صيد حوثي بيد القوات الشرعية في تعز    عاجل : التلفزيون الإيراني يعلن رسميا مقتل رئيس البلاد ووزير الخارجية في تحطم مروحية    كنوز اليمن تحت رحمة اللصوص: الحوثيون ينهبون مقبرة أثرية في ذمار    قادم من سلطنة عمان.. تطور خطير وصيد نوعي في قبضة الشرعية وإعلان رسمي بشأنه    أول فيديو من موقع سقوط طائرة الرئيس الإيراني ووصول فريق الإنقاذ "شاهد"    تغاريد حرة.. هذا ما احاول ان أكون عليه.. الشكر لكم    الدوري الفرنسي : PSG يتخطى ميتز    هادي هيج: الرئاسة أبلغت المبعوث الأممي أن زيارة قحطان قبل أي تفاوض    شيخ الأزهر يعلق على فقدان الرئيس الإيراني    الليغا .. سقوط البطل المتوج ريال مدريد في فخ التعادل وفوز برشلونة بثلاثية    تناقض حوثي مفضوح حول مصير قحطان    غموض يحيط بمصير الرئيس الايراني ومسؤولين اخرين بعد فقدان مروحية كانوا يستقلونها    قبيل مواجهة البحرين.. المنتخب الوطني يقيم معسكر خارجي في الدمام السعودية    الوزير الزعوري يتفقد سير العمل بمشروع إعادة تأهيل شوارع ومداخل مستشفى المعاقين ومركز العلاج الطبيعي عدن    الجامعة العربية: أمن الطاقة يعد قضية جوهرية لتأثيرها المباشر على النمو الاقتصادي    إلى متى نتحمل فساد وجرائم اشقائنا اليمنيين في عدن    مصدر برلماني: تقرير المبيدات لم يرتق إلى مستوى النقاشات التي دارت في مجلس النواب    عاجل: نجاة أمين مجلس شبوة المحلي ومقتل نجله وشخصان آخران (صور)    إنتر ميامي يتغلب على دي سي يونايتد ويحتفظ بالصدارة    ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 35,456 شهيداً و 79,476 مصابا    وزير المياه والبيئة يبحث مع المدير القطري ل (اليونبس) جهود التنسيق والتعاون المشترك مميز    وفاة وإصابة عشرة أشخاص من أسرة واحدة بحادث مروري بمأرب    عدن.. وزير الصحة يفتتح ورشة عمل تحديد احتياجات المرافق الصحية    رئيس هيئة النقل البري يتفقد العمل في فرع الهيئة بمحافظة تعز مميز    رئيس الهيئة العليا للإصلاح يعزي الهجري في وفاة والده    إعلامية الإصلاح تدعو للتفاعل مع حملة للمطالبة بإطلاق المناضل قحطان وجعلها أولوية    مدرب مفاجئ يعود إلى طاولة برشلونة    تقرير: نزوح قرابة 7 آلاف شخص منذ مطلع العام الجاري    ريبون حريضة يوقع بالمتصدر ويحقق فوز معنوي في كاس حضرموت    وكيل قطاع الرياضة يشهد مهرجان عدن الأول للغوص الحر بعدن    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    مصرع عدد من الحوثيين بنيران مسلحي القبائل خلال حملة أمنية في الجوف    من هو اليمني؟    الكشف عن حجم المبالغ التي نهبها الحوثيين من ارصدة مسئولين وتجار مناهضين للانقلاب    نهائي دوري ابطال افريقيا .. التعادل يحسم لقاء الذهاب بين الاهلي المصري والترجي التونسي    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    توقف الصرافات الآلية بصنعاء يُضاعف معاناة المواطنين في ظل ارتفاع الأسعار وشح السلع    فرع الهجرة والجوازات بالحديدة يعلن عن طباعة الدفعة الجديدة من الجوازات    دعوات تحريضية للاصطياد في الماء العكر .. تحذيرات للشرعية من تداعيات تفاقم الأوضاع بعدن !    جريمة لا تُغتفر: أب يزهق روح ابنه في إب بوحشية مستخدما الفأس!    الاستاذة جوهرة حمود تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقة    الجيش الأمريكي: لا إصابات باستهداف سفينة يونانية بصاروخ حوثي    الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد تصدر توضيحًا بشأن تحليق طائرة في سماء عدن    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المملكة العربية السعودية مسيرة حافلة بالإنجازات العظيمة
في الذكرى ال (79) لليوم الوطني للمملكة
نشر في 14 أكتوبر يوم 22 - 09 - 2011

تحتفل المملكة العربية السعودية الشقيقة بالذكرى ال (79) لليوم الوطني المجيد.في 23 سبتمبر الجاري . ففي مثل هذا اليوم من عام 1351ه 1932م سجل التاريخ مولد المملكة العربية السعودية بعد ملحمة البطولة التي قادها المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - على مدى اثنين وثلاثين عاماً بعد استرداده لمدينة الرياض عاصمة ملك أجداده وآبائه في الخامس من شهر شوال عام 1319ه الموافق 15 يناير 1902م.
وفي 17 جمادى الأولى 1351ه صدر مرسوم ملكي بتوحيد كل أجزاء الدولة السعودية الحديثة تحت اسم المملكة العربية السعودية، واختار الملك عبدالعزيز يوم الخميس الموافق 21 جمادى الأولى من العام نفسه الموافق 23 سبتمبر 1932م يوماً لإعلان قيام المملكة العربية السعودية.
تسعة وسبعون عاماً حافلة بالإنجازات على أرض المملكة العربية السعودية التي وضع لبناتها الأولى الملك المؤسس وواصل أبناؤه البررة من بعده استكمال البنيان ومواصلة المسيرة.
نشأة الملك عبدالعزيز
ولد الملك عبدالعزيز في مدينة الرياض السعودية عام 1293ه/ 1876م، ونشأ تحت رعاية والده الإمام عبدالرحمن بن فيصل بن تركي بن عبدالله آل سعود، وتعلم القراءة والكتابة على يد الشيخ القاضي عبدالله الخرجي وهو من علماء الرياض، فحفظ بعضا من سور القرآن الكريم ثم قرأه كله على يد الشيخ محمد بن مصيبيح، كما درس جانبا من أصول الفقه والتوحيد على يد الشيخ عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ.
وكان الملك عبدالعزيز في صباه مولعا بالفروسية وركوب الخيل، وعرف بشجاعته وجرأته وإقدامه وخلقه القويم وإرادته الصلبة، وقد رافق والده في رحلته إلى البادية بعد الرحيل من الرياض، وتأثر - رحمه الله- بحياة التنقل خاصة فيما يتعلق بالجدية وصلابة العود وقوة التحمل.
وعندما حل الأمير عبدالرحمن بن فيصل بن تركي بالكويت كان عبدالعزيز الابن في الثانية عشرة من عمره، وقد بقي في الكويت مع والده وأسرته لمدة عشر سنوات، درس خلالها القرآن الكريم وخبر السياسة وإدارة المعارك.
انطلاقة عهد جديد
وانطلق الفتى اليافع عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود من الكويت على رأس حملة من أقاربه وأعوانه صوب الرياض وكان عمره 26 عاما، وكانت الجزيرة العربية في ذلك الوقت تعج بالفوضى والتناحر، وبزغ فجر يوم الخامس من شهر شوال عام 1319ه الموافق 15 يناير 1902م إيذانا ببداية عهد جديد، حيث استطاع البطل الشاب استعادة مدينة الرياض ليضع بذلك اللبنة الأولى لهذا الكيان الشامخ، وتسلم مقاليد الحكم بعد أن تنازل له والده الإمام عبدالرحمن بن فيصل عن الحكم في اجتماع حافل بالمسجد الكبير بالرياض بعد صلاة الجمعة.
بعد ذلك شرع الملك عبدالعزيز في توحيد مناطق نجد تدريجيا، فبدأ في الفترة 1320 / 1321ه بتوحيد المناطق الواقعة جنوب الرياض بعد انتصاره في بلدة الدلم القريبة من الخرج، فدانت له كل بلدان الجنوب، الخرج والحريق والحوطة والأفلاج وبلدان وادي الدواسر.
ثم توجه إلى منطقة الوشم ودخل بلدة شقراء، ثم واصل زحفه صوب بلدة ثادق فدخلها أيضا، ثم انطلق إلى منطقة سدير ودخل بلدة المجمعة، وبهذا الجهد العسكري تمكن الملك عبدالعزيز من توحيد مناطق الوشم وسدير وضمها إلى بوتقة الدولة السعودية الحديثة.
وتمكن الملك عبدالعزيز في الفترة 1324/1321ه من توحيد منطقة القصيم وضمها إلى الدولة السعودية بعد أن خاض مجموعة من المعارك منها معركة الفيضة ومعركة البكيرية ومعركة الشنانة وانتصاره في معركة روضة مهنا في 18 صفر 1324ه الموافق 14 أبريل 1906م وهي إحدى المعارك الكبرى الحاسمة.
توحيد المملكة العربية السعودية
وفي 17 جمادى الأولى 1351ه صدر مرسوم ملكي بتوحيد كل أجزاء الدولة السعودية الحديثة في اسم واحد هو "المملكة العربية السعودية" وأن يصبح لقب الملك عبدالعزيز "ملك المملكة العربية السعودية"، واختار جلالته في الأمر الملكي يوم الخميس 21 جمادى الأولى 1351ه يوما لإعلان توحيد المملكة العربية السعودية وهو اليوم الوطني للمملكة.
واختارت الدولة السعودية في عهد الملك عبدالعزيز شعار الدولة الحالي "سيفان متقاطعان بينهما نخلة" أما العلم فأصبح لونه أخضر مستطيل الشكل تتوسطه شهادة التوحيد "لا إله إلا الله محمد رسول الله" باللون الأبيض وتحتها سيف باللون الأبيض.
ونظم الملك عبدالعزيز دولته الحديثة على أساس من التحديث والتطوير المعاصر، فوزع المسؤوليات في الدولة وأسس حكومة منطقة الحجاز بعد ضمها وأنشأ منصب النائب العام في الحجاز وأسند مهامه إلى ابنه الأمير فيصل وكان ذلك عام 1344ه / 1926م، كما أسند إليه رئاسة مجلس الشورى، وفي 19 شعبان 1350ه الموافق 30 ديسمبر 1931م صدر نظام خاص بتأليف مجلس الوكلاء، وأنشأ الملك عبدالعزيز عددا من الوزارات، وأقامت الدولة علاقات دبلوماسية وفق التمثيل السياسي الدولي المتعارف عليه رسميا، وتم تعيين السفراء والقناصل والمفوضين والوزراء لهذه الغاية، كما اهتم الملك عبدالعزيز كثيرا بدعم القضية الفلسطينية، ولما تأسست جامعة الدول العربية في القاهرة عام 1365ه / 1945م كانت المملكة العربية السعودية من الدول المؤسسة.
ومن منجزات الملك عبدالعزيز تنفيذ أول مشروع من نوعه لتوطين البدو، فأسكنهم في هجر زراعية مستقرة وشكل منهم جيشا متطوعا يكون تحت يده عند الحاجة، كما عمل على تحسين وضع المملكة الاجتماعي والاقتصادي فوجه عناية واهتماما بالتعليم بفتح المدارس والمعاهد وأرسل البعثات إلى الخارج وشجع طباعة الكتب خاصة الكتب العربية والإسلامية واهتم بالدعوة الإسلامية ومحاربة البدع والخرافات، وأنشأ هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وزودها بالإمكانات والصلاحيات، وأمر بتوسعة الحرم النبوي الشريف، وقد شرع في ذلك عام 1370ه/ 1951م، ووفر الماء والخدمات الطبية والوقائية لحجاج بيت الله الحرام.
رعاية ضيوف الرحمن
وفر الملك عبدالعزيز أفضل الخدمات لضيوف الرحمن والأماكن المقدسة إذ بادر بوضع نظام للحجاج وأشرف بنفسه على تنفيذه ليضمن لهم أكبر قدر من الراحة والأمن والطمأنينة وحفظ أرواحهم وأموالهم، كما اتخذ من التدابير ما يمنع استغلالهم وفرض تعريفات بأجور عادية لنقلهم بين الأماكن المقدسة، وعمل على توفير مياه الشرب والأغذية وكل مستلزمات الحياة ووسائل الراحة لهم، واهتم بنشر العلم والثقافة على أسس إسلامية راسخة، وحارب الجهل بين الحاضرة والبادية فساند حركات الوعظ والإرشاد والتعليم في المساجد والكتاتيب وغيرها، ودعم المدارس الأهلية ووضع قواعد التعليم الحكومي المنظم عندما أسس مديرية المعارف لتتولى الإشراف على التربية والتعليم.
والمسيرة .. تتواصل
كانت تلك لمحة خاطفة من حياة الملك المؤسس عبدالعزيز، مليئة بالجهاد والبطولات وتحقيق الإنجازات التاريخية.
وبعد وفاته رحمه الله تحمل أبناؤه البررة المسؤولية من بعده في مسيرة العطاء والنماء وتدعيم بنيان الدولة مسترشدين بمنهاج الشريعة الإسلامية وملتزمين بها كنظام للحكم والشورى استمرارا لنهج الوالد المؤسس ولما أرساه من القيم الإسلامية والعادات والتقاليد العربية الأصيلة في المجتمع، ففي عهد الملك سعود يرحمه الله ظهرت ملامح التقدم واكتملت هياكل عدد من المؤسسات والأجهزة الأساسية في الدولة.
وفي عهد الملك فيصل يرحمه الله تواصلت مسيرة التقدم وتحققت الكثير من الإنجازات وقامت المملكة بتنفيذ أولى خطط التنمية، كما تجددت الدعوة إلى التضامن الإسلامي ونصرة قضايا الأمة.
وفي عهد الملك خالد يرحمه الله استمرت الدولة في خطواتها التنموية الشاملة ونفذت خطة التنمية الثانية وجزءا من الخطة الثالثة. وكان عهد الملك فهد يرحمه الله عهد خير ونماء وإنجاز في كافة المجالات، وها هي مسيرة البناء والرخاء للدولة الفتية تتواصل في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز وعلى نفس النهج "ملحمة بطولة ونهضة أمة".
ستة أعوام من النماء
وشهدت المملكة منذ مبايعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز في 26 / 6 / 1426ه المزيد من المنجزات التنموية العملاقة على امتداد مساحاتها الشاسعة في مختلف القطاعات الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية والنقل والمواصلات والصناعة والكهرباء والمياه والزراعة تشكل في مجملها إنجازات جليلة تميزت بالشمولية والتكامل في بناء الوطن وتنميته مما يضعها في رقم جديد في خارطة دول العالم المتقدمة.
وتجاوزت المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين في مجال التنمية السقف المعتمد لإنجاز العديد من الأهداف التنموية التي حددها إعلان الألفية للأمم المتحدة عام 2000 كما أنها على طريق تحقيق عدد آخر منها قبل المواعيد المقترحة.
ومما يميز التجربة السعودية في السعي نحو تحقيق الأهداف التنموية للألفية، الزخم الكبير في الجهود المتميزة بالنجاح للوصول إلى الأهداف المرسومة قبل سقفها الزمني المقرر، والنجاح بإدماج الأهداف التنموية للألفية ضمن أهداف خطة التنمية الثامنة والتاسعة ، وجعل الأهداف التنموية للألفية جزءا من الخطاب التنموي والسياسات المرحلية وبعيدة المدى للمملكة.
وتمكن بحنكته ومهارته في القيادة من تعزيز دور المملكة في الشأن الإقليمي والعالمي سياسيا واقتصاديا وتجاريا ، وأصبح للمملكة وجود أعمق في المحافل الدولية، وفي صناعة القرار العالمي، وشكلت عنصر دفع قوي للصوت العربي والإسلامي في دوائر الحوار العالمي على اختلاف منظماته وهيئاته ومؤسساته.
ودخلت المملكة ضمن الدول العشرين الكبرى في العالم، حيث شاركت في قمتي العشرين اللتين عقدتا في واشنطن ولندن.
وحافظت المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على الثوابت الإسلامية واستمرت على نهج جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - فصاغت نهضتها الحضارية ووازنت بين تطورها التنموي والتمسك بقيمها الدينية السمحة والأخلاقية النبيلة.
وتحقق لشعب المملكة العربية السعودية في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود خلال خمسة أعوام مضت العديد من الإنجازات المهمة، منها تضاعف أعداد جامعات المملكة من ثماني جامعات إلى ما يقارب ثلاثين جامعة، وافتتاح الكليات والمعاهد التقنية والصحية وكليات تعليم البنات، وافتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وإنشاء العديد من المدن الاقتصادية، منها مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ ومدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية في حائل، ومدينة جازان الاقتصادية، ومدينة المعرفة الاقتصادية بالمدينة المنورة، إلى جانب مركز الملك عبدالله المالي بمدينة الرياض.
واتسم عهد خادم الحرمين الشريفين بسمات حضارية رائدة جسدت ما اتصف به رعاه الله من صفات متميزة ، أبرزها تفانيه في خدمة وطنه ومواطنيه في كل شأن ، وفى كل بقعة داخل الوطن ، إضافة إلى حرصه الدائم على سن الأنظمة في شتى المجالات مع توسع في التطبيقات.
ولم تقف معطيات قائد المملكة عند المنجزات الشاملة التي تم تحقيقها، فهو يواصل مسيرة التنمية والتخطيط لها في عمل دائب يتلمس من خلاله كل ما يوفر المزيد من الخير والازدهار لهذا البلد وأبنائه.
وقد تحققت الكثير من المنجزات التنموية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على امتداد أنحاء الوطن، والقرارات التي اتخذها في سبل تحسين المستوى المعيشي للمواطنين، ودعم المخصصات للقطاعات الخدمية، فضلا عن دوره الرائد في خدمة القضايا العربية والإسلامية، وإرساء دعائم العمل السياسي الخليجي والعربي والإسلامي والدولي، وصياغة تصوراته والتخطيط لمستقبله، ودور الملك المفدى في تأسيس الحوار العالمي بين أتباع الديانات و الثقافات والحضارات المعتبرة.
فقد شهدت المملكة العربية السعودية العام الماضي برعاية خادم الحرمين الشريفين العديد من الإنجازات والمشروعات التنموية، منها تدشينه في شهر جمادى الأولى 1430ه عددا من المشروعات التنموية الصناعية في مدينة الجبيل الصناعية يبلغ الحجم الإجمالي لاستثماراتها أكثر من 54 مليار ريال.
كما دشن في شهر رجب عام 1430ه مشروعات تنموية وصناعية في مدينة ينبع الصناعية تربو استثماراتها على خمسة وأربعين مليار ريال, في مقدمتها مشروع مجمع ينساب الصناعي الذي تقدر استثماراته ب 20 مليار ريال بالإضافة إلى مشاريع تعود لكل من الهيئة الملكية للجبيل وينبع والشركة السعودية للصناعات الأساسية " سابك " وشركة مرافق وشركات القطاع الخاص.
كما وضع خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - الحجر الأساس لمشاريع تعليمية وصحية وتجهيزات أساسية لاستكمال المرحلة الأولى من (ينبع 2)، وإنشاء وحدات سكنية، إضافة إلى مشروع تطوير الواجهة البحرية بكلفة إجمالية تبلغ مليارين و34 مليون ريال وكذلك مشاريع تعليمية بقيمة 145 مليون ريال ومشاريع أساسية وتجهيزات وطرق وجسور بقيمة 429 مليون ريال.
وتواصلت شواهد الإنجاز بوضع الحجر الأساس لمشروع توسعة الشركة العربية للألياف الصناعية (ابن رشد) بقيمة 5.2 مليار ريال لإنتاج ترفثلات البولي إثيلين بطاقة 750 ألف طن سنويا إضافة إلى الرافينات بطاقة 435 ألف طن سنويا والتولوين بطاقة 190 ألف طن سنويا والبنزين بطاقة 158 ألف طن سنويا ، كما وضع - حفظه الله - الحجر الأساس ل 32 مشروعا صناعيا بمجموع استثمارات تبلغ 8.4 مليار ريال إضافة إلى المشاريع السكنية والتجارية التي يبلغ مجموع استثماراتها 1.5 مليار ريال ووضع خادم الحرمين الشريفين الحجر الأساس لتوسعة محطة كهرباء شركة مرافق لرفع الطاقة الإنتاجية إلى 1600 ميغا وات وباستثمار قدره 3 مليارات ريال.
كما صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على إنشاء مشروع موحد لتحلية المياه وإنتاج الطاقة الكهربائية بطاقة مقدارها 550 ألف متر مكعب من المياه و1700 ميجاوات من الكهرباء لتلبية الاحتياجات المستقبلية للمدينة المنورة وبعض مدن وقرى المنطقة، وتلبية احتياجات شركة مرافق والشركة السعودية للكهرباء بكلفة تقديرية للمشروع تبلغ أربعة عشر مليار ريال.
وتجسيدا لاهتمام خادم الحرمين الشريفين بمسيرة التعليم وانطلاقا نحو تحقيق رؤيته في تطوير التعليم العالي بالمملكة صدرت موافقته الكريمة في الثالث من شهر رمضان 1430ه على إنشاء أربع جامعات هي جامعة الدمام وجامعة الخرج وجامعة شقراء وجامعة المجمعة.
وفي الرابع من شوال 1430ه رعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفل افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في ثول بحضور قادة وممثلي الدول العربية والإسلامية والصديقة، معلنا حفظه الله انطلاق جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية حاملة لواء العلم والمعرفة ومشعل الريادة لتنير دربا جديدا واعدا للأجيال في ظل منجز وطني ودولي، يواكب التغيرات العالمية في مسارات التعليم الحديث من خلال تأسيس الجامعات البحثية ، وبانضمام هذه الجامعة إلى منظومة التعليم العالي في المملكة أضحت تاجا يعلو هامة المنظومة مؤذنا ببداية مرحلة جديدة من العلم والمعرفة ترتبط بما سبقها من مراحل وتستفيد من شراكاتها في العالم مسخرة منجزاتها العالمية لخدمة العلم والعلماء.
وامتدادا للعناية بالتعليم وأهله وحرصا من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالله على أبنائه المبتعثين وتلمسا لاحتياجاتهم صدرت توجيهاته حفظه الله في الخامس من جمادى الآخرة 1431ه بالموافقة على إلحاق الطلاب والطالبات الدارسين حاليا والمنتظمين بدراستهم على حسابهم الخاص في المعاهد والجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا واستراليا ونيوزيلندا بعضوية البعثة.
فقد أتاح برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي الفرصة لأكثر من 80 ألف مبتعث ومبتعثة لتلقي الدراسة واكتساب المعارف والمهارات وتحقيق الامتداد الثقافي بين المملكة والحضارات الأخرى في أكثر من 25 دولة حول العالم.
وكان مسك ختام العام الماضي من الإنجازات الاقتصادية والاجتماعية ما صدرت به ميزانية الدولة للعام المالي الجديد 1431 - 1432ه التي بلغت 540 مليار ريال ، لتسجل في عهده حفظه الله أكبر ميزانية تنموية تشهدها المملكة رغم الظروف الاقتصادية التي يمر بها العالم ، بما تضمنته من بنود مخصصة لجميع أوجه التنمية في المملكة من تعليمية وصحية واجتماعية وغيرها في جوانب الازدهار.
أما في المجال السياسي فقد حافظت المملكة العربية السعودية على منهجها الذي انتهجته منذ عهد مؤسسها الراحل الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه القائم على سياسة الاعتدال والاتزان والحكمة وبعد النظر على الصعد كافة ومنها الصعيد الخارجي حيث تعمل المملكة على خدمة الإسلام والمسلمين وقضاياهم ونصرتهم ومد يد العون والدعم لهم في ظل نظرة متوازنة مع مقتضيات العصر وظروف المجتمع الدولي وأسس العلاقات الدولية المرعية والمعمول بها بين دول العالم كافة منطلقة من القاعدة الأساس التي أرساها المؤسس الباني وهي العقيدة الإسلامية الصحيحة.
وفي شأن الأمن الداخلي واصلت حكومة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود جهودها لترسيخ الأمن ، ومن أبرز الجهود في ذلك ما تقوم به الأجهزة الأمنية من نشاط ملحوظ في التصدي لذوي الفكر الضال والفئة المنحرفة من الإرهابيين، وتشهد الساحة الأمنية نجاحات متتالية وتحركات استباقية، لإفشال كل المخططات الإرهابية واستئصال شأفة الفئة المنحرفة، وتجفيف منابع الإرهاب .وتابع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عنايته واهتمامه الخاص بضيوف الرحمن واستكمال مختلف المشروعات التي تسهل وتيسر على حجاج بيت الله الحرام أداء مناسكهم والقضاء على مشاكل الازدحام حول جسر الجمرات والساحات المحيطة بها، بالإضافة إلى ما تضمنته المشروعات من استكمال امتداد الأنفاق والتقاطعات والجسور التي ستؤدي بمشيئة الله إلى تسهيل حركة المرور من مشعر منى وإليه.
وتضع حكومة خادم الحرمين الشريفين حين ترسم سياساتها وبرامجها بعين الاعتبار المصلحة العامة، وتلمس احتياجات المواطنين السعوديين والتصدي لأي مشكلة أو ظاهرة تبرز في المجتمع السعودي ، ومن هذا المنطلق تم إنشاء عدد من الهيئات والإدارات الحكومية والجمعيات الأهلية التي تعني بشؤون المواطنين ومصالحهم ، ومنها ( الهيئة الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد ) ، و(الهيئة العامة للإسكان) و ( جمعية حماية المستهلك ) كما تم إنشاء وحدة رئيسية في وزارة التجارة والصناعة بمستوى وكالة تعنى بشؤون المستهلك.
وللارتقاء بالخدمات الصحية في المملكة العربية تم إقرار إستراتيجية الرعاية الصحية، واعتماد الكادر الصحي للعاملين في القطاع الصحي لكافة المستشفيات والمؤسسات الحكومية.
كذلك تفضل خادم الحرمين الشريفين في شهر رمضان 1430ه بالإطلاع على المشروع الوطني السعودي للرعاية الصحية المتكاملة والشاملة ووجه كلماته الأبوية الحكيمة لقيادات وزارة الصحة بقوله " كل شيء فيه صحة الشعب السعودي أنا معه على طول الخط ،وصحة المواطن تهمني لأن أبناءكم فيها وأمهاتكم فيها وآباءكم فيها ،ولأن أبناء الوطن هم أبناؤكم ،ولهذا لازم الإنسان يداريهم مثل ما يداري أبناءه لأن هؤلاء أبناؤكم وأبناء وطنكم".
وفي شهر ذي الحجة عام 1430ه رعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفل افتتاح مدينة الملك عبدالله الطبية بالعاصمة المقدسة ومستشفى منى الوادي في مشعر منى اللذين يستفيد منهما بإذن الله أهالي مكة المكرمة وحجاج بيت الله الحرام والمعتمرون على مدار العام .
وتعد مدينة الملك عبدالله الطبية مدينة تخصصية مرجعية وثالث المدن الطبية المرجعية بالمملكة حيث شيدت على مساحة تقدر ب (800) ألف متر مربع وذلك في إطار المشروع الوطني للرعاية الصحية المتكاملة والشاملة وتتسع لحوالي (1500) سرير منها (500) سرير للمستشفى التخصصي المرجعي، أما مستشفى منى الوادي فتم إنشاؤه بسعة (200) سرير ويتكون من ثلاثة أدوار ويضم جميع التخصصات الطبية حيث تبلغ مساحته الإجمالية (3400) متر مربع.
واتسم عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله بسمات حضارية رائدة جسدت ما اتصف به رعاه الله من صفات متميزة ، أبرزها تفانيه في خدمة وطنه ومواطنيه وأمته الإسلامية والمجتمع الإنساني بأجمعه في كل شأن وفي كل بقعة داخل الوطن وخارجه ، إضافة إلى حرصه الدائم على سن الأنظمة وبناء دولة المؤسسات والمعلوماتية في شتى المجالات مع توسع في التطبيقات.
فقد كان المواطن السعودي ومازال في مقدمة اهتمامات خادم الحرمين الشريفين، فهو يتلمس دائما احتياجات المواطنين ودراسة أحوالهم عن كثب.
وفي هذا السياق ورغبة منه في تحسين المستوى المعيشي للمواطنين السعوديين ودعم مسيرة الاقتصاد الوطني فقد أمر في 17 رجب 1426ه بزيادة رواتب جميع فئات العاملين السعوديين في الدولة من مدنيين وعسكريين وكذلك المتقاعدون بنسبة "15 بالمائة"، بالإضافة إلى زيادة مخصصات القطاعات التي تخدم المواطنين مثل الضمان الاجتماعي والمياه والكهرباء وصندوق التنمية العقاري وبنك التسليف السعودي وصندوق التنمية الصناعي وتخفيض أسعار البنزين والديزل وإنشاء جامعات وكليات ومعاهد ومدارس جديدة في ربوع الوطن الغالي لتيسير أمور المواطنين وتلبية احتياجاتهم.
وتوالت مبادرات خادم الحرمين الشريفين بإصداره أمره في السابع عشر من شهر رجب 1426ه بتخصيص مبلغ إضافي قدره ثمانية مليارات ريال من فائض إيرادات السنة المالية 1425ه " 1426ه للإسكان الشعبي في مناطق المملكة وتتم برمجة تنفيذ هذا المشروع على مدى خمس سنوات ليصبح إجمالي المخصص لهذا الغرض عشرة مليارات ريال.
كما صدرت التوجيهات الملكية بعد ذلك بزيادة رأس مال بعض صناديق التنمية بمبلغ "25" مليار ريال وذلك على النحو التالي.
زيادة رأس مال كل من صندوق التنمية العقارية بمبلغ إضافي قدره‌ تسعة مليارات ريال ليصبح حوالي اثنين وتسعين مليار ريال ورأس مال بنك التسليف السعودي بمبلغ إضافي قدره ثلاثة مليارات ريال ليصبح ستة مليارات ريال لدعم ذوي الدخل المحدود من‌ المواطنين وأصحاب المهن والمنشآت المتوسطة والصغيرة. وزيادة رأس مال صندوق التنمية الصناعية بمبلغ ثلاثة عشر مليار ريال ليصبح عشرين مليار ريال.
وتم دعم صندوق الاستثمارات العامة بمبلغ 20 مليار ريال في ميزانية العام المالي 1427 - 1428ه.
واستكمالا لدعم مؤسسات الإقراض الحكومي تم بميزانية العام المالي 1428 - 1429 ( 2008م) تعزيز موارد صندوق التنمية العقارية بمبلغ خمسة وعشرين مليار ريال يوزع بالتساوي على خمسة أعوام مالية اعتبارا من العام المالي السابق لمقابلة الطلب على القروض وتقليص فترة الانتظار.
كما تواصلت مبادرات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتوفير سبل العيش الكريم لأبناء السعودية حيث قرر مجلس الوزراء في شهر محرم 1429ه إضافة بدل غلاء معيشة إلى رواتب موظفي الدولة ومستخدميها ومتقاعديها بنسبة تراكمية قدرها خمسة في المائة لمدة ثلاث سنوات إضافة إلى تحمل الدولة خمسين في المائة من رسوم الموانئ ورسوم جوازات السفر ورخص السير ونقل المركبات وتجديد رخص الإقامة للعمالة المنزلية، إلى جانب زيادة مخصصات الضمان الاجتماعي بنسبة 10 في المائة.
وتأكيدا لاهتمام ولي الأمر بأحوال المواطنين السعوديين عامة وذوي الدخول المنخفضة خاصة أمر خادم الحرمين الشريفين بتقديم مساعدات عينية لجميع المتضررين من موجة البرد التي مرت بها بعض مناطق المملكة في شتاء عام 1429ه. وقد وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بصرف مساعدة مقطوعة عاجلة تبلغ حوالي ستمائة وأربعة وخمسين مليون ريال لمستفيدي ومستفيدات الضمان الاجتماعي لتأمين كسوة شتوية تعينهم على مواجهة موجة البرد القارس. ولمساعدة الأسر المحتاجه على تلبية مستلزماتها الطارئة خلال شهر رمضان المبارك أمر في 30 شعبان 1429ه بصرف مبلغ مليار ومائة وخمسين مليون ريال لجميع الأسر التي يشملها الضمان الاجتماعي في المملكة.
واستمرارا لعنايته بشؤون مواطنيه السعوديين ومنهم المعاقون والمحتاجون أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في شهر رمضان 1429ه أمرا بزيادة مقدار الإعانة المالية المخصصة لجميع فئات المعاقين المسجلين على قوائم وزارة الشؤون الاجتماعية بما نسبته 100 % وذلك لمساعدة المعاقين على تلبية لوازمهم، وتحقيق متطلباتهم ، وسد احتياجاتهم المرتبطة بإعاقاتهم ، وذلك بمبلغ إضافي (سنوي) مقداره مليار وواحد وأربعون مليون ريال، ليصبح إجمالي ما سوف يخصص سنويا لبند الإعانات المالية للمعاقين المسجلين في وزارة الشؤون الاجتماعية مليارين واثنين وثمانين مليون ريال.
كما أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في رمضان 1430ه أمرا عاجلا بصرف مساعدة قدرها مليار ومائة وستة وستون مليون ريال لجميع الأسر التي يشملها نظام الضمان الاجتماعي في المملكة لمساعدتها على تلبية مستلزماتها الطارئة في شهر رمضان ، وكذلك مستلزمات عيد الفطر المبارك.
ويمتد العطاء إلى مجالات أخرى من مجالات الخير والإنماء، كإنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية والشروع في بناء المدن الصناعية وخطط تطوير التعليم وزيادة أعداد المبتعثين للدراسة في الخارج وإحداث آلاف الوظائف التعليمية وغيرها، وإعفاء المتوفين من أقساط صندوق التنمية العقارية ، ودعم الخدمات الصحية والاجتماعية وتعويض أصحاب المواشي وزيادة إعانة الشعير التي تقدمها الدولة والعفو عن سجناء الحق العام والتسديد عن الموقوفين في الحق الخاص.
وفى كل مرة يزور فيها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إحدى المدن يحرص على أن يشارك أبناءه المواطنين السعوديين مناسباتهم التنموية والشعبية ويقضي بينهم أوقاتا طويلة رغم مشاغله وارتباطاته ويستمع إلى مطالبهم ويجيب عن أسئلتهم واستفساراتهم بصدر رحب وحكمة وروية بالغتين.
وأعرب حفظه الله عن تطلعه إلى أمة إسلامية موحدة وحكم يقضي على الظلم والقهر وتنمية مسلمة شاملة تهدف للقضاء على العوز والفقر.
العلاقات اليمنية السعودية
شهدت العلاقات اليمنية - السعودية تطور مطردا على كافة الأصعدة نحو الشراكة الكاملة، فمنذ تأسيس مجلس التنسيق اليمني - السعودي دخلت العلاقات بين الدولتين مرحلة جديدة كان للمملكة العربية السعودية بصماتها الواضحة في دفع عجلة التنمية اليمنية. حيث بلغ الدعم السعودي التنموي لما كان يعرف ب"الجمهورية العربية اليمنية" خلال الفترة "1987-1975" حوالي مليار وربع مليار ريال سعودي، شملت العديد من المجالات المختلفة.
وأخذت العلاقات الثنائية بين البلدين تتعزز منذ عام 1995م، بفضل الدور الشخصي للدبلوماسية اليمنية، إذ مثلت خطوة التوقيع على مذكرة التفاهم بين الدولتين في فبراير 1995م، ووصولا إلى توقيع اتفاقية جدة في يونيو 2000، انتصارا للدبلوماسية السعودية التي نشطت بشكل مكثف لاستعادة دورها إزاء اليمن. ويمكن القول انه منذ توقيع اتفاقية جدة والعلاقات بين الدولتين تتجه إلى آفاق رحبة جديدة ومتطورة في مجال التعاون والتضامن والتكامل، واصبحت الزيارات المتبادلة بين القيادات السياسية وكبار المسؤولين في البلدين أمرا معهودا وواردا لتبادل وجهات النظر والتنسيق في مصالحهما وقضاياهما المشتركة.
ولقد أكد الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله ضرورة تأهيل اليمن للانضمام إلى دول الخليج وتوجيه الصناديق الخليجية لدعم برامج التنمية في اليمن وتأهيل الاقتصاد اليمني للاندماج في اقتصاديات دول الخليج مما يعني ان تخطي اليمن للمشاكل الاقتصادية التي تعاني منها سوف يجعل منها عضوا فاعلا في المنظومة الخليجية، ويسهم بشكل إيجابي على المستوى الأمني والسياسي والاقتصادي فيها.
وقد جسدت المملكة العربية السعودية تلك الخطوة من خلال تفعيل اجتماعات مجلس التنسيق اليمني السعودي - الذي شلت حركته إبان عقد التسعينات من القرن الماضي - وبشكل دوري وكل ستة أشهر بدلا من عام، ليعمل على تسريع الخطى في اختصار عامل الزمن لتحقيق الانضمام الكامل لليمن بموجب تقرير الشراكة بين الدولتين وفتح العديد من مجالات التعاون في قطاعات التنمية والاستثمار واتخاذ الخطوات الجادة في البناء ومن المؤشرات التي تؤكد توثيق علاقة البلدين وسيرها في خط تطوري متنامٍ ومستمر، تلك الزيارات المتبادلة المطَّردة بين القيادات السياسية وكبار المسؤولين السياسين بين الجانبين لتبادل وجهات النظر في القضايا العامة والخاصة وتطوير علاقة البلدين كما استطاع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ان ينقل العلاقات اليمنية- السعودية نقلة نوعية من خلال سياساته الهادئة والمتزنة التي يبديها تجاه اليمن خاصة، إيمانا منه بأن الروابط التاريخية والثقافية والجغرافية التي تربط اليمن بالسعودية تجعل من الدور السعودي تجاه اليمن مسؤولية تاريخية قبل ان تكون غاية إنسانية ولعل ذلك واضح في التصريح الذي أدلى به في مؤتمر صحفي عقد في الرياض بتاريخ 16 /5 /2006م، الذي عبر فيه بقوله:"ما من شك شئنا أم أبينا أن اليمن جزء من الأمة العربية والإسلامية وجزء من الخليج. واليمن أصل العرب وهذا أمر ليس فيه كلام، وهو الرحم الذي خرج منه العرب".
ويمكن القول إن ما وصلت إليه العلاقات اليمنية-السعودية من تقدم وتنام في كافة الميادين يعود الفضل فيه للروابط الأخوية والتوجهات الصادقة للقيادتين السياسيتين اليمنية والسعودية واللتين استطاعتا أن تسهما بشكل جاد في إيصال العلاقات بين الدولتين إلى عهدها الذهبي وان تحققا نجاحا ملحوظا في توسيع دوائر تلك العلاقة ترسيخا لجذورها وأطرها في اتجاه تحقيق تطلعات آمال شعبيهما.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.