أتذكر تلك الأيام الجميلة التي عشناها معاً؟ أتذكر كيف مضينا في دروب الحياة.. نفكر ونكتب.. نخطط.. نعمل.. ونحلم.. أتذكر كم أحببنا طلب العلم وسهرنا من أجل تحصيله.. نعم.. تذكرها.. لأن من ذاق حلاوتها لا يمكن أن ينساها.. فها أنت رحلت عني إلى مشارق الأرض رغبة في طلب العلم ومواصله دراساتك العليا وتحقيق طموحات علميه ومستقبليه.. إنه حلم أُشاركك فيه وكم كنت سعيداً وفخوراً بك. ربما تتذكر تلك اللحظة التي فارقتني.. وتتذكر دموعي التي غصصت بها حينها وفي غيرها من الأحايين.. ولكن تأكد يا أخي بأننا تحابننا في الله وتفرقنا عليه بإذنه تعالى.. فقد آلمني غيابك كثيراً بالرغم من إنك وكلماتك في قلبي.. لطالما تمنيت أن تبقى بقربي.. فأنا أحتاج إلى إخوتك وكلماتك التي لا يزال لها وقع في نفسي.. كم تذكرتك عندما تعتريني الأحزان والهموم .. وأكاد أيأس من الحياة.. فأشكو إليك بعد الله تعالى مفرج الكربات.. فأسمع منك ما لم أسمعه من غيرك.. لقد رحت يا صديقي.. رحل من يحمل الحزن عني إن حزنت ويمسح بأنامله البريئة دموعي إن بكيت ويطيّب خاطري إن زعلت ويبني شوقاً وحنيناً إن حلمت.. لقد كنت تشاطرني نصف عمري.. وكنت توأمي الغالي.. لماذا كلما ابتعدت عني زدتُ إلتصاقاً بك؟ أتدري كيف حصلت على هذه المكانة الرفيعة؟ ذلك لأنك لست ككل البشر.. غمرتني بأسلوبك وطيب أخلاقك.. فلا أستطيع أن أُعاملك الاّ بالحب.. وكيف لي أن أنساك.. ولكن أين أنت عني الآن كي أجدك؟؟! صديقي.. لن تنتهي الحدود.. ولن يقصر الطريق.. يكفي فقط طال البعاد.. فمنذ ذلك الحين وأنا أشعر بأن ليلي طويل.. والحياة أصبحت مملة.. قتلني ذلك الفراغ الواسع بعدك.. آآه لو تعلم كم أشتاق إليك.. كم أحنّ إلى ماضينا.. كم.. وكم تعتصرني الذكريات.. سألت نفسي يوماً.. أين أنت؟ وماذا فعلت بك الدنيا؟ هل مازال هناك بقايا ذكرياتي في قلبك؟؟ أخيراً أقول.. سوف نلتقي في يوم من الأيام.. ولكن لحظتها كيف ستكون مشاعرنا؟ وكيف تتلاقى أرواحنا بعد هذه السنين؟ .. مازال عندي أمل في أن نعيد سوياً ما بدأناه وتعود الابتسامة إلى حياتنا معاً بعد أن أختطفها مني غيابك وبعدك الطويل..