شاب يمني يساعد على دعم عملية السلام في السودان    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    الليغا ... برشلونة يقترب من حسم الوصافة    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    "عبدالملك الحوثي هبة آلهية لليمن"..."الحوثيون يثيرون غضب الطلاب في جامعة إب"    شاهد.. أول ظهور للفنان الكويتي عبد الله الرويشد في ألمانيا بعد تماثله للشفاء    علي ناصر محمد يفجر مفاجأة مدوية: الحوثيون وافقوا على تسليم السلاح وقطع علاقتهم بإيران وحماية حدود السعودية! (فيديو)    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    خلية حوثية إرهابية في قفص الاتهام في عدن.    "هل تصبح مصر وجهة صعبة المنال لليمنيين؟ ارتفاع أسعار موافقات الدخول"    مبابي عرض تمثاله الشمعي في باريس    شاهد الصور الأولية من الانفجارات التي هزت مارب.. هجوم بصواريخ باليستية وطيران مسير    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    عودة الثنائي الذهبي: كانتي ومبابي يقودان فرنسا لحصد لقب يورو 2024    لحج.. محكمة الحوطة الابتدائية تبدأ جلسات محاكمة المتهمين بقتل الشيخ محسن الرشيدي ورفاقه    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات شهادة الثانوية العامة    لا صافرة بعد الأذان: أوامر ملكية سعودية تُنظم مباريات كرة القدم وفقاً لأوقات الصلاة    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    انكماش اقتصاد اليابان في الربع الأول من العام الجاري 2024    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    تحذيرات أُممية من مخاطر الأعاصير في خليج عدن والبحر العربي خلال الأيام القادمة مميز    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    رئيس مجلس القيادة يدعو القادة العرب الى التصدي لمشروع استهداف الدولة الوطنية    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    انطلاق أسبوع النزال لبطولة "أبوظبي إكستريم" (ADXC 4) في باريس    تغاريد حرة.. عن الانتظار الذي يستنزف الروح    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    ترحيل أكثر من 16 ألف مغترب يمني من السعودية    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    انهيار جنوني .. لريال اليمني يصل إلى أدنى مستوى منذ سنوات وقفزة خيالية للدولار والريال السعودي    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    البريمييرليغ: اليونايتد يتفوق على نيوكاسل    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قطع الطريق المؤدي إلى ''يافع''.. ومناشدات بتدخل عاجل    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صعده : حركة التمرد البداية والنهاية
نشر في حشد يوم 10 - 12 - 2010

ظلت صعدة.. بفتح الصاد وتسكين العين.. لقرون عديدة همزة وصل للتجارة بين جنوب وشمال الجزيرة العربية.. بحكم ما تتميز به من موقع يتوسط خط القوافل التجارية وأشهرها خط قنا التاريخي . ويذكر المؤرخون أن مدينة صعدة هي بلد فضاعة من ولد مالك بن حمير بن سبأ أحد أشهر الملوك الحميريون وأنها كانت محط اهتمام ملوك سبأ وحمير الذين وصلوا إليها واهتموا بإقامة البناء وتشييد السدود فيها وبناء المدرجات الزراعية والحصون والقلاع القديمة.. اسم مدينة صعدة هو صعدتم حيث تشير تلك النقوش إلي أحداث الملك شمر يهرعش.

وتوضح تلك النقوش أصل تسمية صعدة بهذه الاسم حيث تروي النقوش حكاية طريفة عن هذه التسمية تقول بأنه كان في صعدة القديمة التي كانت تعرف باسم جماع قصر كبير وضخم يرجع بناؤه لأحد ملوك حمير.. وأن رجلاً من الحجاز من ملوك البحار مر بالقصر وكان يشعر بالانهاك والتعب فاستلقي علي ظهره وتأمل ارتفاع القصر فلما أعجبه قال الرجل صارخاً لقد صعده فسميت المدينة بهذا الاسم.[1]
كثيرا ما تلعب الجغرافيا السياسية دورا مهما في تكريس دور إيجابي للحروب إذا فقهها أهلها ومن ثم النحو تجاه توسيع الرقعة لاستغلال أكبر قدر من الإمكانيات والقدرات سواء الجغرافية أو التاريخية.
البداية في صعدة :

على مدى ثلاثة عشر قرناً مثلت محافظة صعدة بموقعها وظروفها الجغرافية الوعرة وخصوبة أراضيها وثرائها في الإنتاج الزراعي والحيواني والحرفي الصناعي، أهم معاقل النظام الإمامي البائد، وقلعته الدفاعية الحصينة والمنيعة وقاعدته الحربية القوية، منها تنطلق موجات المد الإمامي للسيطرة على بقية المناطق، وإليها تنحسر قاعدة الحكم الإمامي وتتحصن فيها أمام مد القوى السياسية الأخرى، وصعدة كانت محور وساحة صراع الأئمة مع بعضهم البعض، وقد تعرضت عبر تاريخها مرات عدة للدمار والخراب بسبب حروب الإخوة وأبناء العم على كرسي الإمامة.
استغل الحوثيون بمهارة معاناة السكان في المحافظة وظروفهم المعيشية الصعبة وانتشار الفقر والبطالة وشح الإمكانات وضعف معدلات التنمية وأخطاء بعض الجهات الرسمية وتقصيرها، وغيرها من الإشكالات الاجتماعية الداخلية، وفسروها باعتبارها ظواهر تخص أبناء صعدة دون غيرهم، وأن سببها الرئيس يتمثل في عداء الدولة وقيادتها لأهل صعدة، وتعمد تجاهلهم وحرمانهم من المشاريع التنموية. [2]
قدرة أسرة الحوثي وفي مقدمتهم بدر الدين الحوثي (وكان من ابرز علماء الزيدية) على تضليل العامة في صعدة بالحق الإلهي لهم في الحكم، وهو ما كان له الأثر الكبير في تصديق الناس لدعوتهم وادعاءاتهم الجديدة دون تمعن في مضامينها ومعرفة أهدافها، سيما وأنها قدمت إلى العامة مغلفة بعباءة دينية وتحت شعار التقوى والمصلحة العامة والإصلاح والتجديد في الفكر والمذهب الزيدي، وقد بررت هذه الجماعة أعمالها الإجرامية والخروج على القانون وحشدت عدداً من صغار السن لتنفيذها عبر التوظيف السيئ والخاطئ للفتوى السياسية الدينية، وتبني شعارات تخاطب عواطف البسطاء وغرائزهم وتدغدغ مشاعرهم الدينية واحتياجاتهم الحياتية المادية الروحية، وتستفز فيهم روح العصبية الضيقة بمكوناتها السلالية، والمذهبية الطائفية والمناطقية.

هذه التباينات ظهرت في بعض مديريات محافظة صعدة بشكل أكثر حدة من غيرها من المحافظات، فهذه المحافظة التي كانت تعتبر أحد أهم معاقل المذهب الزيدي، أصبحت على يد الشيخ الوادعي أحد أهم المراكز العلمية الدراسية السنية، الأمر الذي جعل من المحافظة واحة صراع وأرضية ملائمة لنشاط تربوي عقائدي مذهبي متطرف، كرس كل طرف إمكاناته لمواجهة الآخر والتصدي له بمختلف الوسائل، وفي ظل الظروف غير السوية برزت ظاهرة التجهيل المتعمد لقطاع واسع من السكان بقضايا الدين الإسلامي والخلافات المذهبية، وهو ما أتاح لمشايخ الإسلام السياسي إمكانية التوظيف السياسي الخاطئ للخطاب الديني، كما أن التعبئة المتطرفة للشباب سهل لهؤلاء المشايخ إمكانية تسخيرهم في خدمة أهدافهم ومطامعهم الدنيوية وتحويلهم إلى أدوات طيعة لتنفيذ مشاريعهم السياسية والإضرار بالوطن والمصالح العامة والخاصة للشعب.

طبيعة تفكير الحوثية وقناعاتها وأدواتها في التعامل مع محافظة صعدة كمكون جغرافي واقتصادي واجتماعي، لن يخرج عن السياق التاريخي للفكر الإمامي، فالموقع الجغرافي المنعزل والطبيعة الطبوغرافية الوعرة، وخصوبة أراضيها ووفرة خيراتها، والإرث السياسي التاريخي والاجتماعي، وضعف اندماجها الحضاري، ومعدلات التنمية، بالإضافة إلى التخلف والفقر والبطالة والتركيب القبلي والغلو المذهبي، جميعها عوامل نجحت الجماعة الحوثية الإرهابية في استغلالها لخدمة مشاريعها السياسية الظلامية، وقناعاتها الدينية الضلالية، والتمرد المسلح والخروج على الدستور والإجماع الوطني، وبالتالي تحويل المنطقة وسكانها ومواردها إلى وقود لحروبهم ضد الوطن والشعب.
الجماعات الحوثية التي حاولت فرضها داخل مجتمع صعدة بوسائل الإرهاب مستغلة بذلك سلاح الجهل وتفشي الأمية والطبيعة المنغلقة في هذه المحافظة.. لقد نجحت العمليات العسكرية حتى الآن في تحقيق واحد من أهدافها والمتمثل في الحد من تأثير وفاعلية وسائل وأساليب الحرب النفسية التي يوجهها الحوثيون ضد المواطنين والحد من انتشار القناعات الفكرية والسياسية المتطرفة والمعلومات والأخبار المغلوطة المثيرة للجدل التي تم الترويج لها وجعلها مرتعاً خصباً لتفشي التطرف والإرهاب ضد النظام واستخدامها كوسائل لتعميم الاستياء الشعبي داخل محافظة صعدة من الدولة وجعلها مشجباً لتعليق لومهم عليها وتحميلها مسؤولية تفشي الفقر والبطالة وتدني معدلات التنمية.
قبل أن تتكشف حقيقة الحوثية كان هذا الخطاب الديني وهذه الشعارات البراقة مؤثرة وجذابة ومقنعة لشريحة واسعة من بسطاء أبناء صعدة محدودي الثقافة أو الغارقين في الجهل والمتطلعين إلى غد أفضل وأجمل مما هم فيه..
لقد نجح الحوثيون في توظيف المدارس الدينية الخاصة بهم بأن حولوا طلابها إلى مرتزقة ومقاتلين محترفين، وحملة أوفياء لجيناتهم الفكرية وقناعاتهم ومشاريعهم السياسية، وأوصياء مخلصين على تطبيقها وإشاعتها وسط السكان، والجهاد والتضحية بالنفس في سبيل انتصارها.
وفق هذه المعايير تم تقسيم المجتمع في صعدة إلى معسكرين إما معهم وهم - بحسب ما يوهمونهم - المؤمنون والمجاهدون ومثواهم الجنة، وإما ضدهم وهم -في نظرهم- المارقون والخارجون على الدين ومآلهم النار مع حلفائهم اليهود والأمريكان.
محافظة صعدة، حيث البيئة الاجتماعية والثقافية والتاريخية والجغرافية المعقدة المترنحة في مكانها وإطارها القديم، ملائمة لإعادة استزراع بذور الإمامة بكل أصولها الفكرية والعقائدية المسخرة، ووظيفتها لتغذية الصراعات والفتن الداخلية، وكانت ثمرتها الجديدة متمثلة بالحوثية الوجه المعاصر للإمامة. [3]
لطالما كانت المحافظات النائية كمأرب والجوف وشبوة وصعدة أماكن تزخر بالمظالم والانشقاقات، حيث تستمر القبائل بلعب دور رئيسي وتُغيَّب الدولة فعلياً لعجزها عن توفير الأمن والبنى التحتية والخدمات العامة. تقوم القبائل المحلية على نحو منتظم بعمليات خطف للمواطنين والأجانب بغية الضغط على الحكومة للإفراج عن أفراد محتجزين لديها أو لإنشاء الطرق والمستشفيات. كما أن الحماية التي تضمنها القبائل العاصية لأفراد متهمين بجرائم أو ذوي صلات بالجماعات الإرهابية كثيراً ما تؤدي لعمليات عسكرية تقوم بها الشرطة أو الجيش، كما هو الحال في النزاعات المرتبطة بالأرض أو الثأر.[4]
لقد أصبحت حرب صعدة، ببعدها السني/الشيعي الكامن والمُضلِّل في آن معاً، جزءاً من رواية التنافس الجيوسياسي والطائفي. وقد بحثت أطراف أخرى كذلك لنفسها عن دور تلعبه.
إن موقع محافظة صعدة على الحدود السعودية وبالقرب من ساحل البحر الأحمر يجعلها ذات أهمية اقتصادية كبيرة. ونظراً لضعف استثمار الدولة في هذه المنطقة الجبلية والنائية نسبياً، إضافة إلى ثقافتها القبلية الاستقلالية، فقد غدا التهريب نشاطاً اقتصادياً رئيساً ومورداً للدخل. لعقود من الزمن، أعطى تهريب القات والمخدرات والسلاح والأشخاص إلى السعودية ربحاً مالياً كبيراً. لا تتمتع الحدود السعودية بحراسة كبيرة، مما يجعل التجارة عبر الحدود مورداً هاماً للربح وواحداً من الفوائد الخفية للحرب. يعتقد البعض أن العديد من شيوخ قبائل صعدة البارزين هم من أهم تجار السلاح في البلاد ويتمتعون بعلاقات إقليمية ودولية؛ يعني ذلك، وفقاً لكلمات دبلوماسي أجنبي: "أن لهم مصلحة في استمرار الحرب".[5]
مع الأخذ في الاعتبار خصوصية صعدة وأهميتها التاريخية. سيتطلب ذلك وقتاً طويلاً وامكانات ضخمة نظراً إلى أن هناك دعماً خارجياً كبيراً للحوثيين. متى نظرنا بتمعن إلى المناطق القريبة من صعدة، يتبين أن اختيار هذه المنطقة اليمنية من أجل إثارة الغرائز المذهبية لم يكن عن طريق الصدفة. فالمطلوب بكل وضوح أن تنتشر الظاهرة الحوثية في مناطق أخرى تتجاوز الحدود اليمنية مستفيدة من القدرة على إثارة الحساسيات الطائفية والمذهبية لخلق حال من عدم الاستقرار في كل منطقة الخليج من دون أي استثناءات.[6]
إذن فقد ساهمت عدة عوامل لتكون صعدة هي منطلق حركة التمرد:
- وعورة المنطقة وصعوبة تضاريسها.
- النشاط الإثنى عشري الذي استطاع اختراق أتباع المذهب الهادوي في صعدة.
- تعاون القبائل المنتمية للمذهب الزيدي والمتأثرة بأفكار الحوثي معه.
- توفر السلاح بكميات كبيرة لدى هذه القبائل، ووجود أسواق لها في المنطقة.
- توفر الدعم المالي بشكل كبير الأمر الذي وفر القدرة والإمكانيات لمواجهة الدولة!!
- التعاون الاستخباراتي الذي تقوم بها بعض الجهات والشخصيات المحسوبة على الدولة والمؤتمر لصالح المتمردين.
- دافع الثأر من قبل القبائل تجاه أبنائهم الذين سقطوا في المواجهات الأولى العام (2004م)؛ علما بأن طابع هذه القبائل الشراسة والحمية! وهذا في شأن التمرد الثاني الذي يقوده الحوثي (الأب)!
وللعلم فلم يكن الحوثي (الأب) في معزل عن المواجهات الأولى، برغم عدم ظهوره فيها، فقد كان يبارك كل جهود ابنه ويصفه ب"المصلح الكبير" و"المجدد للمذهب الزيدي"![7]
فحركة تمرد (الحوثي) في جبال (مران) فشلت في الحصول على الدعم القبلي لها، وهو ما سهل على السلطة قمعها في وقت قياسي بالمقارنة مع ظروف ومواريث تلك الجهات. ولقد بعث هذا الانطباع ارتياحاً حقيقيًّا ليس لدى السلطة المركزية وحسب، بل حتى في نفوس الأقطاب الدولية التي كانت تراقب الأحداث بحذر شديد دون أن تجرؤ على إعلان مواقفها - بصراحة - ويبدو لي - في النهاية- أن الرهان على القبيلة في الوقت الحاضر ما زال يمثل في حسابات الدولة اليمنية أحد صمامات الأمان، والسلام الاجتماعي. فالقيادة السياسة اليمنية ما انفكت تستعين بالمشائخ، والأعراف القبلية في حل الكثير من الخلافات الداخلية، وربما حتى الخارجية أحياناً كما هو الحال مع الحلول التي توصل إليها وفد الجاهة الأردني بشأن مقتل ابنة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر. ولا شك أن الصلات القبلية بين اليمن وجيرانها تجعل من مسألة حماية الهوية القبلية للمجتمع اليمني أمراً لا تلغيه كل الضرورات القائمة، بقدر ما تؤكده . فالهدف الذي تسعى إليه الدولة اليمنية ليس إلا (عصرنة القبيلة).[8]
الحركة وبداية النهاية :
منذ ايقاف الحرب السادسة والحركة الحوثية تعمل على التوسع شرقا في محافظة الجوف ومارب وقد قامت بعدد من ما تسميها العمليات الجراحية في الجوف وسفيان وصعدة والتي ضحت فيها بالكثير من عناصرها وقيادتها ، واستطاعت الحركة الثبات وان تعمل بقوة في الجانب الاعلامي في اصدار البيانات عبر مواقعها الالكترونية والتي انتشرت تحت مسميات عديدة ومتنوعة مع اختفاء وعدم ظهور في وسائل الاعلام وعلى العلن للقيادات الاساسية للحركة مثل يحي بدر الدين وشقيقة عبدالملك ، لكن في المقابل هناك اخبار محزنة للحركة وعناصرها ففي هذة الايام جاءت اخبار تؤكد وفاة مؤسس الحركة المرجع بدر الدين الحوثي وقد اشاعت عدد من وسائل اعلام خبر وفاته قبل اكثر من ثلاث سنوات الا انه ظل يعيش متخفيا في منطقة النقعة شمال شرق صعدة حتى جاء نباء وفاته ، وحسب ما قال مقربون منه بانه "قد قضى فترة الاختفاء بالانشغال بتاليف عدد من الكتب كان اخرها قبل اشهر من وفاته استكمال الجزء الاخير من تفسير القران الكريم (12مجلد).

ولا يعرف بعد مدى تأثير غياب الحوثي الاب على مكانة وانتشار جماعة الحوثي وان كان العديد من المحليين السياسيين يعتقدون ان غياب الاب لن يؤثر كثيرا على خط سيرها وخطابها لأنها نشات وتوسعت متاثرة بالحركات الاسلامية العربية الحديثة كحزب الله اللبناني وغيره من الحركات الاسلامية المعاصرة بعيدا عن تاثير الخطاب التقليدي لعلماء الزيدية الذي اتسم في العقود الأخيرة بالجمود والتقليدية الشديدة وكانت (التقليدية والجمود ) محل انتقادات لا ذعة من قبل مؤسس الجماعة الاول "حسين" وان كان الحوثي الأب هو أكثر علماء الزيدية المعاصرين حركية وارتباطا بالناس واستعدادا للتضحية في سبيل أفكاره ومعتقداته.
ومع ذلك تبدا بداية النهاية لهذة الحركة في ظل غياب الاب الروحي ، بل هناك من يتساءل عن القيادة الحالية للحركة التي ظلت غائبة عن جميع المناسبات الدينيه والمهمه والذي كان اول الداعين لها عبدالملك نفسه وذلك عن طريق المكتب الاعلامي ، لكننا نجده منذ ايقاف الحرب السادسة لم يظهر امام انصاره بشكل علني كما كان يفعل من قبل واصبح هناك من ينوب عنه في التجمعات والمسيرات التي يقوم بها الحوثيين، في الايام الماضية ظهر عبدالملك الحوثي كما يقال وهو يشيع والده الذي اعلن تنظيم القاعدة في "جزيرة العرب " بانه مسؤول عن مقتله ، من هنا ياتي السيناريو الاخطر على الحركة التي اصبحت مهددة بدخول في صراع جديد مع القاعدة بعد ان اعلنت قبل ايام تبنيها للعمليات الانتحارية في الجوف وضحيان ، لذلك فان الحركة الحوثية امام اختبار صعب في هذة الحالة و اذا لم تتصرف بوعي فان الصراع سيكون اخطر بكثير مما يجري في العراق والصومال ..
[1] - الراية في قلب صعدة - صحيفة الراية القطرية - تاريخ 2/2/2008
[2] - الفتنة الحوثية.. البداية والنهاية – على حسن الشاطر – مقالات نشرتها صحيفة 26 سبتمبر2009 -
[3] - الفتنة الحوثية.. البداية والنهاية – مصدر سابق 26 سبتمبر2009
[4] - تقرير مجموعة الأزمات رقم 8 حول الشرق الأوسط، "اليمن، التأقلم مع الإرهاب والعنف في دولة هشة"، 8 /يناير 2003، ص. 19-20.
[5] - اليمن: نزع فتيل الأزمة في صعدة :: تقرير مجموعة الأزمات الدولية رقم 86 حول الشرق الأوسط، 27 أيار/مايو 2009
[6] - الحرب مع الحوثيين... وتعاون القبائل اليمنية -الراي الكويتية
[7] - تمرد الحوثي في اليمن وأبعاد التحالف الشيعي الأمريكي في المنطقة! (موقع مركز الجزيرة العربية للدراسات والبحوث)
[8] - القبيلة والدولة في اليمن (صدام التطور) - الثلاثاء, 07-يونيو-2005 - المؤتمرنت- دراسة - نزار العبادي -


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.