القضية الجنوبية بين عبد ربه منصور ورشاد العليمي    الاتحاد الجنوبي لمكافحة الفساد والشروط الضرورية لنجاحه    كيف لجنوبي الاقتناع بوحدة كفرته وسلبت كل حقوقه    سلطان العرادة وشركة غاز صافر يعرقلون أكبر مشروع لخزن الغاز في ساحل حضرموت    الجزء الثاني من فضيحة الدولار أبو 250 ريال يمني للصوص الشرعية اليمنية    رئيس الوزراء بن مبارك يغادر عدن هربا من مواجهة الأزمات التي عجز عن حلها    شاهد: صورة تجمع سالم الدوسري بأولاده.. وزوجته تكشف عن أسمائهم    شاب يمني ينتحر شنقاً في صنعاء الخاضعة للحوثيين (صورة)    من طهران إلى صنعاء: رحلة الأسلحة الإيرانية التي تغذي الصراع في اليمن    عبدالملك الحوثي يغدر بأقرب المقربين من صالح الصماد .. و "مصادر موثوقة" تكشف ما حدث لزوجته وأطفاله!    "لا حق لكم بإقحام الجنوب في توجهاتكم الشاذة!"...قيادي بالحراك يهاجم "الانتقالي" ويصف قياداته بالمطبعين    هل دقت ساعة سقوط الحوثيين؟...قبائل الجوف تكسر حصار الحوثيين    مكافأة 10 آلاف دولار لمن يدلي بمعلومات عن طفل يمني اختفى    القاضي قطران ينتزع حقاً من الحوثيين لأول مرة في صنعاء... ماذا فعل؟    شاهد: فضيحة فيسبوك تهزّ منزل يمني: زوجة تكتشف زواج زوجها سراً عبر المنصة!    قيادات بإصلاح المحويت: استمرار اختطاف قحطان يكشف الطبيعة العدوانية للحوثيين    أولويات الكبار وميادين الصدق    مارب.. افتتاح مدرسة طاووس بن كيسان بدعم كويتي    دعم سعودي جديد لليمن ب9.5 مليون دولار    - 45أعلاميا وصحفيا يعقدون شراكة مع مصلحة الجمارك ليكشفون للشعب الحقيقة ؟كأول مبادرة تنفرد بها من بين المؤسسات الحكومية منذ2015 فماذا قال مرغم ورئيس التحرير؟ اقرا التفاصيل ؟    برشلونة يختتم موسمه بالفوز امام اشبيلية    دراسة حديثة تدق ناقوس الخطر وتحذر من اخطر كارثة تتهدد اليمن !    الاشتراكي اليمني يرحب بتوقيع قبائل الصبيحة ميثاق شرف لإنهاء الثأرات مميز    منظمة إيرانية منفية تكشف اساليب ووسائل إيران في نقل الأسلحة للحوثيين مميز    فتاة تكشف عن فضيحة كبرى تهز اليمن    قيادة «كاك بنك» تعزي في وفاة والدة وزير العدل القاضي بدر العارضة    وزير الصحة يلتقي مع المشرف العام لمركز الملك سلمان للأعمال الإغاثية والإنسانية    الجامعة العربية تشدد على ضرورة تكاتف الجهود للنهوض بالشراكة العربية - الإفريقية نحو آفاق أوسع    البنك المركزي يعلن عن مزاد إصدار سندات حكومية طويلة وقصيرة الأجل    تعز.. العثور على جثمان طفلة جرفتها سيول الأمطار بالمدينة    بينهم يمني.. شاهد: الأمن العام يُحكم قبضته على المُجرمين: لا مكان للجريمة في السعودية!    الأهلي المصري يتوج بطلًا لأبطال إفريقيا للمرة ال12 على حساب الترجي التونسي    الحكومة اليمنية ترحب بقرار "العدل الدولية" وقف الهجوم العسكري على رفح مميز    الثاني خلال أسبوع.. وفاة مواطن نتيجة خطأ طبي خلال عملية جراحية في أحد مستشفيات إب    الفنان محمد محسن عطروش يعض اليد السلطانية الفضلية التي أكرمته وعلمته في القاهرة    الذهب يتجه صوب أكبر خسارة أسبوعية في أكثر من خمسة أشهر    عالم يمني يبهر العالم و يكشف عن أول نظام لزراعة الرأس - فيديو    "القسام" تعلن عن أسر جنود للاحتلال في كمين داخل نفق في جباليا    حصاد كهنة الآل لثمانية أشهر... بين استغلال المشاعر، واستثمار العاطفة!    لعبة المصارفة التي تمارسها الشرعية تحصل على الدولار بسعر 250 ريال يمني    الونسو ينهي موسمه بخسارة وحيدة في جميع البطولات    باريس سان جيرمان يتوج بكأس فرنسا بعد تفوقه على ليون في النهائي    العميد طارق صالح يعلق على فوز العين الإماراتي بدوري أبطال آسيا والأهلي المصري بدوري أبطال إفريقيا    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    اللواء العرادة يعلن عن إنشاء مدينة طبية وبناء كلية طب ومستشفى جامعي بمأرب    برشلونة يعلن إقالة تشافي رسمياً    34 تحفة من آثار اليمن مهددة للبيع في مزاد بلندن    مليشيات الحوثي تصدر بيانا بشأن منعها نقل الحجاج جوا من مطار صنعاء إلى السعودية    عالم يرد على تسخير الإسلاميين للكوارث الطبيعية للنيل من خصومهم    الفن والدين.. مسيرة حياة    عن طريق أمين جدة السعودية.. بيع عشرات القطع الأثرية اليمنية في لندن    تصحيح التراث الشرعي (32) أين الأشهر الحرم!!؟    إعلان سعودي رسمي للحجاج اليمنيين القادمين عبر منفذ الوديعة    ما بين تهامة وحضرموت ومسمى الساحل الغربي والشرقي    وهم القوة وسراب البقاء    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مرضى السكري.. مأساة بطلتها حقنة وتجاهل يزيد المعاناة!
نشر في سبأنت يوم 07 - 04 - 2010

لم تكن هناء ذات ال40 عاما، التي توفي زوجها منذ أعوام بمرض السكري (ربّة بيت وأم لأربعة بنات وولد) تعلم بأن داء زوجها الذي انتقل إلى ابنها وبناتها سيُدخلها في مأساة حقيقية وآلام لا يتحملها إنسان. فعدم توفّر حقنة الأنسولين بانتظام، والتي كانت تحصل عليها مجانا من المستشفيات الحكومية، فاقم معاناتها.
تقول هناء: "أشتري حُقنة أبنائي الخمسة من الصيدليات الخاصة بأسعار مُرتفعة تفوق حدود إمكانياتي المادية البسيطة؛ لأدخل في مشكلة ديون مالية لا تنتهي".
هناء تعترف بحسرة وألم بأن خوفها وقلقها تجاوز حدود المعقول، فاهتمامها بتوفير المال لشراء حقن الأنسولين فاق اهتمامها بتوفير متطلبات البيت الأساسية من مأكل ومشرب.
أسرة مصابة
علي (رب أسرة جميعها مصاب بمرض السكري منذ أعوام طويلة) يقول -وعلامات الإحباط على ملامحه الحزينة: "أنا وأبنائي وزوجتي نشتري شهريا حقن الأنسولين من الصيدليات الخاصة لعدم توفّرها بصورة مُنتظمة في المستشفيات الحكومية، حيث كُنّا في السابق قبل سنوات طويلة نستلم هذه الحُقن بصورة شهرية، والحُقنة تكفي لعشرة أيام فقط، ثم أذهب لشرائها من الصيدليات بمبلغ 2700 ريال".
ويضيف: "حالتي المادية متدهورة جدا، ولا يمكنني تحمّل نفقات الدواء براتب زهيد لا يكاد يكفي متطلبات المعيشة، وأقوم بشراء حُقنة الأنسولين لي ولجميع أفراد أسرتي من الصيدليات بسعر مضاعف، حيث يقوم الصيادلة برفع قيمتها حين يسمعون أن الحُقن التي تصرفها المستشفيات الحكومية انتهت".
رواتب زهيدة
أما أروى فهي الأخرى تسرد حكايتها المؤلمة عن رحلتها الطويلة مع هذا المرض وعذابها الذي طال أمده لتسديد ديونها التي لم تنتهِ بعد، تقول: "بدأت مُعاناتي مع داء السكري منذ ثلاثة عشر عاما، فقدت حينها القُدرة على الحديث بسبب شعوري بالجفاف والرّعشة والدّوران أثناء الوقوف، كل ذلك أثّر على أعصابي".
وتضيف: "تكلفة الحُقن أدخلتني في أزمة ديون لم أستطع تسديدها، فأسرتي كُلّها تعيش على راتب زوجي الزهيد، والحُقنة تكاد تكفيني لعشرة أيام فقط، ثم أذهب لشراء أخرى بما يقارب 2000 ريال إلى 2500 ريال من الصيدليات الخاصة، ومع كل ذلك فالحقن غير متوفِّرة في جميع الصيدليات، ولا أعلم السبب ويتفاوت سعرها من صيدلية لأخرى، وما ذنب المرضى المعدمين من هذا الانتظار، وممن أجبرتهم ظروف الحياة على تحمّل تكاليف باهظة، فبعض الناس لا يستطيعون تحمّل تكاليف الدواء والمعيشة براتب زهيد".
معاناة أخصائي
الأخصائي النفساني عمر محمد بامهدي، الذي يعمل في مستشفى الأمراض النفسية بعدن، هو الآخر لم يسلم من هذا المرض المزمن، الذي أصابه وزوجته منذ ثمانية أعوام، يقول الدكتور با مهدي: "أكثر من شهرين وحُقن الأنسولين منقطعة من المستشفيات الحكومية، الوضع مأساوي جدا، فأنا اعتمد على راتبي فقط، وليس هناك مصادر أخرى، والظروف الاقتصادية صعبة وتُفاقم من هذا العذاب النفسي، والجهات المعنية المسؤولة لا تحرّك ساكنا".
ويضيف: "كل يوم أذهب إلى المستشفى وإلى الصيدلية المركزية لعلّ وعسى أجد حُقنة. ولكن –للأسف- في كل مرة أعود خائبا وحزينا واضطر لشرائها من الصيدليات الخاصة بسعر يتجاوز 1500، بحسب النوعية المناسبة لي ولزوجتي".
ويضيف: "نتمنّى أن يكون هناك لا مركزية في العلاج، وقد سمعنا أن وزارة الصحة ستستورد أعدادا كبيرة من هذه الحُقن في شهر مارس، ولكن لا أعلم سبب كل هذا التأخير هل هو من ناحية التموين أم الاستيراد".
معاناة
حين لا يجد مريض السكر حقنته البسيطة التي تعيد إلى أوصاله روح الحياة التي ينعم بها آلاف الأصحاء يبدأ حينها سلسلة من العذاب النفسي والجسدي والمادي، تبدأ مع انقطاع حُقنة الأنسولين (حُقنة الحياة) من المستشفيات الحكومية، يدخل الكثير منهم دائرة القلق والخوف على مصيرهم المجهول، وقد يتحوّل ذلك إلى اكتئاب مزمن يُفاقم من خطورة المرض الخطير، فالبعض ليس لديه المال الكافي لشراء مثل هذه الحُقن من الصيدليات الخاصة، الأمر الذي يدخل الكثير منهم في ديون لا تنتهي فيما يُحجم البعض الآخر عن شرائها، معلنا استسلامه للموت البطيء.
وفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية لعام 2000، فإن هناك حوالي 327 ألف مريض بالسكري في اليمن، وهو ما يشكل حوالي 1.5 بالمائة من مجموع سكان البلاد البالغ عددهم 21 مليون نسمة، والذين يعيش 42 بالمائة منهم تحت خط الفقر، غير أن جمعية مرضى السكري باليمن تقول إن حوالي 6 بالمائة من سكان البلاد، نحو 1.3 مليون شخص، يعانون من السكري الآن.
وتشير التقديرات إلى أنّ أكثر من 170 مليون نسمة يعانون من السكري في جميع أنحاء العالم، وهذا العدد قد يتضاعف بحلول عام 2030. ويشكّل السكري ومضاعفاته العديدة عبئاً فادحاً على صحة بلدان العالم واقتصاداتها، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
4000 مريض
مسؤول صرف الأدوية في الصيدلية المركزية التابعة لمستشفى الجمهورية بعدن الدكتور عبد القادر علي: "شكاوى مرضى السكري كثيرة بسبب عدم توفّر حقن الأنسولين بصورة منتظمة".
وأضاف: "نحن –للأسف- نستلم الدواء بصورة غير منتظمة والمرضى يتذمرون منّا دائما. وقبل شهرين تقريبا حصلنا على 500 حقنة، ولكن أعداد المرضى في تزايد مستمر، فلدينا أكثر من 4 آلاف مريض، وبالطبع لن يكفي هذا الدواء لهذا الكم من المرضى، كما أن هذه الحُقن على الرغم من عدم كفايتها وتغطيتها إلا أنها أيضا توزّع للمستشفيات الحكوميّة، وفي حال انتهائنا نعتذر للمرضى على أمل الحصول على أعداد أخرى من وزارة الصحة بصنعاء، ولهذا فنحن نناشد وزارة الصحة في صنعاء بتوفير أعداد كبيرة من هذه الحُقن بصورة منتظمة، حتى يشعر المرضى بالأمان؛ لأن هذا التأخير يهدد استقراره النفسي ويؤثر عليه جسديا وماديا".
آلية واستراتيجية منظمة
مديرة الصيدلية المركزية التابعة لمستشفى الجمهورية، الدكتورة آسيا الأغبري، طالبت وزارة الصحة باعتماد آلية أو إستراتيجية لتزويد المستشفى بحقن الأنسولين.
وقالت: "استلمنا، في آخر مرة، حوالي 500 حقنة لحوالي 8 آلاف مريض منها للمرقّدين بالمستشفيات، نحن مسؤولون على محافظة عدن، ونعطي المرقدين الحُقن بصورة إجبارية وبحاجة لآلية لانتظام صرف الأدوية، ولا نريد أن ننسف الجهود التي تبذلها وزارة الصحة، حيث إنها وعدتنا بإحضار 4 آلاف حُقنة شهريا دون انقطاع، ونأمل أن يتحقق هذا الأمر".
وتضيف: "في شهر فبراير 2009 استلمنا 500 حقنة، ولكن العدد لم يكن بالمستوى المطلوب، وفي ديسمبر 2009 استلمنا 300 حقنة، ثم استلمنا 500 حقنة في شهر فبراير الماضي هذه الأعداد قليلة جدا، ونأمل بأن يكون هناك توجّه منتظم لصرف الحقن والنظر إلى مُعاناة المرضى الذين يأتون إلينا، ونضطر الاعتذار لهم".
مؤكدة أن من المشكلات التي تواجههم التموين وعدم استمرارية الإمداد بالحُقن "والجميع يعلم بالأوضاع التي نمر بها، ولكن هناك جهود تُبذل وتحتاج إلى وقت لترتيب الأوضاع، ونأمل من وزارة الصحة أن تعيد النظر في الأدوية الصعبة".
من جانبه، يقول المدير الإقليمي للبرنامج الوطني للإمداد الدوائي في محافظة عدن، الدكتور علي صالح: "الأنسولين مثله مثل أدوية الفشل الكلوي وأدوية السرطان وأدوية النزف (الهيموفيليا) والمضادات الحيوية وأدوية الأطفال، فكثير من الأدوية تنقطع لفترات طويلة، والخدمات الصحية هي الاتصال بالمواطن لحل المشكلة بصورة مباشرة".
وفيما يخص استيراد الأدوية وعدم انتظام توفّرها يقول صالح: "هذا يعود بصورة أساسية إلى سُوء الإدارة وسوء تنظيم هذا العمل. فقبل ثلاث سنوات كان هناك صندوق الدواء، حيث تم تشكيل إدارة محترفة لتنظيم توفير الدواء، وكانت ميزانيات الدواء مرصودة بالبنك من أجل أن تقوم لجنة المشتريات بالشراء المباشر وفقا لقوانين الحكومة، حيث يتم شراؤها مباشرة، وتوريدها من قبل الموردين إلى مخازن إقليمية باليمن، لكن بعد إلغاء الحسنة الوحيدة التي عملتها وزارة الصحة (صندوق الدواء) تم استبدال هذا النظام بالنظام العشوائي، والمقصود بهذا أن المال موجود بوزارة المالية والأخيرة قامت بإنقاص مُخصصات هذه الأدوية، وهذا انعكس على نقص توفّر الدواء".
وأضاف: "أيضا سُوء الإدارة، فبدلا من أن يقوم التاجر بتوريد الدواء للمخازن الإقليمية استبدل النظام بنظام مركزي، حيث نقوم بداية كل عام برفع احتياجاتنا إلى وزارة الصحة، ويتم أخذ هذه الطلبات بعضها تتوفّر على مدى سنة، والبعض الآخر تُؤجل لسنتين، وهذا يؤدي إلى اختناقات في الخدمات الصحيّة ومشاكل للأطباء على مختلف الأصعدة ممّا يجعل الناس بحاجة إلى دعم المجتمع".
وعن الدعم المجتمعي لهكذا حالات، يقول صالح: "دعم المجتمع –للأسف- غير منظّم، والمجتمع لا يشعر بثقة في المؤسسات الصحية، وإنما يدفع مضطرا ليحصل على بعض الخدمات".
وأوضح الدكتور صالح أن انقطاع أدوية الأمراض المزمنة مستمر لأكثر من ثلاث سنوات، وقال: "لدينا أكثر من 280 صنفا في قائمة الأدوية الأساسية لم تتوفّر على مدى ثلاث سنوات، وفيما يخص أدوية الأمراض المزمنة فقد صُرفت عليها مبالغ كبيرة جدا، ووجهت لها الميزانيات بشكل كبير جدا؛ رغبة من وزارة الصحة بأن تُحل مشاكل الأمراض المزمنة على حساب الأمراض الأخرى. ولكن الوزارة -للأسف- لم تستطع أن توفِّي احتياجات الأمراض المزمنة".
الدولة لا تستطيع أن تتحمّل أعباء المواطن حملنا جميع تلك الصور المؤلمة، وبحثنا عمّن يجيب أو يضع أمامنا بصيص أمل لحل المشكلة، قصدنا مكتب الصحة والسكان بمحافظة عدن الدكتور الخضر لصور، الذي بدوره قال: إن عدم انتظام الأنسولين يأتي من المركز الأساسي، وهو يخضع لما يحصل عليه من ميزانيات مالية.
وأضاف: "المناقصات والموازنات تأخذ وقتا، ولذلك نجد ارتفاع أعداد المرضى، وعند ما نتواصل مع التموين الطبي ونستلم الأنسولين نقوم بتوزيعها حسب البطاقة، واعتقد بأن الكميات التي نستلمها غير كافية وغير منظمة، وهذا متعلق بالوزارة، ولديها أطروحات والإفراج يكون منها. ونحن هنا في محافظة عدن حاولنا التنسيق مع المركز الوطني ومع مركز السكري في مستشفى الجمهورية، ولكن يجب أن يعلم الناس جميعا أن الدولة لا تستطيع أن تتحمّل كل شيء، وإنما تضافر الجهود المختلفة بإمكانه أن يساعد في تخفيف الأعباء على المرضى. مثلا لدينا جمعيات أصدقاء مرضى السكري، بالإضافة إلى مصادر التموين عبر وزارة الصحة وتضافر الجمعيات الأخرى كل ذلك سيساهم في توفر دواء الأنسولين".
لا يمكن تمويل حقن الأنسولين
وعن أسباب عدم التواصل مع منظمات وهيئات خارجية لدعم المرضى بالأدوية، قال الدكتور لصور: "المنظّمات الدولية لا تُعطي أدوية، ودورها فقط تدريب وتأهيل في مجال الرعاية الصحية الأولية، وفي التطعيمات وغيرها من الجوانب ولا تدعم أدوية محددة، لكننا حاليا نتواصل مع الأخوة في المحافظة، والوزارة لدعم هذا الجانب. وقبل يومين تم التأكيد على أنه سيتم تقديم دعم إضافي -وإن شاء الله- ستنتظم الأمور، فقد بدأت عملية توريد حُقن الأنسولين".
الطب البديل ليس حلا
يؤكد أطباء في مستشفى الجمهورية أن حقنة الأنسولين لا يُعادلها أي غذاء صحي، حيث لا يمكن للمريض الاستغناء عنها، واستبدالها بمواد غذائية ذات مكوِّنات محددة، كبديل لها، بحيث تساعد في ضبط السكر في الدم. ويؤكد الأطباء أن هذا المرض ينتج عن ارتفاع مزمن لمستوى السكر (الجلوكوز) في الدم.
ويعتبر السكر من المواد الرئيسة التي تحتاجها خلايا الجسم لتغذيتها، وإنتاج الطاقة اللازمة لكي يستطيع الجسم القيام بوظائفه الحيوية المختلفة، وقد يُصاب الإنسان بالسكري نتيجة عجز البنكرياس عن إفراز هرمون الأنسولين، أو إفرازه بكميات غير كافية، أو غير فعّالة ممّا يؤدي إلى عدم دخول الجلوكوز إلى خلايا الجسم، وبقائه في الدّم بكميات أعلى من المستوى الطبيعي، وبذلك تحدث حالة ارتفاع السكر في الدم وأنه على المريض إتباع حمية غذائية يصفها الطبيب المختص إلى جانب استخدامه لهذه الحقنة.
كلمة أخيرة:
معاناة وآلام فاقت حدود المعقول أوصلت البعض إلى بيع مقتنياته الأساسية في سبيل شراء حُقنة الأنسولين؛ خوفا من انقطاع شريان الحياة، وإن كان مُعظم هؤلاء المرضى يعيشون على رواتبهم الزهيدة، ويتحملون تكاليف وديونا لا يستشعر بها إلا من يكابدها في سبيل البحث عن حُقنة تكاد أن تنعدم هي الأخرى من الصيدليات الخاصة، إلا أن استمرار انقطاعها لأشهر يعني حدوث مضاعفات خطيرة على صحة ونفسية المريض أولا وأخيرا، وإن كانت المشكلة لا يمكن حلها عن طريق منظّمات وهيئات دولية لتوفير مثل هذه الأدوية أو غذاء بديل لهذه الحُقنة، إلا أن السؤال المطروح هو: متى ستجد وزارة الصحة آلية سريعة لتنظيم صرف الدواء؟ فالجمعيات والمؤسسات تعاني نفسها من شحة الدواء، ومريض السكر يموت يوميا ببطء، وينتظره مصير مجهول!
سؤال وجواب عن مرض السكري
ما هو مرض السكري؟
هو ارتفاع في نسبة السكر بالدم، وهو حالة مزمنة تنتج عن نقص جزئي أو كلي في هرمون الأنسولين، والذي هو عبارة عن هرمون تفرزه غدة البنكرياس ليقوم بمساعدة السكر في الدم للدخول إلى خلايا الجسم، حيث يتحول إلى طاقة تساعد الجسم على الحركة.
عند ما يقل الأنسولين في الجسم فإن السكر يزيد في الدم، ولا يستطيع الجسم الاستفادة منه، ولذلك نراه يظهر في البول.
* ما هي أنواع مرض السكري؟
هناك نوعان لمرض السكري:
النوع الأول: سكري الأطفال أو الشباب، وهو النوع المعتمد في علاجه على الأنسولين.
النوع الثاني: سكري البالغين، وهو النوع غير المعتمد في علاجه على الأنسولين.
* ما هو ارتفاع سكر الدم عند مريض السكري؟
إن ارتفاع نسبة السكر في الدم عند مرضى السكري هو حالة متكررة ومزمنة، ويكمن الهدف الأساسي في علاج مرض السكري في تقليل الفترات التي يحدث فيها ارتفاع السكر في الدم. إن مدى شعور المريض بأعراض ارتفاع السكر يختلف من شخص إلى آخر، لذا توجد صعوبة في معرفة نسبة السكر في الدّم من خلال الأعراض الظاهرة.
يمكن تعريف ارتفاع السكر في الدّم بأنه زيادة في معدّل السكر في الدم عن 125 ملغم/د في حالة الصيام، وعن 200 ملغم/د.
* ما هي أعراض ارتفاع السكر في الدم؟
- الشعور بالتّعب.
- تكرار التبول مع العطش.
- زوغان البصر.
- الشعور بنمنمة أو وخز في أصابع القدمين واليدين.
- بطء التئام الجروح.
- تقلّصات في العضلات.
* ما هي أعراض الارتفاع الحاد للسكر مع ارتفاع الأحماض في الدم؟
- الم في البطن.
- انبعاث رائحة الفاكهة في الفم (الأسيتون).
- نقصان في الوزن.
- كثرة التبول.
- الجفاف الشديد في الجلد والفم.
- سرعة في معدّل التنفس.
* ما هي أسباب ارتفاع السكر في الدم؟
- تناول كمية كبيرة من الطعام.
- قلّة الحركة أو عدم القيام بالتمارين المعتادة.
- عدم أخذ علاج السكري.
- المرض أو الإصابة بالتهاب حاد.
- الوقوع تحت ضغط نفسي.
* ما هو علاج ارتفاع السكر في الدم؟
إذا كان هناك ارتفاع في نسبة السكر في الدم، يجب التفكير بالسبب الذي أدى إلى هذا الارتفاع، حيث بالإمكان المُحافظة على مستوى السكر في الدّم بالمستوى الطبيعي وذلك عن طريق:
- الحمية الغذائية المناسبة.
- القيام بنشاطات وتمارين معيّنة.
- أخذ مخفضات السكر -حسب رأي الطبيب المعالج.
السياسية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.