fifa يُقال أن من يصبر ينال، وهو ما كان عليه الحال بالنسبة لجماهير مونتريال التي كانت على موعد مساء يوم الأحد مع نهائي ناري لكأس العالم للسيدات تحت 20 سنة كندا 2014 FIFA. فقد تطلب الأمر الإنتظار حتى الدقيقة 98 لتسجيل هدف الفوز. وعندما اقتنصت لينا بيترمان هدفاً ذهبياً بحق، كانت قد أهدت المنتخب الألماني لقباً ثالثاً لتعادل بذلك الرقم القياسي المسجل في هذه البطولة. لم يكن الإنتصاران السابقان للماكينات في هذه البطولة بهذه الصعوبة. ففي نسخة 2014 من بطولة الشابات، نجت الألمانيات من مجموعة الموت في الدور الأول. ومن ثم نجحن بإثبات علوّ الكعب أمام صاحبات الأرض وفرنسا وأخيراً نيجيريا. وكانت ممثلات أفريقيا قد خضن لقاءاً مشرفاً في النهائي خانهن الحظ فيه ولكنهن تمتعن بالروح المعنوية العالية المعهودة منهن دائماً. ولا بد من الإشارة إلى أن النيجيريات أثبت حضوراً من الطراز الرفيع في النهائي والبطولة على العموم، بينما تحوّلت أسيسات أوشوالا الفائزة بكل من كرة adidas الذهبية وحذاء adidas الذهبي إلى جوهرة نادرة سيشهد عالم المستديرة الساحرة صعود نجمها دون أدنى شكّ.
في هذه الأثناء، أنهت فرنسا مشوارها في البطولة بفوز صعب على كوريا الشمالية بنتيجة 3-2 في مباراة تحديد صاحبات المركز الثالث التي شهدت غزارة تهديفية في الشوط الثاني. وفي تلك الموقعة أيضاً، تعيّن على الجماهير الحاضرة الإنتظار حتى الشوط الثاني لمشاهدة هزّ الشباك في إثارة تأخر حضورها. يستعرض عليكم موقع FIFA.com أبرز ما شهده اليوم الأخير من كندا 2014.
هدف اليوم كوريا الشمالية - فرنسا 1-2، أميناتا دياللو (66) عندما أرسلت كلير لافوجيز الكرة إلى أميناتا دياللو في الطرف الأيمن من الملعب، كان تمرير الكرة مجدداً هو الحل المتوقع من صاحبة القميص رقم 6 في الكتيبة الفرنسية. إلا أن ديالو كان تفكر بأمر آخر. فنتيجة لتقدم حارسة كوريا الشمالية إلى الأمام قليلاً، استشعرت قدرتها على هز الشباك، فأرسلت تسديدة من على بعد 30 ياردة علت الحارسة كيم تشول أوك وارتطمت بالجانب الأسفل من العارضة لترتد إلى الأرض ومن ثم لسقف الشباك.
لحظات للذكرى كندا وأهداف الوقت الإضافي لم تغب كأس العالم للسيدات تحت 20 سنة FIFA طويلاً عن كندا بعد أن سبق واستضافت البلاد النسخة الأولى من البطولة. وما من شكّ في أن هذا جلب ذكريات نسخة 2002 التي انتهت بشكل درامي تجلى بهدف سجلته الأمريكيات في شباك كندا في الوقت الإضافي. وبعد ذلك لم يتم حسم هوية صاحبات اللقب في أي من بطولات FIFA للسيدات بهدف في الوقت الإضافي. لكن اللافت أن الجماهير الكندية، وبعد 12 سنة، شهدت تألقاً جديداً بعد تمديد الوقت الأصلي وتمثل ذلك بهدف لينا بيترمان لتكرر بذلك ما قامت به الأمريكية ليندسي تاربلي عام 2002.
ثلاثة ألقاب لألمانيا هذه هي المرة الثالثة على التوالي التي تتأهل فيها ألمانيا لموقعة حسم كأس العالم للسيدات FIFA، وقد انتهت بمعادلة الرقم القياسي من الألقاب والذهب يحتفظ به المنتخب الأمريكي والبالغ ثلاثة. إلا أن هذا ليس السبب الوحيد الذي يجعل 3 رقم حظ للألمانيين والألمانيات. حيث يعتبر لقب الشابات في كندا الثالث للبلاد في غضون شهرين فقط، بعد أن سبق أن تربع الشباب على عرش كأس الأمم الأوروبية تحت 19 سنة، وبالطبع كأس العالم FIFA.
تقاسم مهمة هز الشباك رغم أن لاعبة خط الوسط المهاجمة لافوجيز أنهت البطولة كواحدة من أبرز الوجوه الصاعدة في عالم كرة القدم للسيدات، إلا أن الفضل في مشوار فرنسا الناجح في كندا 2014 يعود لجهد جماعي. فعندما سجلت أيساتو تونكارا هدف الفوز لتنتهي المباراة مع الكوريات الشماليات بنتيجة 3-2 لصالح ممثلات أوروبا، كانت تلك الهدافة تاسع اسم في الكتيبة الفرنسية تتمكن من هز الشباك منذ انطلاق البطولة. ويحتل المركز الثاني على قائمة المنتخبات الأكثر تنويعاً بأسماء الهدافات كل من نيجيرياوكوريا الشمالية بست قناصات. وبذلك تكون الكتيبة الفرنسية متأخرة باسم واحد فقط عن صاحب المركز الأول في تاريخ هذه البطولة وهو، للصدفة، المنتخب الكوري الشمالي الذي اعتلى منصة التتويج في روسيا عام 2006 بعد أن سجلت عشر من لاعباته أهدافاً باسمها.
بريمر المقاتلة الصنديدة رغم خوضها 98 دقيقة من المباراة دون كلل أو ملل على الملعب الأوليمبي، كان يمكن القبول بفكرة عدم لحاقها بلاعبة الخصم جلاديس أباسي إلى زاوية الملعب في مسعى لتحييد الكرة. ولكن المهاجمة الألمانية رفضت الإستسلام وقررت الصمود والإستحواذ على الكرة وإرسالها إلى زميلتها بيترمان التي اقتنصت هدف الفوز بالمباراة واللقب العالمي.
الرقم 0 لم يتم رفع البطاقة الحمراء طوال كندا 2014 لتكون هذه أول بطولة للسيدات من تنظيم FIFA سواء كأس العالم للسيدات أو تحت 20 سنة أو تحت 17 سنة تنتهي دون اللجوء للطرد على الإطلاق. وفي السابق كان العدد الأقل من حالات الطرد في نسخة واحدة بطولة الشابات يبلغ اثنتين، بينما شهدت اليابان 2012 اللجوء إلى هذه العقوبة أربع مرات.
التصريحات "سأطلب من لاعباتي التفكير ملياً في هذه الهزيمة. سنحت أمامنا فرصة كبير للفوز بكأس العالم مع الفرص التي صنعناها في الشوط الأول، ولكننا أهدرناها،" مدرب منتخب نيجيريا بيتر ديديفبو.