اختتمت أمس الأول في العاصمة صنعاء الدورة الرابعة من المرحلة الأولى لخطباء المساجد في الجمهورية التي نظمتها على مدى أسبوع في الفترة من 30 أبريل حتى 5 مايو الجاري بجامع الصالح الهيئة الوطنية للتوعية بالتعاون مع الهيئة العليا لجامع الصالح تحت شعار (نحو خطيب جامع). وفي حفل اختتام الدورة التي شارك فيها (114) خطيباً من مختلف محافظات الجمهورية أكد الأخ حمود عباد وزير الأوقاف والإرشاد أهمية التزام الخطاب الديني بالاعتدال والوسطية بعيداً عن التعصب بكل أشكاله، مشيراً إلى دور الخطيب في تعزيز قيم المحبة والتسامح والإخاء ونبذ ثقافة العنف والتطرف والكراهية، مشدداً على رسالة المسجد في توحيد الأمة، داعياً إلى تطويرها باعتبارها موجهاً رئيسياً للأمة على مر التاريخ. وأشاد بجهود الهيئة الوطنية للتوعية من خلال تنفيذ العديد من البرامج والأنشطة الهادفة إلى توعية المجتمع، مؤكداً التزام وزارة الأوقاف بالعمل على تطوير رسالة المسجد والارتقاء بأداء الخطباء وتذليل كل الصعوبات التي تواجههم. وفي كلمته عن المشاركين دعا الشيخ فهمي حمود أحمد الخطباء إلى استشعار عظمة المسؤولية الملقاة على عاتقهم في التوعية والإرشاد بالمنهج الإسلامي القائم على المحبة والتسامح، مشيراً إلى أن الدورة هدفت إلى تحصين الشباب من الأفكار الهدامة وتوضيح دور الخطيب في حفظ الأمن والاستقرار إلى جانب الاهتمام بتطوير رسالة المسجد بما يحقق الغايات المرجوة وكذا البحث في موقف الشريعة الإسلامية من الخطاب الإعلامي المضلل، وأهمية الحوار في المرحلة الراهنة. وأكد ضرورة التوعية بطاعة ولي الأمر باعتبار ذلك واجباً دينياً ومطلباً حياتياً من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار والسير بسفينة المجتمع إلى بر الأمان، داعياً السلطة المحلية في جميع المحافظات إلى التعاون مع خطباء المساجد من أجل توعية المجتمع سواء في المسجد أو المدرسة أو الأحياء السكنية من خلال مختلف الفعاليات واللقاءات. وقد أوصى المشاركون في ختام الدورة الأطراف السياسية وكافة أبناء الشعب بضبط النفس وعدم العبث بمقدرات الوطن وبالتعامل بوعي وعقلانية بما من شأنه الخروج من كل الأزمات التي تحيط باليمن، وتحكيم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في كل ما أشكل عليهم، مؤكدين ضرورة انتهاج الحوار للخروج من الأزمة السياسية وتجنيب البلاد الانزلاق في أتون الفتن والصراعات التي قد تأتي على الأخضر واليابس. داعين جميع الخطباء والمرشدين في عموم الجمهورية إلى تبني منهج الوسطية والاعتدال في خطابهم الإرشادي والعمل على غرس روح المحبة والتعاون بين أفراد شعبنا الكريم ونبذ الكراهية والفرقة والتمزق وكل صور الغلو والتطرف، والعمل على حماية العقائد والأفكار والنأي بها عن أوحال الإرهاب والغلو والتطرف وحماية الشباب والأجيال من كل ما يدنس أفكارهم. وشددوا على ضرورة استخدام المساجد بما يحقق رسالتها السامية التي جاءت لتخرج الأمة من دياجير الظلمات إلى النور والمحبة والألفة والمودة، مطالبين وزارة الأوقاف والجهات ذات العلاقة بضرورة القيام بمسؤولياتها تجاه المساجد والإشراف عليها بما يضمن تجنيبها الصراعات المذهبية والفكرية والسياسية، وضرورة القيام بمسؤولياتها تجاه الخطباء والمرشدين وايلائهم المزيد من العناية والاهتمام بما يليق بدورهم الريادي في المجتمع، كما أوصى المشاركون كافة أبناء الشعب اليمني بطاعة ولي الأمر في غير معصية لله عز وجل وتحريم كل صور الخروج على الحاكم لما في ذلك من مفاسد عظيمة. وأكدوا ضرورة مكافحة الفساد ومحاسبة المفسدين داعين وسائل الإعلام إلى التزام الصدق والحياد في تناولها للأخبار وألا تكون قنوات شر وفتنة تزرع الحقد والكراهية وتمزق الأمة. وقد تخلل حفل اختتام الدورة إلقاء قصيدة شعرية من قبل الداعية الإسلامي علي عبدالقادر الصعفاني تناولت الوضع الراهن ودعت إلى التمسك بالشرعية الدستورية وطاعة ولي الأمر. وفي ختام الدورة قام وزير الأوقاف والإرشاد في حكومة تصريف الأعمال حمود عباد ورئيس الهيئة الوطنية للتوعية طارق محمد عبدالله صالح بتوزيع الشهادات على المشاركين في الدورة من مختلف محافظات الجمهورية. حضر حفل اختتام الدورة الإخوة عارف الزوكا وزير الشباب والرياضة وأحمد الكحلاني وزير الدولة لشؤون مجلسي النواب والشورى وكمال الجبري وزير الاتصالات وتقنية المعلومات والأخ عبده الجندي نائب وزير الإعلام والأخ عبدالحافظ السمة أمين عام مجلس الوزراء وخالد طميم رئيس جامعة صنعاء وعدد من المسؤولين من الجهات ذات العلاقة.