هناك بعض الجوانب الصحية والغذائية المرتبطة بطلاب المدارس، حيث يحصل الطفل على نفقاته اليومية، ويملك الحرية في شراء الطعام من المقصف المدرسي أو البقالات المجاورة للمدرسة، ولأن الطفل في هذه المرحلة يكون مشغولا بنشاطات أخرى، نجده يأكل ويشرب بسرعة للرجوع إلى اللعب أو مشاهدة التلفاز، ومن الأمور المتعلقة بالسلوك الغذائي غير السوي للطفل في سن المدرسة، عدم تناول وجبة الإفطار. ولما لهذا الموضوع من أهمية تجاه أطفالنا .. صحيفة (14 أكتوبر) التقت عددا من المختصين في هذا الشأن للتعرف على كل ما يتعلق بالتغذية الصحية لدى أطفال المدارس.. وكانت الحصيلة في التالي: عدم تناول وجبة الإفطار تحدثت إلينا في البدء الدكتورة وفاء شوالة - اختصاصية طب أطفال.. فقالت: قد لا يتمكن الطفل من تناول وجبة الإفطار، لنهوضه متأخرا عن موعد المدرسة، رغم أن وجبة الإفطار تمثل أهمية خاصة وضرورية للتلميذ للاستيعاب والفهم، وكذلك لتعطيه الطاقة الكافية لاستيعاب ما يتلقاه من معلومات دراسية ولحل هذه المشكلة يمكن للأم أن تهتم بإعداد وتجهيز الإفطار أو الطعام لأولادها قبل وقت كاف، كما يمكن عند إعداد أو تجهيز الطعام أو وجبة الإفطار إشراك الأبناء في ذلك، خصوصا إذا كانت الأم عاملة أو تعمل خارج المنزل، وكذلك يجب أن يكون طعام الإفطار سهل التحضير ومتنوعا، ويفضل الإفطار مع العائلة قبل الذهاب إلى المدرسة. إصابة الأطفال بالسمنة وتقول د . وفاء شوالة عن إصابة الأطفال بالسمنة: في هذه الحالة يجب مراقبة وزن الطفل الذي يعاني من السمنة ومحاولة تخفيف وزنه؛ إلا أن الحمية الشديدة قد تؤثر على نموه، وينبغي للوالدين عدم استعمال الطعام كحافز لتوجيه سلوك الطفل، أو كوسيلة للتخلص من البكاء أو أن يربطوا العقاب بالحرمان من الطعام. وتحدث السمنة، إما بزيادة عدد الخلايا الدهنية، أو زيادة حجم الخلايا الدهنية الموجودة، وتحدث السمنة المتميزة بزيادة عدد الخلايا أثناء مرحلة الطفولة، وتشكل زيادة السعرات الحرارية مع قلة الحركة معا السبب الأساسي للسمنة عند الأطفال. وأضافت قائلة: يعتمد النظام الغذائي لعلاج السمنة على تعديل في السلوك الغذائي للأسرة، والتوعية في الثقافة الغذائية والتخطيط للرياضة البدنية، مع مراعاة الأغذية الضرورية للنمو. فقر الدم الناجم عن نقص الحديد وفي سياق حديثها تطرقت الدكتورة وفاء شوالة عن مرض فقر الدم الناتج عن نقص الحديد قائلة: يعد فقر الدم أكثر الأمراض انتشارا بالمنطقة العربية، خصوصا في أوساط البنات، وقد يؤثر هذا النقص على الجهاز العصبي، وقد يسبب قلقا وإجهادا عند الطفل، ويعود نقص الحديد عند الأطفال في المدارس إلى قلة تناول الأغذية الغنية بعنصري الحديد والبروتين، وكذلك المواد التي تزيد من امتصاص الحديد من الأمعاء مثل فيتامين (سي)، بالإضافة إلى فقدان الدم المتكرر بسبب الأمراض الطفيلية للجهاز الهضمي، ولمنع حدوث هذا النقص، يجب تناول الأطعمة الغنية بالحبوب والحديد والخضراوات الورقية الخضراء والسمسم واللحوم، والكبد والأطعمة الغنية بفيتامين (سي) مثل: الحمضيات، والامتناع عن الأطعمة التي تعوق امتصاص الحديد مثل القهوة والشاي، وكذلك الوقاية من الأمراض الطفيلية. تناول الأطعمة بين الوجبات وقالت د . شوالة : تكمن مشكلة تناول الأطعمة بين الوجبات لدى الأطفال في نوعيتها، وكمية الأطعمة المتناولة، حيث أن الغالبية من الأطفال يتناولون أطعمة عالية السعرات الحرارية، وذات قيمة غذائية منخفضة مثل البطاطس المقلية والحلويات والمشروبات الغازية وغيرها، ما يقلل من إقبالهم على تناول الطعام في الوجبات الرئيسة التي تحتوي على أطعمة ذات قيمة غذائية عالية، وضرورية لبناء أجسامهم بناء سليما، فيجب على الوالدين توفير أكبر قدر من المغذيات للأطفال، مثل الحليب والفواكه الطازجة وعصيرها والخضراوات والجبن والزبادي. نصائح لتحسين تغذية أطفال المدارس ومن أهم النصائح والتوصيات لتحسين تغذية الأطفال في المدارس تقول الدكتورة وفاء شوالة: 1 . التشجيع على ممارسة العادات الصحية المرتبطة بالأغذية والصحة الشخصية. 2 . الاهتمام بالتغذية السليمة منذ مرحلة الرضاعة، وما قبل المدرسة. 3 . الاهتمام بغسل الأيدي قبل الأكل وبعده وكذلك الفم. 4 . عدم شراء الأطعمة المشكوك في نظافتها والمكشوفة. 5 . تعليم الطفل في المدرسة قواعد التغذية السليمة. 6 . غسل الخضراوات والفواكه قبل الأكل للوقاية من الأمراض التي تسبب سوء التغذية. 7 . تصميم لوحات إرشادية داخل المدارس وفي الفصول توضح أهمية تناول الإفطار بالمنزل. 8 . التشجيع على جلب مكونات الوجبة الخفيفة من المنزل، أفضل من شرائها من مقاصف المدرسة، لضمان النظافة الصحية. 9 . التوجيه إلى ضرورة احتواء الوجبات الخفيفة على اللبن والفواكه وغيرهما. أما عن الأطعمة المحتوية على الفيتامينات والمعادن فتقول الدكتورة هبة الشهري : فيتامين (أ): موجود في الخضراوات والفواكه الملونة كالطماطم والجزر، أما الفسفور فيوجد في البيض، وفيتامين (سي) : يوجد في الحمضيات كالليمون الجوافة، البرتقال، أما الكالسيوم فهو يوجد في الأجبان والحليب، وفي الأخير فيتامين (دال) يوجد في صفار البيض والجبن والحليب والأسماك الدسمة، ويمكن الحصول عليه بالتعرض لأشعة الشمس في الصباح أو قبل الغروب. تسوس الأسنان وخلال جولتنا التقينا الدكتورة هبة علي الشهري - معيدة بكلية طب الأسنان - جامعة عدن، التي تحدثت عن تسوس الأسنان عند الأطفال وعلاقته بالتغذية.. وأوجزت أسباب التسوس بالنقاط التالية: أ . وجود كربوهيدرات قابلة للتخمر في الفم. ب . استعداد أو قابلية الأسنان للتسوس وهي غالبا ما تكون وراثية. ج . وجود الميكروبات التي تخمر الكربوهيدرات. د . نقص في تركيز الفلور في مياه الشرب. ويعد تسوس الأسنان من أهم المشكلات المرتبطة بالتغذية والمنتشرة عند الأطفال في الدول العربية، التي تؤثر على صحة الطفل، ففيتامين (سي) مهم في تكوين طبقة العاج وفيتامين (إى) (أ) ضروري في تكون طبقة المينا، وعنصرا الفسفور والكالسيوم وفيتامين (دي) مهمة في عملية تكلس الأسنان، فزيادة تناول الحلويات والمشروبات الغازية بين الوجبات في المدارس، وكذلك قلة الاهتمام بنظافة الفم واللثة تلعبان دورا مهما في انتشار تسوس الأسنان بين الأطفال، لذا يجب لفت نظر المعلمين والعاملين بإرشاد الأطفال لغسل أفواههم بعد الأكل مباشرة، ويوفر وجود الفلور في ماء الشرب الحماية من تسوس الأسنان عند الأطفال. وأضافت قائلة : للمحافظة على نظافة الفم والأسنان يراعى غسل الفم، وتنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون بعد الأكل مباشرة، وعند فرك الأسنان بالفرشاة والمعجون يجب أن تكون بطريقة صحيحة، أي بطريقة دائرية من الأسفل إلى الأعلى بحيث لا تجرح اللثة، والامتناع عن تناول الحلويات بكثرة، وتناول أطعمة غنية بالفسفور والكالسيوم، بالإضافة إلى تناول الأطعمة الغنية بالألياف التي تساعد على غسيل الأسنان بواسطة إفرازات الغدة اللعابية، وينبغي التأكيد على أهمية تنظيف الأسنان قبل النوم.
