اقتربت قوات التحالف العربي والجيش اليمني من أطراف صنعاء ، بعد قلب المقاومة الشعبية موازين القوى بتقدمهما السريع والسيطرة على مواقع استراتيجية ومساحات شاسعة في محافظتي مأرب والجوف، ومعسكر فرضة نهم شرقي العاصمة، فهل اقتربت ساعة الصفر لتحرير العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيين المنقلبين على النظام الشرعي بدعم من إيران والرئيس اليمني المخلوع على عبدالله صالح؟. وسيطرت المقاومة بدعم من التحالف على آخر المواقع الاستراتيجية بيد جماعة الحوثي لتكون بمثابة عملية تأمين خطوط الإمداد كاملة التي تضمن تسهيل تقدم وحدات الجيش الوطني والمقاومة نحو العاصمة صنعاء. وميدانيا قصفت مقاتلات التحالف العربي مخازن ومواقع ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في جبل عطان في صنعاء مجددا، في ظل تحليق مستمر للطيران في أجواء العاصمة، وقصف متقطع لمواقع وتجمعات الميليشيات في محيط المدينة. وأكد مصدر من المقاومة في تصريحات الأربعاء، اقتحام الجيش الوطني المسنود بالمقاومة الشعبية لأعلى قمة في فرضة نهم والمسماة ب"المحول"، لتكتمل السيطرة على المنطقة وتتجه قوات الشرعية نحو المديريات المتاخمة للعاصمة صنعاء. المقاومة تسيطر على 80% ووصف نائب الرئيس اليمني رئيس مجلس الوزراء خالد بحاح على هامش القمة العالمية للحكومات المنعقدة بالرياض، الوضع في اليمن ب"الصعب للغاية"، قائلا إن الحكومة تعمل على استراتيجية جديدة للخروج من الأزمة، فيما تحقق السلطة الشرعية إنجازات بسيطرتها على أكثر من 80 بالمائة من الأراضي اليمنية. ويعتقد بعض المحللين أن معركة استعادة صنعاء من سيطرة الحوثيين وقوات صالح ستكون صعبة جدًا بسبب التضاريس الوعرة للمدينة، وتنوعها القبلي والطائفي. فمن الناحية العسكرية لا يمكن لللآليات العسكرية الثقيلة، مثل المدرعات والدبابات، التحرك في هذه المناطق الوعرة ولا يمكن الاستفادة منها كثيرا في المعركة، بل القوات الخاصة هي التي ستلعب الدور الحاسم في المعارك داخل المدن والمناطق الوعرة. ويعيش في مدينة صنعاءوالمدينة المحاطة بعدد من الجبال والوديان عدة ملايين من السكان كما أن القوات الموالية لصالح والحوثيين يحكمون سيطرتهم على المدينة المحصنة عسكريا منذ حكم صالح، ما يتطلب عددا كبيرا من القوات . تعزيزات عسكرية وتدفقت تعزيزات عسكرية خليجية إلى الأراضي اليمنية، ونقلت العديد من وسائل الإعلام أنباء عن دخول عدة آلاف من الجنود الخليجيين، عبر منفذ الوديعة الحدودي مع السعودية، وتزامن ذلك مع نشر السعودية قوات نخبة. في وقت سابق، قال مسؤول يمني ل"رويترز"، إن 130 عربة مدرعة و1000 جندي يمني ممّن تدربوا في السعودية وخبراء عسكريين من السعودية والإمارات، إلى جانب مهندسين، وصلوا في الأيام الأخيرة لتمهيد المدرج بحيث يمكن أن يستقبل المواد المستوردة. وقد أعلنت تقارير أن عدد الجنود الخليجيين الذين دخلوا الأراضي اليمنية حتى الآن نحو عشرة آلاف جندي. اقتراب الحسم ويرى العقيد حاتم صابر الخبير في مكافحة الإرهاب الدولي أن قوات التحالف والجيش الوطني اليمني تأخرت في تحرير العاصمة صنعاء من يد الحوثيين . وأضاف في تصريحات ل " مصر العربية" أنه على الرغم من احتراف الحوثيين معرفة المناطق، إلا أن ·Y°hاومة الشعبية لا تقل احترافية عن الحوثيين لأنهم جميعا من جغرافيا واحدة، لذلك فتأخير تحرير المنطقة ليس له داع خاصة مع وجود غطاء جوي وهو سلاح غير موجود لدى جماعة الحوثي. وأوضح أنه لابد من استخدام تكتيكات عسكرية متوافقة مع طبيعة جغرافيا الأرض اليمنية فضلاً عن قطع الإمدادات للمنطقة المستهدف السيطرة عليها، مشيرا إلى أن الجيش بدأ تضييق الخناق على الحوثيين بشكل ملحوظ وهذا يؤكد اقتراب ساعة الحسم. بدأ بالفعل بدوره أكد اللواء محسن خصروف المحلل العسكري اليمني إن معركة تحرير صنعاء اقتربت، خاصة مع تدهور الوضع الاقتصادي لمليشيا الحوثي الاقتصادية ما أثار غضب الممواطنين في جميع أنحاء اليمن ودفعهم للتطلع إلي عودة الشرعية . وأضاف في تصريحات ل"مصر العربية" أن تحرير العاصمة بدأ بالفعل من خلال خنق المليشيات اقتصاديا بعدة طرق وقطع الإمدادات، لافتا إلى أن العوامل الاقتصادية هي التي ستعجل بتحرير صنعاء. وأوضح أن المعركة أن الجيش اليمني والمقاومة حققا تقدما ملحوظا، حيث وصلت الوحدات إلى منطقة أرحب والتي تقع في الجهة الشرقية لمطار صنعاء الدولي الواقعة تحت سيطرة المليشيات الانقلابية بمسافة لاتزيد عن عشرين كليو متر، وهو مؤشر يؤكد أن الخناق محكم. وألمح إلى أن بنظريات الحروب كلما ضاق الخناق على المنطقة المستهدفة كلما كان تحريرها سهلا وبسيطرة تامة، لكن على القوات الوطنية أن تعلم أن التحدي كبير ولابد استخدام استراتيجيات للتغلب على عقبات التضاريس والجبال التي تتمترس بها المليشيات.
