أجرى أعضاء في الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة الجمعة محادثات غير رسمية مع مسؤولين بمجلس الأمن في نيويورك بشأن توجهاتهم السياسية والعسكرية، حيث أكد المندوب الفرنسي أن رسالة المجلس تنطوي على أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة السورية. والتقى وفد المعارضة بقيادة رئيس الائتلاف الجديد أحمد الجربا سفراء الدول الخمس عشرة الأعضاء في المجلس بمن فيهم روسيا -أبرز حليف لنظام الرئيس السوري بشار الأسد- إضافة إلى ممثلي الدول الثلاث التي تعتزم تسليح المعارضة وهي الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا.
ودعت الدول الغربية الوفد السوري إلى أن يكون أكثر انفتاحا على المحادثات السياسية بهدف حل النزاع المستمر منذ 28 شهرا، وأوقع أكثر من مائة ألف قتيل، وفق آخر تقديرات الأممالمتحدة.
وكان السفير الفرنسي لدى الأممالمتحدة جيرار أرو أكد خلال توجهه للاجتماع بوفد المعارضة السورية أن "رسالة مجلس الأمن بسيطة: لا يوجد حل عسكري".
من جانبه توقع المندوب الروسي في الأممالمتحدة فيتالي تشاركين قبل الاجتماع أن يركز اللقاء على مؤتمر جنيف 2 الذي تسعى كل من واشنطن وموسكو إلى أن تجمع فيه ممثلي المعارضة والحكومة السورية.
مطالبة أميركا بالتسليح ويأتي هذا اللقاء عقب اجتماع جرى بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري والائتلاف السوري المعارض الذي طالب واشنطن بتسليح مقاتلي المعارضة والسعي جديا من أجل تسوية سياسية للأزمة.
وقال الجربا في بيان إن "الوضع في سوريا يبعث على اليأس، ونحن نحتاج بشدة إلى إجراءات أميركية لدفع المجتمع الدولي إلى المطالبة بانتقال سياسي، والقيادة الأميركية ضرورية لإنهاء هذه الحرب وجلب الديمقراطية التي يتوق إليها أغلبية الشعب السوري".
من جانبه قال كيري للصحفيين إن اجتماعه الذي استمر نحو ساعة مع زعماء المعارضة السورية كان "مثمرا"، وأضاف أن "المعارضة السورية تعتقد أن مؤتمر جنيف2 مهم جدا، واتفقوا على العمل خلال الأسبوعين القادمين لتحديد الشروط والظروف التي يرون أنها تكفل نجاح المؤتمر".
في مقابل ذلك شككت الحكومة السورية أمس الخميس في نزاهة الولاياتالمتحدة في السعي لإيجاد حل سياسي للأزمة عبر مؤتمر دولي في جنيف، معتبرة أن قرار واشنطن تسليح مقاتلي المعارضة يؤكد دورها في "تأجيج" هذه الأزمة.
وإسرائيليا، أعلن وزير الاستخبارات والشؤون الإستراتيجية يوفال شتاينتز أن سياسة بلاده تقوم على عدم التدخل في سوريا، ولكنها ليست ضد تسليح معارضتها، مبديا استعداد تل أبيب لتقديم ما وصفها بتنازلات إقليمية "خطيرة" لتأمين السلام في الشرق الأوسط.
وأشار الوزير الإسرائيلي في مقابلة مع صحيفة بريطانية إلى أنه يريد ترك موضوع تسليح المعارضة للدول الغربية لاتخاذ قرار بشأنه.
وبشأن فرص الرئيس الأسد في الخروج من الأزمة، قال شتاينتز هناك احتمال واقعي بأن يستمر الأسد في منصبه وتصبح سوريا في الواقع تابعة تماماً لإيران وجزءا من محور شيعي يضم إيران والعراق وسوريا ولبنان، على حد تعبيره.