لأول مرة في تاريخ مصر.. قرار غير مسبوق بسبب الديون المصرية    لحظة وصول الرئيس رشاد العليمي إلى محافظة مارب.. شاهد الفيديو    قائمة برشلونة لمواجهة فالنسيا    المواصفات والمقاييس ترفض مستلزمات ووسائل تعليمية مخصصة للاطفال تروج للمثلية ومنتجات والعاب آخرى    رئيس كاك بنك يشارك في اجتماعات الحكومة والبنك المركزي والبنوك اليمنية بصندوق النقد والبنك الدوليين    الإطاحة بوافد وثلاثة سعوديين وبحوزتهم 200 مليون ريال.. كيف اكتسبوها؟    - عاجل امر قهري لاحضار تاجر المبيدات المثير للراي العام دغسان غدا لمحكمة الاموال بصنعاء واغلاق شركته ومحالاته في حال لم يحضر    العميد أحمد علي ينعي الضابط الذي ''نذر روحه للدفاع عن الوطن والوحدة ضد الخارجين عن الثوابت الوطنية''    مدير شركة برودجي: أقبع خلف القضبان بسبب ملفات فساد نافذين يخشون كشفها    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    وفاة امرأة وإنقاذ أخرى بعد أن جرفتهن سيول الأمطار في إب    رغم القمع والاعتقالات.. تواصل الاحتجاجات الطلابية المناصرة لفلسطين في الولايات المتحدة    الهجري يترأس اجتماعاً للمجلس الأعلى للتحالف الوطني بعدن لمناقشة عدد من القضايا    منازلة إنجليزية في مواجهة بايرن ميونخ وريال مدريد بنصف نهائي أبطال أوروبا    استهداف سفينة حاويات في البحر الأحمر ترفع علم مالطا بثلاث صواريخ    افتتاح قاعة الشيخ محمد بن زايد.. الامارات تطور قطاع التعليم الأكاديمي بحضرموت    الذهب يستقر مع تضاؤل توقعات خفض الفائدة الأميركية    اليمن تحقق لقب بطل العرب وتحصد 11 جائزة في البطولة العربية 15 للروبوت في الأردن    ''خيوط'' قصة النجاح المغدورة    واشنطن والسعودية قامتا بعمل مكثف بشأن التطبيع بين إسرائيل والمملكة    وفاة ''محمد رمضان'' بعد إصابته بجلطة مرتين    «الرياضة» تستعرض تجربتها في «الاستضافات العالمية» و«الكرة النسائية»    الريال اليمني ينهار مجددًا ويقترب من أدنى مستوى    كانوا في طريقهم إلى عدن.. وفاة وإصابة ثلاثة مواطنين إثر انقلاب ''باص'' من منحدر بمحافظة لحج (الأسماء والصور)    بين حسام حسن وكلوب.. هل اشترى صلاح من باعه؟    للمرة 12.. باريس بطلا للدوري الفرنسي    السعودية تكشف مدى تضررها من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر    ريمة سَّكاب اليمن !    الشيخ هاني بن بريك يعدد عشرة أخطاء قاتلة لتنظيم إخوان المسلمين    في ذكرى رحيل الاسطورة نبراس الصحافة والقلم "عادل الأعسم"    نداء إلى محافظ شبوة.. وثقوا الأرضية المتنازع عليها لمستشفى عتق    حزب الرابطة أول من دعا إلى جنوب عربي فيدرالي عام 1956 (بيان)    السعودية تعيد مراجعة مشاريعها الاقتصادية "بعيدا عن الغرور"    الأحلاف القبلية في محافظة شبوة    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    عودة الحوثيين إلى الجنوب: خبير عسكري يحذر من "طريق سالكة"    جماعة الحوثي تعلن حالة الطوارئ في جامعة إب وحينما حضر العمداء ومدراء الكليات كانت الصدمة!    النضال مستمر: قيادي بالانتقالي يؤكد على مواجهة التحديات    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تأخر مخصصات ودواء مرضى السرطان مشكلة تتطلب حلول
نشر في سبأنت يوم 27 - 01 - 2009

تعد عملية إمداد المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية بالأدوية واستمرار توفرها من أهم المعضلات والمشاكل التي رافقت القطاع الصحي خلال الفترة الماضية.
ورغم التصريحات التي كانت تؤكد تحسن عملية إمداد المستشفيات بالأدوية، إلا أن معظم تلك المستشفيات كان خاليا من الأدوية باستثناء بعضها المستخدمة في الحالات الطارئة.
"السياسية" التقت المدير الإقليمي للبرنامج الوطني للإمداد الدوائي بعدن، التابع لوزارة الصحة العامة والسكان، الدكتور علي عبد الله صالح المرفدي. فإلى الحوار.
* كيف جاء تأسيس البرنامج الوطني للإمداد الدوائي؟
- البرنامج الوطني للأدوية أو الإمداد الدوائي التابع لوزارة الصحة العامة والسكان تأسس بعد إلغاء صندوق الدواء في عام 2004، فتم تأسيسه ليقوم بمهمة شراء وتوزيع الأدوية للمؤسسات الصحية بشكل عام لجميع المحافظات. ويتبع هذا البرنامج أو سلسلة الإمداد أربعة مخازن إقليمية في كل من صنعاء والحديدة وعدن والمكلا، ويمثل مخزن عدن طبعا ثاني أكبر المخازن بعد مخزن صنعاء، ويقوم بتوزيع الأدوية لست محافظات هي عدن وتعز وإب والضالع وأبين ولحج.
البرنامج يعمل على الإرث الذي تركه صندوق الدواء. وكان لدى الصندوق قاعدة من البيانات الطيبة التي تساعدنا على تقديم الاحتياجات وتوزيع الأدوية للمؤسسات الصحية بما يتناسب وحجم هذه المؤسسات وحجم العمل والأنشطة الصحية التي تقوم بها.
* ما هي الآليات أو المقترحات التي تقومون بتنفيذها؟
- فصل عملية الإمداد بالأدوية التابعة لأنشطة الرعاية الصحية الأولية، حيث أعطيت لقطاع الرعاية الصحية في الوزارة، وطبعا تمت عملية الاستيراد ونتوقع وصول هذه الأدوية خلال الفصل الأول من العام الجاري 2009، وينتظر تجميع قائمة الأدوية وسيتم توزيعها لجميع المحافظات.
وبقيت أدوية الأمراض المزمنة بالإضافة إلى أدوية المستشفيات، ويقوم بها برنامج الأدوية، وهذه يُعلن عنها في مناقصة، وقد تم تحديد الأصناف والارساءات على التجار على أساس أن يتم توريد هذه الأدوية خلال الربع الثاني من العام الجاري، ونأمل أن تتم العملية بصورة دورية حتى يتم الانتظام في عملية الإمداد، لأننا خلال الفترة الماضية عانينا من اختناقات شديدة وعدم توفر الكثير من الأدوية وهذه المعاناة لاحظها الكثير.
* ما أبرز الأدوية التي حصلت فيها انقطاعات أو اختناقات؟
- أدوية الأمراض المزمنة مثل أمراض الهيموفيليا أو أمراض النزف وأمراض الفشل الكلوي وأمراض السكري إلى آخره، والأمراض النفسية والعصبية، كل هذه عانى مرضاها من انقطاعات وليس عدم توفرها، ولكن حصلت انقطاعات لهذه الأدوية وعانينا مثلما عانى هؤلاء المرضى، ونتوقع أن تتحسن اعتبارا من هذا العام، لأنه أصبحت هناك آليات مستقيمة وواضحة، وكان هناك مقترح آخر: أن توزع ميزانية الأدوية للمحافظات، ولكن وجد من الأفضل عملية الشراء المركزي، لما لها من خصوصيات، منها:
أولا: عندما تعلن المناقصة يشترك فيها عدد كبير من الموردين، وهذا يتيح لك فرصة أفضل. ثانيا: الكميات التي تعلن كميات كبيرة جدا، لأنها تمثل إجمالي جميع المحافظات، وبالتالي نجد أن الموردين يتنافسون على قضية السعر، بحيث أنك تستطيع فعلا بالمبالغ المخصصة أن تشتري أكبر كمية ممكنة من هذه الأدوية حتى تستطيع توزيعها على جميع المؤسسات في المحافظات والعاصمة.
* مرضى بعض الأمراض المزمنة مثل السكري كانوا يعانون من عدم توفر أدويتهم. ما صحة ذلك؟
- طبعا الأنسولين هي المادة المعالجة لمرضى السكري، وكانت موجودة ومتوفرة معظم أوقات العام الماضي وإلى الآن مازالت متوفرة، ولكن هناك النوع الآخر من علاج السكري وهو الأقراص، وهو كان غير متوفر خلال الفترة الماضية.
* وحتى بعض أنواع الأنسولين كان معدوما؟
- الأنسولين، النوع الأساسي الذي يستخدم هو نوع "المكستار" وهذا النوع أنا أستطيع أن أجزم أنه خلال فترة النصف الثاني من العام المنصرم كان متوفرا.
* ولكن في كثير من الصيدليات كان معدوما؟
- نحن مسؤولين عن الإمداد الحكومي فقط، والصيدليات الخاصة تتمون عبر الموردين، وكل مورد عنده مجموعة من الأدوية ويمثل شركة من الشركات أو مجموعة شركات ويتم الاستيراد. وأعتقد إلى الآن لم تستطع الدولة السيطرة على ماذا يجب أن تستورد صيدليات القطاع الخاص، فهناك كثير من أدوية الأمراض الخطيرة والمهمة ولكن السيطرة هنا معدومة في كيفية توجيه بعض المستوردين لضرورة توفير هذه العلاجات من أجل أن تكون متاحة للناس في السوق، لهذا نحن دائما نجد كثيرا من المرضى يذهبون إلى الخارج حتى يجلبون احتياجاتهم من الدواء وهذه ظاهرة موجودة.
* كم تقدرون ما تم صرفه لشراء الأدوية خلال العام 2008؟
- خلال العام 2008 تقديريا بحدود 30 مليون ريال، وهذا رقم متواضع جدا، لأننا عانينا خلال الفترة الماضية من اختناقات شديدة، وطبعا هذا لتمويل المستشفيات والمجمعات الصحية، بالإضافة إلى حوالي 30 مليون ريال للصيدلية المركزية، وطبعا ضمن نطاق صيدلية عدن، أي إجمالا 60 مليون ريال.
* كيف سيكون حال الإمداد الدوائي خلال العام الجاري؟
- خلال العام 2009 هناك أدوية الرعاية الصحية الأولية التي مثلما ذكرت ستصل خلال الثلث الأول من هذا العام وخلال الثلث الثاني ستكون جميع المؤسسات الصحية قد استلمت هذه الأدوية.
* كم صنفا تتضمن أدوية الرعاية الصحية؟
- تمثل 130 صنفا سيتم توزيعها لكل المستشفيات والمراكز الصحية والوحدات في الأرياف.
* هل يصل الإمداد الدوائي إلى الأرياف؟
- حقيقة الأرياف التي يمثل سكانها 70 بالمائة من عدد السكان حظوظها كانت قليلة في الفترة الماضية. الآن فعلا يتم التركيز على أنشطة الرعاية الصحية الأولية، لما تمثله من أهمية في حياة المرضى على مستوى الأرياف. من أجل ذلك الأدوية ستكون متوفرة والخدمات أيضا ستكون متوفرة وجميع الأنشطة فيما يخص الأم الحامل ومسألة العناية بالأطفال والعناية بالفئات السنية الأكثر حساسية.
* واللقاحات...؟
- واللقاحات أيضا، ولو أن لها برنامجا آخر، فهي أحد أنشطة الرعاية الصحية.
* أضحى السرطان آفة تنتشر بسرعة كبيرة بين الناس. كيف يتعامل البرنامج مع أدوية هذا المرض؟
- السرطان يمثل واحدا من الأمراض المزمنة التي تقوم الصيدلية المركزية بتسجيل المرضى وفتح بطاقات بأسمائهم وتعطيهم الدواء المناسب؛ لكن للأسف كثير من الأدوية ليست متوفرة عندنا، إضافة إلى أن قائمة الأدوية الوطنية يفترض أن تضاف إليها الأدوية الحديثة، لأنه يكلف الكثير من المرضى شراء الكثير من الأدوية الغالية التي لم تدخل بعد ضمن قائمة وزارة الصحة. وحصلت الآن مراجعة لقائمة الأدوية الوطنية وأضيف كثير من الأدوية الحديثة. وتسعى الكثير من الجهات، منها برنامج الأدوية ومركز السرطان، إلى إدراج هذه الأدوية في القائمة، إلا أنه في الوقت الحاضر هذه الأدوية يتم استيرادها وتوريدها لمركز السرطان بصنعاء، وهو للأسف خدماته محصورة في العاصمة، ويضطر كثير من المرضى في المحافظات إلى السفر، وأنا قابلت كثيرا من المرضى ويترددون عليَّ، وكثير من المرضى سافروا أكثر من عشر مرات من أجل الحصول على فيالة دواء، ومازال أمامهم جرعات أخرى من أجل إكمال علاجهم.
هذا واحد من الأشياء التي يجب الوقوف أمامها، مثل هذه الأدوية يجب أن توزع، ويجب أن تتاح للمريض رعاية لنفسيته ونفسية الأهل، وتصور كيف تكون حالة مريض السرطان النفسية، وبالتالي فعلا يجب أن تسهل هذه الأدوية وتوزع على مستوى المحافظات.
* من الأكثر حظا في الحصول على الأدوية، المستشفيات أم المجمعات والمراكز؟
- الحقيقة المستشفيات هي أكثر حظا من المراكز الصحية، لأنه اعتمد ضمن ميزانيتها التشغيلية بنود لشراء الأدوية والمستلزمات الطبية بهدف خدمات الطوارئ في هذه المستشفيات والتي يحتاجها المريض في قسم الإسعافات على أساس أنه يستطيع فعلا تقديم المساعدة الفورية.
* كيف تصف علاقة البرنامج بالهيئة العليا للأدوية؟
- الهيئة العليا للأدوية هي عضو أساسي في لجنة المناقصات الخاصة بالأدوية التي يقوم البرنامج بشرائها للمؤسسات الحكومية، وبالتالي هو الرقيب الأساسي ومهمته مراقبة وتسهيل عملية تسجيل بعض الأصناف التي يتم اعتمادها للاستيراد وبعد ذلك يقومون بعملية الفحص لضمان جودة الدواء.
* هل تعتقد انه سيكون هناك فرق خلال هذا العام؟
- أنا أعتقد أنه سيكون هناك تحسن وفرق عن الثلاث السنوات الماضية.
* بالرغم من تخفيض الحكومة للموازنة التشغيلية للدولة 50 بالمائة...؟
- بالرغم من تخفيض الميزانية التشغيلية 50 بالمائة، لأن عملية شراء الأدوية قد تمت، وما بقي إلا عملية التوريد، وبالتالي في هذا العام سيكون هناك أدوية وخصوصا أدوية الرعاية الصحية وبعض أدوية المستشفيات، وستصادفنا بعض الاختناقات في بعض الأدوية، لأن الإمداد الدوائي غير منتظم ولكن هذا شأن أي إمداد دوائي في العالم.
* ماذا تقترح لانتظام عملية الإمداد الدوائي؟
- لانتظام عملية الدواء لا بد أن يكون هناك جهاز فني مدرب على مستوى عال، يضم نخبة من الاختصاصيين في جانب الصيدلة والدواء، بالإضافة إلى تمتعهم بالفكر الاقتصادي، لأنه ضمن منهج الصيدلة عندهم فكرة الاقتصاد.
ثانيا: العملية الفنية والمسؤولية الفنية الطبية لرعاية المرضى والشعور بأهمية توفر هذه الأدوية والإدراك الكافي، ما نحتاجه هو التخفيف من عملية القبضة المالية على الأموال.
* ماذا تقصد بالقبضة المالية على الأموال؟
- ممثلو وزارة المالية في وزارة الصحة لا شك أنهم يحرصون على أن تصب هذه الأموال في اتجاهاتها الصحيحة، ولكن هناك نوع من القبضة الشديدة على صرف هذه الأموال، فأحيانا تتأخر لأكثر من سنة، فخلال السنوات الماضية كان مستوى الأدوية متدنيا جدا وليس هناك رقيب يثبت هذا الشيء بالملموس للناس من أجل أن تشعر فعلا أن الأدوية ناقصة، بل تكاد تكون غير متوفرة في كثير من الأرياف، وأنا لا أتحدث عن المدينة فقط ولكن أنظر دائما إلى الناس الموجودين في الوحدات الصحية برؤوس الجبال وبطون الوديان، ناس فقراء. فالرعاية الصحية الحكومية فيها نوع من التقصير، وخصوصا في جانب توفير الدواء. لذلك لا بد من توفير جهاز في كفؤ ومنتظم وثابت ويتلقى التدريب والتأهيل الكافي وتوفير المكافآت حتى لا يحتاج أن يأخذ ويعمل بنوع من الشفافية في عملية الارساءات وعملية إعلان المناقصات وتوفير المواصفات الجيدة والدقيقة من أجل ضمان أدوية صحيحة ولها فائدة علاجية مناسبة.
لذا لا بد من وجود جهاز متخصص للمشتريات، بعدها يتم التوفير أو التوزيع باستخدام شبكة التوزيع الحالية. وأنا أعتقد أنها شبكة طيبة ناجحة ثبت نجاحها خلال فترة صندوق الدواء وما تلا صندوق الدواء، ليس هناك مشكلة في شبكة التوزيع ولكن عملية الشراء وعملية التوفير المنتظم هي هذه المعضلة التي تقابلنا بصورة مستمرة.
* هل من الممكن أن تقدم لنا نبذة عن استعدادكم لاستقبال خليجي 20 المزمع إقامته مطلع 2011؟
- تستعد محافظة عدن لاستقبال خليجي 20 في القطاع الصحي، وقدم مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان بعدن مقترحا إلى محافظ المحافظة، وشكلوا لجانا كنا نحن أعضاء فيها وأسهمنا في إعداد قائمة الأدوية التي تحتاجها المستشفيات وطبعا سيتم تجهيز أيضا الكثير من المعدات، لأننا نعرف أن القطاع الصحي بعدن يعاني من كثير من الاحتياجات، وبالتالي تم تشكيل لجان تضم مديري المستشفيات ومديري المديريات بالمحافظة، وتم دراسة الوضعية الراهنة بشكل متأنٍّ وتحديد أوجه الضعف والاحتياجات والنواقص الموجودة... أخذنا كل هذا، حتى أننا أشركنا القطاع الخاص في عملية الإعداد حتى يتحمل مسؤوليته مع القطاع الصحي الحكومي في إبراز خدمات طبية طيبة لضيوف خليجي 20.
وطبعا حددنا مستويين للرعاية، المستوى الأول مستوى الطوارئ وهو يمثل أقسام الطوارئ في مستشفيات أهمها مستشفى الجمهورية ومستشفى الوحدة ومستشفى 22 مايو، كما سيتم تجهيز مستشفى جديد إضافي بالقرب من الملعب الجديد إذا تم تشييد ملعب، بالإضافة إلى شبكة خدمة نقل الإسعاف والطوارئ، ستكون عندنا سيارات وسيتم وضع برنامج تدريبي وتأهيلي لأطقم الإسعاف ونقل حالات الإسعاف، لأن الطاقم الذي سينزل من أجل الإسعاف سيكون أيضا مدربا ومؤهلا حتى يتمكن من اتخاذ الإجراءات المهمة الكفيلة بإنقاذ حياة المريض في اللحظات الأولى في الميدان وبعدها نقلها إلى شبكة الإسعاف، فشبكة الإسعاف هي الأولى أو المواجهة.
وفي المستوى الثاني الخدمات الصحية، لأن الوافد أيضا سيستخدم الخدمات الصحية الأساسية الموجودة في المجمعات، وحددنا تقريبا تجهيز عشرة مجمعات، من كل مديرية تقريبا أخذنا مجمعا بالإضافة إلى بعض المراكز، وقدمنا الكثير من المقترحات على أساس أن تلك المجمعات والمستشفيات تخدم على مدار الساعة، بحيث تكون هذه الخدمة متاحة في أي وقت وبما من شأنه عكس صورة طيبة لمحافظة عدن.
*هذه استعدادات عدن. وأبين...؟
- أنا أتحدث عن استعدادات عدن، ولا علم لي بأبين.
* ما مقدار الميزانية التي رصدت لهذه الاستعدادات؟
- الميزانية التقديرية بحثت، وأعتقد أنه خصص حوالي 15 مليارا لقطاع الصحة لتجهيز أقسام الطورائ وتجهيز عشرة مجمعات وفي حدود أكثر من 50 سيارة إسعاف ستتواجد في الطرقات، وهي في الأخير ستنتشل وضع قطاع الصحة المتردي الآن وتنقلنا إلى درجة أفضل.
* متى سيبدأ تنفيذ هذا المقترح؟
- دورنا كصحة أعطينا طلباتنا للمحافظة، والمحافظة تحدثت عن تخصيص 15 مليارا، ونحن متفائلون بهذا المبلغ لما سيحققه من نقلة نوعية، ولكن قضية التنفيذ تعتمد على قدرات الأجهزة الداعمة واستعدادها. وبصراحة، نحن نخشى أن تؤثر الأزمة المالية العالمية الحاصلة على عملية التمويل.
* كيف ترى عملية توفير الأدوية بين الماضي والحاضر؟
- في الماضي الدولة كانت هي المسؤولة عن توفير كل الأدوية، خصوصا قبل الوحدة وبعد الوحدة مباشرة، وبالتالي كان لا بد من توفير جميع الأدوية، وكان فعلا قطاع الصحة يتحمل مسؤولية ضخمة جدا، وهي توفير جميع الأدوية على مدار السنة، وهذه كانت تسبب لنا مشاكل كبيرة جدا وتثير كثيرا من القضايا.
اليوم نحن في وضع أفضل من حيث توفر الدواء في البلد وبالتالي إذا لم يتوفر في المستشفيات فهو متوفر على الأقل في صيدليات القطاع الخاص. أعني: القطاعان يكملان بعضهما في الخدمة.
لكن نحن دائما نركز على أدوية الطوارئ أدوية الخدمات العاجلة التي يحتاجها فعلا المريض أو يحتاجها بعض المرضى، لذا مازالت مسؤولية الحكومة فيما يخص الأدوية التي تعترضها كثير من الصعوبات الإدارية وربما المالية وصعوبة عدم الكفاءة الإدارية لإدارة الصحة، وهذه مشكلة.
* مقترحات وحلول تضعها لتحسين عملية الإمداد الدوائي؟
- عملية الإمداد الدوائي في عدن هي قضية مرتبطة بالمخصصات السنوية فيما يخص إمداد المجمعات والمستشفيات، وقضية مرتبطة بتحسن الوضع الإداري وتحسن الآلية فيما يخص استيراد الأدوية على مستوى وزارة الصحة. وأعتقد أنهم بدؤوا يضعون اللبنات الأولى للطريق الصحيح من جهة تنظيم الآلية أولا، والميزانيات التي فعلا تصرف للمستشفيات ثانيا، وهذا سيعمل نوعا من الإنقاذ للناس. لكن أنا أعود لمقترحي السابق وأقول: لا بد من توفر هيئة إمداد دوائي بكفاءة عالية وبكوادر متخصصة وتوفير الأموال الكافية اللازمة من أجل أن تقوم العملية الإمداد.
العملية ليست بهذه البساطة، وعندما تبسط عملية إدارة الإمداد الدوائي تحصل المشاكل وتحصل العيوب. عملية الإمداد الدوائي عملية إدارية علمية معقدة تتلخص في كيف تلتزم بتوفير الدواء على مدار الساعة وخصوصا فيما يخص طائفة معينة من الأدوية التي تخص الطوارئ.
صحيفة السياسية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.