منع مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر عرض المسلسل التليفزيوني "بدر الكبرى" والذي انتج لصالح قناة "ساهور" السودانية، وكان من المقرر أن تعرضه بعض القنوات المصرية في شهر رمضان القادم. وقال د.محمود عاشور عضو المجمع ووكيل الأزهر السابق، إن سبب المنع تجسيد شخصية الصحابي حمزة بن عبدالمطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم، بالمخالفة للقرار الذي يمنع ظهور شخصيات تؤدي أدوار الخلفاء الراشدين وآل بيت الرسول والعشرة المبشرين بالجنة. وأضاف أن قيام جهة سودانية بالإنتاج، محاولة للالتفاف على قرار المنع، لكن هذا لا يعطيها الحق في تصويره داخل مصر بدون الحصول على موافقة الأزهر، حسب القانون الذي يكفل له التدخل في الأعمال الدرامية الدينية. فيما القى رئيس الرقابة على المصنفات الفنية علي أبو شادي بالمسؤولية على الجهة المنتجة للمسلسل، لأنها لم تعرضه على الرقابة للحصول على التصاريح اللازمة رغم أنها قامت بتصويره في منطقة أبو رواش المصرية لمدة 17 يوما. يحكي المسلسل قصة حياة سيدنا حمزة عم الرسول، والذي جسده الفنان أحمد ماهر، واصفا إنتاج المسلسل من قبل شركة سودانية بأنه التفاف على قرار منع تجسيد الأعمال الفنية لآل البيت والعشرة المبشرين بالجنة والخلفاء الراشدين. وقال د.محمود عاشور ل"العربية.نت" إن مسلسل "بدر الكبرى" سيمنع من العرض في مصر لمخالفته قرار مجمع البحوث الاسلامية بخصوص الشخصيات المحظور تجسيدها على الشاشة أو المسرح، وهو ملزم قانونا بالنسبة لكل الأعمال الفنية الدينية التي يتم تصويرها أو عرضها داخل مصر . لم يعرض على الرقابة من جهته قال علي أبو شادي رئيس الرقابة على المصنفات الفنية ل"العربية.نت" إن كل الأعمال التي تُصور على أرض مصر يجب عرضها على الرقابة قبل التصوير للحصول على تصريح، ولكن هذا لم يحدث مع أسرة المسلسل. أضاف: "لا يمكن للرقابة أن تعرف كل ما يتم تصويره من أعمال فنية لأن عددها كبير جدا، طالما لم يتبع المسؤولون عنها الإجراءات القانونية المتبعة التي تبدأ بعرض السيناريو عليها". مسلسل "بدر الكبرى" من إخراج المصري حمدي النبوي، ومؤلفه الكاتب السوداني خالد مصطفى، وجميع أبطاله مصريون، حيث أدى الممثل أحمد ماهر، دور حمزة، وأشرف طلبة في دور "زيد بن حارثة. واستنكر أحمد ماهر قرار الأزهر بمنع المسلسل، نافيا أن يكون انتاجه من جهة سودانية التفافا على ذلك. ووصف اعتراض الأزهر أنه لا محل له من الإعراب، وأن عرض الأعمال الفنية عليه أو على الرقابة تحجيم للفن وحكر على الإبداع، خاصة أن الأزهر تحديدا جهة ليست فنية. واقترح اقتصار مهمة الأزهر على مراجعة النصوص القرآنية والأحاديث النبوية التي ترد في الأعمال الدرامية. ماهر: قرار المنع متشدد وهاجم ماهر بشدة قرار تحريم تجسيد أدوار الخلفاء الراشدين العشرة المبشرين بالجنة وأهل بيت الرسول في الأعمال الفنية، وقال إنه قرار قديم متشدد لا يؤمن بالتطور وعفا عليه الزمن. وتساءل: لا أعرف من أين حصل مجمع البحوث الاسلامية على أسانيد الفتوى التي تمنع القيام بأدوار رموز الاسلام على الشاشة، وهو قرار يمنع الأجيال الجديدة من الاستفادة من تلك الرموز والاقتداء بها. وأضاف: يبدو أننا نحرم ذلك فيما نحلل ظهور نانسي عجرم وهيفاء وهبي وروبي والراقصة دينا. أتمنى لو قالوا كلمتهم في العري والاسفاف والتفسخ الذي نراه الآن بدلا من وقف عمل ديني محترم ومفيد. إلا أن عاشور رفض اتهامات أحمد ماهر قائلا: ليس من حقه أو غيره أن يتهم الأزهر ومجمع البحوث الاسلامية بالمغالاة لأنه ليس بعالم دين، فقرار المنع يأتي لحماية الناس من الشبه، فكل الخوف أن يقدم ممثل عربيد وسكير، ذو سمعة سيئة في حياته العامة شخصية إسلامية ذات اجلال شديد. وأضاف: الناس يتشابه عليها الأمر و ترتبط هذه الشخصية الدينية في اذهانهم، ولا يوجد ممثل لم يقدم أدوار الحب او الاجرام او الشر، فهذا طبيعي حسب طبيعة عمله وتنوع ادواره الفنية.
