وفاة طفلين ووالدتهما بتهدم منزل شعبي في إحدى قرى محافظة ذمار    رئيس الاتحاد العام للكونغ فو يؤكد ... واجب الشركات والمؤسسات الوطنية ضروري لدعم الشباب والرياضة    بعد أيام فقط من غرق أربع فتيات .. وفاة طفل غرقا بأحد الآبار اليدوية في مفرق حبيش بمحافظة إب    أمطار رعدية على عدد من المحافظات اليمنية.. وتحذيرات من الصواعق    إعلان حوثي رسمي عن عملية عسكرية في مارب.. عقب إسقاط طائرة أمريكية    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن بقوة السلاح.. ومواطنون يتصدون لحملة سطو مماثلة    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تهريب 73 مليون ريال سعودي عبر طيران اليمنية إلى مدينة جدة السعودية    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    شاب يمني يساعد على دعم عملية السلام في السودان    الليغا ... برشلونة يقترب من حسم الوصافة    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    خلية حوثية إرهابية في قفص الاتهام في عدن.    "هل تصبح مصر وجهة صعبة المنال لليمنيين؟ ارتفاع أسعار موافقات الدخول"    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    "عبدالملك الحوثي هبة آلهية لليمن"..."الحوثيون يثيرون غضب الطلاب في جامعة إب"    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مبابي عرض تمثاله الشمعي في باريس    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    عودة الثنائي الذهبي: كانتي ومبابي يقودان فرنسا لحصد لقب يورو 2024    لحج.. محكمة الحوطة الابتدائية تبدأ جلسات محاكمة المتهمين بقتل الشيخ محسن الرشيدي ورفاقه    اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات شهادة الثانوية العامة    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    لا صافرة بعد الأذان: أوامر ملكية سعودية تُنظم مباريات كرة القدم وفقاً لأوقات الصلاة    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    انكماش اقتصاد اليابان في الربع الأول من العام الجاري 2024    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    تحذيرات أُممية من مخاطر الأعاصير في خليج عدن والبحر العربي خلال الأيام القادمة مميز    رئيس مجلس القيادة يدعو القادة العرب الى التصدي لمشروع استهداف الدولة الوطنية    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    انطلاق أسبوع النزال لبطولة "أبوظبي إكستريم" (ADXC 4) في باريس    تغاريد حرة.. عن الانتظار الذي يستنزف الروح    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفنان / محمد صالح بن حميد .. فنان قادم من الزمن الجميل
نشر في نجم المكلا يوم 27 - 05 - 2012

نجم المكلا / حاوره: محمد سالم بن ثعلب
بن حميد :
* عندنا في حضرموت الشكل العام للفنان هو فنان المخدرة.
* المخدرة زمان شيء كبير ومهيب ،وتمثل بالنسبة للفنان مسرحاً للأوبرا.
* بعد حرب 94م تم إلغاء بما يسمى "الاتحادات" ومن ضمنها اتحاد الفنانيين.
* صحيفة الجمهور قولتني ما لم أقول عن المحافظ هلال.
* معهد الفنون الجميلة بالمكلا أنته بعد حرب صيف 94م .. أصبح في خبر كان وقد دمرت ونهبت كل معداته أثناء الحرب.
* مكتب الثقافة بحضرموت دوره محصور في تنظيم الحفلات الوطنية.. !!.
ما أروع الفن الأصيل وما أجمل الفنان الذي يحافظ على الأصالة في فنه .. الفنان المتألق محمد صالح بن حميد .. فنان قادم من الزمن الجميل .. أو كأنه ولد في زمن ليس بزمانه .. عندما تحاوره تجده ملم بما يقول، وعندما تستمع اليه يغني يسحرك بأدائه والتزامه بأدق تفاصيل وأحكام الغناء .. يعشق الماضي بروحه، ويعيش الحاضر بنكهة الماضي، فهو مغني .. وشاعر .. وملحن .. وناقد فني .. ولأنه كذلك اختارته شبكة نجم المكلا بأن يكون ضيفاً على خيوطها العنكبوتية ليكون شاهداً على عصره ومفنداً لمحبيه ولزوار الموقع الكثير عن الوضع الفني الراهن لحضرموت الفن .. حضرموت التراث.. حضرموت الدان .. حضرموت الحضارة.
* نرحب بالفنان محمد صالح بن حميد ضيفاً على شبكة نجم المكلا وبداية اللقاء نود أن تطلع زوار الموقع عن البطاقة الشخصية ؟
* بسم الله الرحمن الرحيم .. أولا أتقدم بالشكر الجزيل لموقع شبكة نجم المكلا على هذه الاستضافة الكريمة ، وبالنسبة للبطاقة الشخصية:
الأسم / محمد صالح بن حميد من مواليد 8 مارس 1969 محافظة حضرموت متزوج ولي من الأولاد أثنين .. بنت وولد .
* لو تحدثنا عن بداياتك الفنية ومن أي الأبواب كان دخولك إلى عالم الغناء ؟
* كان حلمي منذ الصغر ومن بداية الصفوف الأولى للدراسة الابتدائية هو أن أكون فنانا – طبعاً – كنت متأثراً بأفراد أسرتي.. فالوالد كان مغني "دان شبواني".. وأخوتي الكبار كانوا أعضاء فرقة موسيقية، أضف إلى ذلك أن المدرسة كانت في ذلك الوقت مهتمة بالفن والموسيقى وإشراك الطلاب الموهوبين أو الذين لديهم ميول فنية في فعاليات فنية بسيطة ، لكنها بلا شك تنمي الموهبة لدى هذا الطالب الصغير .. ويرجع الفضل للرعاية والدعم المعنوي للأستاذ الإعلامي والفنان المسرحي الكبير كمال سالم الحامد الذي كان آن ذاك مدرساً لمادة اللغة العربية في مدرسة عباس والتي أصبح اسمها الأن أبي ذر الغفاري بفوة القديمة .. وكان يتم اختياري دائماً للمشاركة في احتفالات المدرسة مع الفرق الفنية المعروفة ( كورال ) في ذلك الوقت كان هناك اهتمام بالنشاط المدرسي ومن ضمنه الموسيقى والغناء .. واصلت هوايتي بعد ذلك في فرقة الأستاذ عمر الصيعري (أبو أنيس) أيضا كورال .. وبعدها أنشأ الأخوين ( خميس وسالم ) فرقة فنية عام 1976م مكونة من مجموعة من الشباب وكنت عضواً فيها ومشاركاً خلف أخي الأكبر ضمن الكورال ..
* ومتى بدأت الغناء الفردي كمغني وليس كورال؟
* كان ذلك في العام 1981م في حفل مدرسي رسمي مع فرقة رعاية الشباب وكنت حينها في الصف السادس الابتدائي .
* ومتى بدأت العزف على آلة العود ؟
* حقيقتاً كنت محظوظاً بتشجيع الأسرة لي فكان أول آلة عود امتلكتها أهداها لي أبن خالي الأستاذ/ عوض سالم المنهالي وكان ذلك إن لم تخني الذاكرة نهاية العام 81م وكنت حينها طالباً في مدرسة الطلائع، وأول ما تعلمت العزف شكلت فرقة موسيقية في عام 82م وأسميتها فرقة الأمل الموسيقية وتم تعليم مجموعة من الشباب الهاوي منهم محمد بايعشوت على آلة الكمان وعوض بن سويد على آلة العود وعوض الشماسي على آلة الكمان وسالم بن حميد على آلة العود وصالح بن سويد على آلة الإيقاع وعبدالله رزحان على آلة الدف هؤلاء جميعهم أشرفت على تعليمهم..
* كل ذلك تم انطلاقاً من موهبتك .. ؟
* - مقاطعاً – طبعاً .. وفوق هذا أنا التحقت بالدراسة في معهد "محمد جمعة خان" للفنون الجميلة بالمكلا خلال الفترة 84-89م .
* جميل!! وعلى ضؤ ذلك عانق صوتك مايكرفون خشبة المخادر؟
* نعم وكما تعرف عندنا في حضرموت الشكل العام للفنان هو فنان المخدرة .
* لو طلب منك عمل مقارنة بين مخادر زمان ومخادر اليوم ماذا ستقول؟
* أقول أنه لا وجه للمقارنة .. !!
* كيف .. وضح أكثر؟
* المخدرة زمان شيء كبير ومهيب ،وتمثل بالنسبة للفنان مسرحاً للأوبرا وليس كل من يغني يستطيع أن يعتليها .. لازم يكون الفنان على درجة معينة من الإلمام بفنون الغناء في حضرموت وفن المخدرة بالذات .. وهناك شروط ومعايير يجب توافرها في من يريد أن يغني على خشبة المخدرة.. وكانت توضع هذه المعايير من قبل اتحاد الفنانين اليمنيين الديمقراطيين .. وكان الاتحاد ينظم علاقات الفنان بالساحة، ويشترط أن تكون في الفنان مواصفات معينة ومنها على سبيل المثال: أن يكون ملماً بجميع إيقاعات الغناء في حضرموت عزفاً وأداءً في نفس الوقت.. وأن يكون ملماً بأغاني الدان التراثية.. وأن يكون الفنان يحفظ جزءاً معينا من الأعمال على الأقل.. وهذه شروط يجب اجتيازها للحصول على عضوية الاتحاد، كما أن هناك فترة اختبارات يخضع لها الفنان.. بل كان الاتحاد يتدخل حتى في الأغنية التي سوف يغنيها هذا الفنان اوذاك في المخدرة .. طبعاً هذا في الماضي أما الآن خلاص .
* لماذا خلاص ..؟!! وأين ذهب الإتحاد ؟
* بعد حرب 94م تم إلغاء بما يسمى "الاتحادات" ومن ضمنها اتحاد الفنانيين .
* وأي جهة ترعى الفنانيين الأن ؟
* الأن .. جمعية فناني حضرموت التي تأسست على ما اعتقد في شهر سبتمبر 95م وجاءت على أنقاض اتحاد الفنانين .
* اليست هي الأخرى سرعان ما تلاشى واضمحل دورها وأصابها الركود ودمرت في عهد الأستاذ / عبدالقادر هلال محافظ محافظة حضرموت الأسبق .. كما صرحت بذلك في لقاء سابق لك مع صحيفة الجمهور ؟
* لا .. لا .. أنا لم أقل ذلك .. صحيفة الجمهور قولتني ما لم أقول عن المحافظ هلال .
* كيف ؟
* أنا قلت بالنص أن هناك مشاكل حصلت مع رئيس الجمعية حينها..الفنان علي حسين العمودي وما كان يرتاح له عبدالقادرهلال، إلى درجة أن رئيس الجمعية صارحنا وفضل أن يقدم استقالته من رئاسة الجمعية،لأنه كان حاساً أن عدم استجابة وتجاوب السلطة المحلية مع الجمعية سببه أنه رئيسها. هذا ما قلته .. ولم أقول أن الجمعية تم تدميرها في عهد المحافظ هلال .. بالعكس الأستاذ عبدالقادر هلال قدم الكثير لفناني حضرموت ففي عهده تم تكريم الفنان الكبير كرامة مرسال بوسام من درجة وزير .. وكان لهلال الفضل في جمع الكثير من الوان التراث في لوحة فنية ، وله الفضل في تأسيس مهرجان البلدة السياحي وأشياء كثيرة ..
* طيب .. والآن أين وصل بها الأمر ؟
* حالياً .. الجمعية تعيش ركوداً تام لأنه لا توجد إمكانيات ولا يوجد دعم من قبل السلطة .
* أنت قلت أن جمعية الفنانيين قامت على أنقاض اتحاد الفنانيين قبل حرب 94م وهو إتحاد معروف يملك حساب بنكي ومقراً وأصول ثابثة ومعدات وألات موسيقية .. لماذا لم تستفيذ الجمعية من كل هذا ؟
* هذا صحيح .. عندما أسست الجمعية وعدت السلطة اعتماد نفس مخصصات ما يسمى بإتحاد الفنانيين لجمعية الفنانيين ولو تم ذلك أعتقد أنه لم تكون هناك مشكلة في الموضوع .. ولكن تفاجئنا بأن السلطة تخصص مبلغ 20000 ريال شهرياً كدعم للجمعية ووجدنا أنفسنا لفترة من الزمن بدون مقر .. إلى وقت قريب تحصلنا على مقر متواضع في مسرح ساحة قصر السلطان . وللحق أقول أن الجمعية مرت بفترة قيادات وسكرتارية أضاعت الهدف الأساسي من تأسيس الجمعية كل ما جاءت سكرتارية جديدة تسببت في ضرر أكثر.. ولكن نحن متفائلين بعد أن تم تشكيل سكرتارية جديدة للجمعية برئاسة الفنان محمد أنور عبدالعزير والفنان سالمين رمضان .. نتمنى ان يعيد للجمعية مكانتها في خدمة الفن والفنانيين .
* هذا عن جمعية فناني حضرموت .. وماذا عن معهد محمد جمعة خان للفنون الجميلة بالمكلا الذي كنت أحد طلبته .. هل ما زال يخرج الكوادر الفنية ؟
* معهد الفنون الجميلة بالمكلا أنته بعد حرب صيف 94م .. أصبح في خبر كان .. هو كان موجود قبل 94م في قصر السلطان القعيطي سابقا, 14 أكتوبر حاليا، وقد دمرت ونهبت كل معداته أثناء الحرب.
* ومكتب وزارة الثقافة بالمحافظة أين دوره ؟
* دوره محصور في تنظيم الحفلات الوطنية.. !! مافيش له أي دور ملموس في دعم المثقفين والفنانين .. أو الحركة الفنية في المحافظة.
بعد الفاصل
شعرت بهم شديد مما ألت اليه أوضاع الفن والفنانيين في حضرموت .. مستغرباً ومتسائلاً في نفسي في لحظة صمت .. من هو الملام في كل ماحدث ؟!! ولماذا ضل الفنانيين والمبدعين في المحافظة طوال هذه الفترة خارج نطاق التغطية ؟! ولماذا لم يقوموا بدورهم للخروج من دائرة التهميش ويصفوا صفوفهم ليضعوا أنفسهم حيثما كانوا .. وأسئلة كثيرة تراودني .. ولم أجد أمامي مخرجاً من تزاحم الأسئلة والأفكار إلا أن أطلب من الفنان الخلوق محمد بن حميد أن يأخذ عوده ويطربنا ليبدد عنا ما اعترانا من الهم .. فكان لنا ذلك عندما أطربنا بأغنية (مهفهفة والسحر من لحظاتها) وهي أحدى روائع الفنان محمد جمعة خان رائد الأغنية الحضرمية ..
* بن حميد .. في اي لون من الوان الغناء اليمني يتميز ادائه ؟
* انا اغني الكثير من الوان الغناء اليمني .. الحضرمي .. اليافعي .. اللحجي .. العدني الصنعاني .. كل هذه اللوان أغنيها .. والوان الغناء اليمني كل لون أجمل من الأخر .. أما حكاية التميز والانجذاب للون معين هي وليدة اللحظة ( سلطنة طرب ) أحيانا في جلسة تجد نفسك تتسلطن مع لون معين وتبدع أكثر في أدائه .. وفي جلسة أخرى يكون العكس .. فالمسألة مسألة تجلي .. أنما أنا اهتمامي أكثر باالون الحضرمي بكافة أشكاله وفروعه. وعلى ذكر الألوان الغنائية أحب أن أذكر لوناً غنائيا مهضوما كان لا يجيده الا الفنان المرحوم بدوي زبير وهو اللون الصوفي ..
* وما علاقة التصوف بالموسيقى والغناء؟
* لا .. يجب أن تعرف أن الغناء في العالم أجمع منبثق في الأصل من الديانات ، فاللون الصوفي هذا فيه تمازج وتشابه شديد باللون الصنعاني .. وهذا الموضوع تتجادل حوله الرؤى وفيه من يقول ويؤكد أن الغناء الصنعاني منبثق من اللون الصوفي .. فكان الفنان المرحوم بدوي زبير يجيده بشكل رائع .. وللأسف لم يخرج هذا اللون إلى دائرة الضوء ولم يطرب به احد وهو موجود .. صحيح عند سماعك له لا تستطيع أن تميز بينه وبين الغناء الصنعاني .. وشيخ الفنانيين المرحوم سعيد عبدالنعيم اكد واجزم أن الغناء الصنعاني جاء من الغناء الصوفي .
* عرف عنك بأنك حضن دافئ لكل الفنانيين الشباب المبتدئين في عالم الطرب وقد تبنيت الكثير منهم .. هل تذكر لنا بعض من هذه الأسماء ؟
* في فترة من الفترات كان في الساحة الفنية القليل من الفنانين الفعليين .. كان يوجد الفنان الكبير كرامه مرسال وكان أغلب أوقاته مسافر خارج الوطن والفنان محفوظ بن بريك في تلك الفترة توقف عن الطرب فكنا أنا والفنان فرج سعد بامحيسون والفنان سهل بوسبول .. وفترة ظهر الفنان علي سالم بن بريك والفنان عارف فرج وبقينا نحن الثلاثة في الساحة الفنية وبحاجة إلى وجوه جديدة وهي موجودة بس بحاجة إلى من يظهرها فشجعت مجموعة من الشباب في اتخاذ القرار والخطورة الأولى.. منهم: الفنان جواد باصديق كان يشارك معي في جلسات غنائية أشرت إليه بأن يشق طريقه برغم تخوفه من عدة أمور منها عدم رضاء أهله واذكر أنني امتنعت عن الارتباط بإحياء سهرات الزواج ( المخادر ) لفترة لأجل أن أكون موجود مع جواد باصديق كعازف عود وذلك بعد أن دفعت به إلى وسط الساحة الفنية .. وكذلك وقفت مع الفنان أحمد الأحمدي والفنان سعيد الخنبشي والفنان عبدالله علي العطاس والفنان سالم لقدوف والكثير .. وهم بحاجة للرعاية من قبل السلطة المحلية والدولة الغير مهتمة بجانب الفن والفنانين وخاصة فناني الجنوب – أقولها صراحة – وقلتها من قبل في منتدى الخيصة الثقافي الاجتماعي بحضور المحافظ الأسبق (هاجر) بأنه بعد الوحدة للأسف الدولة أهملت المحافظات الجنوبية ومبدعي الجنوب ويظهر ذلك جلياً في الفرق الموسقية الوطنية التابعة لمكتب الثقافة بحضرموت وكانت تمثل دوله كاملة .. عندنا فرقة فنون شعبية،عندنا رعاية الشباب، وفرقة المسرح، وفرقة الرقص الشعبي.. تم القضاء على كل هذه الفرق وهمش الفنانيين الجنوبيين هذه حقيقة لا مناص منها ولا مفر.
* ماذا عن الكتابة والشعر في حياة الفنان / محمد صالح بن حميد ؟
* والله أنا لست بشاعر بل ممكن تقول بأنني شويعر أن جاز التعبير .. صحيح أن لي الكثير من المحاولات الشعرية ، وقد بدأت الأهتمام بكتابة الشعر من أيام الدراسة الأبتدائية .. وكنت مهتم بقراءة قصص عنتر بن شداد وقراءة الدواوين الشعرية لإليا أبو ماضي وكان عندي مكتبه من هذا النوع .. أيضاً لي اتطلاع على الشعر الشعبي وذلك من كثرة سماعي للمساجلات الشعرية بحكم أن الوالد كان مغني شبواني .. وأذكر أن أول قصيده شعرية نشرتها بعد أحداث 13يناير 86م وهي عبارة عن مرثاة كتبتها لشهداء أحداث يناير عبدالفتاح اسماعيل ، صالح مصلح قاسم ،شايع هادي ونشرة في صحيفة الشرارة .. بعدها كتبت بعض القصائد الغنائية وعرضتها على الشاعر الكبير حسين أبو بكر المحضار ، عرضت عليه دفتر به 14 قصيدة فأشاد بها .
* اوبريت "درة الأوطان".. هل هو من كلماتك؟
* نعم.. "درة الأوطان" أوبريت من كلماتي وألحاني قدم في الاحتفال الذي أقيم في حضرموت في الذكرىال19 لتحقيق الوحدة اليمنية.
* وهل من أغاني أخرى مغناه؟
الفنان الكبير كرامة مرسال غنى لي أغنية (أيش الذي خلاك تترك حبك الأول.. وترميه بالا أسباب .. من ذا الذي قساك خلا قلبك أتحول.. وبيدك قفلت الباب. وهي من ألحان الأستاذ القدير أحمد مفتاح الذي أعطيته كلماتها وطلبت منه تلحينها وبالفعل لحنها في نفس الشريط الذي لحن فيه أغنية أخرى للفنان كرامة مرسال.. وعندما سمع كرامة مرسال لحن أغنيتي أعجب بكلماتها واتصل بالأستاذ مفتاح وسأله عن صاحبها، ثم اتصل بي وقال لي: ( ياوليد ) الأغنية هذه أبغى أغنيها قلت هذا شرف كبير لي.
موقف لن ينسى
* يمر الفنان بالكثير من المواقف .. موقف واحد أحياناً يعلق بالذاكرة .. ولا يستطيع الزمن أن يفرمته .. هل لك من هذه المواقف نصيب ؟
* لي منها النصيب الكبير .. ولكن كما قلت هناك موقف لم ولن يمحى من ذاكرتي .. أذكر أن مقدم منطقتنا المرحوم عبدالله هادي هويدي كان يقيم رحلات برعاية ما يسمى بالتعاونيات الزراعية في ذلك الوقت .. ويأتون معهم بفنان مع فرقته الموسيقية .. في رحلة من رحلاتهم أخدونا معهم وكان مطرب الرحلة الفنان/ صالح مخروش رحمة الله عليه وكان يصطحبه كوكبه من العازفين المخضرمين اذكر منهم : ابوبكر الحباني وبكار باهيال ، فقدموني وطلبوا من الفنان مخروش أن يعطيني فرصة للغناء( دفعوا بي ) ودخلت .. فسألني الفنان مخروش عن الأغنية التي سأغنيها .. رد عليه ابوبكر الحباني وقال لا تسأله ضع الكتب تحته وتركه يختار .. وبالفعل وضعوا الكتب تحتي ، أخدت كتاب محمد جمعة خان واخترت ثلاث أغنيات وهي ( بالغواني وشفك الحسن من بديع المحيا و تسائلوني حلوة المبسم ).. وبعد أن أكملت غناء الثلاث الأغاني .. لم اشعر إلا بيد ابوبكر الحباني تقرص ادني أمام الحضور وبشدة لدرجة انه أبكاني .. حينها سأله المقدم عبدالله هادي هويدي عن سبب فعلته هذه فقال : هذه قرصت إعجاب .. والولد برغم صغر سنه لم أكن أتوقع أنه سوف يتقن غناء هذه الأغاني .. لم أكن امدح نفسي.. بالعكس فأنا من صغر سني تشبعت عن طريق والدي بالاستماع إلى أغاني محمد جمعة خان واشتغلت مع الكثير بل جميع العازفين من الرعيل الأول مثل : زين عبدن رحمه الله وعمر العيدروس وسالم بن همام واحمد مول الدويله وسعيد وصالح باشريف .. حاولت أن اخلق علاقة وترابط مع الجميع وهذا أفادنا كثيرا.
* أشكرك جزيل الشكر .. وأعتذر لك ولضيوفك على هذه الإطالة …
* بالعكس أنا ممنون على هذه الاستضافة .. وأشكر شبكة نجم المكلا على إختيارها لأن أكون ضيفاً على موقعها الإخباري وهو نجم بحق وبكل ما تحمله الكلمة من معنى .. شكراً جزيلاً لكم .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.