أصدر الشيخ محمد الحزمي إمام وخطيب جامع الرحمن /عضو مجلس النواب –صنعاء اليوم فتى شرعية طالب فيها من القضاه الأحرار محاكمة الأنظمة المتعاونة مع العدو الإسرائيلي وإليكم نص الفتوى . بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله فانه قد جرت سنة الله في خلقه: أن يكون في كل شعب خونة يبيعون آخرتهم بدنياهم، ويبيعون أمتهم لأعدائهم، كما حدث في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فانزل الله فيهم (أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين) البقرة: 16. ولقد اجتهد الكيان الإسرائيلي منذ زمن طويل لتجنيد عدد غير قليل من أبناء الأمة المسلمة،أفرادا أو حكاما ، لتنفيذ خططه، واستخدم في ذلك كل وسائل الإغراء والترغيب، وغسيل المخ، ليقوموا بدورهم الخائن، هؤلاء حكمهم حكم المحتلين، لأن ولاءهم لهم، وعونهم لهم، بل الحق أن هؤلاء شر من الغزاة المعتدين، فإن الغازي عدو واضح معروف، وهذا عدو من جلدتنا، ويتكلم بلساننا، فهو من المنافقين الذين قال الله عنهم: (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا) النساء: 145. فالمنافق شر من الكافر ولا شك، فعبد الله بن أبي شر من أبي جهل، لأن أبا جهل صرح بكفره فيحذر منه، أما ابن أبي ومن سار في ركبه، فهم الذين ينخرون في عظام المجتمع، ويهدمونه من داخله. ومن المقرر أن المنافق إذا استتر بنفاقه، وعمل أعمال المسلمين الظاهرة، عومل معاملة المسلمين، ووكل أمر سريرته إلى الله،وإذا ظهر منه ما يؤذي المسلمين أخذ به، وعوقب العقوبة الرادعة، لقوله تعالى: (لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا. ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا) الأحزاب: 60،61. وإذا كان الفقهاء قد قرروا: أن عقوبة الجاسوس القتل مستنبطين ذلك من قصة حاطب كما قال ابن القيم جواز قتل الجاسوس، وإن كان مسلما، لأن عمر طلب قتل حاطب، وأجابه الرسول بأن ثمة مانعا من قتله، وهو شهوده بدرا. وفي هذا الجواب تنبيه على مشروعية قتل الجاسوس إذا لم يكن عنده مثل هذا المانع. وهذا مذهب مالك وأحد الوجهين في مذهب أحمد.. فما بالكم بالمشترك مع العدو الغازي في قتل المسلمين وحصارهم وقطع الطريق عليهم وبيع المعلومات لعدوهم قال ابن القاسم: يقتل، ولا يعرف لهذا توبة، وهو كالزنديق. ويجب أن يرد ذلك إلى محكمة مسلمة تنظر في جرائمهم، وتقيم حكمها على أساس البينات، لا على مجرد الدعاوى أو الشبهات، فمن أعان الأعداء على أهله وقومه، ودل على عوراتهم، حتى ترتب على ذلك سفك دم حرام: وجب أن يقتل لا محالة، ويعد من قطاع الطريق الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا. إن تعاون بعض الأنظمة مع الجيش اليهود في هذه المعركة ثابت لا يختلف فيه إلا جاهل غبي أو صاحب مصلحة ممن ابتليت الأمة بهم، كيف لا وقد مد العدو بالغاز الذي يحرك به آليته العسكرية والاقتصادية التي يتقوى بها على المسلمين ،وفي المقابل يمنع الدواء والغذاء والسلاح والمدد بجميع أنواعه عن المسلمين ويشارك في حصارهم ، بل يسجن من تحرك لنصرتهم وعليه فحكم من يعين الكفار على المسلمين: الردة. قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولَّهم منكم فإنه منهم …} [ ].يقول الطبري رحمه الله: يعني - تعالى ذكره - بقوله {ومن يتولهم منكم فإنه منهم} ومن يتوَلَّ اليهود والنصارى دون المؤمنين فإنه منهم يقول: فإن من تولاّهم ونصرهم على المؤمنين فهو من أهل دينهم وملتهم، فإنه لا يتولى متولٍ أحدا إلا وهو به وبدينه وما هو عليه راضٍ، وإذا رضيه ورضي دينه فقد عادى ما خالفه وسخطه وصار حكمُه حكمَه). ويقول القرطبي رحمه الله: (ومن يتولَّهم منكم فإنه يعضدهم على المسلمين {فإنه منهم} بَيَّنَ أن حكمَه حكمهم وهو يمنع إثبات الميراث للمسلم من المرتد وكان الذي تولاّهم ابن أبيّ، ثم هذا الحكم باقٍ إلى يوم القيامة في قطع الموالاة …) يقول ابن حزم: (صح أن قوله تعالى {ومن يتولَّهم منكم فإنه منهم}، إنما هو على ظاهره بأنه كافر من مجاملة الكفار، وهذا حق لا يختلف فيه اثنان من المسلمين) وللشيخ أحمد شاكر فتوى شهيرة في هذا الباب كان قد أصدرها إبان الاحتلال الإنكليزي والفرنسي لبعض ديار المسلمين في كتابه كلمة الحق ص 126 يقول فيها: (أما التعاون مع الإنكليز بأي نوع من أنواع التعاون قلَّ أو كَثُر فهي الردة الجامحة والكفر الصراح لا يقبل فيه اعتذار ولا ينفع معه تأويل ولا ينجي من حكمه عصبية حمقاء ولا سياسة خرقاء ولا مجاملة هي النفاق ، سواء كان ذلك من أفراد أو حكومات أو زعماء كلهم في الكفر والردة سواء إلا من جهل وأخطأ ثم استدرك أمره فتاب واتخذ سبيل المؤمنين فأولئك عسى الله أن يتوب عليهم إن أخلصوا من قلوبهم لله لا للسياسة ولا للناس) وعلى الأمة أن تنبذ طاعتهم امتثالا لقوله تعالى [ وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ] قال القرطبي رحمه الله تعالى في تفسيره \" الجامع لأحكام القرآن \" :وَلَا تَرْكَنُوا\"الرُّكُون حَقِيقَة الِاسْتِنَاد وَالِاعْتِمَاد وَالسُّكُون إِلَى الشَّيْء وَالرِّضَا بِهِ , قَالَ قَتَادَة : مَعْنَاهُ لَا تَوَدُّوهُمْ وَلَا تُطِيعُوهُمْ . ,وقال ابْن جُرَيْج : لَا تَمِيلُوا إِلَيْهِمْ . وقال أَبُو الْعَالِيَة : لَا تَرْضَوْا أَعْمَالهمْ ; وَكُلّه مُتَقَارِب . فكيف نركن إلى حكمهم وقد ثبت أنهم خونة خانوا الله والرسول وأماناتهم والركون إليهم إضفاء للشرعية عليهم ومعاونتهم على ما هم فيه ،ويروى عن الإمام أحمد بن حنبل، حينما كان مسجوناً في محنة (خلق القرآن) سأله السجان عن الأحاديث التي وردت في أعوان الظلمة، فقال له: الأحاديث صحيحة، فقال له: هل أنا من أعوان الظلمة؟ فقال له: لا، لست من أعوان الظلمة، إنما أعوان الظلمة من يخيطوا لك ثوبك، من يطهو لك طعامك، من يساعدك في كذا، أما أنت فمن الظلمة أنفسهم، وروي أيضا انه جاء خياط إلى سفيان الثوري فقال: إني رجل أخيط ثياب السلطان، هل أنا من أعوان الظلمة ؟ فقال سفيان: بل أنت من الظلمة أنفسهم، ولكن أعوان الظلمة من يبيع منك الإبرة والخيوط ..!! وعليه ندعو إلى : أولا : على القضاة الأحرار والعاملين في سلك القضاء في الأمة الإسلامية إنشاء محاكم شرعية شعبية لمحاكمة الأنظمة المتعاونة والمتآمرة مع العدو الإسرائيلي ثانيا : على الشعب الواقع تحت إمرة هذا النظام إذا صدر الحكم ضده أن يقوم بالعصيان المدني ورفض طاعة هذا الحاكم والله حسبنا ونعم الوكيل . محمد بن ناصر الحزمي إمام وخطيب جامع الرحمن /عضو مجلس النواب –صنعاء 9/محرم /1430ه الموافق 6/1/2009م