الكاتب: سالم عمر مسهور – بوعمر مرة أخرى يظهر السلطان غالب بن عوض القعيطي ظهوراً يدلل تماماً ماهية السلطنة القعيطية وما كانت عليه من تردي سياسي واقتصادي لا يتوافق مطلقاً مع القيمة التاريخية لجزء مهم من الإقليم الحضرمي ، ولسنا هنا في واقع الحال لنحلل ما جاء في مضمون كل المقابلة التي نشرت في موقع ( المكلا اليوم ) بتاريخ 9 يناير 2012م بل سنحدد نقطتين محددتين ففيهما شأن يحتاج لتفتح من خلاله أفاق حوار فكري سياسي رفيع … النكبة الحضرمية مشكلة القضية الحضرمية نكمن في العام 1967م ، والمشكلة تتجزأ إلى قسمين أولهما أن السياسيين الحضارم افتقدوا قبيل النكبة المحددة تاريخياً في الثلاثين من نوفمبر 1967م إلى كثير من الحنكة والحصافة السياسية فساهموا بسلامة النية في تسليم حضرموت إلى أعدائها ، وهنا جدارة أخرى يحتاج لها هذا الجيل الحاضر في مناقشة التاريخ السياسي الحضرمي بدافع استلهام العظة والعبرة من تاريخ يجب أن يتحمل كل طرف فيه مسئوليته التاريخية ، فالمشروع السياسي الحضرمي الذي سقط بعد أن توجه شيخان الحبشي يرحمه الله ناحية مشروع الجنوب العربي يستحق تجريده من حالة الفشل التي لحقت به بعد أن ثبت بقواطع الأدلة كلها أن شيخان الحبشي تم جره إلى المؤامرة العظمى بحق وطنه حضرموت ، وأن حضرموت تدفع منذ 1967م الثمن باهظاً من إنسانها وتاريخها قبل ثرواتها المنهوبة بأمر من كل المتآمرين على الوطن الحضرمي … وتبقى حالة مستثناة في الفكر السياسي لابد من استيعابها وهي أن حضرموت تم التعامل معها من خلال الفترة الاستعمارية البريطانية على أساس الإقليم الموحد القادر على استيفاء شروط الدولة السياسية بكامل الأركان ، ولعل بريطانيا التي أسهمت في العام 1937م على توقيع معاهدة الصلح للقبائل الحضرمية عملت منذ ذلك الوقت على تجنيب حضرموت من خلال السلطنتين القعيطية والكثيرية في وضع عدد من المشاكل والعقبات المتوالية رغبة منها في جعل حضرموت منطقة متوترة في حدود السلطنات والخلافات المعروفة بين القبائل المنتمية لهذه السلطنات . ولاشك أن لا مصلحة لبريطانيا في انضمام أي السلطنتين الحضرميتين إلى اتحاد الجنوب العربي وأن كان موقف السلطنتين من هذا الاتحاد كان له حسابات أخرى غير أن سلطاني حضرموت عمدا على اختزال حضرموت في أطر ضيقة فلم يعملا إطلاقاً بجدية نحو توحيد السلطنتين وهذا ينفي ما جاء به السلطان القعيطي في مقابلته مع المكلا اليوم ، بل أن السلطان القعيطي هو من أمر بملاحقة المناضل عمر سالم باعباد يرحمه الله وإلقاء القبض عليه حيث أن باعباد كان قد زار عدد من مدن السلطنة الكثيرية مروجاً للمشروع السياسي ( جمهورية حضرموتالمتحدة ) والمعلن دستورها الوطني والمنشور في صحيفة الطليعة الصادرة بمدينة المكلا في تاريخ 2 فبراير 1961م … ومن المؤكد أننا لا نستطيع الإسراف نقداً في الخطأ الجسيم المرتكب من شيخان الحبشي تحديداً فالزمن الذي كان آنذاك كان مشحوناً بالمد القومي الجارف بعد ثورة الضباط الأحرار في مصر عام 1952م وما حملته رياح الثورة المصرية طاف كل البلدان العربية ، وهنا دافع يحتمل عدم قدرة الطرف الحضرمي في فرض شروط الدولة سواء من ناحية المسمى الوطني أو العاصمة الوطنية ، فلقد كان حرياً بان يكون أسم الدولة حضرموت والعاصمة المكلا ، وهي ذات الإسقاط الحالي الذي لا يحتمل التفريط المطلق ناحية الجنوبيين اليمنيين المدفوعين حالياً للمطالبة بفك الارتباط عن اليمن الشمالي واستعادة دولتهم اليمنية الجنوبية ، فالمنطق السياسي يفرض على الحضارم والجنوبيين اليمنيين الرضوخ لفكرة المسمى الوطني للدولة والعاصمة ، فيكفي اعتبار بما مضى … على الحضارمة اليوم دون غيرهم قراءة كل ما يأتي على لسان اليمنيين الجنوبيين في عدن أو في ( الثالوث ) ليفهموا لماذا هم يندفعون صوب خطابات وتصاريح السلطان القعيطي ، فدافعهم هو عنصرية بائسة تمثل وجهاً من أوجه اليمن الجنوبي العابس والبائس أيضاً ، هم يعلمون تماماً أنهم بلا هوية ، وأنهم يمنيين اقحاح ، ويدركون أن خلاصهم في حضرموت من كل النواحي لكن كيف يكونون في حضرموت دون التسلط ، ودون المجاهرة بالعنتريات ، هنا على أبناء حضرموت بكل طبقاتهم الاجتماعية أولاً ، ثم بتياراتهم السياسية أن يواجهوا هذا المد الخائب بشدة وعنف ولا يتنازلون إطلاقاً عن مسمى الدولة والعاصمة وحتى صياغة الدستور الوطني … هل يريد العودة لزمان السلطنتين ، وإن قبلنا بهذه السفسطة ، ماذا سنقول للكثيري ،هل نقول تعال وأستلم أملاك أجدادك !!،وقس على ذلك سلطان المهرة والواحدي ، وإن كان القعيطي يريد أن يكون شرفيا كما روج له آخرين من بني طائفته ، فمن نختار لهذه الشرفية القعيطي او الكثيري وهو السلطان الشرعي في زمانه أو العفري . ننصح القعيطي أن يبقى شرفيا في كتبه التي يخطها بيده ، ولا داعي لإثارة الفتن وعودة الماضي لأن عودة الماضي على هذه الصفحات سيجلده ولا نعتقد أنه وفي هذا العتي من العمر يستطيع تحمل ما سيأتي فهناك حضرموت تألمت كثيرا من ماضي تلك السلطنة وتبعات حكمها .ولا داعي للنكش والفقش من جديد… حضارم .. ما حولي عشرة أعوام بل تزيد وجيل حضرمي يستنطق الأجيال ، يبحث في كل ما هو قديم ، يبحث عن أثر ، يجمع قصاصات الرواية الحضرمية من كل شبر في ذاكرة الأجيال ، جيل اليوم الذي أيقض قضيته برغم أن أعدائها يحيطون به من كل صوب ، جيل بذل في ناحية البحث الكثير من العناء ليس لشيء بل لأن الحضارمة بكل أطيافهم يحملون في صدورهم كتمان الحقيقة ، كل الأجيال تدرك أن حضرموت هي ضحية مؤامرة قذرة شارك فيها البريطانيين واليمنيين وبعض من العرب … سأحدد أسماً كتب في هذه المؤامرة بكل تفصيلاتها منذ أن كان الخوف يسكن قلوب الحضارمة كلهم هو ( عاشق الدار أو عبدالله بن آل العبدالله أو صالح بن عبدالله آل عبدالله باسويد ) كان هذا الرجل وحده من يفسر المؤامرة ، كتب وكذبه المقربين ، ذكر وصد عنه الحضرميين ، وعاد ثم عاد حتى ثبتت الرواية بأسانيدها الصحاح ، حضرموت ليست يمنية كانت تلكم قضية ، والمؤامرة على الوطن كانت قضية ، أذن لا عجب أن تصرخ جدران المكلا في 2007م بحدائها ( حضرموت تاريخية قبل الوحدة والشرعية ) … من الصعب جداً أن نبحث عن تاريخنا في ذاكرات صامتة ، لماذا نظل نستنطق الذاكرات في الأجيال ..؟؟ ، لماذا نحتمل التحليل بين الإصابة والخطأ ..؟؟ ، لماذا نجبر على استنطاق التاريخ حتى نستخرج منه حقوقنا ..؟؟ ، أسئلة ترتد في رؤوس كل الحضارمة الحريصين على قادم وطنهم ، هل ننتظر دوماً العائدون من غيبوبتهم ليثبتوا وقائع تاريخنا ..؟؟ ، آن أوان لهذا الجيل الحاضر أن يخرج من الضيق إلى الوسع فلا مجال للاختباء فالوطن يحتاج بذل ووفاء … خاتمة / للسلطان غالب ما رأيك برواج قصيدة محمد فرج بانبوع يرحمه الله …؟؟؟ نحن صحاب الأرض … وسلاطينها نحنا الدول لن أنتظر جوابك … فلن تستطيع الإجابة أبداً …..!