تتمتع محافظة عدن بشواطئ و سواحل حباها الله من الجمال ما جعلها تحفة الانظار,و مقصد الزوار من كل البلدان و الامصار ,الذين يقصدوها استمتاعا بروائع مشاهدها و تنوع مفردات جمالها السياحي و الجغرافي . ما أن تطأ قدماك مدينة عدن حتى تجذبك شواطئها فلا تدري أين تحط رحالك ؟ وأين يمكن أن تمارس السباحة ؟ .. فبحرها الدافئ و رمالها الذهبية بل كل شيء فيها يغريك لتبدأ منه رحلتك الاستجماميه . تحاط محافظة عدن بعدد من الشواطئ أطولها شاطئ صيرة الذي يستخدم كمكان للصيد لكثرة الأسماك فيه , ويعد من السواحل غير الصالحة للسباحة , ويمتد هذا الشاطئ حتى ساحل ابين في مديرية خور مكسر , الذي يتميز عن غيره من الشواطئ بنظافته بسحر جماله و تنوع الخدمات المقدمة فيه وكان جماله ومايزال مصدر الهام لعدد من الشعراء, و لعل ذاكرة الادباء و المهتمين لن تنسى مطلع القصيدة التي كتبها الشاعر الكبير /لطفي جعفر أمان/ وغنائها الفنان /احمد قاسم/ والتي قال فيها "يا ساحل أبين بنى العشاق فيك معبد " . أما شواطئ مديرية التواهي يعد أجملها ! شاطئ الساحل الذهبي الذي يقع في منطقة جولد مور , و سمي بالساحل الذهبي لصفاء مياهه ونظافته شريطه الساحلي وهدوء أمواجه .. كما يوجد في هذه المديرية ساحل خليج الفيل لقربه من جبل له شكل خرطوم يضفي على المكان غرابة ودهشة ومتعة تغريك بالزيارة . و تتعدد الشواطئ في مديرية البريقة أهمها شاطئ الأزرق الذي يعد من أبرز الشواطئ فيها و يبعد عن مركز المحافظة بحوالي 20 كم في الاتجاه الغربي و يقع بين جبلين بطول 800م .. وشاطئ كود النمر الذي يمتاز بجماله و طابعه السياحي ، و يطل عليه جبل سالم سويد ، و يمتد حتى شاطئ الغدير الذي يقع في الاتجاه الغربي من المحافظة ، و يبعد عن مركز المحافظة بحوالي 20 كم ، و يعد من أفضل المصايف اليمنية بالإضافة إلى شواطئ عمران وفقم و الخيصة . و تتصل شواطئ محافظة عدن مع شواطئ الجمهورية في البحر العربي بشريط ساحلي يصل طوله إلى اكثر من 2000 كم يبدا من ساحل عمران وينتهي بساحل نشطون في المهرة . و يرتاد هذه الشواطئ يوميا المئات من سكان عدن بالإضافة الى اضعاف ذلك خلال الاجازة الاسبوعية والتي تاتي معظمها رحلات جماعية من سكان و طلاب المحافظات المجاورة .. كما يزورها اكثر من مليون زائر خلال اجازات الاعياد والمناسبات من جميع المحافظات و من الأشقاء العرب والسياح الأجانب للاستمتاع بأيامها ولياليها الجميلة .. حيث يقضون اوقاتهم مابين الاستراحة تحت الخيام التي ينصبوها في اماكن متفرقة وبين السير على رمالها الباردة ليلا و الدافئة نهارا أو السباحة متى شاءوا و ممارسة الرياضة على رمالها الناعمة والتي لها فوائد صحية جمة. فيما مضى كانت هذه الشواطئ مكان ينعدم فيه النظام والترتيب حيث كان الزائرون يدخلون بسياراتهم الى مشارف البحر مما يمنع الزائرين والسواح و الجالسين على رمالها من التمتع بروعة الشاطئ .. كما كانت تقل فيها الخدمات الترفيهية و الامنية و تكثر فيها النفايات و مخلفات الزوار وتنعدم مظاهر التشجير والتزهير التي لها اثر على نفوس الزائرين لهذه الشواطئ وكذا قلة الكراسي و المظلات التي تحميهم من حرارة الشمس . *جهود بذلت قيادة محافظة عدن و منظمات المجتمع المدني جهودا حثيثة لتحسين المنظر الجمالي لهذه السواحل و الحفاظ على نظافتها وبما يمكنها من الوصول إلى مصاف الشواطئ السياحية العالمية لتصبح مكان يقضي فيه السواح المحلين والأجانب إجازتهم .. و تمثلت هذه الجهود في إقامة الكورنيشات التي كان اخرها الكورنيش الممتد من جولة ريجل امام فندق عدن بخور مكسر و حتى دكة المعلا الذي يطل على ميناء عدن و جزيرة العمال و يتمتع بجمال خاص و كذا القيام بتوسيع هذه الكورنيشات لتتسع لالاف الزوار و رصفها و تشجيرها وغرس الازهار وتقوية اضاءة أعمدة الانارة وكذا تسيير دوريات امنية برية وبحرية على مدى 24 ساعة لحماية مرتادي هذه الشواطئ و دوريات للحافظ على نظافة هذه السواحل وجمالها وجاذبيتها و كذا توزيع منشورات ارشادية وتوعوية لضمان سلامة ممارسي السباحة فيها . كما عملت قيادة المحافظة على وضع حواجز لمنع دخول السيارات إلى رمال الشواطئ الدفئة و كذا نصب المظلات و الكراسي للاستراحة ومواقف للسيارات والسماح بإقامة الكافتيريات والمطاعم السياحية المحادية للسواحل لتقديم الخدمات الترفيهية لمرتادي هذه الشواطئ .. بالاضافة الى اصدار توجيهات بمنع مضغ القات في الشواطئ والمتنفسات العامة تنفيذا لاستفتاء زوار هذه الشواطئ . ما يميز محافظة عدن ايضا وجود عدد من الشواطئ و الجزر بمدينتي البريقة والتواهي التي لم تعبث بها يد الإنسان بعد .. وهي لا زالت بكر وتمتاز بشواطئ تحيط بها سلسلة من الجبال و التضاريس . و في اطار الجهود للاهتمام بهذه الشواطئ والجزر أعلن المجلس المحلي لمديرية التواهي العام الماضي جزيرتي دنافة و أم الحجار مناطق محمية بعد دراسة ومسح قام بها فريق من المجلس المحلي لحماية البيئة وجمعية الجيولوجيين اليمنيين اكتشف خلالها وجود شعب مرجانية وزهور برية وحشرات وزواحف برية نادرة وشواطئ محمية بالتضاريس .. و لازالت الجهود مبذولة للقيام بعدد من المسوحات والاستكشافات لمحميات أخرى تزخر بالحياة البرية التي يمكن أن تكون ملاذ للسواح ومواقع للباحثين والجيولوجيين . *علاج مجاني مندوب وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التقى عدد من زائري هذه الشواطئ من محافظات الجمهورية و من الدول الشقيقة و الصديقة حيث قال الدكتور /محمد محمد حسن/ من محافظة تعز " أنا زرت مدينة عدن أكثر من مرة وما يجذبني إليها هي هذه الشواطئ الخلابة التي تعد علاج رباني مجاني يفيد جسم الإنسان و يخفف من المشاكل التي تصيب الاعصاب و العضلات .. فرمالها الذهبية الدافئة عند التمدد عليها تشعر الجسم بالاسترخاء والانتعاش". فيما يقول الأخ /موسى عبدالجليل العبسي/ من محافظة لحج : "كلما شعرت بمشاكل في عظامي ومفاصل جسمي أتوجه إلى عدن للتمدد على رمالها الطبية و الاغتسال ببحرها الدافئ و ممارسة رياضة السباحة" . عدد من اعضاء فوج سياحي الماني اكدوا حجم الانجاز والتغير الايجابي الذي حصل في عدن مقارنة بما وجدوها عليه في زيارات سابقة وعلى وجه الخصوص في شواطئها وسواحلها ومعالمها التاريخية .. مهيبين بضرورة مضاعفة الجهود للاهتمام بها وتعزيز وعي الناس للمساهمة في المحافظة عليها ورعايتها. ووافق الزائر السعودي /محمد عبدالله/ راي السياح الالمان من حيث مضاعفة الاهتمام بجمالها و تطوير بنيتها التحتية وخصوصا الخدمات واضاف قائلا " ان شواطئ عدن جميلة وهي هبة و نعمة من الله يجب عدم التفريط بها او اهمالها" . أما الأخ /سمير يحيى سعيد الصايغ/ من محافظة مار وهو من الشباب الذين يهوون كتابة الشعر فقال " أنا اكتب الشعر وانظم القصائد بأنواعها وأجيد الشعر الخميني بشكل جيد .. ولكن عندما أردت وصف شواطئ مدينة عدن لم أجد الكلمات المناسبة لها .. فماذا أقول في جمالها وروعتها ؟! يصعب وصفها حقا . و شاطره شقيقه /جبر الصايغ/ الرأي أثناء حديثنا معه قائلا "شواطئ عدن جميلة جدا ورائعة الجمال .. فلا عجب ان تجذب اليها الطامعين خاصة وانها تتمتع الى جانب جمالها بموقع استراتيجي وجغرافي هام .. اتوقع لشواطئ عدن ازدهارا اكثر" . * وبعد ستكشف لنا الايام القادمة عن كثير من كنوز جمال شواطئ عدن التي ما تزال كامنة تحت غطاء يحتاج الى من يزيله ليبرزها ويمنح الجميع فرصة الاستمتاع بسحر يجعل لسواحل عدن وشواطئها قصة جمال مختلفة لا يقرأها الا من زراها .. وهو ما يتطلب تشجيع الاستثمار السياحي بما يسهم في الاستغلال الامثل لهذه الشواطئ والاستفادة من مقوماتها الجمالية من خلال بناء المنتجعات والشاليهات والقرى السياحية ومدن للالعاب المائية التي يمكن ان تحقق مورد اقتصادي هام للمحافظة. سبأنت