في صَبيحةِ كلَّ يومٍ لا نعلمُ خفاياه، نسْمعُ اخباراً جديدة –في محافظتنا حضرموت-وما يُميّز هذه الأخبار أنّها غريبة ومريرة في نفسِ الوقت. أبٌ يودّع أطفاله في صباحٍ مشرقٍ بابتسامة جميلة على أملِ أنْ يعودَ من عملهِ ظُهراً يحملُ بينَ يديه ما يثلجُ صدورَ اطفاله منْ لعبةٍ صغيرة أو حتّى قطعةُ شوكلاه تحلّي ريقهم. يَنتظرُ ذلك الطفلُ الصغيرُ أباه بفارغ الصبْر. تَمُرُّ الساعات كليالٍ وأيام في نظره، هو ينتظرُ أنْ يفتحَ بابَ بيْتهم لأبيه وينادي أمَّهُ وهو واقفٌ عند الباب بصوتٍ عال ٍ ولربما سمِعهُ أبناءُ الجيران، " أبوي جَاء ". ليسَ هنالك أمرٌ غريبٌ أو جديدٌ فيما قصصتُه لكمْ لحدّ اللحظة ولكنْ … دعوني أسْردُ لكمُ البقية. مرَّت الساعات وجاءَ ميعادُ عودةِ أبيه لكنه تأخرْ. هلْ حصلَ له ظرفٌ طارئٌ في العمل؟ أو بتفكيرِ ذلك الطفلِ الصغير هل أضاع أباه طريقَ العودة للمنزل ..؟! مستحيل. رنَّ جرسُ هاتفِ البيت، رفَعتْ الأمُ السمّاعةَ فإذا بها تسمعُ نفسَ السيناريو وبنفس الطريقَة. أتعلمونَ ماذا قالوا لها ..؟! بكلّ بساطةٍ قالوا لها: " انّها الدراجةُ النارية التي تَسْتبيحُ منذ أشهرٍ دماء أبنائنا، عادتْ من جديدٍ واستباحتْ دمُ زوجك، عّظمَ اللهُ أجْرُك يا والدة والبقية في أعماركمْ " . صَاحت الأم ونَحِبَ صوتُها، أمّا الطفل فلقدْ ضاعَ أملهُ في أبيه ولعبتهُ وايضاً في قطعة الشكولاتة. نعمْ قتلتْ تلكَ الدراجةُ النارية الكثيرُ من أبنائنا وبكلِ وقاحةِ في قُعرِ بيتنا وبينَ أعيننا ، ومازالت القائمةُ طويلة. ما ذنبُ ذلكَ الطفل وتلك الزوجة اللذان يُعَُوّلانِ على أبيهم أمورَهم وقوتَ يومهم ..؟! والسؤال الذي يَطرحُ نفسَه أسيبقى ذلك السناريو مستمراً، ومن التالي ..؟!