ماذا يريد الحوثي؟    غموض يحيط بمصير الرئيس الايراني ومسؤولين اخرين بعد فقدان مروحية كانوا يستقلونها    قبيل مواجهة البحرين.. المنتخب الوطني يقيم معسكر خارجي في الدمام السعودية    الوزير الزعوري يتفقد سير العمل بمشروع إعادة تأهيل شوارع ومداخل مستشفى المعاقين ومركز العلاج الطبيعي عدن    مصدر برلماني: تقرير المبيدات لم يرتق إلى مستوى النقاشات التي دارت في مجلس النواب    عاجل: نجاة أمين مجلس شبوة المحلي ومقتل نجله وشخصان آخران (صور)    ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 35,456 شهيداً و 79,476 مصابا    الجامعة العربية: أمن الطاقة يعد قضية جوهرية لتأثيرها المباشر على النمو الاقتصادي    إلى متى نتحمل فساد وجرائم اشقائنا اليمنيين في عدن    إنتر ميامي يتغلب على دي سي يونايتد ويحتفظ بالصدارة    قيادات الدولة تُعزي رئيس برلمانية الإصلاح النائب عبدالرزاق الهجري في وفاة والده    تعز.. وقفة احتجاجية لأمهات المختطفين للمطالبة بإطلاق سراح أبنائهن من سجون المليشيا    - البرلماني حاشد يتحدث عن قطع جوازه في نصف ساعة وحرارة استقبال النائب العزي وسيارة الوزير هشام    رئيس هيئة النقل البري يتفقد العمل في فرع الهيئة بمحافظة تعز مميز    وزير المياه والبيئة يبحث مع المدير القطري ل (اليونبس) جهود التنسيق والتعاون المشترك مميز    وفاة وإصابة عشرة أشخاص من أسرة واحدة بحادث مروري بمأرب    عدن.. وزير الصحة يفتتح ورشة عمل تحديد احتياجات المرافق الصحية    رئيس الهيئة العليا للإصلاح يعزي الهجري في وفاة والده    مدرب مفاجئ يعود إلى طاولة برشلونة    ريبون حريضة يوقع بالمتصدر ويحقق فوز معنوي في كاس حضرموت    تقرير: نزوح قرابة 7 آلاف شخص منذ مطلع العام الجاري    وكيل قطاع الرياضة يشهد مهرجان عدن الأول للغوص الحر بعدن    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    مصرع عدد من الحوثيين بنيران مسلحي القبائل خلال حملة أمنية في الجوف    من هو اليمني؟    خسائر في صفوف قوات العمالقة عقب هجوم حوثي مباغت في مارب.. واندلاع اشتباكات شرسة    الكشف عن حجم المبالغ التي نهبها الحوثيين من ارصدة مسئولين وتجار مناهضين للانقلاب    هاري كاين يحقق الحذاء الذهبي    نافاس .. إشبيلية يرفض تجديد عقدي    صحيفة إماراتية تكشف عن "مؤامرة خبيثة" لضرب قبائل طوق صنعاء    نهائي دوري ابطال افريقيا .. التعادل يحسم لقاء الذهاب بين الاهلي المصري والترجي التونسي    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    صحفي: صفقة من خلف الظهر لتمكين الحوثي في اليمن خطيئة كبرى وما حدث اليوم كارثة!    توقف الصرافات الآلية بصنعاء يُضاعف معاناة المواطنين في ظل ارتفاع الأسعار وشح السلع    فرع الهجرة والجوازات بالحديدة يعلن عن طباعة الدفعة الجديدة من الجوازات    جريمة لا تُغتفر: أب يزهق روح ابنه في إب بوحشية مستخدما الفأس!    "لا ميراث تحت حكم الحوثيين": قصة ناشطة تُجسد معاناة اليمنيين تحت سيطرة المليشيا.    دعوات تحريضية للاصطياد في الماء العكر .. تحذيرات للشرعية من تداعيات تفاقم الأوضاع بعدن !    لحوثي يجبر أبناء الحديدة على القتال في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل    الاستاذة جوهرة حمود تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقة    الإرياني: مليشيا الحوثي استخدمت المواقع الأثرية كمواقع عسكرية ومخازن أسلحة ومعتقلات للسياسيين    الجيش الأمريكي: لا إصابات باستهداف سفينة يونانية بصاروخ حوثي    الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد تصدر توضيحًا بشأن تحليق طائرة في سماء عدن    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وحيد رشيد كبح جماح العابثين وتجاوز بعدن مخاطر السقوط
عدن موءودة أُنقذت عند شرفة قبرها
نشر في 14 أكتوبر يوم 02 - 04 - 2014

عدن حنين الماضي ورمزية الانتصار في مواقف صراعات عديدة فيها يحسم المتصارعون جولتهم الاخيرة ومنها يمكن القياس على زخم فريق وضعف آخر ليجري على الارض واقع يحمل الكثير من دلالات رسم ملامح المستقبل ، قراءة لواقع قد يصيب فئة بالاحباط وتحس منه بمدى تراجعها وانهزامها او عدم فعالية ادواتها ووسائلها ، بينما تزهو الفئة الاخرى بنشوة النصر لبرهة من الزمن فتنقلب موازين القوى ويتغير الواقع . فليس هناك ماهو دائم الاستمرار أكثر من الحق وعقلانية التعاطي .
منذ منتصف العام 2011م والأمر يزداد تعقيدا في عدن، توالت الأحداث وأضحت ساحتها مجالا للعبث وتنفيذ أجندة مشبوهة وعلى كل جانب منها أريق دم وخطفت أرواح وخسر الوطن قادة عسكريين وامنيين وجنوداً ومواطنين وصارت المدينة موطن أشباح وباحة لممارسة التقطع والنهب والسرقات سلبت مدنيتها وتوافد عليها العابثون من الأرياف يبسطون على الأرض يعتدون على التجار والسكان ومحلات الصرافة ويستغلون شعارات عدة لتمرير افعالهم، وعلى هذا الواقع تكتلت جهات عدة تحت مسميات متعددة معلنين السيطرة على عدن من كل النواحي فأضحى الاحباط سيد الموقف ولغة الاستسلام تقرؤها من عيون الجميع مواطنين ومسؤولين, صار السلاح يوزع تحت غطاء رسمي ليفسد في المدينة، تسارعت الاحداث وتوافق الجميع على المبادرة الخليجية كمخرج آمن للبلد الا ان واقع عدن كان مختلفاً تماما ولم يكن مع التوافق، ومن يحكمون السيطرة على المدينة لهم راي آخر عدن عاصمة لا ينقصها الا اعلان بذلك - بحسب رأي بعض القوى. ومن خلف هذا الشعار يقف كثيرون بصورة سرية محرضين وداعمين للعبث وبث الأحقاد.
هنا برز التحدي واضعا الجميع على المحك, وخصوصا بعد تطور مجريات الأحداث ونجاح البعض في الوصول الى منع محافظ المحافظة حينها أحمد القعطبي من الوصول لاجتماع اللجنة الأمنية بل ومكتبه ليمثل ذلك ضربة قوية لهيبة الدولة وإحباطاً كبيراً لكل جهود العمل في مدينة شوارعها مقطعة ومدارسها متوقفة وخدماتها يتسارع تدهورها,هنا كانت ثغر اليمن الباسم، وعلى وقع قهقهات كاس خمر يتلذذ عابثون بمعاناة ابنائها.
في السياق التالي نغوص في عمق عدن ونتوغل بين أرشيف مكاتب اداراتها ومن واقعها الماضي وخطوات تعافيها الحالية وآمال مستقبلها لنخرج بحقائق ومعلومات دقيقة ونكشف ايضا عما يدور خلف كواليس اللقاءات السرية واهمها كيف استطاع محافظها الحالي وحيد رشيد كبح جماح العابثين اضافة إلى أسرار تكتلات إفشاله وصرف نظره عما يدور الى صراعات هامشية تضعه في مواقف فشل لاتنتهي.. اشياء كثيرة غابت عن المتابعين واسرار تكشف لاول مرة .
صعوبة البداية
وضع مزر وحالة رثة كانت تعيشها عدن.. تراكمات كثيرة القت بظلالها على المدينة فلم تعد مكسبا يغري للمسؤولية واضحى تحمل مسؤوليتها مغامرة غير مامونة العواقب، في الواقع لم يكن منصب محافظ عدن جزءاً من التوافق الحزبي او حصة لطرف سياسي ما بحسب ماذهبت اليه تخمينات الكثير من وسائل الاعلام والمنشغلين بالمناكفات السياسية بناء على انتماء محافظها الحالي للمشترك وللاصلاح تحديدا، وغابت عنهم العلاقة الوطيدة له برئيس الجمهورية اولا الى جانب خبرته الطويلة في ادارة المحافظة كوكيل ظل يشغل المنصب منذ عشرين عاما مضت تراكمت عنده خلالها خبرات كثيرة فاصبح ملما الماما منقطع النظير بكل تفاصيل العمل الإداري والمالي ومتطلباتهما, وما ميزه اكثر من بين مرشحين اخرين انتماؤه لاحدى مديريات المحافظة (الشيخ عثمان) ومعرفته بكل عادات وطبائع ابناء محافظته، وحمله لشهادة الماجستير في الهندسة المدنية وزد على ذلك انه الوحيد من بين وكلاء المحافظة حينها لديه قدرات فائقة في الالمام بكل متطلبات العمل وقدرة على التحدث والنقاش والاقناع. عن سر قبوله تولي منصب محافظ محافظة بحجم عدن وهو يدرك الحجم المهول لمتطلبات العمل فيها وحاجة مواطنيها وبنيتها التحتية المدمرة ناهيك عن الصراع السياسي القائم فيها بمختلف أجنداته، يقول المهندس وحيد رشيد الرجل الخمسيني والمعين في مارس 2012م محافظا لعدن: ان الاسباب تعود الى حاجة المدينة لما اسماه اخلاص ابنائها وضرورة التفافهم حول مصير مدينتهم التي اضحت امام خيارين السقوط في أتون صراع ودمار لن يتوقف وسيقضي على كل جميل فيها وتتحول الى خرابة لن ينفع البكاء على اطلالها بعد ذلك, أو الخيار الآخر بتشمير سواعد الجد وإقناع الناس بان عدن مدينة بحجم وطن، مدينة عالمية لايمكن باي حال من الاحوال ان تظل سلبيتنا وصمتنا سلوكاً سائداً يوفر للكثير من ضعفاء النفوس غطاء للعبث بها, واضاف ابناء عدن متميزون وما ان تستحث مكامن الوعي لديهم يتفاعلون بقوة ويشاركونك الجهد , وعلى ذلك كان املنا وللامانة فقد تحرك الكثير من شرفاء المحافظة .
أما المصاعب التي اعترضت طريقه فيصفها محافظ عدن بما يشيب له الولدان مستدركا: لكنها فزاعات بفضل الله وتعاون الشرفاء تم تجاوزها، مشيرا الى اعمال تنافت مع كل القيم الدينية والانسانية والاخلاقية مدللا بالقول لكم ان تتخيلوا شوارع رئيسية مغلقة امام المواطنين ومدارس موصدة في وجوه الطلاب واعتداءات متكررة على الاطباء والقضاة والموظفين ، وما زاد الطين بلة وصول الامور الى ان يتحكم بلطجي وبقوة السلاح على اسواق وشوارع بكلها يضرب ويبطش وينهب ويذل كل من يرفض الاستجابة لدفع الاتاوات ، انتهى دور السلطة ونسيها المواطن المغلوب على امره ، الاراضي على اطراف المدينة ووسطها وحرم المدارس والمستشفيات كل ذلك مجال لتسابق فتوات المافيا والعابثين بالنظام والقانون, غادرت قوات الدوريات والمرور شوارع المدينة وجرى تسليمها للبلطجية, نهبت آليات النظافة ووصل الأمر الى كابلات الكهرباء والاتصالات، هذا جزء بسيط من وصف واقع مؤلم عاشتها عدن سابقا ومازلنا نعاني آثاره لليوم .
إرهاق مادي واستنزاف للوقت
مع ماكانت تشهده المدينة من تسارع حثيث للسقوط من جميع الجوانب لم يعد لدى الناس ما يفكرون به سوى أسوأ الاحتمالات فتلاشى الأمل إلا عند قلة ممن يدركون حقيقة ما يدور في الواقع وفي دهاليز الدسائس، تفشت ظاهرة الإضرابات العمالية في كل مرفق.. مطالب حقوقية وأخرى بحثا عن المرتبات وجزء منها مفتعلة، كل ذلك جاء اعتمادا على ماخلفه الواقع الجديد من حرية التعبير بعكس ماكان يدور من كبت وقمع سابقا وماتزامن معه من ترحيل لتلك المطالب عاماً بعد آخر, عن هذه الحالة يقول محافظ عدن: تسلمنا المحافظة ومن أول يوم واجهنا اضرابات وتوقفاً عن العمل في 76 مرفقا وإدارة حكومية وكلها مطالب حقوقية ولك ان تتخيل كيف سيجري التعامل مع الكم الهائل من المطالب وحجم ماتخلفه من ارباكات ولفت نظر عن اعمال تعد من الاولوية، رغم ذلك استدعينا قادة الاحزاب والفعاليات السياسية ونزلنا بمعيتهم مرفقا مرفقا تلمسنا حقيقة مايدور لندرك ماكان يعانيه اولئك من إهمال إداري وفعلا خلال ايام عاد الجميع لاعمالهم وتم انجاز الكثير من مطالبهم .
من حديث المحافظ والاطلاع على حقيقة ماكان يجري تدرك جيدا حالة الارهاق العقلية والجسدية لمسؤول تحمل مهمة إنقاذ مدينة يجري العبث بها من الداخل، بالإضافة إلى السباق الحثيث مع الزمن وفي خاطرك تدور تساؤلات عمن يدفع بأولئك لإجباره على استنزاف وقت وتضييعه بعيدا عن الانجاز وبالتالي الفشل الذريع، وهو ما كان يتربص بالمحافظ فعلا .
الدماء البريئة وتزاحم المتاجرين
كانت عدن على موعد مع قدرها شاع فيها ثقافة القتل اليومي تحت مسميات متعددة يقف خلفها العشرات من المجرمين وذوي السوابق بغرض ايصال الناس لحالة من الاستسلام للرعب وتطويعهم لتنفيذ اجندات العبث، كل تلك الجرائم يتلقاها معجبو الفوضى بروح راضية تنم عن الاستحسان للمزيد، وأمام هكذا خيار كان من الواجب ان تستعيد الدولة هيبتها بصرف النظر عن الكلفة طالما والقادم سيكون أبشع اذا استمر الصمت . الحلول السلمية هي الأقرب اولا ويجب ان يطرق بابها بصور شتى, فكانت البداية لتطهير مديرية المعلا مما بها من عبث وفتح شارعها الرئيسي امام الناس ليمارسوا نشاطهم اليومي، وبجهود متواصلة للمحافظ مع شخصيات ووجاهات المدينة ومديرها العام وبحضور وزير الدفاع تكللت المساعي بنجاح وفتحت الطريق بصورة سلمية لم تشهد طلقة رصاص وسمح لمن لديه ممارسة سياسية بممارسة مايريد سلميا في ذات الشارع، وفي ضوء ذلك جرى تعويض كل من تضرر أو قتل أو جرح في المعلا سابقا وبمبلغ اجمالي قدره 72 مليوناً وأربعمائة ألف ريال.
لكن الامر مختلف بالنسبة لمديرية المنصورة فقد عقد لقاء مع وجاهات المديرية لكن لم تكن هناك استجابة لدى من يسيطرون على الساحة ويغلقون الطريق، عقدت لقاءات عديدة وصلت لمستويات علياء دون جدوى ولم تفلح تلك الجهود وامام اصرار كثير من المسلحين هناك على مواجهة الامن والجيش سقط جنود ومواطنون ومسلحون قتلى وفتح الطريق, لم يلبث البعض ان وجد فيما دار ضالته وذهب يحرض ويحشد مستغلا الدماء للمتاجرة والبحث عن فرص لازهاق المزيد من الارواح, عادت المساعي مرة اخرى بحثا عن حلول سلمية تمنع سقوط ضحايا, وفي نهاية المطاف وبلقاء ترأسه المحافظ تم التوافق على حل يضمن بقاء الطريق مفتوحا وتنسحب الآليات العسكرية وتبقى الساحة للعمل السلمي، وبهذا جرى قطع الطريق على من كان يسعى لاشعال نار الفتنة وتاجيجها. وعلى هذا المنوال سارت الأمور لكن مايزال البعض يبحث عن ذرائع للعبث فكثيرا ما كان يغلق الطريق وتعود الامور لمربعها الاول وهكذا استمرت المعالجات تتوالى بينما المسلحون يرفضون لتصل الامور في نهايتها الى اجماع شعبي ورسمي على ضرورة ايجاد حل لتثبت الدولة وجودها وهيبتها وفعلا تم ذلك وتطهرت المنصورة من المسلحين وتخلصت الساحة منهم ولم يعد للعبث مأوى فاستعادت المنصورة القها وتنفس اهلها الصعداء بعد معاناة طويلة .
وفاق ووطنية لاول مرة منذ الاستقلال
واحد من ابرز ملامح العهد الجديد تجسد في عدن وحدها ليظهر صورة رائعة من الوفاق الوطني والحرص على الشراكة الوطنية وتهيئة الأجواء لقادم يكون فيه كل أبناء الوطن شركاء في البناء والتنمية، جهود رعاها محافظ المحافظة مصرا على أن تكون منطلقا للتأسيس لقادم أجمل يختلف تماما عن ماض مثقل بالولاءات الضيقة أو المناطقية والحزبية والنفوذ . في استعراض سريع لقائمة مدراء عموم مديريات المحافظة نلمس ماورد بعاليه حقيقة ما كانت لتدور في خلد كثيرين لتوقعهم نفوذا حزبيا كبيرا على غرار ماكان يجري في السابق، الا ان تلك الحسابات لم تكن ضمن اجندات المحافظ وفوق هذا كله لم يكن من بين تلك القوائم أي من المنتمين لحزبه البتة وهي المرة الاولى التي تنال فيها عدن مثل هذا التعاطي منذ الاستقلال حتى العام 2012م وقائمة مدراء عموم المديريات التالية تشير الى ذلك بوضوح .
مدراء عموم المديريات
جمال قاسم المدعامي المنصورة
شيخ بانافع صيرة
يزن سلطان ناجي المعلا
احمد حامد لملس خورمكسر
د. ياسر محمد علي التواهي
عبدالرؤوف سعيد الشيخ عثمان
خالد وهبي عقبة البريقة
محمد جباري دار سعد
80 فردا من كبار مسؤولي المحافظة على مستوى المكاتب التنفيذية ومديرياتها ناهيك عن بقية مسؤولي الادارات في المديريات ومستويات الادارة الدنيا لم يتدخل المحافظ لتجييرها حزبيا كما كان يجري سابقا بل اعتمد على الكفاءة وركز على تكريس الوفاق قولا وفعلا ولم يكن من المنتمين لحزبه من بين هذا العدد الكبير لمسؤولي المحافظة الا مسؤول واحد كمدير للتربية والتعليم ولم يكن ضمن محاصصة وانما كمطلب تربوي لحل قضية الادارة السابقة طالب به زملاؤه اثر احتجاجات شهدتها التربية حينها .
عدن تحتفل علانية بعد صمت مخيف لسنوات
واحد من أكثر الأدلة على جهد الرجل ونجاحه يتجلى في مظاهر تميزت بها المدينة بصورة بعثت على الطمأنينة والتميز فمنذ مايزيد على 8 سنوات حرمت عدن من التباهي بوطنيتها وعاشت أسوأ سنوات الكبت لم يكن مسئولوها يجرؤون على تنظيم أي من الاحتفالات بالمناسبات الوطنية في ساحاتها العامة بل ان ماكان يجري الترويج له باسم فعالية لم يكن سوى حضور باهت لعشرات كثيرا مايتعرضون للاعتداء وتفشل الفعالية رغم ان الأمور كانت حينها مواتية لعمل الكثير ولكن ظل الياس يتوسع وظهر من بين مسؤولي الدولة من يغذيه ويعمل لأجندات مشبوهة ومصالح شخصية بعيدا عن العمل للمحافظة وأبنائها .
الأوضاع يوم تولي رشيد قيادة المحافظة في حد لا يوصف من السوء وتردي كل شيء فيها ولم يعد منها سوى اسمها. في ظل واقع كهذا لايمكن القيام بالأنشطة الاعتيادية اليومية البسيطة فيه فما بالك بما هو غير اعتيادي ويثير الفوضى والصراع كاحتفالات يرى كثير من زعماء الفوضى ومروجيها أنهم قادرون على منعها مستغلين دعما متعدد المصادر مالا وتسليحا وإعلاما. هنا كان المحك واختبار هيبة الدولة واثبات وجودها واقعا, فبعد جهد عام من العمل الميداني والخدمي قضاه رشيد في ازقة وحواري المدينة يتابع خطوات بنائها من الاساس ويتعرض هو وافراد حراسته لوابل من الرصاص أكثر من مرة الا ان الخطوات الواثقة لم يرهقها المسير، شهدت الاحتفالات بذكرى الثورة اليمنية في بداية المطاف في العام 2012م نوعا من التحريض واثارة البلبلة حيالها في محاولات متعددة لكبح جماح تقدم المدينة ونهضتها وظل هاجس التراجع يراود كثيرين قبل ان تشحن انفسهم اقداما وكفاحاً فلم يكن بد من مصير نجاح أو هلاك .
كانت ساحة العروض ميدان الحسم ومنطلق الحرية لممارسة الاحتجاج السياسي السلمي تحت حماية الدولة, اتاحت قيادة المحافظة لكل القوى ممارسة نشاطها السياسي في الساحة شرط سلميته, الا ان البعض استغل حالة الحرية تلك في عمل مسلح برز جليا يرفض الاعتراف بالدولة ولا بالقوى الأخرى الموجودة على الساحة، ورغم محاولات التهدئة التي قادها المحافظ واللجنة الأمنية إلا إن استفزاز المسلحين تواصل وتوسع, وفي هذا السياق تعددت حوادث الفوضى والاعتداءات على من يختلف مع تلك القوى بالراي وصار الحديث عن تدخل الدولة لا يقاف التطرف مزحة لم يصدقها مواطنو المحافظة الذين لم يكن امامهم الا التسليم بواقع لا يطاق.
حاولت اللجنة الأمنية إيقاف استغلال الساحة ووضع حد لتك التجاوزات ، بذل المحافظ رشيد كل وسائل الاقناع للوصول إلى حلول منطقية، الا ان شطحات الفوضويين تواصلت ووصل بها التطاول الى رفض السماح للدولة باقامة احتفال رسمي بمناسبة ذكرى الانتقال السلمي للسلطة 21 فبراير في ساحة العروض, لم يعد الامر حينها مجرد مساومة ولا يقبل التساهل فهيبة الدولة ستذبح ان جرى الانصياع لاملاءات البلطجة .
كانت الاستجابة الشعبية كبيرة، احتشد الناس ووصلوا بإصرار إلى ساحة العروض متجاوزين كل ما نصب امامهم من عراقيل وفوضى, تقدم المحافظ الصفوف معلنا عن ان عدن كانت ومازالت مدينة الجميع وحاضنة التعايش والمدنية ولن يرتهن مصيرها بيد ثلة من العابثين بامنها واستقرارها , مشيرا الى ان الاحتجاج السلمي مكفول ولا تحفظ عليه وبالمقابل كل محاولات فرض الآراء بقوة السلاح لا يمكن قبولها مطلقا مهما كانت النتائج .
20 ٪ من حوافز كبار المسؤولين خصمها لصغار الموظفين
لايحس بقسوة الظلم الا من اكتوى بناره، موازين مختلة واستغلال سيئ للانسان، يعيش الكثير من المطحونين حالة عوز كبيرة رغم جهدهم في العمل بينما ينال ويستولي ويتحايل عدد كبير من المسؤولين على مخصصات مالية كبيرة من الحوافز الشهرية دون حساب وتصل لما يفوق نصف مليون ريال هذا ماكان يعيشه موظفو ديوان المحافظة . ظل الجميع يتبادلون الشكوى بالظلم منتظرين من ينصفهم , حتى وصل بهم الحال الى الاجماع بعد طول انتظار بان المنقذ لن ياتي ابدا. في مفاجأة كبيرة انتصر رشيد كخطوة اولية لصغار الموظفين ووجه بخصم مانسبته 20 % من الحوافز الشهرية التي كان كبار المسؤولين يستلمونها وردها لصغار الموظفين ومثل ذلك حصة الاشراف على المشاريع كنسبة تقرها وزارة المالية عبر الاشغال للمحافظة تلك الاموال لم تكن متاحة لاحد سوى لمن لديه النفوذ تغير الحال تماما بادر المحافظ بالتوجيه بصرف تلك المبالغ لكل من كان له دور في العمل فيما يخص تلك المشاريع من الفراش والطباعة الى الاعلى, وزاد على ذلك ان شطب اسمه من تلك المخصصات لتوزع على بقية الموظفين . ومؤخرا انتصر بتوجيهاته للضعفاء من الموظفين ممن كانت مخصصاتهم الادنى ليرفعها الى الضعف ويأخذ مما كان يحوزه كبار الموظفين ليكون لاضعفهم .. اجراءات حملت عدالة ظل الكثير ينتظرها لتفتح امامهم ابواب مشرعة من الامل بان الزمن زمن تحمل المسؤولية باقتدار مختلف تماما عن زمن المعاناة والظلم .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.