يغضب كثيرا حينما تسأله زوجته مع من كنت؟ ويقول إنها تعرف الإجابة مسبقا عليه، فلماذا تسأله يوميا؟ وهي تقول إنها تريد التأكد فقط, قد تكون لدى الأزواج أسئلة متكررة ومستفزة وغير ضرورية في وقت تعتبرها الزوجات مهمّة، وترى الإجابات عليه هي المستفزة. مسلسل أسئلة الزوجات وإجابة الأزواج مشاهد متكررة، وإن اختلفت فصولها، لكنها تدوم ولا تنتهي.. "السياسية" طرحت هذا الموضوع على عدد من الأزواج الذين يعتبرون أنفسهم عُرضة للاستفزاز، بسبب تكرار الأسئلة، وكيف يتعاملون معها. ** صراحة تقول إحدى الزوجات إنها كُلما سألت زوجها من أين لك هذا المبلغ؟ لا يجيبها بصراحة عن ذلك، ويتهرب دائما، وعند ما يجيبها يقول: من "عند الله".. فتغضب كثيرا من تلك الإجابة. وتضيف أنها إجابة متكررة لأسئلة كثيرة، فهو يحرص على ألاّ يجيبها. وتؤكد إحدى الزوجات إلحاح زوجها في السؤال عند ما يجد معها هديّة مثلا، فيستفزها سؤاله مما يدفع بها إلى رد فعل بارد تجاه السؤال.. وقد تنعكس الآية وتسأل الزوجة عند ما ترى أية هدية مع زوجها. وتشتكي إحدى الزوجات من أن زوجها لا يجيب عن أسئلتها، ويكتفي بالصمت. وتقول إن الصمت من طبعه، فهو لا يتحدث بمقدار ما يسمع، وأنها تتعب من كثرة التحدث إليه، وأنه يستمع إليها دون أن يرد عليها، ولو بكلمة اللهم إلا إيماءة برأسه أو نظرة بعينيه، وهذا ما يغضبها أكثر. ويشتكي أزواج كثيرون من اختيار زوجاتهم لتوقيت الأسئلة، وتعد ساعة العودة إلى المنزل، بعد يوم شاق ومتعب لدى الأزواج تنهال الزوجات عليهم بالأسئلة، فبدلا من أن تُحسن استقباله، وتخفف عنه تعبه تكثر عليه الأسئلة، وتلح على الإجابة وبسرعة، مما قد يوقعه في حرج، فيوغر صدره نحوها. فهذا أحد الأزواج يتذمّر من اختيار زوجته لوقت سؤاله، فهو يقول إنه تختار وقت عودته من عمله، وهو في قمّة تعبه وتنهال عليه بالأسئلة التي قد تكون مكررة في أغلب الأحيان ك:لماذا تأخرت؟ ومع من كنت؟ ...الخ. ويقول العم سعيد وهو مزارع ومتزوج منذ 15 عاما إن سؤال زوجته له بخصوص تأخره عن البيت يزعجه كثيرا، ويرى في ذلك عدم ثقة، رغم مرور وقت طويل على زواجهما. ** أسئلة مزعجة يقول أمين الخولاني، وهو مدرس، إن أكثر الأسئلة التي تطرحها عليه زوجته هي: لماذا تذهب بيت والدك؟ في حين يسرد عبد الله، وهو صحفي، بمرارة عددا من الأسئلة التي تصر زوجته على تكرارها مرارا على مسامعه لتتحول إلى حديث شبه يومي بين الطرفين. ويضيف: "إن زوجتي تصر على بعض تلك الأسئلة، مثل: كم لديك علاقات؟ وأين تقضي وقتك عند ما تكون في الخارج؟ ومع من تجلس؟". وبحسب الأزواج الذين استطلعت "السياسية" آراءهم، فإن تكرر السؤال في اليوم عدّة مرات هو السائد، مما يخلق جوا من المشاحنات والزعل الذي قد يصل إلى حد أن تترك الزوجة المنزل، وقد تتفاقم هذه المشاكل حتى تصبح عائقًا أمام سعادتهما. فالزوج الذي تسأله زوجته إلى أين أنت ذاهب؟ حتى عند ما يذهب إلى الدوام أو يخرج هو وأبناؤه، وتكراره في اليوم الواحد عدّة مرات، ويرى الزوج أنه من غير المعقول أن يُعطي لهذه الأسئلة أي مبررات. ويرى أزواج آخرون أن السبب وراء تلك الأسئلة هو عدم فهم الطرف الآخر كما ينبغي، في حين يرى البعض الآخر أنه فقط محاولات من الطرف الآخر لإغاظته واستفزازه. في حين يستمتع أزواج آخرون بسنفونية الأسئلة، ولا يغضبه تكرارها، فيرى صالح أن أسئلة زوجته تعبّر عن مدى حبها له، ولا يتذمّر منها، بل يكون في قمّة سعادته عند سمعها ويجبها بكل بساطة وواقعية خالية من الكذب. ** التطنيش.... تقول عبير: "عند ما يسألني زوجي أحد تلك الأسئلة التي تزعجني مثل: لماذا تذهبين دائما عند فلانة؟ فإنني أحاول إغاظته، ولا أجيبه"؛ اعتقادا منها أنه فقط يحاول إغاظتها بسؤاله. ويدافع زوجها عن سؤاله فيقول إنه لا يحاول استفزازها، وإنما هي تعتبره كذلك. ** مبررات تورد بعض الزوجات بعض المبررات لتلك الأسئلة التي يعتبرها الرجل تدخلا في خصوصياته، فهن يرين أن مثل تلك الأسئلة توفِّر لهن الحماية والأمان للحفاظ على بيوتهن، فتعتبر رجا تلك الأسئلة مجرد حماية واطمئنان على منزلها وزوجها من امرأة أخرى. ** مشكلة يرى أزواج أن تكرار الأسئلة بشكل يومي مشكلة لا حل لها وأنها تؤثر فعلا على استقرار الأسرة والزوجين. على حين يرى علي أن المرأة بطبعها تحب هذه النوعية من الأسئلة، وتعشق طرح الأسئلة فقط لمجرد فتح حوار. ** ختاما قد تكون الأسئلة أكثر من اللازم، لكن الكلمة الطيّبة صدقة، ولها فعل السحر في نفوس الناس؛ فهي تبني ولا تهدم، وتصلح ولا تفسد، وعلى الزوجين أن يراعي كل منهما مشاعر الآخر وأحاسيسه، فلا يؤذيه بكلمة تغضبه أو صمت قاتل. ونقول للأزواج: أنصتوا دون أن تغضبوا، وتذكروا أن ضيق الزوجة يأتي من عدم فهم وجهة نظرها، وهذا ليس خطأها، فلا تلمها على إزعاجها لك، وحاول أن تفهمها مرة أخرى. صحيفة السياسية