لا أحد يستطيع أن ينكر دور تحالف القبائل وما قامت به من جهد لتوحيد الكلمة , منذو اليوم الاول للهبة الشعبية , لقد كان هؤلاء الرجال هم السباقون لصنع مرحلة مفصلية فى تاريخ حضرموت , حيث كان شبة أجماع غير مسبوق حول هذا التحالف المبارك , الذى أصبح اليوم هو المرجعية الاساسية لكل حضرموت دون منازع ,والذى كنا فعلا فى حاجتة بعد مرورعشرات السنين من الضياع والفشل الذى مارستة النخب السياسية,الامر الذى صور للبعض أن هذه الارض بلا شعب يدافع عن حقوقها وكرامة شعبها , لقد كان الشتات وأختلاف المصالح والاهداف هو سيد الموقف, حتى وقعت حضرموت فى قاع "الجب " ثم بيعت بثمن بخس ومع الاسف لاتزال أسيرة لدى فراعنة النظام حتى اليوم ,ورغم الهبة الشعبية التى حدثت فى يوم20ديسمبر الماضى الا ان الحال لايزال هو الحال ولم تكن النتأئج حسب التوقعات, لست انا من اقول ذلك ولكن والواقع على الارض يقول ذلك ,ربما تعامل الحلف دون قصد مع الاحداث بمثالية لاتتناسب مع حالة الصراع الموجودة حيث أعتبر الشركات فى حمايته وضيافته بينما هى كانت تعمل ضدة اثناء الازمة ولم توقف أعمالها وفوق ذلك شجعت بعض اصحاب النفوس الضعيفة للمارسة التهريب للمواد الغذائية وسمحت للجيش بنزال طائراتة وجنودة فى مطاراتها, وكان تمارس كل اعمالها دون آى أعتبار للمطالب المرفوعة من الحلف , وفوق ذلك كان الانبوب يسكب مليون برميل فى اليوم الواحد دون توقف رغم كل ما قيل أثناء الهبة ولازال يقال , ولا زالت قاطرات الحثيلى تنهب بالليل والنهار , ومن خلال المتابعة والمشاهدة على الارض , نجد أن ذلك الوهج لبداية الهبة قد تلاشى, وازدادت نقاط الجيش الامنية ويزداد كل يوم اعداد أفرادة ومعداتة العسكرية ,وتم تهجير سكان عبدالله غريب وعادت عجلة السيكل القاتلة الى الدوران , وهو أمر محزن لم يكن أحد يتوقعه , بل كنا نتوقع أستمرار لهيب الهبة بين كر وفر فى كل المدن والقرى والوديان , لكن ما حصل أن الناس أستكانت للهدؤالقاتل فى المقاهى والطرقات ,عادت لعادتها تشكك وتخون تبحث عن ذرائع وأعذار , وكما يبدوا ليس بالامكان اكثر مما كان , والسبب فى رأينا الشحصى المتواضع عدم وجود العزيمة والاخلاص لدى الكثيرين , أضافة الى محاولات بعض الشخصيات القبلية والدينية والسياسية لتحقيق مصالح سياسية أو شخصية على حساب الهبة والحلف , ويمكن القول أن اكبر الاخطأ التى حدثت هى محاولة بعض القبائل الانفراد بالهبة لوحدها وأقصاء الاخرين من المشاركة فيها ومنع رفع أعلامهم , الامر الذى قصم ظهر الهبة فى تلك المناطق , خاصة بعد أن عجزت تلك القبائل عن السيطرة على بعض النقاط ,وكان عليها أن تعرف أن الهبة هبة الجميع ولا تقف حجر عثرة فى وجه أحد خاصة ممن يتمتعون بحضور ميدانى واسع فى الكثير من المناطق ولديهم الامكانيات البشرية والاعلامية,وهؤلاء من حقهم المشاركة وهم أيضا اهل الارض ولم يأتوا لنا من جزر الواق واق ,وليس من حق الاخرين أقصاءهم , وقبل كل ذلك كان على تلك القبائل أن تدرك أنه ليس بمقدور فصيل واحد أن يحقق مايريد لوحدة وأنما بمشاركة الاغلبية تتحقق الانتصارات , . من العناصر الاخرى التى ساعدت على عدم تحقيق الهبة لكثير من اهدافها , الموقف السلبى للسلطة المحلية ومن لف لفها من النواب والوزراء,هؤلاء هم من يظهرون الحرص على حضرموت حتى وان كان مقابل تركيعها أمام النظام وهم من عملوا بطرق مباشرة وغير مباشرة على أطفأ لهيب الهبة أو خفوت شعلتها تحت شعار أعادة الهدؤ والسلام مقابل النهب والقتل والاستعباد ,حتى أوصلوها الى ما وصلت الية اليوم , حيث رفض الوزراء والنواب والمشاركين فى الحوار رفضوا تعليق أعمالهم حسب طلب قيادة التحالف القبلى , وظل هؤلاء قلوبهم مع معاوية وسيوفهم مع على, أضافة الى ذلك وجود قيادة التحالف بعيدا عن المراكز الحضرية وافتقارها الى عناصرالتحرك المادية والاعلامية الضرورية لمواكبة الاحداث اليومية فى مختلف المناطق , لهذه الاسباب وغيرها حصل هذا الاخفاق وهو امر متوقع ان يحدث لاى عمل كبير يسعى لاستعادة حقوق حضرموت بحجم الهبة الشعبية , وحتى تنجح قيادة الحلف بالامساك بكافة الخيوط لابد من أتباع الخطوات التالية: 1- أن يدعوا الحلف لفتح حوار أخوى شفاف بين مختلف الاحزاب والمكونات السياسة والشرائح الاجتماعية للخروج برؤية توافقية حول مختلف القضايا. 2- العمل على أنشأ مكتب سياسى من كافة الاحزاب والمكونات السياسية والدينية والاجتماعية والاكاديمية من اصحاب الخبرات والتخصصات السياسية والاقتصادية والعسكرية يقدم الاستشارات لقيادة التحالف. 3- العمل على أنشأ قناة فضائية وتوجية رسائل للمقتدرين من اخواننا فى الداخل والخارج للتبنى القضية الاعلامية ,وكما يعلم الجميع اصبحت الحرب اليوم هى اعلامية اكثر منها عسكرية , ولانجاح لاى قضية دون وجود وسيلة اعلامية. 4- أنشأ لجان فى الداخل والخارج لجمع التبرعات المالية لدعم الهبة الشعبية . 5- أنشأ لجنة مختصة بالتفاوض مع الشركات النفطية بخصوص العقود المبرمة معها والتزامها بدفع نصيب حضرموت من ثرواتها ,والاشراف على اعمالها الخاصة بالبيئة والتوظيف فى الشركات, حيث لاتزال الدولة تأخذ كل شىء والشركات ترفض توظيف أبناء حضرموت من أصحاب الشهادات ويقتصر توظيفهم فى وظائف متدنية مثل الحراسات والمطابخ والنظافة والاعمال العضلية. 6- أنشأ لجنة ادارية لادارة المدن والمناطق الختلفة والبحث عن توفير محتاجات المواطن أثناء الازمات . 7- أنشأ لجنة للعلاقات الخارجية مع الدول الخليجية والعربية والدول الاجنبية التى لها مصالح فى حضرموت أضافة الى الاحزاب والمنظمات الدولية, وهذا من حق الحلف أن يقوم به كما يفعل الحوثيون والاصلاحيون والمؤتمريون وكافة الاحزاب اليمنية . أن طريقة الاجتماعات الحالية المعتمدة على اللقاءات والاتفاقات الشفهية يجب أن تتغير الى طريقة الجدولة والاجندات المكتوبة المعتمدة على الخطط المدروسة واطلاع الجمهوربشفافية على كل التفاصيل , حتى لاتبقى الهبة الشعبية محصورة على التحالف القبلى وأنما يفتح باب المشاركة لكافة المكونات السياسية والاجتماعية والقبلبية التى لم تنطوى تحت قيادة الحلف بغض النظر عن توجهاتهم أو أعلامهم وشعاراتهم السياسية, المهم هو نجاح الهبة وتحقيق أهدافها, فالغاية كما يقولون تبرر الوسيلة, والضرورات تبيح المحظورات.