أعلنت روسيا أن الغرب يدعم جهودها الرامية إلى عقد لقاء بين الحكومة السورية ومجموعات المعارضة في العاصمة موسكو، في وقت يلتقي موفد الاممالمتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا خلال الايام المقبلة مع قادة فصائل في المعارضة السورية المسلحة في تركيا لإجراء مباحثات تتركز خصوصا حول اقتراحه "تجميد القتال" في مدينة حلب السورية. في هذا الإطار أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة أن الغرب يدعم جهود موسكو الرامية إلى عقد لقاء بين الحكومة السورية ومجموعات المعارضة في العاصمة الروسية موسكو. وقال لافروف وفقا لما نشرته قناة "روسيا اليوم" على موقعها على الانترنت "لقد ناقشنا الموضوع السوري مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وممثلة الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني، والمبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي مستورا، وممثلين عن منظمة الأمن والتعاون الأوروبي، وجميعهم يدعمون جهودنا". وأضاف لافروف في مؤتمر صحفي عقده في مدينة بازل بسويسرا "سنواصل دعم جهود ستيفان دي مستورا الرامية إلى تجميد الأعمال القتالية أو إلى المصالحات المحلية بدءا من حلب، أعتقد أن هذا سيمهد لوقف شامل لإطلاق النار والانتقال إلى العملية السياسية". وتتزامن تصريحات الوزير الروسي مع تحركات الموفد الأممي الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا في تركيا ولقاءاته المرتقبة مع قادة فصائل في المعارضة السورية المسلحة ،ومن ثم زيارته المفترضة لمدينة اسطنبول للقاء "مسؤولين في المعارضة" السورية، في اطار "الشق السياسي" لمهمته . وقد التقى دي ميستورا في باريس ايضا بمسؤولين في المعارضة السورية. وموازاة مع ذلك من المقرر أن يجري موفد الاممالمتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا خلال الايام المقبلة محادثات مع قادة فصائل في المعارضة السورية المسلحة في مدينة غازي عنتاب التركية تتركز خصوصا حول اقتراحه "تجميد القتال" في مدينة حلب في شمال سوريا، بحسب ما ذكرت المتحدثة باسمه. وقالت المتحدثة جولييت توما وفق ما أوردته فرانس برس ان دي ميستورا "سيتوجه قريبا جدا الى غازي عنتاب لمناقشة خطته مع ابرز قادة الفصائل الموجودة على الارض في حلب، من أجل اعطاء دفع لهذه الخطة". واعلن دي ميستورا خلال زيارته دمشق في 11 نوفمبر ان الحكومة السورية ابدت "اهتماما بناء" بخطة الاممالمتحدة. واضاف ان السلطات السورية "تنتظر اتصالنا بالاطراف المعنية الاخرى والمنظمات والناس والاشخاص الذين سنتحدث اليهم من اجل ضمان امكانية المضي بهذا الاقتراح الى الامام". وقدم مبعوث الاممالمتحدة في نهاية اكتوبر الماضي الى مجلس الامن الدولي "خطة تحرك" في شان الوضع في سوريا، تقضي "بتجميد" القتال في بعض المناطق وبالاخص مدينة حلب للسماح بنقل مساعدات والتمهيد لمفاوضات. وقال في حينه ان ليست لديه خطة سلام انما "خطة تحرك" للتخفيف من معاناة السكان بعد حوالى اربع سنوات من الحرب في سوريا قتل خلالها اكثر من مئتي الف شخص. ومنذ بدء العمليات العسكرية في مدينة حلب في صيف 2012، تنقسم المدينة الى شطرين: غربي واقع تحت سيطرة قوات النظام وشرقي تحت سيطرة مقاتلي المعارضة. ومنذ اكتوبر الماضي، تحاول قوات النظام قطع طرق الامداد على المعارضين من جهة الشمال حيث تخوض معارك عنيفة مع فصائل المعارضة المسلحة في ريف حلب المحاذي للمدينة. ويفترض ان يزور دي ميستورا مدينة اسطنبول بعد غازي عنتاب، للقاء "مسؤولين في المعارضة"، في اطار "الشق السياسي" لمهمته. ورفضت توما تحديد اسماء القادة والشخصيات الذين سيلتقيهم المسؤول الدولي. وكان دي ميستورا التقى في باريس الاربعاء العضوين في الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية ميشيل كيلو وبسمة قضماني. وقد انهارت محادثات السلام الخاصة بسوريا أو ما يعرف باسم "جنيف-2" يوم السبت 15 فبراير 2014 بسبب تباين المواقف الروسية والغربية خلال تلك المحادثات بشأن الحلول المطروحة لإنهاء الصرع الدموي في سوريا المستمر منذ مارس 2011. ورزحت التحضيرات لعقد "جنيف - 2 "تحت وطأة العديد من القراءات الخاصة لبيان "جنيف– 1"، في يونيو 2012، وتم التسليم ضمنيا من قبل كل الأطراف بأن بيان جنيف - 1 هو أساس ما سيتم العمل عليه في جنيف - 2. وفي 30 يونيو عام 2012صدر بيان جنيف1 فعقب اجتماع عقد في مدينة جنيف السويسرية لدول مجموعة العمل الدولي حول سوريا كما حدد البيان الخطوات الرئيسية في المرحلة الانتقالية . وفي السياق نفسه يبدو أن الزيارات التي قام بها مسؤولون سوريون ومعارضون الى روسيا قد أفضت إلى اتفاق مبدئي مع موسكو على اطلاق محادثات تهدف الى انهاء النزاع الدامي في هذا البلد. وتزور روسيا منذ نوفمبر الماضي وفود معارضة، مدنية وعسكرية، يقودها الرئيس السابق للائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة، معاذ الخطيب، فيما استقبلت الأسبوع الماضي وفدا رسميا سوريا برئاسة وزير الخارجية وليد المعلم. وخاض وفدان من النظام والمعارضة مفاوضات مباشرة برعاية الاممالمتحدة في جنيف في يناير وفبراير 2014 ، من دون تحقيق اي تقدم في سبيل التوصل الى حل سياسي للنزاع المستمر منذ منتصف مارس 2011. وتمسكت المعارضة حينها بطلب إقصاء الرئيس بشار الاسد عن السلطة، وهو ما يرفضه النظام رفضا قاطعا. لكن الأولويات تغيرت اليوم، إذ جرى إعادة انتخاب الأسد لولاية جديدة، في انتخابات رئاسة نظمت في يونيو الماضي وعارضها الغرب وخصوم النظام من السوريين، فيما أصبحت محاربة /ما يسمى/ تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش" تحتل صدارة هذه الأولويات. ويبدو أن الخلافات ايضا التي تعصف بالائتلاف المعارض بين أعضائه، بالإضافة الى تركيز واشنطن جهودها على التصدي لتنظيم الدولة الاسلامية، تدفع موسكو الى التحرك في اتجاه رعاية الحوار السوري السوري. وكان وزير الخارجية الروسي سرجي لافروف ونظيره الامريكي جون كيري بدآ عملية "جنيف2" حين أعلنا في مايو من العام الماضي أنهما سيسعيان للجمع بين الحكومة السورية ومعارضيها في محادثات للبحث عن حل. وتجاوزت حصيلة القتلى منذ بداية الحرب في سوريا قبل نحو أربعة أعوام ال200 ألف شخص بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.