تودع تونس اليوم الاربعاء 2014 بتسلم الرئيس المنتخب الباجي قائد السبسي مقاليد رئاسة الدولة بعد أن يؤدي اليمين الدستورية في رحاب مجلس نواب الشعب، حيث تتجه أنظار التونسيين نحو الحكومة المنتظرة ومن سيترأسها. ويتسلم الرئيس السبسي مقاليد الحكم بقصر قرطاج، حيث أفادت دائرة التواصل والإعلام برئاسة الجمهورية أن مراسم تسليم السلطة بين الرئيس الجمهورية المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي والرئيس المنتخب ستتم خلال موكب رسمي بقصر قرطاج اليوم. وقبل ذلك بساعة سيؤدي السبسي اليمين الدستورية في مجلس النواب بحضور النواب وزعماء الأحزاب ورئيس الحكومة الحالية مهدي جمعة، إضافة إلى رئيس وأعضاء الهيئة العليا المستقلة للانتخابات. ولدى وصوله إلى قصر قرطاج حوالي العاشرة و30 دقيقة صباحاً سيجد السبسي في انتظاره المرزوقي بباب القصر، حيث يتم التقاط الصور التذكارية ثم يتم تسليم السلطة في جلسة خاصة قبل أن يغادر المرزوقي القصر على أصوات 21 طلقة مدفعية من قبل حرس التشريفات. كما ينتظر الشعب التونسي من الرئيس السبسي تحقيق وعوده، حيث أنه كان قد تعهد بأن يكون رئيسا لكل التونسيين بعد انتخابه أول رئيس للجمهورية الثانية ووعد بإعادة هيبة الدولة وإنقاذ البلاد من الأزمة الخانقة التي تعيشها على أكثر من مستوى عقب فوزه في جولة الإعادة. ويبقى أيضا امتحان التشغيل والتنمية من أصعب الامتحانات التي سيخوضها السبسي وحكومته خاصة أن ثورة 14 يناير 2011 بدأت برفع هذين الشعارين حين دعا الشباب إلى التشغيل والمساواة بين الجهات على مستوى التنمية. وتستوجب الورشات التي سيفتتحها السبسي في مجال مكافحة الإرهاب والملفات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية سرعة الحسم باعتبارها لا تحتمل التأجيل خاصة أنها استحقاقات كبرى لا شك أنها تتطلب من الرئيس الجديد الاستنجاد بكل قدراته ومهاراته لحسمها بسرعة. ويرى المراقبون السياسيون أن السبسي يطمح لتشكيل حكومة تحظى بأكبر دعم ممكن من الفرقاء السياسيين ومن القوى الممثلة في البرلمان، لضمان تجاوز الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد من دون عراقيل توضع في طريقها من حركة النهضة وحلفائها. وأكد القيادي في حركة النهضة عبد الفتاح مورو أن المشاورات المتعلقة باختيار رئيس الحكومة الجديد تتواصل بين مختلف الأحزاب. وأضاف في تصريح له أمس أن رئيس الحكومة سيكون محل توافق حسب ما يتضح من اللقاءات والمشاورات سواء مع حركة النهضة أو غيرها من الأحزاب وفق تعبيره. بينما كشف رئيس الاتحاد الوطني الحر سليم الرياحي أن الحكومة المقبلة التي لم تتشكل بعد ستتكون من ما بين 20 و23 وزيراً، و12 وزير دولة. وأضاف أنه لم يتم بعد طرح أسماء الشخصيات المرشّحة، وأن ذلك سيكون بعد تعيين رئيس الحكومة الذي سيتكفل بالمهمة.. مشدداً على أنه تم اقتراح إحداث ثلاث وزارات ضرورية للمرحلة المقبلة هي وزارة الاستثمار والتخطيط، ووزارة للرقابة ومتابعة الأداء في الوظيفة العمومية ووزارة للطاقة والبيئة. في السياق ذاته دعت الجمعية التونسية الأورومتوسطية للشباب الرئيس المنتخب الباجي قايد السبسي إلى مراجعة عاجلة للسياسة الأمنية المتبعة في مكافحة الإرهاب حتى تكون أكثر نجاعة وفعالية في ظل التهديدات الأمنية الإرهابية المتصاعدة، كما دعت إلى مواصلة العمل على تفعيل موقع تونس كشريك متقدم للاتحاد الأوروبي ومزيد العمل على إشعاع تونس في محيطها المتوسطي. وحصلت تونس على إشادة دولية نتيجة شفافية ونزاهة الانتخابات بعد أن قدم الرئيس المنتخب الباجي قايد السبسي الشكر لمنافسه الرئيس المؤقت المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي وتعهده بأن يكون رئيسا لكل التونسيين.. داعيا مواطنيه إلى نسيان انقسامات فترة الحملة الانتخابية. يذكر أن السبسي من مواليد 29 نوفمبر 1926 وهو سياسي ومحامي منذ عام 1952 وتقلد عدة مسؤوليات كبرى في عهد الراحل الحبيب بورقيبة مثل وزارات الداخلية والدفاع الوطني والخارجية وترأس البرلمان في عهد الرئيس السابق زين العابدين بن علي كما تولي منصب رئيس الوزراء التونسي في 27 فبراير 2011 ( بعد ثورة 14 يناير) إلى غاية 13 ديسمبر من ذات السنة. وأسس السبسي في 29 يونيو 2012 حزب (نداء تونس) الذي فاز في الانتخابات التشريعية يوم 26 أكتوبر الماضي بأغلبية المقاعد فيه (86 من جملة 217 مقعدا) قبل فوزه برئاسة الدولة بشكل نهائي ورسمي في جولة الإعادة يوم 21 ديسمبر الجاري. ومن المقرر ان يلقي السبسي اليوم خطابا للشعب التونسي بعد ان يؤدي اليمين الدستورية ويتسلم الرئاسة. يذكر أن رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات شفيق صرصار اعلن أول من أمس، النتائج النهائية للدورة الثانية للانتخابات الرئاسية بفوز محمد الباجي بن حسونة السبسي رئيساً للجمهورية التونسية، وذلك إثر الاطلاع على محضر المكتب المركزي المكلف بجمع نتائج الاقتراع.