عيناه تخوفت من تلك الدود المتحركة في لقيمات النفايات وفمه يلعق الثرى الملتصق بها قبل الديدان المنتشرة فيها عندما أراد لصرخات أمعاءه التي ماتت في جسده و حولته إلى جلد يتحرك في جسم بشر أن تصمت ، بالجوع والحرمان تقوس جسده الذي لم يكن يوماً يبحث عن لعبة يلهو بها أو ثوباً يكتسيه ... وكلما كانت الروح ينبض قلبها مستعصية مستألمه كي لا تموت تتلبد ذاكرته بغيوم النسيان وينسى جراح أقدامه من رمال الأرض فيشد رحالة و ينقب بين عوادم النفايات عن لقيمات يسد بها رمق الحياة المتجبرة....... دُكت حصون الصبر من فقره المدقع الذي حول بقائه إلى همٍ دفين في قلاع أيامه فتمردت أحزانه مترنحة مستنكره تلك القلوب المتحجره التي غضت الطرف عن جسمه الهزيل حتى نزفت المياه منه ولم تسعفه بقطرات دموع تطفئ نيران ظلم المترفون وهم يشعلون جوعه كلما أشرقت الشمس وانحدرت في جوف البحر فأشرق ظلام الظالمين قبل أن يشرق ظلام الليل في الكون الفسيح .. وبينما هو يتصفح اسمه في قاموس الطفولة انهارت عزيمته ...واغتصبت سعادته ...وتقهقرت جيوش براءته... عندما وصفته أقلام الكتاب وسطرته محافل الحقوقيين بأنه طفل ُ شريد.