غنى.. فغنت معه الأرض والإنسان.. غنى للثورة وعنفوانها وللسبعين وبطولاته وللشهداء وتضحياتهم وللشباب وآماله وللشعب وتطلعاته وللوحدة وعظمتها وللعامل وعطائه وللفلاح وكبريائه وللجندي وشجاعته. غنى فأعاد لنا بعضاً من تاريخنا المتوقد وحكا لنا حكايات انتصارات رجاله الأوفياء ومعه كُنا نقضي أيامنا منذ الصبا "من بكر غبش" وحتى "أذكرك والليالي" ومعه كُنا نرتحل ونسافر ومعه دعونا للحب والسلام ومعه كنا نعانق السماء شموخاً ونزهو معها عزاً ونصراً ومعه عرفنا الكثير والكثير عن الوطن الجديد الذي يمضي بثبات نحو الشمس.. يتخطى حدود الزمن ويتجاوز المستحيلات بإرادة كُنت أنت يا أيوب المعُبر عنها وبعنفوان كُنت أنت يا أيوب عنوانه فرافقت مسيرة التحولات ومسيرة التطور والكفاح وبلا كلل أو ملل فكنت شاهداً حياً على أيام اليمن الجديد فُكنت صوت الثورة في أوج عطائها فزدتها اتقادا وتوهجاً وبشرت بالوحدة عندما كانت حلماً تداعب أيام اليمن فكنت صوت الشعب يوم زحفه العظيم نحو قدرة المحتوم فصرخت في وجه التشطير وقلت لا شمالاً لا جنوباً في الوطن. فكم أبدعت يا أيوب في نسج خيوط الأمل وفي رسم ملامح الغد فشدوت يوماً "أملأوا الدنيا ابتسامة وازرعوا في الشمس هامة" فكم كنت رائعاً وأنت تعطينا الدروس وكم كنت رائعاً وأنت تسقينا الوطنية وتزرع فينا حُب الوطن وتزودنا بجرع الانتماء وكم كُنت ملهماً وأنت تعلي من شأن الوحدة وتمجد أيامها وتبارك خطوات السائرين على دروبها فكنا نسمو معك ونحب معك ونحزن معك ونفرح معك فكنت ذاكرتنا التي رافقت أيامنا وخلدتها بطريقة مختلفة ومغايره. آه كم حركت فينا ترانيم عودك وهمسات صوتك الشجي من المشاعر وكم أشعلتها غضباً وتوقداً وزدتها توهجاً وتألقاً فقد جئتنا صباحاً دون أن تغادر فمثلك يا أيوب لا يغادر.. وتظل تعطي الدروس تل والدروس وتزرع فينا الأمل وتبعث في نفوسنا التوهج والعنفوان وتشد من أزرنا إن غزانا اليأس يوماً فأحببنا الوطن ومضينا في ركبه سائرين فتوحدت قلوبنا وتلاحمت في عشق تربته الطاهرة فأحببناه حد الجنون وعشقناه حد الهذيان. بهذه الكلمات العذبة كرمت الأربعاء الماضي منظمة التلاحم والوفاء الوطني فنان الثورة والوحدة فنان السهل والجبل والوادي فنان الأرض والإنسان.. فنان اليمن الكبير وملحن النشيد الوطني للجمهورية اليمنية أيوب طارش. في أول فعالية ومبادرة تكريمية له بعد عودته من رحلته العلاجية كما تم منحه درع الوفاء الوطني للمنظمة كريماً لدورة الوطني البارز وإسهامه الفعال في تعميق قيم الولاء والانتماء وتعزيز الوحدة الوطنية وإسهامه الكبير في تطوير مسيرة الفن اليمني والحفاظ على التراث الشعبي والارتقاء بدور الأغنية الوطنية خدمة للوطن كما تم تكريم اثنين آخرين من كبار أعلام الفن الغنائي اليمني المرحوم حسين المحضار وبن عبود العمودي وعدد كبير من رجال الأعمال المهاجرين اليمنيين في المملكة العربية السعودية والولايات المتحدةالأمريكية الذين منحتهم المنظمة درع المنظمة تقديراً لأدوارهم الوطنية المختلفة.