- خاص/ الضالع: أمة الرحمن الرياشي - شهد الشارع المؤدي إلى منزل صلاح الشنفره- نائب رئيس "المجلس الاعلى لقيادة الثورة"- بمدينة الضالع تقاطر سيارات قيادات الحزب الاشتراكي اليمني في طابور طويل، في محاولات محمومة لثنيه عن تقديم استقالته من عضوية مجلس النواب، والتي جاءت بعد أن ذاعت فضيحة تأميم الحراك إشتراكياً على كل لسان، وأمست كابوساً يقض مضاجع كل بيت يمني في المحافظات الجنوبية. وأكدت مصادر قيادية في الحراك ل"نبأ نيوز" أن الحزب الاشتراكي استنفر كل كوادره القيادية لثني "الشنفره" عن الاستقالة من البرلمان، وذلك في ظل مخاوف قيادته بأن تكون الاستقالة مقدمة لسحب البساط من تحت أقدام أمينه العام الدكتور ياسين سعيد نعمان والقيادات الملتفة حوله من لعبة الحراك الجنوبي، التي يعتبر الاشتراكي وجود الشنفره في صفوفه التنظيمية بمثابة حلقة الوصل التي تربطه بالحراك، وتؤمن له نفوذاً في بعض أوساطه. وتفيد المصادر: أن قيادات الحزب الاشتراكي ما زالت حتى هذه اللحظات في جدل مع الشنفره حول مسوغات الاستقالة، حيث أن ثمة استياء يسود أوساط الحزب الاشتراكي من موقف الشنفره، على خلفية أن الحزب كان صاحب الفضل الأول في تقديمه إلى واجهة الحراك في الضالع من خلال حشد أعضائه لمهرجاناته، والترويج الاعلامي له، فضلاً عن دوره تحت مظلة اللقاء المشترك في حشد مواقف الآحزاب الأخرى بجانبه في مواجهة الضغوط التي تمارسها السلطة على الحراك- طبقاً لما تردد على لسان قيادات في منظمة الحزب بالضالع.. غير أن مصدراً قيادياً في الحراك الانفصالي في عدن، أكد ل"نبأ نيوز" أن استقالة صلاح الشنفره من الحزب الاشتراكي ومجلس النواب تأتي بناءً على توجيهالت اصدرها علي سالم البيض- رئيس "المجلس الأعلى"- طالب فيها قيادات الحراك، التي ما زالت ترتبط تنظيمياً بالحزب، بتقديم استقالاتها من الحزب الاشتراكي، بعد افتضاح مشروع "تأميم" الحراك اشتراكياً، وتفجر المواقف في مختلف الأوساط الجنوبية الرافضة للعودة إلى أحضان الاشتراكي الذي سبق أن ذاقوا على يديه الويل والثبور، وتجرعوا أسوأ أيام حياتهم.. وأشار المصدر إلى أن الحراك شهد خلال الايام القليلة الماضية ردّة شعبية كبيرة تهدد مستقبله، وهو الأمر الذي تم تداوله في سلسلة اجتماعات متتالية أفضت الى الاتفاق على المضي بنفس البرامج المتفق عليها من قبل، ولكن بطمس مسمى "الاشتراكي" والتحول الى مسمى جديد سيتم الاتفاق عليه في وقت لاحق... أي أن الذئب الاشتراكي سيعود بفروة الحمل الوديع الذي تستلطفه الناس..! وأكدت مصادر "نبأ نيوز" أن القيادة الحالية للحزب الاشتراكي تعارض هذا التغيير في التسمية، كونها تعتقد أن ذلك سيطمس هويتها النضالية، ويصادر رصيدها الوطني في الجنوب، واصفة الحزب والجنوب "توأمان لا ينفصلان".. وهو الأمر الذي استنفرت على أساسه كوادرها، وتحاول إقناع الشنفره بوقف تنفيذ مخطط طمس هوية الاشترؤاكي في الجنوب.. وبدا جلياً أن ردود الفعل الشعبية في الجنوب على مخطط "تأميم" الحراك اشتراكياً- الذي كانت "نبأ نيوز" أول من فضحه للرأي العام- ولد هلعاً شديداً لدى قيادات الحراك، حيث أن تداول الحديث في المقايل والمجالس لم يتوقف عند حدود حسابات مستقبل الحراك، بل تجاوزه الى فتح الملفات الحمراء للأيام السوداء التي تزعم فيها الاشتراكي قيادة الجنوب، وهو ما يخشى البيض وعدد كبير من القيادات الانفصالية الموالية له أن تستغل هذه الأحاديث في التأليب والتحريض واجهاض الحراك..! وهكذا لم تعد الخلافات قاصرة على جبهتي الحراك الرئيسيتين بل امتدت إلى داخل مكونات كل جبهة.. وهو ما يؤكد وجهة نظر "نبأ نيوز" التي نشرتها قبل أكثر من عام بأن الحراك كلما اشتدت قوته كلما اقتربت نهايته..!