يواصل عدد من الحاخامات إصدار الفتاوى التي تبيح الاعتداء على المدنيين الفلسطينيين انتقاما للعملية الفدائية الأخيرة في القدس، ومن أجل ما يسمونه تعزيز قوة ردع إسرائيل. ودعا حاخام مدينة صفد شموئيل إلياهو القوات الإسرائيلية إلى تنفيذ "انتقام مروّع رسمي" من العرب وإشباعهم ضربا، ونادى بتفعيل الوحدة العسكرية 101 بقيادة أرييل شارون التي فجرت منازل قريتي قبية ونحالين على رؤوس ساكنيها مطلع الخمسينيات. وفي الفتوى التي ستنشر رسميا غدا السبت في الدورية الدينية "أرض إسرائيل لنا" يشدد الحاخام على أنه يجب على السلطات الإسرائيلية ضرب العرب لا لتلبية شهوة الانتقام بل لتقوية قوة ردعها وإفهام العرب أن "الدم اليهودي أغلى من الذهب". مبررات واهية وأكد إلياهو أن فتواه مؤسسة على مصادر الدين، وقال إن كلمة الانتقام ليست "فظة" في التوراة. وأوضح أن تحريمه يسري بين اليهود فقط لا بينهم وبين أقوام آخرين، وتساءل: إذا كان هذا العمل تقوم به أميركا وروسيا ودول العالم الثالث فلماذا يحرمه اليسار الإسرائيلي؟ ويقترح رجل الدين البارز في الفتوى التي ستعمم على كافة الكنس اليهودية القيام بشنق أبناء منفذ عملية "مركاز هراب" في القدس، على شجرة بارتفاع 50 مترا. ويضيف "مرّ أسبوعان ولم نسمع بعد عن عملية ثأرية من قبل إسرائيل ويبدو أننا نسينا عمليات الانتقام التي نفذت ردا على عمليات الفدائيين، واليوم فقد الجيش قوة ردعه". يشار إلى أن الحاخام المذكور سبق أن أصدر فتوى عام 2004 حرّم فيها على اليهود تأجير الشقق السكنية للعرب ثم سحبها بعد أن قرر المستشار القضائي للحكومة مقاضاته لتجاوزه قانون حظر العنصرية. وإلى جانب فتاوى قتل العرب التي ثبتت على جدران الأحياء اليهودية في القدس أصدر الحاخام حاييم قنييبسقي وهو من كبار الحاخامات اليهود فتوى تحظر تشغيل العرب. واعتبر الحاخام أنه لا يجوز تشغيل العرب على الإطلاق ونوه لواجب إعالة اليهود، وقال إنه في حال وجود فارق كبير في التكاليف يجوز تشغيل غير اليهود بشرط ألا يكونوا من العرب لأنهم يسببون زهقاً للأرواح. كما وجه عشرة حاخامات بارزين دعوة مماثلة. دعوة إلى التحقيق ودعا العضو العربي رئيس كتلة حزب التجمع الوطني الديمقراطي بالكنيست الدكتور جمال زحالقة المستشار القضائي للحكومة ميني مزوز إلى التحقيق في تصريحات عدد من الحاخامات اليهود ضد العرب. وقال النائب زحالقة في رسالته إلى مزوز إن تصريحات الحاخامات اليهود هي إباحة للدم العربي ودعوة إلى القتل، وآخرها تصريحات الحاخام الرئيسي لمدينة صفد. وأوضح زحالقة أن سكوت المؤسسة الحاكمة على الكم الهائل من الفتاوى الدموية والتصريحات والممارسات العنصرية يعطي كل عنصري ضوءا أخضر للانفلات بعنصريته. كما طالب رئيس كتلة القائمة العربية الموحدة والعربية للتغيير في الكنيست طلب الصانع المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، بالتحقيق في التصريحات العنصرية والفتاوى الدينية الصادرة عن الحاخامات. ودعا الصانع إلى استئصال هذه الظاهرة العنصرية من جذورها قبل فوات الأوان, مؤكدا أنه عار على حاخام أن يصرح بمثل هذه التصريحات ويصدر فتاوى كهذه خاصة أن الشعب اليهودي عانى من العنصرية. لكنه أكد أنه لم يُفاجأ بهذه الفتاوى نظرا للإحصائيات الأخيرة التي جرت بين أوساط الشبيبة الإسرائيلية، وبينت بوضوح مدى العنصرية لديها والكراهية التي تكنها للمواطنين العرب.