خروج راشد الغنوشي وجماعته من مسخرة الحكم في تونس – إن تمّ – إنما هو في صالح ما تبقى لهم من نصيب في الإسلام، ذلك أنهم ظلوا يحرفون دين الله ويقنّنون لتحليل حرام الله وتحريم حلاله، يقدمون ذلك قرباناً ليقبل بهم من يتوهمون أن بيده أمر بقائهم من القوى الغربية. وليثبتوا أنه لم يعد بينهم وبين دعوى الشريعة والدين ما يمت بأدنى صلة ! إن هذه الحقيقة ليست من دعايات المغرضين لهم بل هي محل تذمُّر كثيرٍ من دعاة الإسلاميّين أنفسهم في أقطارٍ عدّة. عناوين ذات صلة * السعودية وسيطاً 12 مايو، 2023 * عن محنة الامة العربية والمخرج 8 مايو، 2023 وبالنسبة لخصومهم فهم كذلك مجرّد أدواتٍ وظيفية يتسابقون مع الغنوشي وحركته في مضمار إحراز القبول لدى القوى الغربية الفاعلة في تونس والمنطقة. إن الذين ساءهم – مثل الذين سرّهم – ما حدث في تونس إنما هم جميعاً من اللاهثين وراء السلطة الذين يعتبرونها الهدف الأول والأخير، وهذه بطبيعة الحال نظرة قاصرة لا أفق لها ولا بوصلة، عدا أنها خالية من المعنى والمبدأ والأخلاق والأهداف العظيمة. وعموماً فتونس وما يحدث فيها هو خارج معركة الأمة – المعركة التي فرضها الفرس وشيعتهم وسلالات العنصرية الموالية لهم في ديار العرب، هذه هي معركة اللحظة التاريخية التي سقطت الملايين من جماجم العرب في أتونها وما زالت الرؤوس تطحن تحت رحاها إلى الساعة. أما تونس فهي صراع سلطة؛ الذاهب فيها كالباقي إن اضطرب أمرها شغلتنا عن معركتنا الوجودية، وإن استقرت كان ولاء وتوجه المستقر فيها للعجم شرقاً أو غربا .. وما إشادات الغنوشي بخميني سابقاً، وما دفاعاته عن حزب اللات لاحقاً ببعيد. عناوين ذات صلة: فيديو ونص.. قرارات الرئيس التونسي إقالة الحكومة وتجميد البرلمان لماذا اقترن حكم الإمامة بتشطير اليمن؟