قال الكاتبان بريت ديكر ووليام تريبليت إن حزب الله اللبناني يستفيد من مبيعات الأسلحة الصينية التي تغزو العالم، وأثناء حرب 2006 تعرض زورق إسرائيلي لهجوم بصاروخ صيني وكانت النتيجة مقتل أربعة بحارة إسرائيليين. وفي مقال بصحيفة واشنطن تايمز قال ديكر -وهو كاتب افتتاحيات بالصحيفة- وتريبليت -وهو مستشار سابق للجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب- إن الأسلحة الصينية المتدفقة على العالم تصب الزيت على نيران الصراع الإسلامي اليهودي. وأوضح الكاتبان أن حزب الله تبنى الهجوم لكن الإيرانيين هم الذين أطلقوا الصاروخ، وقالا إن تحقيقا حكوميا إسرائيليا انتقد عدم تفكير الجيش الإسرائيلي في احتمال أن الصين يمكن أن تضع صاروخا خطيرا بيد منظمة ما، وفي ذلك التحقيق قال قائد البحرية الإسرائيلية إن التفكير الذي كان سائدا هو أن احتمال وقوع صواريخ تقليدية صينية متطورة بيد حزب الله بدا فكرة خيالية وغير ممكنة. وقال الكاتبان إنه لا شك في أن الصينيين كانوا ولا يزالون متورطين في مساعدة دول عدة بالتقنيات النووية بطريقة غير قانونية، فتصميمات البرنامج النووي لصدام حسين كانت صينية، وكذلك البرنامجان النوويان لليبيا وباكستان كانا صينيين، كما أن الصين تساعد إيران نوويا مقابل النفط، وعن طريق غطاء شركات تمويه تم تمرير مواد ذات استخدام مزدوج من كوريا الشمالية. وذكرا أن مختصين يؤكدون أن الصين تتاجر سرا بأنواع مختلفة من أسلحة الدمار الشامل وأسلحة تقليدية متطورة. وقال الكاتبان إن المسؤولين العسكريين الإسرائيليين يعرفون هذه التفاصيل لكنهم يجهلون أي الأسلحة التقليدية المتطورة التي ستبيعها الصين لجهات غير دولية. وهم يعلمون أن الصين باعت أسلحة دمار شامل إلى دول مارقة مثل إيران أو كوريا الشمالية، ولكن الإسرائيليين، مثل مسؤولي الأمن القومي وواضعي السياسات في معظم دول العالم الحر، يفترضون أن الصين سيئة لكنها ليست مجنونة. وكبار مسؤولي الأمن الإسرائيليين يعتقدون أن الصين لن تذهب إلى حد إمداد جماعات إرهابية بأسلحة تقليدية متطورة، لكنهم مخطئون ويجب أن تعلم إسرائيل أن هجمات مفاجئة ضد أميركا، مثل بيرل هاربر أو 11 سبتمبر/أيلول 2001، دليل على أن الدولة اليهودية ليست الأولى التي تقلل بشكل مأساوي من تعطش أعدائها للدماء. وذكرا أن الصاروخ الذي استهدف الزورق الإسرائيلي في حرب 2006، كان مصنوعا بالكامل في الصين وربما تم تجميعه في إيران، وكان بإمكان الصينيين أن يشترطوا على الإيرانيين عدم تسليمه لأي «منظمة إرهابية»، لكنهم لم يفعلوا ذلك. وأوضحا أن تجارة الأسلحة الصينية تتم عن طريق مؤسسات يديرها أبناء وأحفاد مسؤولي الحزب الشيوعي الصيني، وأن لكل عائلة حصة معينة، وشبه أحد المختصين العملية بما كان عليه الأمر في فيلم «العرّاب» وكيف اقتسمت عائلات المافيا مسرح الجريمة في مدينة نيويورك. مصير غامض ينتظر كركوك بعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق قالت صحيفة غارديان ان مدينة كركوك الغنية بالنفط بشمال العراق والتي يعيش بها خليط من الاكراد والعرب والتركمان يخشى ساسة ومقيمون من احتمال تفجر صراع عرقي فيها حين تنسحب القوات الامريكية. ومع رحيل القوات الامريكية عن العراق بحلول 31 ديسمبر كانون الاول تضطلع القوات العراقية والكردية بحفظ الامن في المنطقة التي تتنازع عليها حكومة العراق المركزية وحكومة كردستان العراق شبه المستقلة في شمال البلاد. وقال ابراهيم محمد وهو موظف حكومي كردي «لا نثق في قدرة القوات العراقية على حفظ الامن والنظام بعد انسحاب القوات الامريكية... ستتدهور الأوضاع الامنية بنفس سرعة الانسحاب.» وأضاف «أتعشم الا يحدث هذا وأن تبقى القوات الامريكية في كركوك. هذه أمنيتي للعام الجديد. كان ابناء كركوك من بين اكثر العراقيين الذين طالبوا ببقاء القوات الامريكية بعد حلول الموعد النهائي لرحيلها بنهاية العام والمنصوص عليه في اتفاق أمني ثنائي وقع عام 2008 . حتى من يؤيدون الانسحاب الامريكي تأييدا كاملا يخشون من المشاكل المحتملة في كركوك التي تضم اراضيها احتياطيات نفطية من الاكبر في العالم. و قالت الصحيفة يأتي ربع صادرات العراق من النفط تقريبا من حقول كركوك. وفي الشهر الماضي شحنت المنطقة في المتوسط 460 الف برميل في اليوم اي 22 في المئة من مجمل صادرات العراق. ومنذ فترة طويلة اعتبر مسؤولون عسكريون امريكيون المنطقة مكانا محتملا لنشوب صراع في المستقبل. وقال مناف عبدالله وهو عربي يملك مطعما «ما الذي استفدناه من ديمقراطية امريكا.. العنف والانقسامات الطائفية... كركوك منطقة قابلة للاضطراب وعرضة للانفجار بسبب المشاكل... بشأن السيطرة على ثروتها». وتزعم كل من الحكومة العراقية المركزية في بغداد وحكومة كردستان الاقليمية في أربيل بأحقيتها في كركوك. وتأجل مرارا تعداد للسكان يحدد ما اذا كانت أغلبية سكان المدينة من الاكراد ام العرب وهو ما كان سيعزز زعم أحد الطرفين. وقالت الصحيفة: يتهم العرب والتركمان الاكراد بأنهم يغرقون المدينة بأقاربهم. ويقول الاكراد ان الرئيس الراحل صدام حسين «عرب» كركوك من خلال تشجيع السكان العرب على الانتقال اليها في الثمانينات والتسعينات. وبينما يقول كردستان العراق ان له حقوقا تاريخية في المدينة فان كركوك تقع رسميا خارج المحافظات الشمالية الثلاث التي تتكون منها المنطقة. وتتولى قوات الامن العراقية وليس قوات البشمركة الكردية مسؤولية حمايتها. وخلال زيارة قام بها مسعود البرزاني رئيس المنطقة الكردية لكركوك في اواخر اكتوبر تشرين الاول وعد ساسة محليين ومقيمين بأن تتمتع المدينة بالحماية الملائمة حين تنسحب القوات الامريكية. وقال «لن نسمح للارهابيين بالاعتقاد بأن كركوك باتت حقلا مفتوحا». وتتوقف مسألة ما اذا كانت كركوك تمثل قنبلة موقوتة على من تطرح عليه السؤال. فالعميد سمير عبد الكريم القائد بالجيش العراقي قال انه لا يعتقد أن الامن سينتكس برحيل الامريكيين عن المدينة مضيفا ان القوات العراقية تعاملت مع المدينة على مدى الاشهر الاربعة الماضية دون أي مشاكل. لكن مسؤولين أمنيين اخرين كانوا أقل تفاؤلا. وقال العميد هالو نجاة وهو قائد بقوات البشمركة الكردية «لا أستطيع أن أقول أننا قادرون على السيطرة على الامن في كركوك بالكامل بعد الانسحاب... النجاح في الحفاظ على استقرار كركوك سيتوقف على التعاون بين قوات الامن في المدينة». وتساعد قوة تجريبية من قوات البشمركة الكردية وقوات الجيش والشرطة العراقية في القيام بدوريات في كركوك في اطار جهود تقودها الولاياتالمتحدة حتى يتعاون الطرفان. ويقول ياسين البكري استاذ العلوم السياسية بجامعة بين النهرين ان الانسحاب القادم سيؤدي الى استغلال الفصائل المتناحرة للارتباك لتحقيق أهدافها. وعلاوة على النزاع بين اربيل وبغداد بشأن المدينة وثروتها النفطية تزخر كركوك بنزاعات على الاراضي امتدت على مدى اجيال. وقال البكري ان من المؤكد ان الصراع بين العرب والاكراد سيتفاقم لان بعد انسحاب الولاياتالمتحدة سيفكر الجميع أن الوقت قد حان لجمع الغنائم في غياب شرطي قادر على منع بعض الاطراف من تخطي حدودها. وعلى غرار بقية انحاء العراق تراجعت وتيرة العنف في كركوك منذ مقتل عشرات الالاف في أنحاء البلاد في ذروة الصراع الطائفي عامي 2006 و2007 . لكن المدينة لاتزال تعاني من هجمات المتشددين وجرائم الخطف مقابل الفدى التي ينفذها مسلحون يحاولون الحصول على المال لتمويل عملياتهم. وقال ابراهيم كريم (45 عاما) وهو موظف حكومي عربي «أقول بكل خوف على المستقبل اننا لا نريد أن تنسحب القوات الامريكية من العراق على الاقل في هذا التوقيت. لا نريد أن تنزلق بلادنا مجددا نحو صراع طائفي. وأضاف «أرى أننا نتجه الى وضع كارثي. هذه حقيقة صريحة..القوات العراقية فشلت في وقف العنف والقتل والاختطاف». وقال احمد العسكري عضو المجلس البلدي لكركوك ان العقلانية تقتضي أن تمكث القوات الامريكية لفترة اطول لتدريب القوات العراقية مضيفا أنه يتوقع حدوث مشاكل في التعامل مع الامن مستقبلا بالنظر الى الاداء الحالي للقوات في كركوك. وقالت الصحيفة أن تواجد القوات الامريكية لفترة طويلة بالمنطقة لم يحقق اختلافا يذكر ويعتقدون أن التوترات في كركوك لا تتعلق بالمقيمين او قوات الامن بقدر ما تتعلق بمعارك سياسية بشأن السيطرة على المدينة المتنازع عليها وثرواتها التي لم تستغل بعد. وقال احمد حسن وهو تركماني يملك متجرا لقطع غيار السيارات «نشهد يوميا انفجارات واغتيالات وعمليات خطف... كل هذا يحدث في وجود القوات الامريكيةوالعراقية.» وأضاف «نريد أن تتخذ الحكومة العراقية اجراءات حقيقية للحفاظ على (الامن) . هذه القضية لا علاقة لها بوجود او انسحاب القوات الامريكية. أعتقد أن الاستقرار العراقي يتوقف على التعاون بين الاحزاب السياسية.»