استفادت 539 أسرة زراعية في عدد من مديريات أمانة العاصمة من حملات مكافحة آفات العنب والتي نفذتها وزارة الزراعة والري ممثلة بالإدارة العامة لوقاية النباتات منذ أبريل الماضي. حيث بلغ عدد أشجار العنب التي تم رشها وحمايتها من خطر الآفات في المديريات المستهدفة بالأمانة حتى الآن ما يزيد عن 81 ألف و400 شجرة. وأوضح مدير عام وقاية النباتات المهندس عبد الله حسين السياني لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن حملات مكافحة آفات العنب والتي تم تنفيذها لأشجار العنب في مديريات بني حشيش، خولان، بني الحارث، نهم بأمانة العاصمة هدفت إلى السيطرة على وضع الآفات التي تؤثر سلبياً على إنتاجية وجودة الثمار إلى جانب الحد من الأضرار الاقتصادية التي تسببها تلك الآفات. وبين أن أبرز الآفات التي تهدد زراعة وإنتاجية أشجار وفاكهة العنب في اليمن هي حشرة المن والبق الدقيقي ومرض البياض الزغبي. لافتا إلى أن خطورة تلك الآفات الحشرية تكمن في امتصاصها للعصارة الغذائية في النبات مما يؤدي إلى قلة الإنتاجية وتدني جودة الثمار الأمر الذي يؤثر سلبا على تحقيق عائدات اقتصادية مجزية للمزارع لتغطية نفقات وتكاليف الإنتاج. ووفقا لمدير عام وقاية النباتات فإن تلك الحملات التي شارك في تنفيذها نحو 30 فريق يضم عددا من المهندسين الزراعيين من كوادر وقاية النباتات، تضمنت إرشادات توعية للمزارعين في المديريات المستهدفة بأهمية إتباع أساليب وطرق المكافحة التقليدية والمكافحة المتكاملة للآفات وبما من شأنه ترشيد استخدام المبيدات وتقليل مخاطرها وأضرارها البيئية والصحية. وأشار السياني إلى أهمية تنفيذ حملات مكافحة الآفات كونها تركز على تنفيذ عمليات إيضاحية وإرشادية للمزارعين حول طرق المكافحة المتكاملة والمتمثلة في تنفيذ عدد من العمليات الزراعية الصحيحة والهادف إلى إيجاد بيئة مناسبة لنمو النبات بصورة جيدة وكذا بيئة غير مناسبة لنمو وتكاثر الآفات النباتية منها حراثة وتقليب التربة والتعشيب والتخلص من بقايا المحصول الناتج عن القطف وإزالة الأفرع المصابة والجافة، فضلاً عن الالتزام بالمسافات المناسبة بين النباتات أو الشجيرات. كما تم التركيز على التوعية بأهمية إتباع التوقيت المناسب في الري مع مراعاة كميات المياه المستخدمة في الري وتجنب طريقة الري بالغمر الذي يعد أحد العوامل المشجعة لتكاثر الآفات ونمو الحشائش وأهمية إتباع أنظمة الري الحديث والمقنن كأحد العوامل الهامة والمساعدة في زيادة إنتاجية وجودة الثمار. ودعا المهندس السياني المزارعين إلى تجنب الاستخدام العشوائي والمفرط للمبيدات في العملية الزراعية، وأن لا يلجئون إلى استخدام المبيدات إلا في حالة عجز كافة طرق المكافحة عن السيطرة على الآفات بسبب ظروف بيئية غير مناسبة. وشدد على ضرورة استخدام المبيد المخصص وقليل السمية واستخدام الجرعة الموصى بها مع ضرورة الالتزام بفترة الأمان المحددة على العبوة للحد من مشكلة متبقيات المبيدات وذلك من أجل حماية المزارع والمستهلك. وأعتبر أن مكافحة الآفات بالطرق التقليدية باستخدام عملية التتريب (رش التراب على الثمار والأوراق ) أحد البدائل الآمنة للمبيدات حيث يعتبر التراب أحد وسائل المكافحة الطبيعية للحماية من مرض البياض الدقيقي وحشرات المن والجاسيد. وتتركز زراعة العنب في مناطق متفرقة من اليمن خاصة المحيطة بمدينة صنعاء التي تنتج أنواع مختلفة منه وأصناف متعددة أشهرها الجبري والعرقي الذين تنتجهما مزارع حاشد وأرحب، فيما تتوزع زراعة الأنواع الأخرى في معظم مزارع المحافظات ويستمر إنتاجها من العنب خلال فترة الموسم الذي يبدأ من شهر يوليو وحتى نوفمبر من كل عام. وينفرد العنب اليمني بمذاق مميز وشهرة واسعة مكنته من الانتشار في الأسواق العربية والعالمة، وقد حظيت مشتقاته كالزبيب والعصائر بقبول واسع من قبل المستهلك الأجنبي. وتتباين أسعار أصناف العنب المعروضة في الأسواق سواء المحلية أو الخارجية وفقا لمعايير الجودة والمواصفات من حيث المذاق والنوع. وأثبتت التحاليل أن ثمار العنب تحتوى على 95 بالمائة من وزنها ماء وأيضاً 7 جرامات من الجلوكوز وجرام واحد من الدهون وحوالي 16 جراما من الكربوهيدرات ونصف جرام من البروتينات، إضافة إلى مجموعة من الأملاح مثل البوتاسيوم والكالسيوم والفوسفور والحديد وبعض الفيتامينات الضرورية للجسم. وتشير الدراسات العلمية إلى أن المدن التي يعتمد سكانها في أكلهم على ثمار العنب الطازج تقل لديهم نسبة الإصابة بأمراض السرطان نتيجة دور العنب وأثره الفعال في تنقية الدم وإزالة السموم والاضطرابات المفاجئة وفى نمو أنسجة الجسم. ووفقا لبيانات الإحصاء الزراعي فإن إنتاجية أمانة العاصمة من ثمار العنب بلغت العام الماضي 11 ألف و883 طنا في مساحة مزروعة تقدر بأكثر من ألف و 50 هكتاراً تقريباً، وتحتل أمانة العاصمة المرتبة الثانية بعد محافظة صنعاء من حيث إنتاجية وزراعة العنب في اليمن.