شهد العمل الزكوي في محافظة صنعاء خلال العام الماضي 2021م نقلة نوعية عكس الالتزام بفريضة الزكاة التي قرنها الله تعالى بالصلاة وحث على صرفها في مصارفها الشرعية. إذ حقق مكتب الهيئة العامة للزكاة بالمحافظة، نجاحات في تنمية وتحسين الموارد وتصحيح الاختلالات وتكثيف برامج التوعية وتبني آليات وضوابط شفافة في تفعيل أوعية التحصيل. وانعكست السياسة العامة للهيئة العامة للزكاة في تبني مصفوفة مشاريع خيرية وإنسانية في زيادة إقبال المزكين ومبادرتهم لدفع الزكاة وتحقيق نجاحات في معدل نمو العائدات الزكوية. وأثمرت الجهود في ميدان العمل الزكوي منذ مطلع العام 2021م في تحقيق نمو في تحصيل الإيرادات هو الأكبر من نوعه في مديريات المحافظة مقارنة بالسنوات الماضية. وحسب تقرير صادر عن مكتب الهيئة تلقت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) نسخة منه، فقد بلغ إجمالي الإيرادات الزكوية خلال العام الماضي، أربعة مليارات و122 مليوناً و249 ألف ريال، بزيادة عن العام 2020م وصلت إلى مليار و770 مليونا و465 ألف ريال. وذكر التقرير، أن مديرية سنحان حققت ايرادات بمبلغ 938 مليونا و135 ألف ريال، وبني بهلول 116 مليونا و107 آلاف ريال، ومديرية همدان 763 مليونا و555 ألف ريال، وبني حشيش 419 مليونا و233 ألف ريال. فيما بلغت ايرادات مديرية بني مطر 528 مليونا و 68 ألف ريال، ومنطقة بيت بوس 122 مليونا و449 ألف ريال، ومديرية أرحب 554 مليونا و763 ألف ريال، والحيمة الداخلية 268 مليونا و607 آلاف ريال، والحيمة الخارجية 79 مليونا و515 ألف ريال. وأفاد التقرير بأن إيرادات مديرية مناخة بلغت 88 مليونا و81 ألف ريال، وبلاد الروس 46 مليوناً و17 ألف ريال، ونهم 35 مليوناً و676 ألف ريال، وجحانة 55 مليوناً و631 ألف ريال، والحصن 25 مليوناً و447 ألف ريال. وحققت مديرية الطيال 15 مليوناً و435 ألف ريال، وصعفان 14 مليونا و260 ألف ريال، وخولان خمسة ملايين و444 ألف ريال، وبني ضبيان مليونين و62 ألف ريال، في حين بلغ اجمالي الإيرادات بالإدارة العامة لمكتب الزكاة بالمحافظة 43 مليونا و755 ألف ريال. وأوضح التقرير أن إجمالي عدد المستفيدين من المشاريع الخيرية والإنسانية التي نفذها مكتب الهيئة، 56 ألفاً و888 حالة بمبلغ 842 مليوناً و870 ألف ريال. ولفت مدير مكتب هيئة الزكاة بالمحافظة، حميد الغولي أن نسبة الزيادة في إيرادات العام الماضي بلغت 75.28 بالمائة.. مثمنا تعاون السلطة المحلية والجهات ذات العلاقة في مساندة مكتب الزكاة والحث على الالتزام بأداء هذه الفريضة. وأرجع الزيادة في موارد الزكاة، إلى تنامي الوعي بأهمية فريضة الزكاة وجهود التنسيق في تحديث عملية التحصيل وتحسين الأوعية الإيرادية، معتبراً ذلك انجازا لصالح مشاريع الهيئة وتعزيز دورها في مساعدة الفقراء والمحتاجين. وأفاد بأن خطة مكتب الزكاة للعام الجاري ترتكز على تكثيف برامج التوعية لتحقيق نمو أكبر في الإيرادات وإقبال المكلفين على إخراج الزكوات، وتعزيز الجهود في الميدان لمتابعة تحصيل كافة أنواع الزكاة . ونوه الغولي إلى النجاح في صرف الزكاة العينية وتسليمها للمستفيدين مباشرة بما يجسد الشفافية في توزيع الزكاة بإشراف المزكين أنفسهم وإيصالها إلى المستحقين. وأكد أن نمو الإيرادات الزكوية أسهم في تنفيذ العديد من المشاريع في مجال التمكين الاقتصادي والزراعي ومشاريع خيرية وفقاً لمصارف الزكاة الشرعية وفي إطار خارطة المشاريع الخيرية والإنسانية التي تتبناها الهيئة للتخفيف من معاناة الفئات المتضررة والمستهدفة. وأوضح مدير مكتب الزكاة، أنه تم تنفيذ سلسلة من البرامج واللقاءات التوعوية في مختلف المديريات لتعزيز الالتزام المجتمعي بإخراج الزكاة والمبادرة بتسليمها أولا بأول لمكتب الهيئة. ولفت إلى أن مشاريع الزكاة خلال الفترة الماضية لم تقتصر على مساعدة الفئات الفقيرة فحسب، بل شملت مساعدة المرضى والجرحى والأيتام وأسر وذوي الشهداء والأسرى من خلال توزيع الزكاة العينية والنقدية عليهم في إطار الضوابط الشرعية للزكاة في مصارفها. وذكر أن من ضمن المشاريع الخيرية التي حققت نجاحاً : "وآتوا حقه يوم حصاده " الذي استفادت منه 21 ألفا و623 حالة، وتوزيع الفطرة على 16 ألفاً و86 حالة من الفقراء والمساكين، وكسوة العيد لأكثر من 14 ألفاً و924 حالة. وأشار إلى استفادة 589 حالة من المساعدات النقدية المباشرة و 93 شخصاً من أبناء المحافظة من مشروع العرس الجماعي الذي تبنته الهيئة العامة للزكاة على مستوى الجمهورية. وأكد الغولي أهمية تعزيز التكافل الاجتماعي ليس فيما يخص الزكاة كركن من أركان الإسلام فحسب بل كون الشعب اليمني يتعرض لعدوان وحصار.. داعيا التجار ورجال المال والأعمال للوقوف إلى جانب الفقراء والمساكين باعتباره واجباً شرعياً. وثمن جهود قيادة هيئة الزكاة في مساندة المكتب لمعالجة التحديات وتصحيح مسار العمل الزكوي، وحرص قيادة المحافظة على تذليل الصعوبات وتعاونها في تنسيق الإجراءات الميدانية. ولفت الغولي إلى الأعمال والورش التدريبية التي يجري تنفيذها حاليا للجان المكلفة على مستوى قطاعات المحافظة، استعدادا لتنفيذ المرحلة الثانية لمشروع تحديث واستكمال البيانات والحصر التكميلي للفقراء والمساكين في عموم قرى وعزل مديريات المحافظة. كما أكد الحرص على تقييم الأعمال وتصحيح الاختلالات واستشعار المسؤولية للارتقاء بالأداء الزكوي. وحث كافة المكلفين على إخراج الزكاة أولا بأول بما يحقق أثرها في المجتمع وإيصالها إلى مستحقيها بكل شفافية عبر مصارفها الثمانية . وتمثل النجاحات التي تحققت بمحافظة صنعاء في رفع الإيرادات الزكوية وصرفها للفئات المستحقة تجسيداً للالتزام بالركن الثالث من أركان الإسلام وترسيخ مبادئ التكافل الاجتماعي التي حث عليها الدين الإسلامي الحنيف وتأكيداً على ارتباط وتمسك الشعب اليمني بالهوية الإيمانية
