شبه القاضي محمد الباشق كل مقصر في واجبه وكل من اثري على حساب الشعب، وكل ناعق بما يمزق الصف مصاب بفيروس نقص المناعة الولائية للوطن، وان من يرفع علما غير علم اليمن ويسير به أو لا يسير، ومن يعمل لفكر ومعتقد يمول ويقاد من خارج الحدود، ومن يفسد في وظيفته العامة وينشغل بحياته الخاصة يوجد لديهم انحراف في فهم وتطبيق مفهوم الولاء الوطني. وأكد الباشق- في الأمسية الثقافية الأسبوعية التي نظمها المركز اليمني للدراسات التاريخية وإستراتيجية المستقبل منارات بالتعاون مع المعهد الأمريكي الفرنسي بصنعاء تحت عنوان (التأسيس لثقافة حماية الوحدة وتجذير ثقافة الانتماء الوطني والقومي والإنساني في الوجدان الجمعي): أن تجذير وترسيخ الولاء الوطني لا يقع على وسائل الإعلام فقط أو على الحزب الحاكم، ولا نطلبه من المعارضة بل هو واجب على كل فرد مهما عظمت أو صغرت مسئوليته فالكل في الولاء للوطن مسئولية واحدة. وأشار إلى أن حب الوطن لا يخضع لمنصب أو مصلحة فردية لم تتحقق ولا يتأثر بأي هضم في المكانة أو إقصاء أو معايير أخرى موضحا أن مفاهيم الولاء الوطني في الفقه والفكر الإسلامي بحاجة إلى تعمق في الفهم وتجديد في لغة الخطاب. فيما أوضح الدكتور احمد عتيق- أستاذ علم الاجتماع المساعد بكلية الآداب والعلوم الإنسانية قسم علم الاجتماع جامعة صنعاء: أن مسألة الانتماء للوطن تتأثر بالحاجات الاجتماعية والنفسية التي إذا مافعلت بأسلوب صحيح بدءا من المؤسسة الاولى في المجتمع وهي الاسرة ثم المدرسة فوسائل الاعلام المختلفة ومؤسسات المجتمع المدني من تنظيمات سياسية ومنظمات غير حكومية فأن مسألة الانتماء ستترسخ بفاعلية قصوى يتحقق بها التجذير الحقيقي للعلاقة مابين المواطن والوطن من ناحية وبين المجتمع والدولة بمؤسساتها من ناحية اخرى. وأكد: ان المخرج الحقيقي لتتجاوز البلد كل معضلاتها الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية تتمثل في تجاوز الانتماءات الضيقة المتمثلة في الانتماء للعائلة او العشيرة او القبيلة ليبقى الانتماء للوطن اليمن فقط. فيما اشارت الكاتبة الاعلامية زعفران المهنا إلى بانه مع غياب المرأة غابت الثقافة الوطنية لان المرأة اليوم تدور في دوائر عجيبة من دائرة المحرمات الى دائرة الحقوق والحريات الى دائرة الانتاج والانشغال بلقمة العيش ليعطل دورها التربوي ويدفع بها لتنشغل بتفاصيل بعيدة كل البعد عن الحفاظ عن المؤسسة الاسرية وبالتالي تغيب امور كثيرة منها الثقافة الوطنية. ونوهت إلى اهمية دور الام في عملية التنشئة الوطنية وبالتالي غرس الثقافة الوطنية وخلق روح الولاء. وتحدثت عن الثقافة الوطنية ومكافحة الفساد، مشيرة الى ان قضية مكافحة الفساد ليست مقتصرة على الجهاز الرسمي او القطاع الحكومي بل هي واجب على كل فرد في المجتمع وانها تربية وثقافة من المهم غرسها في افراد المجتمع والاجيال المقبلة. وأكدت: ان الولاء الوطني ينطلق من الولاء لله ورسوله وليس لشعارات جوفاء وان الاصوات الداعية لادلجة ثقافتنا الوطنية هي هامشية وتنظر للفراغ وتنطلق من ازمتها لامن حقيقة ماتعتقد وهي اصوات تخريبية يجب الحذر منها وحشرها في الزاوية واعطائها حجمها الذي تستحقه لا اكثر. فيما اعتبر علي هادي عميد المعهد الامريكي الفرنسي ان الانتماء الوطني اول ركيزة من ركائز المواطن الصالح وان حب الوطن والولاء له واجب ديني ينطلق من الولاء لله ورسوله باعتباره عقيدة وايمانا داعيا الجميع افرادا ومؤسسات الى غرس وتجذير قيم الولاء الوطني في اوساط الشباب والنشء وتنمية اخلاقيات التعاون والاخاء ونبذ ثقافة الحقد والكراهية والتطرف بما يضمن حماية الوطن من امراض الشتات والفرقة.
