يحتفل اليمن مع سائر بلدان العالم باليوم العالمي لمكافحة التدخين الذي يصادف ال 31 من مايو من كل عام، و يستهدف الاحتفال هذا العام المرأة وصغار السن. حيث تنظم وزارة الصحة العامة والسكان بهذه المناسبة بالتعاون مع منتدى صناع الحياة غدا الاثنين بصنعاء حفلا خطابيا وتوعويا بالمناسبة إضافة إلى عدد من الفعاليات والأنشطة التوعوية بمختلف المحافظات. وأوضح مدير البرنامج الوطني لمكافحة التدخين الدكتور محمد الخولاني لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن الفعالية التوعوية سيتخللها مارثون رياضي شبابي ينطلق من شارع الستين الجنوبي باتجاه جولة المصباحي وتكريم عدد من المشاركين والجهات الداعمة والمنظمة لهذه الفعالية. ولفت إلى أن الفعاليات التوعية تهدف إلى تسليط الضوء على الأخطار الصحية الناجمة عن تعاطي التبغ والدعوة إلى وضع سياسات فعالة كفيلة بالحد من استهلاكه..مشيرا إلى أهمية توعية المجتمع بالآثار الضارة التي يخلفها تسويق وبيع التبغ بشكل عام وعلى النساء والفتيات بشكل خاص. إلى ذلك حذرت منظمة الصحة العالمية من تزايد الأنشطة الدعائية لشركات التبغ التي تستهدف النساء، وخاصةً في الدول ذات الدخل المتوسط والمنخفض. وأشارت المنظمة في بيان لها أصدرته بالمناسبة -تلقت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) نسخة منه- إلى أن المسح العالمي لاستهلاك التبغ بين الشباب أظهر تزايد تعاطي الفتيات ما بين عمر 13-15 عاماً للتبغ وأن الفجوة بين الشباب والفتيات أصبحت ضئيلة وفي بعض الدول اصبحت متساوية. وتمثل النساء نحو 20 بالمائة من المدخنين الذي يزيد عددهم على المليار مدخن حول العالم، وهذا الرقم في تزايد مستمر، كما أن نسبة استخدام المنتجات الأخرى للتبغ مثل الشيشة والتبغ غير القابل للتدخين، يتزايد بين النساء في العديد من الدول، وخاصة في إقليم شرق المتوسط. وبينت منظمة الصحة العالمية ان نسبة تدخين الفتيات في سن الدراسة تشهد تزايدا سريعا، حيث بلغت 5ر19 بالمائة في إيران، و4ر22 بالمائة في الصومال، و8ر26 بالمائة في سوريا، و7ر27 بالمائة في فلسطين (الضفة الغربية)، و1ر54 بالمائة في لبنان، فيما يبلغ معدَّل التدخين بين النساء البالغات نسباً مرتفعة تصل إلى 10 بالمائة في الأردن، و7 بالمائة في لبنان، و6 بالمائة في تونس واليمن. كما يشهد إقليم شرق المتوسط ثاني أعلى معدَّل عالمي 9 بالمائة لاستخدام الفتيات لمنتجات أخرى للتبغ من غير السجائر، والتي تشمل الشيشة والتبغ غير القابل للتدخين (الممضوغ أو المستنشق). ومع تغيُّر العادات الاجتماعية، أصبح المجتمع أكثر تقبُّلاً لتعاطي النساء للتبغ في كثير من الدول رغم وخامة مشكلة تدخين النساء، إذ تفيد الدراسات أن النساء أكثر استعداداً لإدمان النيكوتين من الرجال، مما يجعل إقلاعهن عن التبغ أصعب. ويزيد استخدام الأم للتبغ من المخاطر الصحية والسلوكية بين الأطفال والرضّع، كما تعاني النساء من وجه آخر لمشكلة التدخين هو كونهن ضحايا التدخين السلبي. وبالرغم من أن معظم المدخنين من الرجال، إلا أن كثيراً من الأطفال والنساء يتأثرون بالتدخين السلبي الذي يتسبب في وقوع 600 ألف حالة وفاة مبكرة سنوياً على مستوى العالم، 64 بالمائة منهم من النساء. وحذرت المنظمة من استهداف النساء من خلال استخدام المرأة في التسويق بوصفها عميلاً محتملاً، لاسيّما في البلدان النامية حيث إن معدّلات التدخين بين النساء تُعَدُّ منخفضة في الوقت الحاضر. وأظهرت نتائج المسح العالمي لاستهلاك التبغ بين الشباب أن هناك مساحات كبيرة للإعلان عن التبغ في إقليم شرق المتوسط سواء من خلال اللوحات الإعلانية، أو في الصحف والمجلات، وان 15 بالمائة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 13-15 عاماً في الإقليم لديه أحد الأغراض التي تحمل شعار لشركة تبغ أو سجائر، في حين عُرض على 9 بالمائة سجائر مجانية. وعلى نفس الصعيد أكد المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط دكتور حسين الجزائري في كلمته بالمناسبة ضرورة الحماية من التدخين السلبي معتبرا أنه لا يوجد مستوى آمن من التعرُّض للتدخين السلبي. وأشار إلى احتياج النساء والأطفال إلى الحماية من التعرُّض للتدخين السلبي داخل المنازل والمدارس وأماكن العمل. وقال : "بالرغم من أن المرأة لا تملك عادة القدرة على المطالبة بمكان خالٍ من التدخين، حتى في منزلها، إلا أنه من الممكن توفير حماية إضافية من خلال منع التدخين على مستوى الدولة التزاماً باتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ". ويمثل تعاطي التبغ ثاني أهم أسباب الوفاة على الصعيد العالمي حسب منظمة الصحة العالمية ويقف وراء عُشر الوفيات التي تُسجّل في أوساط البالغين في شتى أرجاء العالم، حيث بلغت الوفيات من الجنسين منذ مايو العام الماضي وحتى مايو الجاري بسبب التدخين اثنين مليون و732 ألف و 565 شخصا حسب احصائية محدثة. وذكرت الاحصائية أن عدد السجائر التي يتم تدخينها يومياً نحو 12 مليار و650 مليون و700 ألف و325 سيجارة .