لم تقترف ذنبا..ولم تكن من الخطاءين، لكنها كانت من البكائين يوم خرجوا من بلادهم قهرا وظلما.. خوفا وجوعا.. حزنا وألما. طفلة سورية جابت شوارع العاصمة الأردنية عمان لتبيع علكة، تارة محاذية الأرصفة وغارات تساير الزحام. كان شموخها يلتحف ابتسامة شفاهها، في عيونها الغد مرتسما..في قلبها الشام معبأ بذخيرة الطفولة. سرقت قلوب المارة، ملأت صورتها جدران مواقع التواصل الاجتماعية وشغلت الدنيا.. بالكاد من يراها يبكي على حاله لا حالها. طفلة سورية تعيد تشكيل لوحة موناليزا في الغربة فتشغل العالم بملامحها.. وتعيد صورة أسرت القلوب. ووصفتها الأديبة والكاتبة أحلام مستغانمي قائلة «إنها مونوليزا الأزمنة الحديثة، لوحة لم يرسمها دافنشي ، بل يدا الفقر والتشرد. ليس في إمكان أحد أن يجزم وهو يتأمل عينيها، إن كانت تبكي أو تبتسم . لكن نظرتها تلك، ستعلق بجدران قلب من يراها، والدمعة التي لم تذرفها عيناها، ستقيم بمآقي كل من يمعن النظر إليها ، ويدعو في سره «اللهم احرسها بعينك التي لا تنام، واحمِ براءة طفولتها من الوحوش البشرية وهي تسير وحيدة في غاب الحياة ». نظرتها المصوبة نحو ضمائرنا تختصر شقاء ومآسي آلاف الأطفال القتلى والمشرّدين دون ذنب .