سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أشاد بالتفوق الأخلاقي للثورة اليمنية عبدالحليم قنديل يؤكد بأن أميركا مع بقاء صالح ما استطاعت إلى ذلك سبيلا، وبأن المبادرة الخليجية وصفة سعودية لإجهاض الثورة اليمنية
أشاد المنسق العام لحركة كفاية المصرية، والمحلل السياسي، عبد الحليم قنديل، بالثورة الشعبية في اليمن، وقال بأنها ورغم طول عمرها ستبلغ أهدافها في الإطاحة بنظام صالح وعائلته، وبناء دولة ديمقراطية في اليمن. وأكد قنديل في مقال له نشرته جريدة «القدس العربي» في عددها الصادر اليوم الاثنين، بأن ما يثير الإعجاب والإثارة في الثورة اليمنية هو تفوقها الأخلاقي، وعدم لجوئها إلى مواجهة العنف بالعنف من قبل نظام صالح. وقال قنديل بأن الثوار في اليمن يتمتعون بالظروف المغرية ممثلة بوجود السلاح بحوزة اليمنيين بموازاة نظام صالح الذي لا يتورع عن ارتكاب المذابح بحق شعبه، ومع هذا فإنهم لم يقابلوا العنف بالعنف، وظل عنوان ثورتهم سلميا ووفيا لأصل التكتيك الرئيسي للثورات العربية المعاصرة. وأضاف قنديل بأن الاحتشاد السلمي المتصل في ميادين التغيير بالمدن الكبرى والصغرى، والتجديد في أساليب الاحتشاد، ودفع دواعي اليأس بعيدا عن القلوب والضمائر، هو الخيار الأمثل لتحقيق أهداف الثورة مهما طال الوقت وعظمت التضحيات. كما أثنى قنديل على الناشطة في الثورة اليمنية، توكل كرمان، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، وقال بأنها تعتبر العنوان الساطع للثورة اليمنية المعاصرة، ليس بسبب حصولها على جائزة نوبل، ولكن لأنها هي جائزة بحد ذاتها، حد وصفه، مشيرا إلى أنها تعتبر أيقونة ثورة، وناطقة ضمير باسم عذاب اليمن وثورته معا. وانتقد قنديل الاستخفاف بخيار السلمية، وقال بأنها ضمان لسلامة الثورة، وعاصم من انزلاق اليمن في حرب أهلية مفتوحة، لأن الحروب الأهلية قد تخلع النظام، ولكن تكاليفها ستكون أفدح من إنجازاتها، مؤكدا بأن خيار السلمية ليس مجرد تكتيك لكفالة انتصار الثورة، ولكنه ضمان لوحدة التكوين اليمني، وإغلاق ملف الحروب الأهلية. وفيما وصف قنديل نظام صالح بالنظام الدموي والوحشي، أكد بأن الثورة الشعبية هي السبيل لصهر اليمنيين في وحدة لا تنفصم عراها، وبأن الفضيلة الكبرى أنها جمعت مظالم اليمنيين جميعا، للانتصار لها. وحذر قنديل من الانجرار إلى محاولات صالح المستمرة لتفجير الوضع عسكريا، ومن أي تدخل دولي لأن ذلك لن يكون في مصلحة اليمن، وإنما في مصلحة الجهات المتدخلة. وأكد قنديل بأن أميركا مع بقاء نظام صالح ما استطاعت إلى ذلك سبيلا، ومع حمايته من أي محاكمة بعد رحيله، منتقدا المبادرة الخليجية، التي قال بأنها ليست سوى سلوك سعودي بتوكيل من واشنطن، كون السعودية تخشى من نجاح الثورة اليمنية، متهما السعودية بأنها تعمل على إدخال اليمن في نفق مظلم، وتحويل صنعاء إلى عاصمة للخراب بدلا من أن تكون عاصمة للثورة.