عاد الرئيس الإكوادوري رافائيل كوريا إلى القصر الرئاسي، وقال شهود عيان إنه أطل من شرفة القصر بعد إنقاذه من مستشفى احتمى فيه معظم ساعات النهار بسبب احتجاجات قام بها رجال شرطة غاضبون من إجراءات التقشف التي تشهدها البلاد. وأعلن كوريا أن شرطيا على الأقل قتل خلال تبادل إطلاق النار الذي دار بين قوات الجيش وعناصر الشرطة المحتجين لدى محاولة إخراجه من المستشفى الذي احتمى به. وكان كوريا أكد في مقابلة عبر الهاتف مع محطة تلفزيون محلية من المستشفى الذي حاصرته الشرطة بداخله في العاصمة كيتو، أنه احتجز رغما عنه وسيغادر هذا المكان كرئيس للبلاد أو يأخذوه منه جثة هامدة، مشددا على أنه لن يأمر بعملية لإنقاذه لأنه لا يريد أن تحدث أي إراقة للدماء. وكان متمردو الشرطة قد منعوا كوريا من مغادرة المستشفى الذي لجأ إليه للعلاج من آثار الغاز المدمع الذي تعرض له أثناء زيارته للموقع الذي انتشر منه تمرد عناصر الشرطة. وأفادت أنباء بأن اشتباكات اندلعت خارج المستشفى بين مؤيدي الرئيس كوريا ومعارضيه، وأطلقت قوات الشرطة القنابل المدمعة لتفريق متظاهرين جاؤوا لمساندة الرئيس، حيث قال متحدث باسم الصليب الأحمر إن شخصا واحدا على الأقل قتل وأصيب نحو خمسين آخرين في هذه الاشتباكات. وقال أحد ضباط الشرطة خارج المستشفى إن رجال الشرطة المحتجين يطالبون بإلغاء إجراءات التقشف التي طُبقت في البلاد والتي قد تنقص من حوافزهم. فتح المطار من ناحية أخرى، قال رئيس بلدية كيتو، أوغوستو باريا إن المطار الدولي في العاصمة أعيد فتحه بعد أن كان أغلق أمام الرحلات الجوية أثناء الاحتجاجات على إجراءات التقشف. وكان نحو 150 من المتمردين سيطروا في وقت سابق الخميس على مدرج المطار، كما حاول أفراد من الشرطة اقتحام مبنى التلفزيون، بينما أعلنت الحكومة من جانبها حالة الطوارئ، وتحدث شهود عيان عن أعمال سلب ونهب وفوضى اندلعت في العاصمة كيتو. وخلال ساعات الأزمة، عبرت دول عديدة عن دعمها للرئيس كوريا، وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة حيث دعت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون إلى حل سلمي للأزمة، وقالت "تستنكر الولاياتالمتحدة العنف والخروج على القانون ونعبر عن مساندتنا الكاملة للرئيس رافائيل كوريا ومؤسسات الحكومة الديمقراطية في ذلك البلد". كما عبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن تأييد قوي للحكومة المنتخبة في الإكوادور، وكذلك فعل الاتحاد الأوروبي الذي قال إنه يتابع عن كثب التطورات في الإكوادور. أما الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز فدعا قادة المنطقة للدفاع عن حليفه اليساري، ووصف ما جرى بأنه محاولة للإطاحة بالرئيس كوريا. وقال سفير بيرو لدى منظمة الدول الأميركية إن وزراء خارجية اتحاد دول أميركا الجنوبية (أوناسور) يخططون لعقد اجتماع في جواياكيل، أكبر مدن الإكوادور، اليوم الجمعة لإظهار دعمهم لكوريا. وقال إنه إذا تعذر وصول الوزراء إلى الإكوادور، حيث إن المطار كان مغلقا أمس، فإنهم سيجتمعون في بيورا على حدود بيرو مع الإكوادور "كقاعدة يتم الدفاع منها عن النظام الدستوري". وأعرب وزير الخارجية البرازيلي سيلسو أموريم عن "كامل دعمه وتضامنه" مع كوريا ومؤسسات الإكوادور الديمقراطية. وأمر رئيس بيرو آلان غارسيا بإغلاق الحدود المشتركة لفرض ضغوط على المتمردين وإبداء الدعم لكوريا. وأعربت كولومبيا -الدولة الأخرى التي لها حدود أيضا مع الإكوادور- عن دعمها لحكومة كوريا، كما أعربت كل من فرنسا وكندا والأرجنتين وبوليفيا والمكسيك ودول أخرى عن دعمها للرئيس الإكوادوري.