بدأت اليوم بمركز الدراسات والبحوث اليمني بصنعاء فعاليات الندوة الخاصة بال " الدولة اللامركزية في اليمن التحديات والفرص" ينظمها على مدى يومين منتدى الحوار الفكري وتنمية الحريات بالتعاون مع مركز الدراسات والبحوث اليمني بمشاركة نخبة من الأكاديميين والباحثين والمثقفين . وفي الافتتاح اشاررئيس المركز رئيس الهيئة الاستشارية للمنتدى شاعر اليمن الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح إلى ان الندوة تتناول واحدة من أخطر وأهم القضايا المزمنة في تاريخ اليمن والمتمثلة في الدولة اللامركزية او الدولة الحديثة والتي أزعم ان التفكير الجاد بها بدأ مع ثورتي ال26 من سبتمبر و 14 من اكتوبر أي انه مر حتى الأن اكثر من نصف قرن على طرح موضوع الدولة الحديثة . وقال : هكذا ظلت قضايانا السياسية والاجتماعية معلقة ومزمنة يسلمها جيل إلى جيل ،وأتذكر بالمناسبة ان احد الزملاء تم اعتقاله في منتصف السبعينيات لانه كتب مقالا علميا عميقا عن خطر الانفلات وضرورة بناء الدولة المركزية في شمال الوطن حينما كان نفوذ الدولة لا يصل الى بعض المحافظات القريبة من العاصمة . واضاف الدكتور المقالح : ثم انتقلنا بعد سنوات إلى الحديث عن الدولة اللامركزية والإدارة المحلية الكاملة الصلاحيات.و اخيراً طلع علينا الراسخون في السياسة بمفهوم الأقاليم والفيدرالية وبمقترحات أخرى جديدة حول تقسيم الوطن الصغير حجماً، إلى ما هو أقل من أقاليم او فيدراليات، وبدأت بعض الاطراف مسعاها المحموم الرامي إلى تفدير الوطن الذي لم يتمتع بعد بوحدته التي اضاعها المتصارعون في غياب العقل والحكمة، وغياب النظرة البعيدة الى المستقبل. وأشار الدكتور المقالح إلى أنه مرت على اليمن سنوات وهو يراوح في مكان واحد ولايتقدم شبراً أن لم يكن يتراجع أشباراً ، ولعله آن الأوان في هذا الظرف الدقيق والخطير ان نتنبه ونبدأ فر قراءة الواقع في ضوء المعلومات والدراسات البحثية العلمية بعيدا عن الارتجال والصراخ . منوهاً بأن في الابحاث المقدمة إلى هذه الندوة ما يستحق الوقوف والتأمل الطويل أن اردنا أن نخرج من دائرة الفوضى والجهل بالأمور. ودعا الدكتور المقالح عقلاء وحكماء ومحبي هذا الوطن أن يتفقوا على موقف واحد هو الأصلح والأنجح والذي يقوم على تصحيح مسار الوحدة وتنقية صفحتها من الاخطاء الشنيعة تلك التي ارتكبها بعض المتنفذين وبعض الجشعين الذين استفزوا بمواقفهم الشنيعة مشاعر اخوتنا وأهلنا في جنوب الوطن الذين كانوا يتحرقون شوقاً إلى اعادة وحدة الوطن ويرون في تفتيته وانقسامه خطراً على الاحلام والآمال على الحاشر والمستقل. من جانبه أشار رئيس منتدى الحوار الفكري الدكتور عبد الكريم قاسم دماج إلى أن الندوة تناقش على مدى يومين رؤى ومقترحات حول شكل الدولة القادرة على لملمة وبناء الوطن المثخن بالحروب والمضعف بالصراعات وايجاد دولة قادرة على تلبية الاحتياجات الموضوعية المختلفة للمجتمع اليمني في الحاضر والمستقبل. وأكد أن معطى اللحظة اليوم ينطوي على قدر كبير من التعقيد والخطورة فعلى مدى عقود من الزمن عمدت قوى الاستبداد والتخلف إلى تدمير مقومات البناء الوطني والاجتماعي والاقتصادي والثقافي ، بالاضافة إلى ان المجتمع اليمني مايزال وقواه الحية في سياق شاق ومتعرج يصنع فرص الانعتاق ويجعل من الضرورة الملحة فعلاً ثورياً تأريخياً يفتح ابواب التغيير النوعي نحو المستقبل . ولفت دماج إلى أن الأبواب فتحت نحو طريق بناء منظومة جديدة لإدارة المجتمع تعبر عن ارادته وتلبي احتياجاته في الحرية و التقدم والسلام، وأن مؤتمر الحوار الوطني الشامل هو محطة ذات أهمية قصوى من محطات هذا الاختبار الخطر ولا خيار أمام الجميع الا العمل معاً لإبداع ومراكمة عوامل النجاح . إلى ذلك تناولت الجلسة الأولى للندوة اوراق عمل مقدمة من الدكتور عبدالله ابو الغيث بعنوان " الخلفية التاريخية للفدرالية وتبلور ملامحها في العصر الحديث" تطرق فيها إلى الفرق بين الفدرالية والكنفدرالية ، والجذور التاريخية للنظام الفدرالي ، وأنواع الأنظمة الفدرالية وانتشارها،والنظام السياسي وأسس تقسيم الولايات الفدرالية، وكيفية توزيع السلطة بين المركز والأقاليم، ومعايير توزيع الثروة. وتناولت الورقة الثانية المعنونة بال" الدولة الاتحادية والدولة البسيطة والتجربة الدستورية في اليمن" للدكتور قايد طربوش ، انواع الدول الاتحادية والفروق بينهم، والتجارب الاتحادية في اليمن واشكال الحكم فيها، ومقترحات أولية بشأن احكام الدستور اليمني الجديد. كما ناقشت الجلسة الثانية برئاسة الدكتور عبد الحكيم الشرجبي ورقتي عمل بعنوان " بناء الدولة اليمنية الحديثة المعوقات والأفاق " للدكتور عبد الرب علي حيدر ، و"المحددات السياسية و الاجتماعية للفيدرالية" للدكتور فؤاد الصلاحي، استعرضتا معوقات الدولة اليمنية الحديثة وافاق المستقبل والتوقعات المرجوه من نتائج مؤتمر الحوار، وكذا المفهوم والمحددات الاجتماعية للفيدرالية والمحددات السياسية ومظاهرها وملامح بعدها السياسي. و اثريت جلستي الندوة اليوم بالنقاشات والمداخلات بين مؤيد ومعارض للفيدرالية والقواعد والاجراءات الناظمة لعمل الحكومات المحلية وحدودها وطبيعة التشريعات المحلية فيها.