في أول زيارة لرئيس عراقي منذ ربع قرن تقريباً، وصل الرئيس العراقي جلال طالباني الى السعودية مساء الأحد في زيارة مفاجئة، فيما تواصل القوى العراقية المختلفة مفاوضات لتشكيل حكومة، بعد ان فشل الكتلتين الرئيسيتين، ائتلاف دولة القانون والقائمة العراقية، في الحصول على الأغلبية اللازمة في الانتخابات التي جرت الشهر الماضي. وعلى الرغم من عدم الإعلان عن سبب للزيارة، لكن مراقبين يرون أنها تأتي بعد نفي الحكومة السعودية ما تردد عن تدخلها في الشأن العراقي. وقال مراسل بي بي سي في السعودية: إن مسألة تشكيل الحكومة العراقية كانت الموضوع الوحيد الذي بحثه طالباني مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود. وقد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الرئيس بتقليد جلال طالباني رئيس العراق قلادة الملك عبد العزيز التي تمنح لقادة وزعماء الدول الشقيقة والصديقة تكريماً لفخامته. كما ان الزيارة تأتي بعد يوم من دعوة طهران الزعماء السياسيين العراقيين الى تشكيل حكومة وحدة وطنية يدخل في تكوينها السّنة. اذ قال السفير الإيراني لدى بغداد حسن كاظمي قمي السبت ان القائمة العراقية بزعامة اياد علاوي ستجري مباحثات مع الزعماء الايرانيين في طهران خلال الايام القليلة المقبلة. يشار الى ان المفاوضات تجرى حاليا في العراق بشكل نشيط لتشكيل ائتلاف حكومي منذ انتهاء الانتخابات التي لم تخرج بفائز حاسم. وكان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر قد دعا، كما هو حال الايرانيين، الى حكومة تدخل فيها كافة الطوائف والمكونات العراقية. وعلى الرغم من الانتقادات الشديدة التي وجهها الصدر الى المالكي، قال انه لا يوجد فيتو على اي شخصية لرئاسة الوزارة، كما انه لم يعترض على شخصية اياد علاوي.