عادة ما كانت اتحاداتنا الكروية السابقة تعلق أسباب النتائج المخيبة لمنتخباتنا على شماعة الامكانيات والمال والدعم ونحو ذلك.. جاء الدعم ولكن نتائج منتخباتنا ظلت كما هي عليه محلك سر.. فما هي الأسباب الحقيقية وراء تقوقع مستوى ونتائج منتخباتنا؟.. هناك قاعدة عامة مفادها (المال + الإدارة= النجاح).. المال توفر بإنشاء صندوق النشء والشباب والرياضة، وإدارة الكرة اليمنية رغم تقصيرها، إلا أنها تشتمل على العديد من المتخصصين في لجان الاتحاد المختلفة التي تعد أساس عمل الاتحاد فضلاً عن ان قيادة اتحاد الكرة منتخبة من قبل الأندية (الجمعية العمومية). صندوق النشء!! أول أسباب استمرار تدهور أداء ومستوى منتخباتنا الوطنية هو صندوق النشء نفسه نتيجة انحراف هذا الصندوق عن أهدافه فهو صندوق للنشء بالاسم فقط، ولكنه في الحقيقة يكاد لا يقدم أي دعم أو رعاية للموهوبين الصغار في كافة الألعاب الرياضية ومنها لعبة كرة القدم. أكاديمية الأهلي استثناء السبب الثاني وهو الأهم هو عدم وجود أكاديميات للناشئين في الأندية اليمنية بمعناها الحقيقي.. وإن كانت هناك خطوات شبه جادة من قبل إدارة النادي الأهلي بصنعاء لتطوير أداء أكاديمية الناشئين بالنادي من خلال استقدام خبير كروي برازيلي معروف وهو الكابتن احمد لوسيانو. أسبانيا نموذج معروف حالياً بأن اسبانيا تحتل الترتيب الأول في التصنيف الدولي لكرة القدم، ويرجع الخبراء الأسبان أسباب هذا التفوق إلى ارتفاع مستوى الأداء في أكاديميات الناشئين في الأندية الأسبانية، وأبرزها أكاديمية برشلونة وأكاديمية ريال مدريد. الأندية الأساس فالأندية هي أساس المنتخبات، وأساس الأندية هو الاهتمام بالناشئين الموهوبين ورعايتهم.. وبالتالي فإن رعاية النشء بمفهومها الحقيقي ينبغي أن تبدأ من الأندية وتحديداً من أكاديميات الناشئين. عيوب لاعبينا فنياً وتكتيكياً نجد أن لاعبي منتخباتنا الوطنية الأولى يعانون كثيراً من العيوب الفنية على مستوى تمرير الكرة مثلاً أو اسلوب وطريقة محاصرة المنافس في خطوط الدفاع أو تقنيات تسديد الكرات الثابتة، وهذه المهارات الفنية علاوة على انها تقتضي وجود موهبة في الأساس، فإنها ايضاً تتطلب صقلاً ومراساً منذ الصغر في أكاديميات الناشئين بحيث يكبر اللاعب حاملاً معه أبجديات اللعب الصحيحة. بطولات الناشئين السبب الثالث من حيث التراتبية في الأهمية يكمن في غياب وانعدام بطولات الناشئين الكروية على مستوى الأندية ومنتخبات المحافظات، فاللاعب الصغير إذا لم يجد عامل تحفيز له لصقل مهاراته وتطوير قدراته فانه يصاب بالملل. كما ان هذه البطولات تعتبر ميداناً حقيقياً للاختبار الفعلي لمهارات اللاعبين الصغار واصلاح أخطائهم من قبل المدربين. من هم مدربو الصغار؟ في جميع أندية دول العالم يستقطبون أفضل المدربين لتدريب الناشئين، أما في بلادنا فإن الكثير من مدربي الفئات العمرية الصغيرة عادة ما يكونون من اللاعبين الكبار الفاشلين أو من الدخلاء على الرياضة، طبعاً باستثناء قلة قليلة من المدربين المعروفين بكفاءتهم. تأهيل المدربين أضف إلى ذلك عدم اهتمام اتحاد الكرة بجانب التأهيل والتدريب للمدربين عموماً، وانعدام أية دورات صقل وتأهيل خاصة بمدربي الناشئين، حيث لم نسمع في يوم من الأيام ان اتحاد الكرة نظم دورة تدريبية لمدربي الفئات العمرية في بلادنا تحت اشراف محاضر دولي، أو انه قام بايفاد احدهم لحضور دورة ما في الخارج. دوريات الحارات وينبغي ايضا ان نشير إلى ضرورة تفعيل دوريات الأحياء والحارات على مستوى المدن والأرياف، فهذه الأنشطة تعتبر منجم ذهب لاكتشاف الموهوبين الصغار ورفد فرق الأندية والمنتخبات الوطنية. وختاماً.. بدون توجيه صندوق النشء لدعم النشء.. بدون أكاديميات ناشئين في الأندية.. بدون مدربين متخصصين .. بدون دورات تأهيلية للكوادر الفنية.. بدون بطولات الناشئين، لا يمكن ان تتطور الكرة اليمنية.