توالت ردود الأفعال الدولية المنددة ب"المحاولة الانقلابية" التي قام بها عدد من عناصر الجيش والشرطة في جمهورية الاكوادور صباح أمس الخميس للإطاحة برئيسها رفائيل كورييا بعد احتجازه رهينة لمدة 12 ساعة. حيث أعلنت روسيا اليوم تأييدها للرئيس الاكوادوري رفائيل كورييا ودعم حكومته لإعادة الاستقرار في البلاد. وأعربت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها عن قلقها حيال محاولة الانقلاب العسكري في الاكوادور والتي أدت إلى سقوط ضحايا. ودعا البيان جميع القوى السياسية في الاكوادور إلى نبذ العنف وعدم القيام بأي خطوة من شأنها زعزعة الاستقرار في البلاد. إلى ذلك دعا وزير الخارجية الألماني غيدو فيستارفيللي إلى التخلي عن استخدام العنف في الاكوادور واحترام كافة القوى السياسية هناك للدستور وحل القضايا في البلاد عبر الأساليب السلمية. وأكد فيستارفيللي في بيان لوزارة الخارجية الألمانية أن "بلاده لا تحترم ولا في أي حال من الأحوال الاعتداء على المراجع الدستورية ولا على ممثلي الحكومة الذين انتخبوا بصورة شرعية كالذي حصل أمس". من جهته عبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن تأييد قوي للحكومة المنتخبة في الإكوادور، وكذلك فعل الاتحاد الأوربي الذي قال إنه يتابع عن كثب التطورات في الإكوادور. في غضون ذلك دعت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون إلى حل سلمي للأزمة، وقالت "تستنكر الولاياتالمتحدة العنف والخروج على القانون ونعبر عن مساندتنا الكاملة للرئيس رافائيل كوريا ومؤسسات الحكومة الديمقراطية في ذلك البلد". كما أعلنت الممثلة الأميركية لدى منظمة الدول الأميركية كارمن لوميلين إدانة بلادها لأي محاولة لانتهاك الدستور في الإكوادور، اثر محاولة انقلاب قام بها عسكريون في العاصمة الإكوادورية كيتو. أما الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز فدعا قادة المنطقة إلى الدفاع عن حليفه اليساري، ووصف ما جرى أنه محاولة للإطاحة بالرئيس كوريا. وقال سفير بيرو لدى منظمة الدول الأميركية إن وزراء خارجية اتحاد دول أميركا الجنوبية (أوناسور) يخططون لعقد اجتماع في جواياكيل - أكبر مدن الإكوادور- اليوم لإظهار دعمهم لكوريا. ومن جهتها ، أدانت الحكومة الإسبانية "محاولة الانقلاب" في الإكوادور وأكدت دعمها "للحكومة الشرعية" للرئيس رافائيل كوريا. وقالت وزارة الخارجية الإسبانية في بيان لها :"مع الأنباء التي تشير إلى وقوع محاولة انقلابية في الإكوادور ، تدين الحكومة الإسبانية بشدة أي انتهاك للشرعية الدستورية وتجدد دعمها للحكومة الشرعية والمؤسسات الديمقراطية للإكوادور كما أعربت كل من فرنسا وكندا والمكسيك ودول أخرى عن دعمها للرئيس الإكوادوري. وكان رئيس الاكوادور قد عاد الليلة الماضية إلى القصر الرئاسي في العاصمة كيتو بعدما حررته عناصر من الجيش من مستشفى احتجزه فيه رجال شرطة غاضبون من إجراءات التقشف التي أقرتها حكومته. وأسفرت عملية تحريره عن مقتل شرطين وجرح 74 شخصا. وإثر تحريره بعد عملية عسكرية مشهودة ندد الرئيس رافاييل كوريا ب"المحاولة الانقلابية" فيما فرضت حكومته حالة الطوارئ لمواجهة أي جديد قد يطرأ خلال الساعات المقبلة. وأكد الرئيس كوريا الذي احتجز 12 ساعة في مستشفى قبل أن يهب لنجدته عناصر الأمن والجيش الموالين للسلطات،انه لن "يعفو أو ينسى" ما حدث. وكان عدد من جنود الجيش قاموا صباح أمس بالسيطرة على مطار العاصمة كيتو، فيما قامت عناصر من الشرطة بالسيطرة على مبنى الكونجرس. وأمر قائد الجيش الاكوادوري الجنرال ارنستو جونزاليس الجنود الذين تمردوا على الحكومة بالاستسلام ، مؤكدا أنه سيتم احترام حقوقهم ، فيما أكد الرئيس الاكوادوري. وكانت الاضطرابات بدأت بمظاهرة نظمها أفراد من الشرطة احتجاجا على إجراءات التقشف التي طبقت في البلاد والتي قد تنقص من حوافزهم . وانضم للمظاهرة السابقة أفراد من الجيش ، حيث قاموا بالسيطرة على مواقع عسكرية ومبنى الكونجرس ومطار العاصمة كيتو، مما أدى إلى تعليق الرحلات الجوية من وإلى العاصمة كيتو، كما أكد شهود عيان أن أعمال سلب ونهب وفوضى اندلعت في العاصمة. في هذه الأثناء أعلن قائد الشرطة الإكوادورية الجنرال فريدي مارتينيز عن استقالته من مهامه اثر تمرد عناصر من قوات الأمن احتجزوا الرئيس رافاييل كوريا، حسبما أعلن اليوم ناطق باسم الشرطة. وقال الناطق طالبا عدم كشف هويته إن "الجنرال مارتينيز قدم للتو استقالته". وأضاف انه سيعرض دوافع قراره خلال مؤتمر صحفي من المقرر ان يعقده في الساعات القادمة.