ما يزال مسلسل تدهور أسعار النفط مستمرا في أسواق النفط العالمية حيث تراجعت اليوم الثلاثاء إلى مستويات منخفضة جديدة في خمس سنوات ونصف السنة بعد هبوطا 5 في المئة في الجلسة السابقة مع اشتداد المخاوف من تخمة المعروض. وفي حين اقترب خام برنت من 51 دولارا للبرميل مسجلا أدنى مستوى منذ 2009 وسط تفاقم القلق من زيادة المعروض بعد أن خفضت السعودية أكبر منتج في أوبك أسعار بيع النفط الشهرية إلى المشترين الأوروبيين.تراجع خام برنت إلى 51.23 دولار للبرميل اليوم الثلاثاء وهو أدنى مستوى له منذ مايو 2009. وفي الساعة 1310 بتوقيت جرينتش سجل السعر 51.95 دولار بانخفاض 1.16 دولار. وهبط الخام الأمريكي 1.10 دولار إلى 48.94 دولار بعد أن نزل إلى 48.47 دولار وهو أقل سعر منذ أبريل نيسان 2009. وزادت السعودية سعر البيع إلى آسيا لكن بعض المحللين يقولون إن انخفاض سعر الشحنات المتجهة إلى أوروبا يبرز حرص المملكة الشديد على حماية حصتها السوقية. وتلقت سوق الخام في الشرق الأوسط بعض الدعم من السعودية اليوم الثلاثاء بعد أن رفع أكبر بلد مصدر للنفط في العالم أسعار البيع إلى آسيا نظرا لتحسن الطلب. ورفعت السعودية سعر البيع الرسمي لشحنات فبراير من كل الخامات التي تبيعها إلى آسيا بين 55 و70 سنتا وبما يتفق مع التوقعات بوجه عام. وأبدى الطلب الآسيوي على الخام تماسكا الشهر الماضي. وقال المتعاملون إن زيادة أسعار الخامين العربي الخفيف والمتوسط فاقت التوقعات بقليل ورجحوا أن يكون سبب ذلك تقلص فرق السعر لخامي عمان ودبي على مدى الجلسات الخمس الأخيرة من الشهر الماضي. وتراجع خام برنت إلى 51.23 دولار للبرميل في وقت سابق من اليوم الثلاثاء وهو أدنى مستوى له منذ مايو 2009. وفي الساعة 0942 بتوقيت جرينتش سجل السعر51.31 دولار بانخفاض 1.80 دولار . في حين هبط الخام الأمريكي 1.50 دولار إلى 48.54 دولارا بعد أن نزل إلى 48.47 دولار وهو أقل سعر منذ أبريل 2009. وقد تراجعت أسعار النفط أمس الاثنين للمرة الأولى منذ ستة سنوات تقريبا إلى ما دون عتبة 50 دولاراً للبرميل في نيويورك. وتراجع سعر برميل النفط المرجعي الخفيف في نيويورك، تسليم فبراير، الى 49,95 دولاراً، وهو مستوى لم يبلغه منذ الاول من مايو 2009، حين سجل 48,01 دولاراً وأظهرت بيانات وزارة الطاقة الروسية ارتفاع إنتاج موسكو إلى ذروة جديدة لما بعد الحقبة السوفياتية العام الماضي، إذ سجل 10,58 ملايين برميل يومياً في المتوسط، بزيادة 0,7 بالمئة، بفضل صغار المنتجين غير التابعين للدولة. وسجلت الصادرات العراقية أعلى مستوى لها منذ 1980 في ديسمبر، وفق ناطق باسم وزارة النفط بفضل مبيعات قياسية من مرافئ الجنوب. وفقد الخامان القياسيان برنت وغرب تكساس الوسيط أكثر من نصف قيمتهما منذ منتصف 2014. ونزل سعر برنت تسليم فبراير إلى 55,25 دولارًا للبرميل، ثم تحسن قليلًا إلى 55,67 دولارًا. ونزل الخام الأميركي إلى 51,40 دولارًا ثم تعافى إلى 51,90 دولارًا. ويقول محللون إنه من الصعب التكهن بتحسن كبير في العوامل الأساسية للنفط في المدى القريب، وعزوا ذلك الى "إمدادات جديدة دخلت السوق ما عوض المشاكل الليبية، وأتى معظم الصادرات الإضافية من روسيا والعراق". وبرزت مراكز التحوط أو الاحتياطات المالية لدى الشركات كعامل مؤثر في الأسواق.وفيما لم تظهر مؤشرات على تحول في الاتجاه النزولي، إلا أن بعض الشركات على الأقل يبني مراكز تحوط جديدة لتفادي تراجع أكبر للإيرادات وكي تواصل الإنتاج لفترة أطول من المتوقع هذا العام. وقال المحللون ان اسعار الذهب الاسود ما زالت متأثرة بوفرة المعروض. ويتوقع أن يبقى العرض وافرا في النصف الاول من 2015 رغم تباطؤ الانتاج الليبي، وأن يواصل جر الأسعار الى الانخفاض. وقد طرحت في الأسواق كميات جديدة جاءت من روسيا والعراق وعوضت الى حد كبير عن مشاكل الإنتاج في ليبيا.
