استفزني قبل سنوات قليلة- لا تتجاوز الثلاث- أن قام موقع "الصحوة نت" بنشر إحصائيات تدل على عظمة شأن الموقع وتدفق الزوار الذي لا ينقطع إلى آخر كلمات المدح والثناء بكل ما هو طيب وعطر. ومرت الأيام وفاجأنا موقع "مارب برس" بخبر تقدمه على جميع المواقع اليمنية! علماً أنني – وإن كنت لست مقياساً- لا أزور هذا الموقع إلا كل أسبوع مرة- إن فعلت، عموماً، نعود للقول أن الموقع نشر خبراً مطولاً سأورد هنا بعضه حيث قال: ((ففي حين كشف مؤشر إلكسا أن قوة التصفح في موقع مأرب برس يأتي بدرجة 7.6 جاء المؤتمر نت بنسبة 2.1 والصحوة نت بنسبه 3 ونيوز يمن 2.2 . وفي مقارنه موقع مأرب برس بكبرى المواقع العربية في قوة التصفح يأتي الموقع في ترتيب عالي جدا ففي حين حصدت جريدة الشرق ألأوسط اللندنية درجة 2.4 في التصفح يأتي موقع إيلاف 1.3 والحياة اللندنية 3.9 و قناة الجزيرة بمعدل 3.6 كما احتلت قناة العربية 2.5)) إن هذه النتائج المنشورة تحتاج إلى وقفة طويلة مع النفس، فإذا كان معدو الخبر ومحرروه يعلمون أنهم (يستغفلون) القراء فهذه مصيبة، وإن كانوا لا يعلمون فالمصيبة أعظم، فمن النتائج الواردة يمكن استنتاج عدة نقاط نذكر منها: 1- الفارق بين موقع مأرب برس وبقية المواقع جميعها يصل إلى حوالي الضعف!! وهذا غير معقول على الإطلاق. 2- لو اكتفى القائمون على الموقع بالقول أن الموقع أفضل من بقية المواقع اليمنية لكفاهم الله ازدراء القراء منهم، لكنهم تجاوزوا ذلك فمرقوا كما يمرق السهم من الظبية وتبجحوا أنهم أفضل من "الشرق الأوسط"، و"العربية نت"، و"إيلاف"، بل و"الجزيرة نت"! 3- لم ينتبه القائمون على الموقع – بافتراض حسن النية- أن النتائج تتبدل بشكل دوري وسريع وأن ما كان بالأمس ليس نفسه اليوم. 4- مرة أخرى أفترض في القائمين على الموقع (الجهل) وليس (الكذب) في قولهم أن هذه الأرقام التي أوردوها هي (قوة التصفح) بينما هي معدل عدد الصفحات التي يزورها كل زائر للموقع! وهذا يفسر النتائج بشكل منطقي ويجعل منها منطقية وهذا ما سأوضحه في نهاية المقال. أورد الموقع أيضاً ترتيب المواقع العربية وهي حسب ما ذكره الموقع بالشكل التالي: مأرب برس 9 الصحوة نت 12 صوت اليمن 13 الجزيرة نت 17 المجلس اليمني 18 المؤتمرنت 24 الأيام 28 نيوز يمن 30 ناس برس 33 سبتمبر نت 34 العربية نت 43 نبأ نيوز 48 إيلاف 84 وهذه القائمة الغريبة لا تحتاج إلى تفنيد فموقع مأرب برس يتقدم على قناة الجزيرة ب8 نقاط وهذا يؤكد الخبر الأخير الذي تم تداوله أن وضاح خنفر مدير قناة الجزيرة قد استقال ليلتحق بفريق مأرب برس!! وقد يتساءل البعض لماذا (حميت) فجأة على مأرب برس، وأجيبكم أيها الأخوان قائلاً أنني كنت قد تمثلت قول الشاعر: (إذا أنت لم تشرب مراراً على القذى... ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه)- أي بعبارة أخرى كنت قد تحملت ما تحملت رغم انزعاجي منه إلا أنني فضلت السكوت، أما ما أخرجني عن صمتي فهو دخول الموقع الالكتروني "سبتمبر نت" الناطق باسم (الجيش) هذه المعركة!! فإذا (بلعنا) ما يصدر عن مأرب برس، فماذا نقول عن سبتمبر نت، وهم اليوم قد نشروا موضوعاً مشابها وكأنهم (يكيدون العواذل) يمتدحون فيه الموقع بأنه قد حاز رضا جميع محركات البحث ابتداء من الجوجل وانتهاء بالياهو.. وزغردين يا صبايا!! وفيما استعان موقع مأرب برس ب(محكّم) من قبيلة أليكسا، قام سبتمبر نت بتحكيم توب 100 آراب.. واللطيف في الأمر أن الطرفين إما جهلاً –كالعادة- أو (تختيت) لم ينتبهوا إلى صدفة لطيفة، حيث أن الموقعين التاليين للموقعين المذكورين في الترتيب كانا سفيهين بشكل أو بآخر، فالموقع التالي لموقع مأرب برس هو موقع وصفه أصحابه أنه: ((أقوى موقع للسكس العربي موقع السيكس العربي الأول في العالم - كل شيء عن السكس والجنس والسحاق والشذوذ)) واعذروني على بشاعة الوصف لكنني ألصقته كما هو من المصدر ولم أتدخل في تحريره.. أما موقع "سبتمبر نت" فقد جاء تالياً له موقع يضم صور العرب وهو أكبر مكتبة صور عربية ويطالعك في بدايته تقسيمات صور نساء مشاهير – خليجيات – عربيات – نساء عالميات!! فهنيئاً لكل من الموقعين (حشره مع من يحب)!! فلندع السخرية جانباً، فليس الغرض هنا هو التحقير أو السخرية من أي موقع يمني على الإطلاق، لكن يجب أن نرتفع بأخلاقنا وتفكيرنا من هذا المستوى الهابط، ومن تفاهات الأطفال (أنا أحسن منك، لكن أنا أشطر منك... الخ) لنستطيع سوية أن نقدم خدمة إعلامية متميزة فكل من الموقعين المذكورين له زواره وقراؤه الذين احترموه ووجب عليه بالتالي أن يحترمهم، وأن يحترم عقولهم ولا يستخف بها، وبالتالي الترفع عن هذه التفاهات. ولم أقل ما قلت بغضاً بل حباً وسعياً للحصول على خدمة إعلامية أفضل، وكما يقول المثل: (العتب على قدر المحبة). وختاماً أعود إلى جانب فني ورد في النقطة الأخيرة في تعليقي على مأرب برس وذكرت أني سأفصله في آخر المقال، وهذا الجانب يتعلق بنتائج مأرب برس التي أكدها أليكسا فكيف يكون مأرب برس (أقوى) – على حد تعبيرهم شخصياً- من الجزيرة نت وغيرها. إن ما أسماه القائمون على موقع مأرب برس – جهلاً كما أتمنى لا استغفالاً للقراء- إن ما أسموه (قوة التصفح) هو في الحقيقة معدل عدد الصفحات التي يقرأها الزائر الواحد، فإذا افترضنا أن ألف زائر زاروا موقع الجزيرة نت وكان مجموع عدد الصفحات التي قرأوها هو 2000 صفحة فإن هذا المعدل (قوة التصفح) سيكون 2. ولو زار 100 زائر موقع مأرب برس وقرأوا 300 صفحة فإن المعدل (قوة التصفح) سيكون 3، والنتيجة كما ترون أن معدل عدد الصفحات (قوة التصفح) لدى مأرب برس أكثر من الجزيرة نت على الرغم من أن الزوار أقل بكثير والصفحات أقل بمراحل. أما سبب ارتفاع معدل الصفحات في مأرب برس هو بكل بساطة لوجود منتدى (ساحة حوار) في موقع مأرب برس، حيث من المعروف أن آلية عمل المنتديات تفرض على أقل المشاركين نشاطاً أن يفتح العديد من الصفحات لقراءة المواضيع ثم التسجيل والمشاركة والردود وإضافة التعليقات إلى آخره، وبالتالي فمن الطبيعي أن يكون عدد الصفحات التي يقرأها الزوار في (أتفه) منتدى أكثر بكثير من الصفحات التي تنشر في أفضل المواقع الإخبارية. والخلاصة التي نريد أن نخرج بها، أن على القائمين على المواقع الإلكترونية أن يترفعوا عن هذه التفاهات، وأن يقضوا أوقاتهم في تحسين العمل في مواقعهم بدلاً عن (استجداء) شهادات الأليكسا والجوجل! وأما القراء الأعزاء، فأقول لهم لا تصدقوا كل ما يقال لكم، والتزموا بالمثل: (إذا كان المتكلم مجنون فالمستمع عاقل).. اللهم لا تجعلني من (المجانين) واجعل قرائي من (العقلاء).