التعليم هو طريق النهوض بالأمم وبه تبنى الأجيال ومن هذا المنطلق تأتي أهمية العمل على تحسين وتجويد العملية التعليمية كأساس للبناء والنهوض .. وحول الوضع التعليمي وما يرتبط به من خطط وبرامج وعن التحضير والاستعداد للعام الدراسي الجديد التقينا معالي وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالرزاق الأشول وهذه هي الحصيلة: - ما هو الجديد لهذا العام الدراسي وما هي الأولويات التي ينبغي أن تعمل عليها الوزارة عموماً من أجل تحسين العملية التعليمية ..؟ سأبدأ حديثي عن الأولويات التي ينبغي أن نعمل عليها في ضوء برنامج الحكومة قمنا بتحديد الخطة القطاعية في التربية والتعليم التي تحدد المكونات والبرامج والمشاريع التي يجب أن تركز عليها وزارة التربية والتعليم وقد خلصنا إلى تحديد ثلاثة مكونات أساسية تندرج تحتها جملة من البرامج والمشاريع منها ما يتعلق بالبنية التحتية وتعليم الفتاة والآخر بتجويد وتحسين نوعية التعليم والمكون الأخير يتمثل في تطوير قدرات الوزارة ومكاتب التربية في المحافظات وفي المديريات والموظفين وإعادة الهيكلة ونحن الآن ماضون في العمل على تحقيق هذه الأهداف. العام الجديد وفيما يتعلق بالاستعدادات لهذا العام الدراسي فقد بدأت مبكرة من خلال صياغة بعض التعليمات إلى مكاتب التربية في المحافظات والمديريات لكي يبدأ هذا العام الدراسي باستعداد تام من حيث تجهيز المدارس وتجهيز الأثاث المدرسي وتجهيز الكتاب المدرسي وقد حاولنا متابعة ذلك، والنتائج إلى حد ما مرضية، بالإضافة إلى ذلك لدينا الآن الحملة الوطنية للعودة إلى المدرسة التي تنفذها وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع منظمة اليونيسيف وهذه الحملة تهدف بالدرجة الأولى إلى رفع نسبة الوعي المجتمعي بأهمية التعليم وضرورة حصول أبنائنا وبناتنا على التعليم وتشجيعهم على الاستمرار في التعليم وتضيق الفجوة بين النوعين بالإضافة إلى الاهتمام بمدارس النازحين وتحديثها وتدريب الكادر التربوي بما يرقى بالنهوض بالعملية التعليمية ومعالجة الآثار النفسية والسعي الجاد لتطوير التعليم باعتباره أساس النهوض الحقيقي. إجراءات ومعالجات - ما هي الإجراءات والمعالجات التي تم اتخاذها بالنسبة للمدارس التي تقع في إطار المناطق التي شهدت الأحداث المختلفة في الفترة الماضية ...؟ بالنسبة للمدارس في مناطق الأحداث في عدنولحجوأبين وفي أمانة العاصمة قمنا ببعض الإجراءات والمعالجات ففي أمانة العاصمة وحجة نحن ماضون في عملية التنفيذ وبعض المدارس انتهى العمل فيها وتم إخراج المسلحين نهائياً وفي محافظة لحج تبنت منظمة اليونيسيف موضوع الترميمات والإصلاحات في 23 مدرسة ويتم تجهيزها لاستقبال الطلاب ونعمل حالياً على حل الإشكاليات المتعلقة بمحافظة أبين وقد تم تحديد الاحتياجات الكاملة التي تصل إلى حدود ملياري ريال لإعادة تأهيل المدارس وقد بدأت بعض المنظمات المانحة الاستعداد للتدخل والمساهمة في إعادة تأهيل المدارس والعمل جار ومستمر في هذا الجانب .. حماية الكتاب - ما هي أسباب تأخر الكتاب المدرسي رغم أنكم تحدثتم عن تجهيزات مسبقة؟ ومن جانب آخر كيف يمكن حماية الكتاب المدرسي من التسرب والتواجد على أرصفة الشوارع للبيع ..؟ الدولة تنفق سنوياً ما يقارب عشرة مليارات ريال لطباعة الكتاب المدرسي ونحن نعاني من مشكلة حقيقية تتركز في الأشخاص الذين لا يستشعرون المسؤولية وأن هذا الكتاب هو ملك الطالب ولابد أن يسلم إليه . نحن الآن لدينا خطة لمعرفة الجهة التي يتسرب منها الكتاب المدرسي من خلال عملية الترقيم للكتب ومنتهون من وضع خطة استقرار على أساس القضاء النهائي على هذه المشكلة من خلال التواصل مع وزارة الداخلية لتتبع الأشخاص الذين يقومون ببيع الكتاب المدرسي وبدأنا بمتابعة هذه القضية وسنتعامل بقوة وحزم مع الجهات التي يتضح إنها سبب أو وراء هذا التسرب. مشكلة التأخير - وماذا عن أسباب تأخر الكتاب المدرسي وعدم استلام الطلاب له هذا العام ..؟ المشكلة بدأت منذ العام الماضي حيث إن المطابع منذ تقريباً عام ونصف لم تستورد مدخلاً إنتاجيا (الورق سواء الورق الرول أو المسطح) مما جعل المؤسسة تعاني من فجوة في الإنتاج و تواصلنا وقتها مع لجنة المناقصات ومجلس الوزراء وقمنا ببعض الحلول الإسعافية ولكنها لم تكن كافية، ومؤخراً استطعنا ان نوفر الورق من خلال مناقصات سريعة والآن العمل قائم على طبع الكتاب المدرسي وينفذ خلال ثلاث ورديات وقد تم توفير الكتاب للصفوف الأولى بنسبة 100 % وكذلك بقية الصفوف تم الانتهاء من طباعتها وحددنا نسبة استعاضة تستعاد من الطلاب على أساس تغطية جوانب العجز. مجالس محلية - المجالس المحلية أسندت إليها عملية الإشراف والمتابعة في وزارة التربية والتعليم لبعض الشؤون التربوية فهل هذا الإسناد يخدم أهداف العملية التعليمية ..؟ هناك أمور يكون فيها التعاون مع المجالس المحلية ضرورياً وايجابياً ولكن فيما يخص بعض القضايا التربوية نحن نعاني من إشكاليات التدخل حيث أن بعض التدخل يثمر عدداً من الاختلالات في منظومة العمل التربوي فهناك مهام تربوية أنيطت بالمجالس المحلية منها مثلاً أنهم يقومون باختيار عملية النقل وأحيانا يتم قبول مدرسين ليس لهم علاقة بالتخصصات المطلوبة وأقولها بصراحة نحن بصدد التواصل مع وزارة الإدارة المحلية و نسعى إلى إعادة الدور المناط بها والذي يكون فاعلاً وايجابياً ومن خلاله يكون الدور المكمل للمجالس المحلية بما يخدم ويؤدي إلى تحسين وتطوير العمل التربوي. دعم دولي - كيف ترون الدعم الدولي المساند لتطوير العملية التعليمية ..؟ هناك تدخل مميز من المانحين في عملية دعم التعليم في بلادنا وقد استطعنا أن نؤسس لقاء بين الوزارة والمانحين شهرياً ويتم من خلاله متابعة القضايا الخاصة بالدعم التربوي وينفذ هذا الجانب من قبل منظمة اليونيسيف، نقوم كذلك بتنفيذ خطة مع البنك الدولي لدعم مرحلة التعليم الأساسي والثانوي والمبلغ المحدد ب (65) مليون دولار يضاف إلى ذلك ما سيقدمه الجانب الياباني، كما توجد خطة الشركة الدولية والمسار السريع وهذا مبلغ خصص لليمن ب (82) مليون دولار ونحن ماضون في تنفيذ الخطة وأيضا الأصدقاء الألمان من الشركاء الفاعلين فقد تم تخصيص و (20) مليون يورو لأمانة العاصمة لبناء مدارس لتخفيف الازدحام وسنبدأ بالمدارس التي تحتاج إلى زيادة فصول والمدارس التي تحتاج إلى أسوار وفقاً لعملية الازدحام. وعموماً نحن نشكر كل أصدقائنا المانحين لأنهم شركاء فاعلون في عملية الارتقاء بالعملية التعليمية. مسؤولية جماعية - كلمة أخيرة ..؟ التعليم هو أساس النهوض والبناء وبه ترتقي الأجيال لذلك ينبغي العمل على تحسين العملية التعليمية وتحقيق أهدافها كهدف موحد يسعى إليه جميع الفئات مهما اختلفت اتجاهاتهم والارتقاء بالتعليم هو مسؤولية الجميع أفراداً ومؤسسات لذلك لابد أن يستشعر كافة الأفراد روح المسؤولية ويتجهوا بالعمل الموحد المكثف الإيجابي لتحقيق المستوى اللائق للعملية التعليمية التي من خلالها يكون البناء والتقدم نحو الأفضل.