حقق فرديناند ماركوس الابن، نجل الديكتاتور الفلبيني السابق، فوزا ساحقا في الانتخابات الرئاسية اليوم الثلاثاء بحصوله على نحو 30 مليون صوت، أي قرابة ضعف ما حصلت عليه منافتسه الرئيسية نائبة الرئيس الحالي ليني روبريدو. وعلى إثر هذه النتيجة التي توقعتها استطلاعات الرأي، تعود عائلة ماركوس إلى السلطة بعد 36 عاما من الثورة الشعبية التي أطاحت بها. وفي خطاب ألقاه فجر اليوم الثلاثاء من مقر حملته في مانيلا امتنع "بونغ بونغ" (64 عاما) عن إعلان فوزه واكتفى بشكر أنصاره على شهور من "التضحيات والعمل"، واعدا بإعادة "الوحدة" إلى البلاد خلال فترة ولايته التي ستستمر ست سنوات. من جانبها، أعربت ليني روبريدو المحامية والخبيرة الاقتصادية (57 عاما) التي تعهدت بتخليص البلاد من الفساد وإنهاء نفوذ العائلات السياسية، عن "خيبة أملها الواضحة" من النتيجة. ويأتي انتصار ماركوس الابن بعد حملة انتخابية اتسمت بانتشار واسع للأخبار المضللة. فقد غزت حسابات داعمة له مواقع التواصل الاجتماعي، وصورت الحقبة التي حكم فيها والده البلاد لمدة 20 عاما للشباب الفلبيني على أنها ذهبية عمها السلام والازدهار، متجاهلة توقيف آلاف المعارضين الذين تعرضوا للقتل والتعذيب وحتى مليارات الدولارات التي جمعتها أسرة ماركوس من خزائن الدولة لإثرائها الشخصي. وكان دعي نحو 67 مليون فلبيني للإدلاء بأصواتهم في هذه الانتخابات التي اختاروا خلالها أيضا نائب الرئيس وجميع النواب ونصف أعضاء مجلس الشيوخ وحكام المقاطعات ال81 وغيرهم من أعضاء مجالس بلدية. وكانت حملة ماركوس الابن الانتخابية باهتة ولقي صعوبة في تعبئة مناصريه وجذب حشودا أقل من منافسته ليني روبريدو. لكنه استفاد من غضب كثير من الفلبيين من الحكومات الديمقراطية التي تعاقبت على حكم البلاد منذ نهاية الدكتاتورية، والتي عجزت في رأيهم على تحسين مستوى عيشهم.