توقعات كبيرة بحضور السيد عبدالملك الحوثي للفعالية شخصيا وإلقاء كلمة مباشرة للجماهير المليونية رئيس الوزراء يرفض الاحتفاء بالمولد النبوي في الاستاد الرياضي بصنعاء والخيار البديل قد يكون ميدان السبعين باسندوة برر موقفه تجنباً لإزعاج السفير الأمريكي وإحراج السفارة السعودية بانتظار موافقة رئيس الجمهورية في ظل استعدادات حوثية مكثفة لإحياء المناسبة لأول مرة في العاصمة بدلا عن صعدة مخاوف من هجمات انتحارية تستهدف المحتفين واحتمال دفن جثمان السيد حسين بدر الدين في محيط جامع الصالح الخميس القادم خاص/ الديار بدايات العام الجديد حملت مؤشرات إيجابية لصالح التيار الحوثي قد تجعل 2013م عام المفاجآت الحوثية بامتياز.. في ظل الظروف السياسية التي تعيشها بلادنا حاليا وسط اضطرابات أمنية ومستجدات ثورية ساهمت إلى حد كبير في تمكين أنصار الله من التوسع شعبيا والتمدد جغرافيا خارج نطاق صعدة مع تحقيق حضور سياسي فاعل داخل الساحة اليمنية كقوة جديدة تزاحم القوى القوية القديمة على المراتب المتقدمة.. انتهى 2012م كعام كان حوثيا بكل المقاييس حققوا فيه مكاسب سياسية وجماهيرية لافتة وصلت بهم إلى دخول الصالة المغلقة للمؤتمرات الدولية الكبرى (قاعة 22 مايو) بالمدينة الرياضية بصنعاء لإقامة احتفالية استشهاد الإمام زيد بن علي برعاية ومباركة رسمية رفعت الحظر المفروض على الجماعة منذ سنوات بعيدة في إحياء المناسبات والشعائر الدينية بهكذا طريقة كانت في السابق من الممنوعات خصوصا منذ اندلاع حروب صعدة قبل ثمانية أعوام.. وبعد أيام ستشهد العاصمة صنعاء حشد مليوني ضخم للاحتفال بذكرى المولد النبوي في فعالية تتولى تنظيمها والإعداد والدعوة لها الجماعة الحوثية ومن المقرر أن تقام الخميس القادم للمرة الأولى في أمانة العاصمة بدلا عن صعدة التي درجت العادة في السنوات الأخيرة أن تكون الحدث البارز لدى أنصار الله الحوثيين وتحظى باهتمام كبير وأصداء واسعة من أنصار وأتباع المذهب الزيدي والمراقبين السياسيين والسلطات الحكومية وخصوم الحوثي على حد سواء. رئيس الوزراء ضد الرسول خوفاً من أمريكا معلومات خاصة حصلت عليها "الديار" من مصادر موثوقة.. ترجح عدم إقامة المناسبة في صعدة وتكشف عن استعدادات حوثية مكثفة للترتيب لإحياء المناسبة وتوجيه حلفاء وأعضاء جماعة أنصار الله بجميع المحافظات للاحتشاد في صنعاء للاحتفال بذكرى المولد النبوي هذا العام في العاصمة.. وأكدت مصادر أخرى ل"الديار" رفض رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة الموافقة على طلب رسمي تقدمت به جماعة الحوثي للحكومة يتضمن السماح لها بإقامة الحفل في الاستاد الرياضي "ملعب المريسي" باعتباره المكان الأنسب لاستضافة الحدث.. لكن باسندوة اعتذر عن الموافقة متعذرا بما قد يسببه ذلك من إزعاج للسفير الأمريكي وإحراج للسفارة السعودية طبقا لمصادر "الديار" التي أشارت إلى احتمال أن يؤدي هذا الرفض إلى الاضطرار لإقامة الاحتفالية بميدان السبعين كموقع بديل للاستاد الرياضي كونه يفي بالغرض ويستوعب الحشود البشرية المتوقع تجاوزها نصف مليون كأقل تقدير.. بينما لا يزال هناك انتظار لرد رئاسي حول الطلب يعبر عن موقف رئيس الجمهورية ويحسم الأمر المتعلق بالطلب المرفوض.. في ظل حالة استنفار الطرف الآخر المتحسس من الحوثيين.. إذ تسعى القوى الإسلامية الأخرى وبالأخص التيار السلفي وجماعة الإخوان المسلمين عبر حزب الإصلاح لإعاقة مساعي التيار الحوثي المتعلقة بإحياء المولد النبوي في العاصمة.. وهو الأمر الذي يقابل بمعارضة غير معلنة من السفارة الأمريكية والقوى السياسية والقبلية والدينية المحسوبة على القائد العسكري اللواء علي محسن صالح الأحمر.. الذين وجهت إليهم حركة أنصار الله قبل أيام اتهامات مباشرة بالتخطيط لتنفيذ أعمال إجرامية تستهدف المشاركين في المناسبة.. من خلال القيام بسلسلة من التفجيرات العدوانية على غرار ما حدث في قاعة المدائن قبل شهرين من تفجير أودى بعشرات الضحايا أثناء إحياء عاشورا بمنطقة الجراف شمال العاصمة صنعاء.. وما تعرض له قبلها المشاركون في عيد الغدير بمناطق أخرى في مأرب والجوف وحجة وفرضة نهم.. لكن هذه المخاوف قوبلت بتأكيد جماعة الحوثي على الإصرار في إقامة الاحتفاء مهما كانت التضحيات وأعداد الضحايا.. انتصارا لخاتم المرسلين وفي سبيل الدفاع عن النبي محمد وما يتعرض له من إساءات القوى الصليبية. أبو جبريل على موعد في مكان غير متوقع الاستعدادات الحوثية لإحياء المولد النبوي تجري بوتيرة عالية.. حيث بدت أجواء المناسبة في محافظة صعدة التي تزينت بالشعارات واللوحات الضوئية المجسدة لعظمة المناسبة.. كما رفعت في شوارع محافظات أخرى بينها العاصمة صنعاء اللافتات والملصقات المعبرة عن معاني ودلالات المولد النبوي.. في حين كشف ل"الديار" قياديون في أنصار الله معلومات تحمل إشارات يفهم منها توقع حضور السيد عبدالملك الحوثي شخصيا ولأول مرة لاحتفالية العاصمة وتوجيه خطاب مباشر للجماهير يكون الظهور الأول لزعيم الحوثيين خارج حدود معقله بمحافظة صعدة.. بشكل قد يشكل حدثا بالغ الأهمية من شأنه إحداث نقلة نوعية على مسار الأحداث الراهنة وإيذانا بالدخول في مرحلة مفصلية جديدة لما سيترتب عليه من تأثيرات تواجد الحوثي وسط العاصمة جنبا إلى جنب مع أقطاب النزاع السياسي والأثر الذي سيخلفه قراره بمغادرة صعدة والحضور إلى العاصمة صنعاء قبيل شهرين فقط من انعقاد مؤتمر الحوار الوطني المعول عليه إنهاء الصراع اليمني وتسوية وحل مختلف القضايا الوطنية وفي مقدمتها قضية صعدة والقضية الجنوبية.. الأمر الذي سيثير ردود أفعال واسعة تتجاوز قراءة خلفيات وأبعاد تجاوز زعيم أنصار الله المحاذير الأمنية المفروضة عليه إلى إثارة غرمائه السياسيين وخصومه الإيديولوجيين لمضاعفة جهود النيل منه والحد من توغل نفوذه المتوسع على حساب تواجدهم القديم في عمق المشهد وتفاعلاته.. مما يجعل البعض يحبس أنفاسه خلال الأيام القادمة خشية حدوث ما لا يحمد عقباه.. إذا ما تهور الطرف الآخر بارتكاب اعتداءات ضد الحوثيين باستهداف المشاركين في المولد النبوي أو بمحاول تصفية "أبو جبريل" قائد المسيرة القرآنية الشاب في ظل الظروف الراهنة وما قد يترتب إثر هكذا أعمال من تفجير للوضع على مختلف الأصعدة وفتح أبواب إشعال حرب طائفية في البلاد. مرقد الحسين بجوار الصالح وهاجس الانتحاريين تأتي ذكرى المولد النبوي هذا العام مع مستجدات مهمة برزت في طريق جماعة الحوثي.. تتمثل في استلام رفاة مؤسس الحركة حسين بدر الدين قبل أسبوعين وترقب الإعلان عن نتائج فحص الحمض النووي للتأكد من هوية صاحب الرفاة (أفردت الديار هذا العدد مساحة لقراءة هذه الجزئية بتقرير منشور بمكان آخر) في ظل جدل مثير حول التشييع المرتقب للسيد حسين.. الذي تذهب بعض التوقعات –الخارجة عن المألوف- إلى تفسير قرار الحوثيين بالاحتفال بالمولد النبوي في صنعاء بدلا عن صعدة بأنه مرتبط بقرار موازي يحمل نوايا دفن رفاة حسين الحوثي في العاصمة.. ولا تستبعد هذه التوقعات اختيار المنطقة المحيطة بجامع الصالح مكانا يقبر فيه جثمان حسين بدر الدين.. ربما يبني أصحاب هذه التوقعات تفسيراتهم على ما يشاع من تقارب خفي بين جماعة أنصار الله والرئيس السابق علي عبدالله صالح وما يتهدد الجامع الحامل لاسمه بميدان السبعين من هجمات إعلامية وعملية شرسة تطالب بتغيير اسم الجامع وطمس أي صلة تربطه بالرئيس السابق يقف ورائها ذات الطرف السياسي والايديولوجي المعادي للحوثي.. في حين أن الاحتمال الأقرب يفصل بين المناسبتين.. مرجحا تخصيص فعالية خاصة بتشييع الأب الروحي للحوثيين عقب إظهار نتائج فحص الحمض النووي رسميا.. جازما بأن التشييع سيكون مؤثرا وضخما للغاية في الأعداد البشرية وطريقة الوداع الأخير.. بيد أن قلق أمني سيظل مسيطرا على أي نشاط متصل بالحركة الحوثية.. حتى وإن كان إنساني بحت.. قياسا بما حدث قبل عدة أعوام.. حين استهدفت عناصر تنظيم القاعدة موكب عزاء بسيارة مفخخة أثناء توجههم إلى ضحيان لأداء واجب العزاء في وفاة العلامة بدر الدين الحوثي والد حسين وعبدالملك.. هذه المخاوف القائمة على حالة عداء معقد بين الطرفين تخشى من تحول العاصمة لميدان مفتوح لمواجهات مسلحة بين عناصر القاعدة ومقاتلي الحوثي.. خصوصا مع وصول وانتشار الطرفان بصورة كبيرة وواسعة داخل العاصمة.. التي كانت مؤخرا – وما زالت- مسرحا للعمليات الإرهابية والانتحارية لهجمات القاعدة.. وساحة واسعة لمظاهرات ومسيرات أنصارا لله الثورية والدعوية والسياسية. (صحيفة الديار)