لازال العدوان الصهيوني البربري على أشقائنا وإخواننا في الدم والعقيدة والتاريخ والمصير مستمر ولازالت غزة وأهل غزة الكبرياء غزة رمز الصمود الأسطوري غزة رمز الجهاد والرباط الإيماني غزة رمز الرجولة الحقيقية رغم هذا الإرهاب الصهيوني والعالمي صامدون محتسبون أمرهم إلى الله الذي وعدهم بنصره وسيكون بأذن الله فوعده عز وجل كما نؤمن جميعا حق ((أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب)) صدق الله العظيم .. القصف مستمر والمذابح مستمرة والتواطؤ العربي على أشده والصهاينة الجبناء يدشنون مرحلتهم الثالثة من هذه الحرب الجبانة والعدوان الوحشي بالمزيد من المذابح التي طالت الأطفال والنساء والشيوخ لتثبت إسرائيل من جديد إنها زعيمة الإجرام والإرهاب العالمي... ومرحلتهم البرية هذه وما يرافقها من قصف جوي وبحري جبان تستهدف فقط شعب أعزل محاصر من جهاته الأربع لا يملك سوى إيمانه القوي وعقيدته الراسخة وإرادته القوية وشجاعته الأسطورية ومقاومته البطلة التي لازالت تلقن هذا العدو الجبان دروس بليغة في الصمود والبطولة الرجولية والانتصار الحقيقي.... كل ذلك وأنظمتنا العربية تعيش في بلاد واق ألواق وكأن الأمر لا يعنيها....إعلامهم الرسمي يفضح اهتمامهم الحقيقي ومكان وجودهم فهذا الإعلام رغم هذه الفواجع والمذابح والأشلاء لازال يبث حفلات الرقص والغناء والكليبات الفاضحة والبرامج التافهة والمسلسلات الهابطةز..الخ ..!! فلسطين لا تعنيهم في شئ لقد أحرجتهم كثيرا أمام شعوبهم لقد أسقطت الأقنعة من على وجوههم الحل الوحيد في رأيهم هو " تصفية القضية " وبأي صورة كانت المهم ينتهي وجع الرأس وتؤمن عروشهم من تهديد قوى الاستكبار العالمي التي أخضعتهم لإرادتها وسيطرتها فقد أوكلوا جل أمرهم لمجلس الأمن الأمريكي وهيئة الأمم المتآمرة وبذلك ليس بالإمكان ابعد مما كان أو مما هو آت!! ألا يخجلون؟!.. دماء تسيل وأشلاء الجثث في كل مكان ومناشدة وصراخ الشعوب ملأت الأرض والسماء كل ذلك لم يستطع حتى هز ولو قدر بسيط من حيائهم ؟!! حقا إذا لم تستح فاصنع ما شئت... يكررون نفس الخطيئة ويعتبرون ما يقومون به حل من جانبهم يكررون نفس الخديعة وكأن شعوبهم لا تنظر إليهم يكررون نفس السيناريو الهزيل والمعيب ماذا عملوا ماذا قرروا لا شئ سوى التآمر والانبطاح لأسياده !! ألا يستحون؟!.. يخرج الأمين العام للجامعة "العربية" فيصرح بعد ذلك الاجتماع الهزيل بأن العرب يعرفون تماما أن مشروع قراهم المحال إلى مجلس الحرب الدولي سيصطدم بالفيتو الأمريكي ورغم اعترافهم وعلمهم بذلك يصرون على غيهم وعبثهم واستهزائهم بمشاعر وكرامة وإرادة شعوبهم !! ... يهدون العدو الإسرائيلي في تواطؤ فاضح الوقت الكافي لينجز مهامه و من جانبهم سيعملون قدر المستطاع في إكمال مسرحية مجلس الأمن حتى النهاية و سيناضلون- وضع ألف خط تحت نضالهم - حتى تتحقق أهدافهم المشتركة في القضاء النهائي على شئ يسمى (( مقاومة ))!!.. السياسة العربية أدهشت العالم بجمودها وتخشبها أمام الأحداث وكأنك تشاهد فلم هندي ممل ومكرر!! ...السياسة العربية حازت وبامتياز على الرقم القياسي في العجز الأسطوري للتأثير على الآخرين و السذاجة المقيتة وانعدام النظرة الإستراتيجية والخذلان والعجز الحركي للمتاح من أوراق القوة والسبب هو التبعية وغياب أو انعدام المواقف الحرة أو المستقلة وفقدان البوصلة عند البعض!! ... مواقف لابد أن تحترم: لكي لا نضع مواقف كل الأنظمة العربية في سلة واحدة لابد من التفريق بين مواقف بعضها خاصة فيما يتعلق بهذه الفاجعة التي حلت بأهلنا في غزة حتى وان كانت هذه المواقف دون المستوى المطلوب شعبيا ولكن يكفينا فقط كحد أدنى هذا التضامن الرجولي الصادق والعملي الذي أعلنته بعض الدول العربية سواء على مستوى القيادة أو الأحزاب السياسية أو النخب الثقافية أو الوسائل الإعلامية أو منظمات المجتمع المدني أو الجماهير الكبيرة التي أتيح لها التعبير عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني بكل حرية وبعيدا عن القيود القمعية هذه الدول هي كالتالي: قطر- اليمن - ليبيا - السودان - سوريا – لبنان. إلى الأحزاب اليمنية: القضية الفلسطينية وأحداث غزة التي جمعت أطراف المعادلة السياسية في البلد تحت سقف واحد وموقف واحد كم كنا نتمنى أن يتبعها نفس التوجه وبنفس الحماس والشعور بالمسؤولية الوطنية عندما يتعلق الأمر بالقضية اليمنية ككل فإذا كانت هذه "القضية" تهم هذه الأحزاب بحق ومن منطلق وطني بحت فلتبتعد فقط عن الحديث في العموميات والشعارات الجوفاء ولتترك المشاريع الضيقة جانبا وتبادر بل وتسارع إلى تقريب وجهات النظر وجمع الكلمة وتغليب المصلحة العليا للوطن على أي مصلحة أخرى.. أحزاب المعارضة اليمنية وتحديدا "اللقاء المشترك" معنية بهذا الكلام أكثر من غيرها خاصة وهي المبادرة للأسف الشديد غالبا بتصعيد المواقف وتعكير الحياة السياسية عبر الرفض الغير مبرر لكل المبادرات الحوارية التي يتقدم بها الطرف الآخر أي السلطة.. ومحاولاتها العجيبة والمريبة لإغلاق كافة أبواب الحوار والمضي بعناد وتصلب نحو الأهداف المصلحية الذاتية أو المشاريع الضيقة اعتقد أنها لا تخدم العملية الديمقراطية برمتها وهي العملية التي ينبغي على هذه الأحزاب التمسك بها أكثر من غيرها لا أن تعمل على تعطيلها أو تشويهها!!