستماع لصيحات شعوبها. وأجمع المتحدثين عن الأحزاب السياسية والمجتمع المدني والعلماء على دعوتهم للحكومات العربية والإسلامية إلى اتخاذ وتبني مواقف حاسمة وحازمة وشجاعة تتجاوز لغة ولهجة الإدانة والإستنكار والشجب، رغم أهميتها، مشيدين بالموقف التركي الرسمي والشعبي إزاء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من ممارسات إسرائيلية، كان آخرها الإعتداء الذي تعرض صباح أمس أسطول الحرية في المياه الدولية. بيان المشاركين يطالب بدعم المقاومة وإنهاء المفاوضات وبينما أدان البيان الصادر عن الفعاليات التضامنية مع غزة والمستنكرة لجريمة اسرائيل بحق سفن الحرية – الصمت العربي إزاء الجريمة وحصار غزة، فقد طالب بسحب مبادرة السلام العربية، وإنهاء كافة أشكال المفاوضات الكيان الإسرائيلي الغاصب، وقطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية معه، من قبل كل الدول العربية والإسلامية التي فتحت علاقات لها مع إسرائ يل، إضافة إلى سرعة رفع الحصار عن قطاع غزة، والإفراج عن جميع المحتجزين من طاقم أسطول الحرية، بما فيهم البرلمانيين اليمنيين، والقيام بتجهيز أسطول عالمي آخر لفك الحصار على غزة. وطالب البيان الصادر عن عن المشاركين في الم سيرة التي توجهت إلى مقر الأممالمتحدة , بقيام الدول العربية والإسلامية التي لها علاقات مع إسرائيل بقطعها , وإلزام إسرائيل بالإفراج عن جميع المحتجزين من أعضاء قافلة الحرية بمن فيهم النواب اليمنيون وضمان عودتهم سالمين ومعالجة الجرحى في بلدانهم والسماح بوصول المساعدات إلى غزة. مؤكدين على أهمية دعم المقاومة كخيار وحيد لاستعاد الحقوق المسلوبة للفلسطينين وبالملاحقة القانونية والقضائية لمجرمي الحرب الصهاينة الذين ارتكبوا هذه المجزرة التي تعد من الجرائم ضد الإنسانية. خالد مشعل وفي مؤتمر صحفي مساء اليوم بصنعاء اكد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" – خالد مشعل " ان زيارته والوفد المرافق له الى اليمن لم تكن مفاجئه بسبب حادثة ضرب إسرائيل لقافلة الحرية، وانما كانت مقرره من قبل الحدث . وأضاف " ان الزيارة كانت مقررة الى اليمن ولم نشأ تأجيلها رغم فداحة الحدث لأننا واثقون ان صوتنا من ارض اليمن سيكون حاضراً لما لدينا من علاقة حميمة بالشعب اليمني والرئيس علي عبد الله صالح، ويسعدنا أننا معكم رغم ما فعلته إسرائيل بنا بالأمس". وأشار الى ان لقاءه اليوم برئيس الجمهورية تناول مختلف القضايا والمباحثات تناولت بمجملها حادثة الاعتداء،وكذا العلاقات مع الفصائل الفلسطينية.
واعتبر القائد مشعل: جريمة اسرائيل بحق الأسطول محطة فاصله وفارغة في موضوع حصار غزه "ولا حصار بعد اليوم وحصارها غير مسموح بعد اليوم وهو بالاساس جريمة لا إنسانية" .حد قوله. مؤكداً ان الحصار فشل في إخضاع حماس والمقاومة وفشل في أهدافه السياسية، داعيا الجميع إلى فك الحصار عن غزة دون رجعه .وخاطب الرئيسين الامريكي والروسي الى اتخاذ قرار شجاع لفك الحصار عن غزه. ودعا الزعماء العرب الى اجتماع عاجل يقرروا خلاله رفع الحصار عن غزه .قائلاً" اقول لهم بعد هذه المحطة لامناص في ان تبادروا الى تحمل مسؤولياتكم اجتمعوا وقرروا رفع الحصار عن غزه.كما طالب جميع الدول العربية والإسلامية بقطع التواصل مع اسرائيل. وقال رئيس المكتب السياسي لحماس: ان إسرائيل ارتكبت حماقة كبيره وما زالت تمعن فيها،ولن تتوقف الا بموقفين: ان يأخذ مجلس الأمن على يد إسرائيل لكنه غير قادر، وان نردع إسرائيل عن جرائمها . مؤكداً ان جريمتها لن تمر". وفي حين نفى ان يكون احد من ركاب السفينة قد استخدم السلاح الأبيض ضد الجنود الإسرائيليين كما دعت إسرائيل قال: ان إسرائيل تعتم لانها تدرك حجم الجريمة، وهي تكذب كثيرا،وما زالت تخفي عدد الذين أصيبوا جراء الحادث، وتحتجز بعضهم". وفي الوقت الذي أشاد مشعل بالموقف التركي ووصفه "بأنه متقدم ولا يليق بالعرب ان يتأخروا". دعا الرئيس المصري حسنى مبارك الى فتح معبر رفح بصورة دائمة. قائلاً: اقول لحسني مبارك بدأت حياتك عسكريا تقاتل الإسرائيليين فاختتم حياتك بقرار شجاع ضد الحصار بفتح معبر رفح بصورة دائمة ورفع الحصار.وهذا قرار سيحفظه الله لك قبل ان تلقاه وسيحفظه لك التاريخ ، كما ان فتح معبر رفح واجب إنساني وديني". وفي رده على سؤال حول المصالحة الفلسطينية أكد مشعل التزام حماس بما وقعوا عليه في كافة الاتفاقات السابقة في صنعاء والقاهره ومكه" مضيفاً" نحن حركة مصداقيتها عاليه،ونلتزم بما وقعنا عليه في الحاضر والمستقبل . وفي المؤتمر الصحفي الذي بثته الفضائية اليمنية دعا خالد مشعل- السلطة الفلسطينية الى المصالحة على الثوابت الوطنية، ومقاومة الاحتلال وترتيب البيت الفلسطيني، وتعزيز الديمقراطية والشراكة، مضيفاً: لانريد مصالحة ان ينكر احدنا للآخر. نريد مصالحة لمتابعة نضالنا الوطني لأننا اليوم في مرحلة نضال ومقاومة".
عائق المصالحة الفيتو الامريكي: وأكد ان العائق الاكبر في المصالحة الفلسطينية ما قال انه " الفيتو الأمريكي" الذي يطلب ان لامصالحه الا اذا خضعت حماس لشروط الرباعية والا سنقطع الدعم عن السلطة الفلسطينية. واستنكر بذات الوقت المفاوضات التي قال انها تخدم إسرائيل دون غيرها.واعتبر التنسيق الأمني مع إسرائيل جريمة لاتغتفر. وخاطب الفلسطينيين في غزه والضفة بقوله "الفرج قادم،ولا مستقبل للإجراءات الأمنية وما فعله "ديتون"، والعالم ينفض نحونا وليس نحو إسرائيل متضامنا مع المحاصرين".مؤكداً ان المقاومة يدها على الزناد رغم ما تتعرض له من خناق وتضييق،وستكون عند حسن ظن الشعوب.