أنيس ياسين يكتب: أطلقوا مكتبة العمراني مرض ذات مرة، فزاره صالح الصماد وحسن زيد.. ظنوه على فراش الموت، لعلهما أرادا من وراء الزيارة أن يجربا حظهما ويخرجا منه ولو بكلمة يستثمرونها لشرعنة احتلالهم البلاد، فسألهما عن مكتبته وطالبهم بإعادتها، فرد حسن زيد: أنت يا قاضي ما عاد تحتاجها وقدك تدرّس الطلبة وأمورك طيبة.. قال القاضي رحمة الله عليه: وانتم ما ما تشتوا منها؟ حسن: أنت يا قاضي نعرف أنك عاقل ومتزن ونثق بعقلك وحكمتك لكن ما نقدر نضمن طلابك واللي بيجوا من بعدك.. لذلك قررنا نأخذ المكتبة ونحتفظ بها عندنا وبعد أن تموت سنحرقها. عناوين ذات صلة * عدن: ما وراء زيارة وفد عسكري مصري رفيع إلى اليمن 12 مايو، 2023 * عدن: لقاء يناقش تسهيل رصد الانتهاكات في مخيمات النازحين 11 مايو، 2023 علق القاضي رحمة الله عليه ضاحكاّ وكانت حالته الصحية متدهورة حينها: وما يضمن لكم انكم تعيشوا لو ما اموت، مش يمكن تسبقوني أنتم؟ الله وحده العالم وبيده الأعمار. الخبرة أخذوا كلامه بشيء من الخفة وقد هرعوا سراعا لزيارته قبل أن تصعد روحه.. قتل الصماد ولحق به حسن غير مأسوف عليهما وكلاهما غدرهما سيدهما الغلام. وها قد انتقل القاضي العمراني إلى جوار ربه وخرجت اليمن بكاملها تشيعه إلى مثواه الأخير.. وما كان لهذا الخروج المهيب أن يحدث لولا أنه كان بالنسبة لليمنيين فرصة ليعرف الكهنوت حجمه ووزنه، لقد كانت رسالة قوية ومرعبة للسلالة لتعرف أنها لا وزن لها وأن قيمتها صفر عند الناس. عناوين ذات صلة: في وداع علامة اليمن الشيخ محمد بن اسماعيل العمراني (شعر) تقرير بالفيديو.. القاضي العمراني.. أحبه الله فأحبه الناس